الفاطميون الجدد

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

اعزائي القراء

يُقَسّم المهتمون بسيرة الأخ العقيد القذافي تطورات حكمه إلى اربع مراحل أساسيه.

المرحله الأولى : إبتدأت مع إنقلابه العسكري واعتمدت على تصفية اعداد غفيره من الضباط سواءاً من رفاق الإنقلاب او من ضباطٍ مرموقين في الجيش الليبي, ولكي تمر خطواته بأقل ردود فعل محتمله, رفع شعار الوحده العربيه وقضايا التحرر العربي والعالمي والتي كانت في ذلك الزمن تملك بعض الرصيد عند بعض الشعوب العربيه مستفيداً مما تبقى للرئيس عبد الناصرمن شعبية .وبذلك تم له إفقار الجيش الليبي من العناصر ذات الكفاءه العاليه وافزع ضباط الجيش وعناصره  وشعب ليبيا بأجهزة مخابرات ذات إختصاصات متعدده كل منها لها وظيفتان الأولى كتم انفاس الشعب الليبي وجيشه والثانيه التجسس على افرعة المخابرات الأخرى.

المرحله الثانيه : وكانت تختص بتقمصه لدور المخطط والمنظر والمفكر فحوّل الأخ العقيد نفسه إلى ظاهره عجيبه جمعت كل علوم الدنيا والآخره , وخلال هذه المرحله عزل نفسه في خيمته منتظراً مجيئ الوحي والذي لم يصل,وكانت ثمرة هذا الإعتزال طرحه لكتابه الأخضر ونظريته الثالثه والتي أُخمدت في مهدها ولم تحقق له إيه سمعة أو شهره إسوة بباقي نظرياته الأخرى والتي ماتت قبل ان تولد .هذا الكتاب ايها الأعزاء المسمى بالأخضر لم يحقق اي إهتمام لأحد سواءاً داخل ليبيا أو خارجها, كل ما حققه كان ارهاق طلاب المدارس بإجبارهم على حفظ بعض فقراته

 المرحله الثالثه: كانت قمة في التخبطات تخللها عمليات قتل تشريد وإعتقالات بسبب ما اصطلح على تسميته بالثوره الشعبيه تقليداً للرفاق ماو تسي تونغ  وكيم إيل سونغ  وستالين  ممزوجة ببهارات عربيه لإعطاء هذه المرحلة سمة عربيه.وقد كانت تلك الفتره مرحلة كالحة السواد مازالت ممتده حتى اليوم

 المرحله الرابعه: وهي مرحلة إحداث الفتن وزرع بذور الشقاق بين مكونات الأمه وحرف الأمه العربيه والإسلاميه عن مسارها ,وتلقى هذه المرحله تأييداً غربياً وصهيونياً واسعاً تمشياً مع الجهر الغربي مؤخراً بشيطنة الإسلام والمسلمين. ومن بدع الأخ العقيد الشهيره في هذه المرحله دعوته لتبني الفكر الفاطمي الباطني التوجه .وهذه المرحله جديره بالتوقف عندها ليس بسبب الخشيه من قدرة العقيد التأثير على الآخرين ببث افكاره , فهذه امرها محسوم وفشلها مضمون حيث لم تحقق افكاره المضطربه وعلى مدار اربعين عاماً اي نجاح, ولكن اهمية هذه المرحله تكمن بطرح فكر منحرف من المفيد تسليط الأضواء عليه. وهنا اود ان اشكر الأخ العقيد لإتاحته الفرصه لي من خلال دعوته لهذا الفكر من مراجعة موضوع الدوله الفاطميه بإيجاز شديد من خلال مصادر حياديه ومشاركة القارئ الكريم بها

 اعزائي القراء

يركز العقيد القذافي في شرحه عن الفاطميين امام الجموع المُستَحضره والمجبره على سماع محاضراته على فكره مُبسّطه جداً لدغدغة مشاعر المستمعين تتلخص من ان الفاطميين هم من اتباع السيده فاطمه الزهراء رضي الله عنها وان دعوتهم هي إنتصار لأهل البيت واننا نحن العرب احق من الفرس بالتشيع لهم والإقتداء بهم, وعلينا ان نكون فاطميين حتى نعيد للأمه مجدها."

