شام لحقوق الإنسان
أنور ساطع أصفري
عضو لجنة حقوق الإنسان في سورية - المكتب المركزي
أيها السوري المجيد---- أيها السوري الذي تعودت عظامك على الكسر ، وتعودت نفسك على الصمت والإستكانة ، وطال بك وبالوطن العمر ، وجعلت من الصبر والأمل إنموذجاً لحياتك الروتينية الرتيبة ، وقمت بتحويل الولاء والانتماء إلى منابر للبركة والدموع والحسرة التي لا توصف ، قد حان الوقت تماماً كي يعلو صوتك مدوياً صارخاً من أعماق الصدر من أجل تحرير الوطن والمواطن وتصحيح المفهوم العام للحياة وتصحيح مسيرة الأمة بشكل سلمي وديمقراطي .
أيها السوري المناضل ----- قد مرّت بك تجارب عديدة ومختلفة وكنت تُقمع وتصمت ، الآن قد آن الأوان أن تستفيد من كل المرحلة الماضية بكل سلبياتها وإيجابياتها إن وُجدت ، وعليك أن تنتفض في وجه القمع والاستبداد والفساد ومصادرة الحريات .
ولا بد لنا إلاّ أن ننوّه وبكل جدية بأنه عليك أن لا تحمل في إنتفاضتك أي صورة لأي كان وليكن ولاؤك الأول والأخير هو للوطن وللمواطن ، وكن حراً وقوياً وقائداً لنفسك ، فلقد آن الأوان بعد تجارب عاشها الشعب والوطن وبعد تجارب عاشتها دول شقيقة مجاورة أن نبلغ مرحلة الإدراك الفعلي للإرادة ، فليس هناك وصيّاً عليك سوى هدفك الذي تصبو إليه .
وتأكد أيها المواطن السوري المناضل أنه ليس هناك من يمنحك الحرية والأمان والإستقرار، وإنما هذه الأمور تنتزع إنتزاعاً، وتُحقق بإرادة قوية من الصعب وصفها عندما يريدها الشعب .
كما عليك أيها السوري المناضل أن لا تتجاوز نهائياً على الممتلكات العامة أو الخاصة ، فنحن نريد البناء ولا نريد تخريب الوطن ، ولا نريد لأحد أن يشوّه مسيرة الشعب .
كما عليك أيها المواطن الغيور على الوطن أن تكون على وفاق مع الجيش وخاصّة في هذه المرحلة ، وكن دوماً معه على مبدأ الكلمة الطيبة صدقة ،فاحمل اليهم كل أنواع الورود والأزهار وقم بإهدائهم العلم السوري ،كي يدرك جيشنا المناضل بأن الشعب إلى جواره وأن الجيش هو جزء مهم من الشعب .
كما عليك أيها المناضل السوري الغيور على مصلحة الوطن والأمة أن تنتبه تماماً من أصحاب النفوس المريضة الذين يحاولون أن يندسّوا بين صفوفك كي يركبوا الموجة لمصلحتهم ، فعليك أن تعلم إنهم لصوص ثورات الشعب وجواسيس الظلام والعتمة المقرفة ، هم نفسهم سيكونون أداة غدر بك وبكل مناضل بعد إسقاط نظام الأمر الواقع في دمشق .
أيها المواطن السوري المناضل -- قد آن الأوان أن ينجلي الظلام وينجلي اللون الرمادي من وجوه المجتمع السوري ، وآن لكل القيود أن تنكسر وتتبعثر ، كما قد آن الأوان أن تتحول إنتفاضتنا إلى ثورة تحرير الإنسان والأرض بما فيه مصلحة الوطن والمواطن والأمة .
إننا نبغي التغيير السلمي للنظام الدكتاتوري وليس تغيير الوجوه ، وعلينا تنظيف سورية من كل المافيات والأوبئة التي إنتشرت في ظل النظام الفاسد .
لا وألف لا للقمع والإستبداد والفساد ومصادرة الحريات .
نعم وألف نعم لصوت الشعب المدوي الذي يجعل أركان النظام وزباينته لا ينامون ليلهم من الخوف الذي يسري في أوصالهم من الأصوات المدوية التي تنادي برحيلهم .