حاخامو لعنة الموت

ترجمة : توفيق أبو شومر

[email protected]

يدعوت 21/10/2010

في يوم كيبور عام 1995 تجمع عدد من الأفراد خارج منزل الراحل إسحق رابين، على رأسهم الحاخام يوسيف دايان، وأفيغدور إيشكن واحتفلوا احتفالا دينيا آراميا يسمى (بولسا دينورا) أو اللعن وشرعوا يدعون بموت رابين، ورددوا وهم ينشدون:

"مباحٌ لنا أن ندعو الله أن يحطم ويقتل الأشرار"!

وبعد مرور خمس عشرة سنة على قتل رابين فإن هؤلاء لم يندموا على أفعالهم، وقالوا: يجب استئصال اليساريين.

 قال واحد منهم وهوالحاخام يوسيف دايان:

" الاحتفالات بذكرى موت رابين هي مجرد حفلات، وكان واجبا تخليد ذكرى مائير كاهانا ومناحم بيغن ورحبعام زئيفي، وهدف الاحتفالات هي تشويه اليمينيين.

فقد كان رابين مكروها من الجميع في اليمين واليسار، وهو رسول الشيطان، ولم يكن عظيما، وقد نجح في الحصول على منصبه لأنه رجل عصابات، وقد قتل عقب اتفاق أوسلو الذي كان سببا في جلب الإرهابيين.

هل تكره رابين؟

بكل تأكيد اقرأ نص اللعنة فقد جاء فيها  أنه لم يفعل شيئا جيدا، فيجب أن يأكل برازه ، ويشرب بوله، فأنا أكرهه، فمن يحب الله يكره الشيطان، وكان هو الشيطان وماذا ترك من ميراث؟!!

ماذا فعلت ليلة مقتله؟

تحدثت مع الحاخام الأكبر هاتفيا، وقلت له لقد قتل رابين، واستغرب، ولكنني قلت له : إنه أمر رائع وقال لي سيتولى بيرس بعده، وأنهيت المكالمة. وقد رقصت نشوة بموته، فمن قتله أوقف التدهور.

ما شعورك نحو القاتل؟

لا أعرف ولا يهمني شيء سوى أن رابين قد قتل.

من تكره أكثر شارون أم رابين؟

بالطبع رابين لأنه فعل ما فعل من منطلق الكره والحقد، أما شارون فقد فعل من أجل مصلحته الشخصية، إن ما فعله شارون شيء سيء أيضا، ولكنني لم أجرِ عليه طقوس اللعنة، لقد كان يغآل عامير عبقريا.

وكان الحاخام الثاني المشارك في اللعن أفيغدور إيشكن قد سجن لأنه شارك في طقوس اللعن، واتهم بأنه وضع رأس خنزير في مقبرة الشيخ عز الدين القسام، ودمّر مركز اليساريين في القدس وقال عن ذكرى مقتل رابين:

"لم أحتفل بموته، لقد أنهى موته المسلسل الذي كان سيقودنا إلى الهاوية، فقد أنقذ عامير حياة كثيرين بقتله رابين، وشعوري الرئيس هو أن اليهود سوف يتغلبون على دولة إسرائيل، ولن أندم على مشاركتي في اللعن، ولو عادت الأحوال مرة أخرى لشاركت في اللعن من جديد، وهذا فخر لي ولأحفادي.

وهل تعتقد بأن نتنياهو يستحق اللعن لو جمد الاستيطان مرة أخرى؟

لا أظن بأنني سأشارك في لعن نتنياهو، فاللعن هو الملاذ الأخير، وهو ما فعله يغآل عامير كدفاع وقائي.

ماذا يعنى مرور 15 عاما على الحادثة؟

الحادثة وضعتني في مفترق طرق، فقد سدت الأبواب في وجهي بعد السجن ، وكل ما أقوله لأصدقائي: إننا باقون في القدس ويهودا والسامرة، والشكر للرجل الذي ضحى بروحه من أجلنا !

ما شعورك نحو يغآل عامير؟

إنه عبقري، يفهم التوراة، ويملك قلبا طيبا، وهو ودود، ولا يؤمن باتفاق أوسلو، ولا يجب أن يكون في السجن.

قال اليميني المتطرف باروخ مارزيل:

" أنا لا أومن بحل المشكلات بواسطة السلاح، على الرغم من أن الدم اليهودي قد أريق كالماء، وبدلا من أن نتوحد فإن زعماءنا يتصارعون فيما بينهم".

واحتفل مارزيل في ذكرى رابين بذكرى وفاة مائير كاهانا، وقال إنه أهم وأعظم من رابين.

أما اليميني المتطرف إيتمار بن غافير فقال:

" اليساريون يستغلون الدماء ويحتفلون بذكرى رابين، ولو استشارنا عامير لنصحناه بألا يقتل رابين، على الرغم من مسؤولية رابين عن قتل عدد كبير من أصدقائي، ولا يمكن أن أتصور كيف سلّم رابين السلاح للإرهابيين، وكيف أسس دولة إرهابية هنا!

لقد  فشل رابين في تحقيق السلام وما تزال الخسائر تتوالى!