فوز النهضة في تونس، كان بمثابة "الانتصار العريض"

فوز النهضة في تونس،

كان بمثابة "الانتصار العريض" و"التحول الكبير"

رضا سالم الصامت

فوز حركة النهضة الإسلامية التونسية،  كان  بمثابة " الانتصار العريض" و " التحول الكبير "

حركة النهضة الإسلامية ،  هي حزب معتدل فاز في أول انتخابات حرة نزيهة في تونس ،انه  حزب إسلامي  له تأثيرات في المنطقة و له تأثيرات داخل تونس و كان حزبا محظورا في عهد بورقيبة و بن علي  . اليوم و بعد أن  وثق به كل التونسيين ، فان هذه الحركة المعروفة بأنشطتها الإسلامية أصبحت تتنافس على السلطة بعد فوزها بأكثر مقاعد في المجلس التأسيسي و بعد ثورات الربيع العربي.

وسعيا لطمأنة العلمانيين في تونس ودول أخرى تخشى على قيمها الليبرالية، حيث قال مسؤولون بالحزب أنهم سيتحالفون مع حزبين علمانيين في ائتلاف مؤقت موسع يحكم البلاد. والنتائج أظهرت أن الشعب التونسي متمسك بهويته الإسلامية و لحد الآن فان  حركة النهضة ... تطمئن  المستثمرين والشركاء الاقتصاديين سواء داخل تونس أو خارجها و تشجعهم على الاستثمار و تدعيمهم ، و إيجاد مواطن شغل من أجل  تقليص البطالة .

 في الحقيقة ، إن حركة النهضة و بفوزها المنقطع النظير  ، سوف تواجهها تحديات كبرى و يتعين عليها أن تكون في مستوى الثقة التي منحها لهم شعب تونس  و كما يتعين على الطبقة السياسية أن تكون في مستوى الشعب الذي قدم درسا في الديمقراطية للعالم.

و تونس كما هو معلوم هي مهد "الربيع العربي" عندما أشعل البوعزيزي النار في جسده ااحتجاجا على الفقر و الخصاصة وقمع حكومة بن علي  المتزايد لكل الشباب التونسي و خاصة  أصحاب الشهائد العليا  الذين يعانون من البطالة و قلة ذات اليد  .

 هذه صيحة إن صح التعبير ، أحدثت صدى واسعا  في عدة مناطق من بلدان العالم الذين تعاطفوا مع " البوعزيزي " و هو الذي أشعل الثورة التونسية التي كانت سببا في إنهاء حكم  الطاغية " بن علي و أتباعه"  ....

مصر هي الأخرى على أعتاب انتخابات  في نوفمبر تشرين الثاني2011  وهي أيضا أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير 2011. ومن المتوقع أن يكون أداء حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والذي تربطه قواسم إيديولوجية مشتركة بحزب النهضة التونسي  .

بطبيعة الحال،  من المعروف ،  أن زعيم حركة النهضة الشيخ الفاضل و المفكر العربي التونسي راشد الغنوشي الذي اضطر للعيش في بريطانيا  أزيد من عشرين عاما بسبب مضايقات شرطة بن علي ، كان من أشد المعارضين لسياسة القمع التي  مارسها الرئيس السابق  بن علي على شعبه و اثر عودته إلى ارض الوطن تونس في كانون الثاني (يناير) 2011 ... قادما من بريطانيا... استقبل من طرف الشعب التونسي  استقبالا حارا .. و بذل منذ ذلك الوقت جهودا كبيرة في التأكيد على أن حزبه حركة  لن تفرض قيودا على المجتمع التونسي أو على السياح الأجانب  الذين يحبون قضاء العطلات على شواطئ البلاد.

و أن حركة النهضة حركة منفتحة على  الخارج مثلما هي متشبثة بدينها و إسلامها  تشبه لحد ما حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

إن فوز حركة النهضة كان  بمثابة " الانتصار العريض" الذي حققه شعب تونس المسلم الأبي  و هو أيضا

 " التحول الكبير" في مصير الحزب الذي كان يزاول أنشطته سرا قبل عشرة أشهر بسبب حظر كانت تفرضه الحكومة أدى إلى سجن المئات من أتباعه و مناصريه .

رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي متعاون