الإرهاب وتدويل العداء للإسلام
الإرهاب وتدويل العداء للإسلام
محمد هيثم عياش
برلين / 21/11/10 / ربما تكون نبؤات قائد فرق حلف شمال الاطلسي / الناتو / سابقا جون كالفين التي تكمن بعودة النزاع بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي عسكريا جراء بحث الغرب عن عدو جديد بعد انتصار الراسمالية على الشيوعية في حرب باردة استمرت من عام 1949 وحتى عام 1989 تلك التنبؤات التي أثارها بآخر مؤتمر صحافي كقائد لفرق / الناتو / عقده في بروكسل عام 1987 ، فقد بدا في ذلك العام ان حلف وارسو التي كانت يقوده الاتحاد السوفياتي قد مات سريريا قبل الاعلان عن موته رسميا ، واشار كالفين وقتها بأن عودة النزاع القديم بين الاسلام واوروبا يكمن بانهيار الشيوعية ووضع الاسلام العدو الاول للغرب، ولما قيل له بان زعماء المسلمين يعيشون في نزاع مستمر لأتفه الاسباب أعرب عن خشيته انهاء زعماء العالم الاسلام نزاعاتهم مؤقتا ليوجهوا قوتهم ضد الغرب وسيأتي ذلك اليوم .
ومنذ انهيار جدار برلين وانهيار الانظمة الشيوعية بثورات سلمية في اوروبا اتخذ الغرب الارهاب والاستقرار الامني ذريعة لمحاربة الاسلام ، فحوادث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 لها اسبابها المباشرة ولا أحد يستطيع الجزم ما اذا كان تنظيم القاعدة وراء قصف مركز التجارة الدولي ، وقد سألتُ في تشرين ثان / نوفمبر من عام 2001 وزير الداخلية الالماني السابق اوتو شيلي ووزير داخلية ولاية بايرن السابق عونتر بيكشتاين ما اذا كانا على يقين بأن القاعدة وراء تلك الاحداث فأجابا بالنفي. والرئيس الامريكي السابق جورج بوش معروف بانتمائه الى كنيسة مسيحية متطرفة وكان وراء ازدياد ظاهرة العداء للاسلام قبل استلامه مفاتيح البيت الابيض ، هذه المعاداة ساهمت بظهور شخصيات سياسية في اوروبا اعلنت بصراحة عداوتها للاسلام جراء شعورها اليقيني دعم بوش لهم .
ومن خلال ندوة دعا اليها مبرة كونراد أديناور للدراسات والمساعدات الدولية التي يشرف عليها الحزب المسيحي الديموقراطي حول الامن في المانيا جراء وصول معلومات لاجهزة المخابرات الالمانية باحتمال وقوع اعمال ارهابية تستهدف منشئات حكومية وغير حكومية في هذا البلد هذا اليوم الاحد 21 تشرين ثان / نوفمبر الحالي ، أعلن رئيس البرلمان الالماني نوربرت لاميرت ان الاسلام ليس له علاقة بالارهاب والتطرف بل الارهاب مصدره عدم وجود العدالة الاجتماعية اضافة الى سيادة الانانية السياسية في العالم معربا عن قلقه من ظاهرة تدويل العداء للاسلام أي ان العداء لهذا الدين لم يعد مقتصرا على الولايات المتحدة الامريكية فقط بل في بعض البلاد الاروبية من خلال شبكة وصل وتعاون بناء بين الاحزاب القومية الاوروبية المعادية للاسلام مع نظراءهم في الولايات المتحدة الامريكية الامر الذي يعني اعلان صريح لحرب شعواء قد تقع بين الغرب المسيحي والشرق الاسلامي .
ورأت خبيرة شئون الاسلام في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا اورزولا شبولر شتيجان التي تشغل عضوية شئون حقوق الانسان بالبرلمان الاوربي أن الكثير من الامريكيين المسيحيين سعوا بكل ما يملكونه من وسائل اعلامية وغيرها بالتصالح والاندماج مع المسلمين الامريكيين ومحاولة ان تكون حوادث 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 اعتداء ضد الجميع وكل ما وصلت تلك المساعي الى ايجابية خرجت دعايات ومظاهرات مناوئة للاسلام تحذر الامريكيين وغيرهم من المسلمين وخاصة اولئك الذين يتمسكون بأهداب الشريعة الاسلامية ، وكذلك الحال في المانيا واوروبا فبعض السياسيين في المانيا يرون بالشريعة الاسلامية وراء صعوبة الاندماج الثقافي والاجتماعي بين الالمان الغير مسلمين مع المسلمين معتبرة الشريعة الاسلامية بريئة من الاعتقاد المذكور بأنها حائل دون الاندماج مؤكدة بأن أي مطلب اوروبي للدول الاسلامية التي تنتهج الشريعة كحكم بالغاءها مساسا صريحا لحقوق الانسان وارادته وكل من يمس بالشريعة الاسلامية يعتبر عضدا لكل الاحزب المعادية للاسلام في اوروبا وامريكا .
زعيم حزب الحرية الالماني الجديد المعادي للاسلام رينيه شتاتكفيتس الذي أعلن عن قيام حزبه في وقت سابق من تشرين أول/ اكتوبر عام 2010 الحالي بدعم من رئيس الحزب القومي الهولندي جريت فيلدريز رأى في ندوة هذا اليوم ضرورة دعم شبكة اوروبية دولية لمواجهة المد الاسلامي الذي يعتبر الخطر القادم على اوروبا ويجب على الحكومة الالمانية والفعاليات الاجتماعية والسياسية والامنية وضع المسلمين تحت مراقبتهم ومنع بناء اي مسجد بمنارة او غير منارة اسوة بسويسرا حتى لا تضيع الكنائس وسط المساجد مدافعا عن تعاون حزبه مع حزب فيلدريز واحزاب قومية اخرى في النمسا وبلجيكا وفرنسا اضافة الى جماعات امريكية معادية للاسلام مثل روبرت سبنسر زعيم منظمة / وقف الاسلام في امريكا/ الذي يستمد قوته من المليونير الامريكي الصهيوني / من أصل الماني / ديفيد هاروفيتس وبدعم من عضو الحزب الجمهوري نيوت جيندريش وسفير البيت الابيض السابق في الامم المتحدة جون بولتون الذين كانوا وراء مظاهرة نيويورك المعادية لبناء مسجد بالقرب من مركز التجارة الدولي ، واصفا هذا التعاون بأنه ضروري لمواجهة الاخطار باحتمال حرب تقع بين اوروبا ومعها امريكا مع الاسلام .
الا أن رئيس معهد كونراد اديناور هانس جيرت بوتيرينغ الذي كان يشغل رئاسة البرلمان الاوروبي وصف تصريحات شتاتكفيتس بالهوجاء مؤكدا الى ضرورة محاربة الفكر المتطرف الذي يقوم بالتحريض على لتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين وان هناك جهات لا تمت للاسلام والمسيحية بصلة تقف وراء المعادة للاسلام حتى يتسنى لها اللعب بمقدرات اوروبا والعالم الاسلامي من اجل ان تعيش بسلام والنازية الالمانية التي أساءت للبشرية جمعاء لن يكون لها اي عودة الى حكم المانيا واوروبا من جديد فاتباع العنصرية مصابون بأمراض نفسية يجب معالجتهم بما أوتي العلم من قوة على حسب قولهم .