بوطيات

الأسد وشبيحته وأبواقه

ومنهم "طالب إبراهيم" طبعاً

هم صفوة الله من خلقه

محمد العلي

إن المرء المسلم لتأخذ الدهشة بِلُبِه كل مأخذ ، حين يرى البوطي يعتلي صهوة منبر الجامع الأموي ، ليدافع عن عصابات آل الأسد ومخلوف ، ويلوي أعناق النصوص ليَّاً ، بالتحريف أو التأويل المتعسف لتسير الأدلة في غير اتجاهها ، كمطية يركبها صاحب الأهواء يوجهها حيث يشاء ، وليوظفها في تلميع صورة تلك العصابة القبيحة الشائهة ، ويتمادى الشيخ في غيِّه وضلاله – نعوذ بالله من الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ - ، ويهبط في خطابه من حيث مبناه ومعناه إلى وادٍ سحيق ، إذ يوحي إلى مستمعيه أن الله تعالى اجتبى – ويا للعجب - طاغوت الشام وحزبه وجنوده وشبيحته ، ليكونوا حماة الدين وحراس العقيدة في أعظم ثغور الإسلام ، ويحشد جملة من الأحاديث والأخبار الواردة في فضل بلاد الشام وخصائصها وفضل الطائفة المنصورة فيها ، ومنها الحديث الصحيح الذي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ : « إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ وَلَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ، وحديث الأبدال المشهور ، وهو حديث ضعيف : « الْأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الأعداءِ وَيصرف عَن أهل الشَّام بهم الْعَذَاب» وكأنه يريد أن يقول لنا أن عدو الله ورسوله بشار الأسد وأباه المقبور - عليهما لعائن الله – وجنودهما ، من هؤلاء الأبدال الذين يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الأعداءِ وَيصرف عَن أهل الشَّام بهم الْعَذَاب كيف وقد ساموهم سوء العذاب!. وهذا – لعمرو الحق - خلط عجيب وقول غريب في غاية الفساد والشذوذ ؛ نسأل الله السلامة والعافية من هذه الأقوال الواهية المفضية بقائلها إلى الهاوية !.

عجباً لهذا الشيخ الذي ارتكبَ في كلامِهِ الغَلَطَ، وركبَ في صحاصِحِ الأوْهامِ مَطِيَةَ الشَطَطِ ، وفتَح بالخرافاتِ فاه، واغترَّ بتُرهاتِهِ وتاه ، كيف يجتهد، وما الذي يقول !؟ وعلام يبني ويشيد ؟. أيعقل أن تكون العصابة التي تحارب العفيفات الطاهرات ، وتبغي لهن مالا ينبغي لهن ، وتحارب الحجاب والنقاب ، وتقف ضد العفة والطهر ، وتأمر بالفحشاء والمنكر ليل نهار في وسائل إعلامها ومناهج تعليمها ، وتنشر العري والإباحية والشذوذ في مؤسسات الدولة والمجتمع هي الطائفة المنصورة المختارة !؟. وهل يصدِّق أحدٌ في الدنيا أن دولة الأسد العلمانية المتطرفة في علمانيتها ، تغار على الحرمات والمقدسات وتدافع عن الذين آمنوا !؟. ألم يصدر الأسد المقبور قراراً بمنع الحجاب في المدارس ، وما يزال القرار ساري المفعول  حتى تاريخه ، وحُرِم بسببه آلاف البنات من التعليم ؟. ألم يرسل عمه المجرم رفعت الأسد ذات يوم أسود سراياه السيئة الذكر في الطرقات والشوارع والأسواق لنزع الخمار عن وجوه النساء ورؤوسهن ، أتذكر ذلك اليوم المشؤوم – يا بوطي – أم تراك أنسيته !؟.

كيف تزعم - يا بوطي - أن عصابة الأسد هم حماة الدين وحراس العقيدة في أعظم ثغور الإسلام ، وهم يمنعون الصلاة في ثكنات الجيش ، ويبطشون بمن يقبضون عليه متلبساً بصلاة ، وينكِّلون به كأنه متلبس بجريمة كبرى ضد النظام ، ويضيِّقون على من يشمُّون منه رائحة التدين والخلق ، وهذا مشهود مشهور متواتر عشناه وجربناه بأنفسنا ، وتجرعنا غصصه ومراراته !؟.

سل ضباط الجيش وعساكره : هل يجرؤون على الصلاة أثناء الخدمة إلا سراً مستخفين في قعر مخزن داج أو في برٍّ قفر ناءٍ يطمئنون فيه أنه لا تراهم عيون ضابط الأمن ؟. وهل في ثكنات الجيش ومعسكراته مساجد للصلاة فيها ؟. {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى } [العلق: 9، 10]

أيعقل أن يجتبي الله تعالى العصابة الأسدية  ويصطفيها لحماية الدين والذب عن حياضه وهي التي تصادر الحريات وتسرق الثروات وتنتهك الحرمات وتهدم الثوابت والمسلمات وتضيع الحقوق وتنشر العقوق ولا تقيم أي اعتبار أو احترام للدين ومبادئه ورموزه !؟. وأي احترام للدين وشبيحة أسدك المصطفى المجتبى بزعمك تقتحم المساجد ، وتدنس المصحف الشريف ، وتكتب على جدران المساجد العبارات المهينة المشينة ، وتعتقل المصلين ولا تراعي حرمتها ولا مكانتها ولا قدسيتها ، وترتكب من الأفعال ما يقف له شعر الرأس مما لم تفعله فرنسا بل نقل لنا التاريخ احترامهم لبيوت الله ومراعاة مشاعر الناس واحترام شعائرهم التعبدية !. 

أي احترام للدين وقطعان الشبيحة يقصفون  المساجد ويهدمون المآذن ، ألم تر – يا بوطي - مئذنة جامع عثمان بن عفان في دير الزور كيف دمروها تدميرها وغيرها أم أعمى طبيب العيون عينيك عن هاتيك الصور التي تدمي القلب وتفتت الكبد ؟.

أي احترام للدين ومبادئه وقطعان الشبيحة تسجِّد الجباه لصورة رئيسك وصور أخيه الملعون وأبيه – صاحبك - المقبور - لا رحمه الله - ؟.

كيف تريدنا أن نصدِّق – يا بوطي – أن رئيسك يُكنُّ للدين احتراماً ، وقد اتخذوه وأخاه إلهين من دون الله ، وشعارات وعبارات الشرك الصريح : ' لا اله إلا بشار ' و" لا اله إلا ماهر' تكتب هنا وهناك ، ويُعلن بها على الملأ وأنت ساكتٌ راضٍ بما يحصل ، ثم يبررها بأنها تصرفات فردية !؟.

أوما سمعت بما فعلته عصابات القرداحة المجرمة مما تقشعر لهوله الجلود ، ويقف له شعر الرأس ، ويشيب له الولدان أم سكرت عنها العيون وصممت الآذان !؟.

أما رأيت وسمعت قهقهة الجنود ورقصهم على جثث وأشلاء ضحاياهم ؟.

ألم يأتكم – يا شيوخ الإسلام ومفتي الأنام - أنباء جسر الشغور وحمص ، وكيف اغتصبوا الحرائر ؟.

أليس لهم آذان يسمعون بها !؟.

أليس لهم أعين يبصرون بها !؟.

أليس لهم قلوب يعقلون بها !؟.

أليس في شيوخنا رجال ؟. فأين هم ؟. فأين حماة الدين وحراس العقيدة ؟. أين حماة الحرمات ؟.