دور نشر مشبوهة تنشر كُتُباً مشبوهة
تدخل عواصمنا دون مراقبه
م. هشام نجار
الإخوه والأخوات
تتعرض أمتنا العربيه إلى هجمه غربيه صهيونيه مركزه تتناول مختلف نواحي حياتنا بدءاً بزرع الفتن بين مكونات الوطن الواحد مروراً بتشويه العقيده وإنتهاءاَ بتدمير حياتنا الإجتماعيه وثقافتنا وتاريخنا.ففي السياسه سَلَّم الغرب مقادير اوطاننا إلى حكام خانوا حقوق شعوبهم علناً , الا ان الغرب قام بمهمة تحصينهم فإختار لهم تسميه ظريفه حتى يتم تقبلهم فسمّاهم عرب الإعتدال
وفي مجال تشويه تاريخنا وصورتنا امام العالم تسلل الغرب إلينا من خلال افلامهم السينمائيه حيث تقود افلام هوليود الدعايه القذره حتى بلغت عدد الأفلام الموجهة ضدنا خلال مائة عام "الف فلم" وقد تطرقت لسلسلة هذه الأفلام بمقاله من جزئين حملت عنوان
ذكرى مرور مائة عام على حرب هوليوود الإرهابيه ضد العرب والمسلمين
اما في المجال الثقافي والإفساد الأخلاقي والتطبيع الكامل مع العدو الصهيوني , فقد أوكلت المهمه إلى قنوات فضائيه مشبهوهة يملكها رجال اعمال عرب بلغ عددها٥٢٠ قناة عربيه
تُركّز على الفساد الخلقي حسب ما افاد
الدكتور عاطف العبد أستاذ الرأي العام ووكيل كلية الإعلام بجامعة
القاهرة والرئيس الأسبق لمركز بحوث الرأي العام
وقد تعرضت لفسادها وإفسادها في مقاله سابقه كان عنوانها الساخر"لو كنتٌ وزيراً" كما أوكلت المهمه أيضاً إلى دور نشر وهي موضوع مقالتنا تتمركز في عواصم اوروبية ولها فروع في بعض العواصم العربيه واهمها بيروت ودخلت ابو ظبي والرياض حديثاً على الخط , تحمل أسماء عربيه يديرها اشخاص عرب يتم تلميع أسمائها بين حين وآخر حتى تكون في ذاكرة المواطن العربي, تتستر بأسمال باليه من الديموقراطيه والحريه الغربيه المزيفه والمكتشفه على حقيقتها بعد إحتلال العراق وأفغانستان , وعمّقَ هذا الإكتشاف موقع ويلكليكس المُعَرّض للإغلاق بسبب محاصرة الديموقراطيه الغربيه له التي يتباهون بها, تمويل هذه الدور مدفوع بالكامل من هيئات حكوميه غير ربحيه اوروبية وامريكيه .يحال لهذه الدور كتباَ مؤلفوها غربيون إباحيون ينالون من الأخلاق ويغمزون من العقيده الإسلاميه وآخرون متخصصون في التطبيع مع العدو فتقوم هذه الدور بترجمتها ثم إدخالها الى الأسواق العربيه في المناسبات التي يطلق عليها معرض الكتاب وسط غفلة او تغافل من المسؤولين العرب,إضافة إلى هذه الكتب المترجمه هناك نوعيه أخرى من الكتب القصصيه يتخصص بها كُتّاب عرب ادمنوا كتابة القصص المدمره للأخلاق والقيم فيجدوا ضالتهم في دور النشر المشبوهة هذه فتتلقفهم لقاء دريهمات معدوده فتنشر سمومهم القاتله في اوطاننا وبين أجيالنا
وتدعيماً لما ذكرته اعلاه, إليكم نموذجين لداري نشر متخصصتان بنشر السموم في حقائب مدارس أولادنا وأحفادنا.الأولى تسمى دار الساقي ومقرها الرئيسي لندن , والثانيه دار الجمل ومقرها الرئيسي مدينة كولونيا في المانيا الا انها إنتقلت مؤخراً إلى بيروت . فدار الساقي تتلقى دعما سنويا ثابتا من الحكومة الأمريكية عبر مؤسسة " تعزيز الديمقراطية " وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية تهدف إلى دعم المجموعات الليبرالية والمتحررة في العالم العربي فهي تشكل مع زميلتها دار الجمل إحدى الركائز الهامه حيث تحصل الأخيره على دعم مالي من مخصصات الحكومه الألمانيه لنشرالفكر الليبرالي في العالم العربي
تعتبر دار الساقي قبلة الليبراليين والروائيين العرب يبحثون من خلالها عن نافذة توصلهم إلى القراء وذلك لما لها من المنزلة عند الغرب والدعم المالي اللامحدود لها
مديرة دار الساقي هي الكاتبة اللبنانية مي غصوب، ماورنية تزوجت سبعة مرات وآخر زوج لها هو الكاتب اللبناني حازم صاغية
والذي تروج لفكره جريدة الحياة اللندنيه عبر مقالات إسبوعيه لاتتوقف .