واعتبر القذافي أن الدولة الفاطمية هي أول دولة "قامت في التاريخ!" على حد تعبيره، مضيفاً: "نحن أولى بالنبي وأولى بآل البيت، ونحن شيعة النبي، ونحن شيعة علي، ونحن شيعة أهل البيت.. وقد ظهرت جماعات حتى من داخل العرب ليس من حقها أن تحكم المسلمين ، ولكن بمساعدة الإنجليز .. ومساعدة الفرنسيس .. ومساعدة الدول الاستعمارية .. وأخيرا الأمريكان .. وحتى الإسرائيليون ، يدعمون أعوانهم ويمكنونهم من الحكم.".

هذا التبسيط إخوتي وأخواتي مضحك, فالفكره التي يحاول القذافي تسويقها هي ان المسلمين والذي يشكل السنه غالبيتهم الساحقه لايُودون ولايُبجلون ولايجلون اهل البيت , وهذه الفكره هي نتاج لمؤامره قديمه ظاهرها الإيمان وباطنها إفساد العقيده دُبرت في ليل إبتدأت بإغتيال سيدنا عمر رضي الله عنه مروراً بإغتيال سيدنا عثمان رضي الله عنه إنتهاءاً بالمؤمرات ضد الدوله الأمويه والعباسيه .ولكن بكل إعتزاز وفخر نقول إن من يجل رسول الله الكريم ويحترمه ومن يسأله ليلاً ونهاراً شفاعته سيكون آل بيت الرسول الكريم في موقع التبجيل  والإحترام فالخلفاء الراشدين هم قدوة لنا بعد رسول الله وفاطمة الزهراء والحسن والحسين رضي الله عنهم هم في قلوبنا وعقولنا وليتفضل السيد العقيد ان يأتينا بكتاب واحد من تأليف اهل السنة والجماعه فيه كلمة سوء واحده بحق آل البيت رضوان الله عليهم جميعاً ,بينما تمتلئ كتب بعض كتْاب من تشيع لآل البيت زوراً بعشرات الإهانات لإصحاب رسول الله وازواجه

 ولكن من هم الفاطميون ؟

 الدولة العبيدية أو ما تسمى بالدولة الفاطمية أُسست في تونس سنة ٢٩٧ هـ   وانتقلت إلى مصر سنة٣٦٢ هـ واستقرت بها وامتدت إلى أجزاء هامة من العالم الإسلامي، حيث شمل سلطانها الشام، والجزيرة العربية، وحاولت الوصول إلى بغداد، وكان عهد هذه الدولة عهد اضطراب، وفتن، وإيذاء لأهل السنة، وتمكين لأهل الذمة، وتخلل هذه الفترة أوضاع اقتصادية سيئة مثل الشدة العظمى زمن المستنصر التي أكل الناس فيها الكلاب والبشر، وإحراق القاهرة زمن الحاكم، والمصادرات التي كانت تتم على فترات متفرقة، والتعاون مع الصليبيين على المسلمين واهم خليفه لهم كان الحاكم بأمر الله, وبمقارنة بسيطه بين سلوكيات هذا الحاكم وسلوكيات الأخ العقيد نجد ان هناك تطابقاً عجيباً في سلوكهما, واعتقد ان سر إعجاب العقيد بالدوله الفاطميه يعود بالدرجه الأولى إلى إعجابه بشخصية الحاكم بأمر الله

من هو الحاكم بأمر الله ؟

هو الخليفه الذي الذي حكم الدولة الفاطمية من سنة ٣٨٦هـ إلى سنة ٤١١هـ

."وقد كان هذا الحاكم عجيب التصرفات ، غريب الأفعال ، وقد عرف عنه أنه كثير التلون في أفعاله وأحكامه وكان يخترع الأحكام ويحمل الناس عليها ثم يأمر بنقضها .ومن قوانينه إجبار شعب مصرعلى تناول طعام معين ومنعهم عن غيره تحت طائلة السجن والقتل لكل من يعصي أمره, وكانت من أحكامه العجيبة أن يدعى الألوهية ، فكان قد أمر الناس إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره واحتراما لاسمه ، وأمر بذلك في جميع البلدان التي تتبعه ذلك في سائر ممالكه ، بل أمر أهل مصر خاصة أن يسجدوا لذكره.

