جرائم شرف حتى إشعار أخر

حسام حسين الزعبي

[email protected]

لماذا تعتبر المجتمعات العربية أن خيانة المرأة هي فقط جريمة شرف بامتياز ويقام عليها الحد فورا بالقتل ويتناسى هذا المجتمع الطرف الثاني بالجريمة وهو الرجل أو الفاعل إذا صح التعبير ،إذا أنه من باب العدل والمساواة أن ينال الطرفان العقاب ،والغريب بالأمر أن المرأة يعاقبها الأهل والمجتمع حيث يتولى الأهل مهمة القتل بذريعة الشرف ويتولى المجتمع تعميم الفضيحة بذريعة خرق العادات والأعراف والتقاليد أما الرجل فيتولى القانون في معاقبته وبعدها ينطلق إلى الحياة من جديد بذريعة أن الرجل رجل ولا يعبه شئ  ؟

إذا كان المجتمع يحكم ويقضي من باب العادات والتقاليد والأعراف على الزانية لا من باب الدين والتشريع الإسلامي فلماذا لا يحكم على العديد من جرائم الشرف التي تغتصب ضمير الأمة كل دقيقة.

لماذا لم يحكم الممثل عندما يحضن ممثلة ويقبلها وينام معها على فراش واحد أعلى الهواء مباشرة وأما الملايين من أبنائنا وبناتنا المراهقين ؟

لماذا يتجاهل المجتمع من أغتصب أموال الأمة وأستغل منصبه وانتهك حرمات وظيفته ولم يعاقب المرتشين ويقيم عليهم الحد ؟

لماذا يشجع المجتمع وسائل الإعلام الفاضحة والماجنة التي تخترق الرسالة السامية التي يجب عليها إيصالها دون تزوير أو تحريف ؟

لماذا لم يعاقب المجتمع المسؤول وأصحاب المناصب على تعديهم على حقوق الشعب العامة 

لماذا لم يقف المجتمع أما المدرس الفاسد والموظف المرتشي ؟

لماذا لم يدافع عن البيئة وبراءتها التي تستباح كل يوم دون رادع أو خوف ؟

لماذا يقف المجتمع عاجزاً صامتاً أما الفساد بجميع أشكاله و أفعاله

لماذا يصمت المجتمع أمام الرجل الظالم الذي يعتدي على زوجته ويدنس كرامتها أمام أبنائها ؟

لماذا يهان  كل صباح برئ وتغتال إشراقه شمس كل يوم جديد ؟

سنبقى نسأل لماذا ؟ لأننا ببساطة لا نتقن فن الإجابة !

وكل ما ذكرت وما لم أذكر تعتبر جرائم شرف بحق الإنسانية تحتاج منا إلى أقوال وأفعال كي يستطيع المجتمع العيش بسلام وآمان