وترتبط مي غصوب بعلاقات وثيقة جدا مع الليبراليين السعوديين وهذا ما يفسر إقبالهم على دار الساقي ونشرهم فيها كما أنها تقيم علاقات قوية مع العديد من المسئولين العرب. ولها أنشطة مشبوهة يعرفها من يزور لندن أو يذهب إلى الدار حتى أصبحت الدار ملجأ لليبراليين والروائيين يبحثون فيه عما يريدونه في لندن
ومن كتب زوجها حازم صاغيه المنشوره عن دار الساقي كتاب بعنوان هجاء السلاح حيث يتضح من عنوانه وصورة غلافه الغايه من هذا الكتاب دون مواربه
ويتلخص مضمون الكتاب بضرورة إلقاء سلاح المقاومه ضد المحتل لأن إنتصار المقاومه برأيه سينتج عنه دوله بركائز ديكتاتوريه , بمعنى آخر يريد هذا الرجل ان يقول للفلسطينين والعراقيين إلقوا سلاحكم وكونوا خدماً لمحتليكم حتى تهنأوا بديموقراطية سجن ابو غريب والفلوجه ومذابح غزه . ولكن سيادته لم يتحفنا برأيه بالمقاومه الفرنسيه في الحرب العالميه الثانيه ام ان لفرنسا طعم آخر ...أم أنها أمنا الحنون؟
وهناك عمود آخر من أعمدة هذه الدار وهو السيد ليث كبة أحد المروجين الرئيسين للإحتلال الأمريكي لوطنه العراق ويعمل حالياً مع الأوركسترا المسانده للإحتلال كشخصية فاعلة ضمن التركيبة الأساسية الحاكمة في العراق وهذا ما يؤكد واقعياً دور الليبراليين العرب الموجودين في الخارج وكيف تمكنت أمريكا من صهرهم ليصبحوا منفعلين مع المشروع الأمريكي بأدق تفاصيله ويكونوا ضمن التركيبة للمشروع الأمريكي المستقبلي للمنطقة بحذافيرها وهذا ينطبق على الليبراليين العرب بجنسياتهم المختلفة
ولقد بلغت الجسارة بدار الساقي أنها قامت بنشر العديد من الكتب والروايات الممنوعة في أغلب الدول
العربية ومع ذلك لم تتردد عن المتابعة في نشرها وطباعتها كما حصل في رواية" الخبز الحافي " فقد تم منعها من التداول في أغلب الدول العربية بما فيها المغرب بلد المؤلف بسبب ما تحمله من الإباحية المفرطة وهذا ما يدعو للإعادة السؤال الملح : ماهي القيمة الفكرية أو الثقافية الموجودة في الروايات الإباحية؟ وما الذي يدعو الولايات المتحدة الأمريكية وبصورة رسمية أن تدعم هذه الدار باسم دعم الديمقراطية والحرية ؟ والجواب عن هذه الأسئلة سيكشف عن السبب الرئيس عن الدعم وكذلك الخط العام الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من حلفاءها عن طريق نشر الإباحية والانحلال والتحرر المزيف
أعزائي القراء
شهد معرض أبوظبي الأخير مشاركة واسعة من دور النشر العربية والعالمية التي تعكس فضاءات الحرية المتاحة أمام حركة الكتاب والمتمثل في الغياب التام للرقابة على خلاف كثير من معارض الكتاب العربية .وتعتبر ابو ظبي مع الأسف اكثر المدن العربيه تحرراً من المراقبه
أما الدار الثانيه فهي كما اسلفت دار الجمل لصاحبها خالد المعالي عراقي الجنسيه هاجر الى المانيا منذ اكثر من ربع قرن , وعاد الى وطنه في عهد الإحتلال الأمريكي له معتبراً ان الوطن قد عادت له حريته
خالد المعالي لقي اول دعم له عام ١٩٨٣ من ادارة المعونات الألمانيه الحكوميه وكذلك من الإذاعه الألمانيه دوتش فيله لنشر افكاره المتحرره والإباحيه ونشر التطبيع مع العدو الصهيوني
” تتلقى دار الجمل دعما كاملا من الحكومة الألمانية ويدفع له مصاريف التنقل والسكن والشحن للمشاركة في المعارض العربية في شتى أنحاء العالم العربي ومن ضمن المعارض التي يشارك فيها تلك التي تقام في المملكة العربية السعودية ويغلب على مطبوعاته الجانب التحرري والإباحي , وله رواية نشرها على أنها سيرة ذاتية له أشار فيها إلى انحرافه السلوكي.اهم اعماله التطبيعيه نشره لكتاب مترجم عن العبريه لمؤلفه عاموس عوز والمؤسف ان الكتاب دخل السوق العربيه عبر معرض الكتاب في الرياض.يقول عوز عن قصته المعنونه ب" أسطورة عن الحب والظلام " انها تحكي كفاح ميلاد أسرتي وميلاد دولة إسرائيل وأردف قائلاً كل املي ان تترجم وتنشر بالعربيه ,وقد حقق مستر المعالي رغبتي
وقد اعتبرت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي رواية "أسطورة عن الحب والظلام بأنها" الجسر" بين إسرائيل والقارئ السعودي ,وفي محاولة إسرائيلية لاستغلال هذا الأمر فقد أبرزت القناة الإسرائيلية تأكيدات المحاضر السعودي بجامعة الملك فيصل بالرياض خالد الخيوبي أن الرواية الإسرائيلية تحظى الآن بالرواج أيضا في الجامعات السعودية ، حيث قال : " إن مؤلف الرواية هو حقا من دولة إسرائيل , ولكن لكي نسد الثغرات يجب أن نستمع للأفكار الأجنبية وأيضا للإسرائيليين.
