العراق بين قواعد اقتصادية إيرانية وأخرى عسكرية أمريكية

العراق بين قواعد اقتصادية إيرانية

وأخرى عسكرية أمريكية

حسام صفاء الذهبي

أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي عن توقيع عدة اتفاقيات مع العراق في مجالات مختلفة منها تجنب الازدواج الضريبي ومجال التعاون الثقافي ومجال العلوم والتكنولوجيا ومجال البريد والاتصالات وكذلك توقيع مذكرتي تفاهم بين وزارتي الصحة في البلدين ..

وكما هو الملاحظ ظهر المالكي ورحيمي في الإعلام كأنهما أصدقاء حميمين وكأن إيران لم ترسل لنا العبوات ولم تفجر ولم تدمر الاقتصاد العراقي ولم تقتل العلماء ولم تفتح المياه المالحة على الأراضي العراقية ولم تقتل الصيادين ولم تحتل الأراضي النفطية والآبار ، فإيران وقفت وراء العديد من أعمال العنف التي تنفذ داخل العراق من خلال دعمها لبعض الجماعات المسلحة وأبرزها مليشيا مقتدى وتجهيزها بالأسلحة والمتفجرات ، إيران تتحرك لحفر آبار نفطية على بعد 600 متر عن الأراضي العراقية من ناحية محافظة البصرة كما أوضح ذلك مصدر أمني في المحافظة في 29 حزيران الماضي ، إيران استولت في 18 كانون الأول من عام 2009 على حقل الفكة النفطي شرق مدينة العمارة ولم تنسحب حتى نهاية كانون الثاني من عام 2010 ، إيران تقوم بقصف مناطق حدودية في المحافظات الشمالية تسبب بخسائر بشرية فضلا عن المادية ..

وكما يقول نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي إن الشركات في بلاده عازمة على الدخول بقوة إلى العراق في جميع المجالات كما أعلن ذلك في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه المرجع السيستاني في النجف وبخصوص ما دار خلال لقائهما اكتفى رحيمي بالقول نقلنا تحيات قيادة وشعب إيران للمرجع السيستاني ..

هذه الزيارة سيكون لها آثار سلبية على العراق عموما وخاصة في مثل هذا الوقت الذي تتكلم به الكتل والرموز عن الانفصال والأقاليم ، فأساس الزيارة كما هو واضح تقسيم الكيكة العراقية وحصول إيران على حصتها والتأكد من تحقيق حلمها بعائدية إقليم الوسط والجنوب إليها ..

ومن ناحية الاستثمارات الإيرانية فهي عبارة عن تأسيس لقواعد اقتصادية لا تقل خطورة عن تأسيس القواعد العسكرية الأمريكية فهي تحمل أجندة مستقبلية لا تخدم العراق بقدر ما تخدم إيران فضررها بالعراق والعراقيين اكبر من نفعها ، ولكن العتب على الرموز السياسية والدينية خصوصا فهم لم يكتفوا بتسفير الأموال الى إيران وبناء الدور والمستشفيات فيها حتى وصل الحال الى تسليم اقتصاد العراق وأمواله لها وتحشيد كل الطاقات في سبيل ذلك وهذا ما اتضح بلقاء المرجعية والسياسيين مع نائب الرئيس الإيراني ..