 وكان مقتله على يد الوزير عبدين بتدبير أخته ، في جبل المقطم ، وكان دأبه كل ليلة يذهب إلى تلك الجبال ليراغب النجوم ، فقاموا بقتله ( قطعوا يديه ورجليه وبقروا بطنه ) وكان شاهده الأخير حماره ( المدعو بالقمر ) والذي كان يسير معه في تجواله!!

اعزائي القراء

وصل الفاطميون في أواخرعهدهم  إلى اقصى حالات التردي الممزوجه بالإستسلام للصليبين حيث صار إنتهاء الدوله الإسلاميه قاب قوسين او ادنى. هنا قيض الله للأمه بطل صنديد لدينه حافظ ..وعلى ارض أمته حارس أمين .. وبنصر الله له واثق . إنه الناصر صلاح الدين الأيوبي فقاد مصر قبل هلاكها على يد العبيديين ووحد شعبها مع اهل الشام ثم قاد الأمه الى معركة إسترجاع القدس الحاسمه فكانت معركة حطين

اعزائي القراء 

 معركة حطين لم تكن مجرد معركة طارئة مثل مئات المعارك التاريخية، وإنما تميزت عن غيرها بأنها قد سبقت بمعارك كثيرة كانت بمثابة التمهيد لها ، كما أنها قد سبقت بأحداث عظام على أرض الواقع ، ولولا تلك الأحداث ما تمكن صلاح الدين من الوصول إلى ما وصل إليه من قوة استطاع أن يزلزل بها الأرض من تحت أقدام أعدائه ..

  وأبرز تلك الأحداث هي القضاء على نظام الحكم الفاطمي أو العبيدي الذي يمثل أسوأ نظم الحكم في عصره ، هذا الحكم الذي كان سببا في سقوط بيت المقدس

  من قبل بعد أن اغتصبه الفاطميون ثم تقاعسوا في الدفاع عنه وحمايته ، ولم يكتفوا بذلك بل صاروا يتعاونون مع الصليبيين ضد الحركات التحريرية في السر  تارة وفي العلن أخرى ، حتى وصلت الخيانه بشاور ـ الذي كان يمثل الوزير  الأعظم المدبر للدولة الفاطمية قبيل سقوطها ـ أن استدعى القوات الصليبية

 ، وأغراها بالمال الوفير من أجل محاربة جيوش نور الدين زنكي ، تلك القوات التي وهبت نفسها لجهاد الصليبيين .

 إخوتي وأخواتي

معظم الدول والممالك تبدأ قوية ثم تضعف لأسباب عديده, فالأمويون ضعفوا من بعد ان اوصلوا حضارة الإسلام الى شمال افريقيا والأندلس غرباً وطرقوا ابواب  القسطنطينية شمالاً ووصلت حضارتهم الصين شرقاً وكذلك صنع خلفاء عباسيون وايوبيون ومماليك وعثمانيون  نصراً وعلماً ,ولما إنتهت هذه  الحضارات لم تٌخلّف وراءها فئات باطنية او جماعات ترتدي ثوب الإسلام وتعمل

  به تخريباً الا الفاطميه بعد ان تفككت هذه الدوله تركت وراءها طوائف باطنيه كالحشاشين  والزنادقه  والهراطقه ثم البهائيين والقاديانيين كلهم

 خرجوا من عباءة الفاطميين وكان ضررهم على المسلمين كبيراً.

اعزائي القراء

يعجب المرء عندما يقفز العقيد القذافي من فوق رؤوس الخلفاء الراشدين وصدقهم وعدلهم وإنتصاراتهم ويقفز من فوق رؤوس صانعي فتوحات الأمه ومن فوق رؤوس طاردي الصليبين والتتار من اراضي الأمه ليحط رحاله عند الفاطميين  فإني اراها دعوة لتفكيك الأمه العربيه والإسلاميه اكثر مما هي مفككه عليه  اليوم وهروباً من الإصلاح في بلده ومحافظة على ديكتاتورية قاتله وإبقاءاً على

  معتقلات منصوبه لأبناء شعبه وهروباً من إستحقاق تسليم حكم الوطن لأبناء الوطن المخلصين

مع تحياتي