اعزائي القراء
تصوروا ان يلجأ محاضر في جامعه عربيه إسلاميه إلى افهام طلابه بأنه لابأس من ان نستمع الى وجهة نظر الإسرائليين في موضوع إغتصاب حقوقنا ,وكأنه لايكفي هذا الرجل إقتناعاً ما تفرزه إنتخاباتهم النيابيه من شارون الى ليفي إلى نتنياهو والذين قرروا مجتمعين ان لايتركوا حجراً عربياً يلم شتات إسرة عربيه في فلسطين. فلا ادري عن أي شاهد يريد ان يبحث هذا الرجل العلماني المُطبّع؟
القراء الأعزاء
بالرغم من علمانية المعالي اليساريه في بدء شبابه الا أنه تحول إلى العلمانيه اليمينيه الغربيه فور سقوط الإتحاد السوفيتي تماماً كما فعل جميع أقرانه العلمانيين الآخرين .والمضحك في الأمر أن خالد المعالي يشتكي من مثقفي هذا الزمن كونهم يتكلمون بلسانيين ويؤمنون برأيين مختلفين متناسياً من أنه هو الذي ارسى قواعد هذه المقوله كون ماضيه كان يسارياَ وحاضره يمينياً داعياً للتطبيع مع الإسرائيلين ومفتخراً بالليبراليه الغربيه وبكل إفرازتها الخلقيه المنحرفه
إخوتي وأخواتي
إن العولمه التي يريدون لها ان تدخل بيوتنا بلا إستئذان وتدخل حقائب مدارس اولادنا تماماً ككتب الرياضيات والعلوم والجغرافيا والعقيده ليفاجأ الوالد والوالده بوجود كتاب في حقيبة أبنائهم بجانبها يُعلّم الإنحرافات الخلقيه فهذه كارثة عائليه مدمره للأسرة كلها سيندم عليها مجتمعنا يوم لات ساعة مندم .وستكون الأسره هي المسؤوله مع المسؤولين الحكوميين الذين يسمحون بدخول هذه الكتب عبر البوابات الشرعيه لأوطاننا عن غفلة.. او تغافل.. اوعن قصد.. او لقاء دفع معلوم معين يتناسب مع فداحة جرعة السم المهربه.
إن الحرية اعزائي القراء ليست مطلقه حتى في بلاد الغرب والذي درست فيه واعيش فيه منذ اكثر من ربع قرن, وإنى اتحدى ان يسمح لأحد المحاضرين في بلاد الغرب ان يلقي محاضرة واحده يفند فيها مبالغات الصهاينه ولا اقول أكاذيبهم بقصص الهولوكوست دون ان يتعرض لمحكمه وليس لمنعه من إتمام محاضرته فحسب. وما حصل للبروفوسور الفرنسي المسلم روجيه جارودي في القرن الماضي مازال ماثلاَ أمامنا
أيها الأعزاء
وختاماً اقول: اهلاً وسهلاً بمنظمة اطباء بلا حدود...وأهلاً وسهلاً بمنظمة علماء بلا حدود...وأهلاً وسهلاً بمنظمة صحفيين بلا حدود ...ولكن لا أهلاً ولا سهلاً بمنظمة كتب بلا حدود تبثُ الإنحرافات الجنسيه بين اجيال امتنا وتبثُ فلسفة إستسلام أمتنا لأعدائنا .
فإن عثرتم إخوتي وأخواتي على هذه السموم ولو كانت مخبأه تحت الجلود...فأحرقوها على الحدود.