ما بين المواطن والمسئول استنزاف للحقوق
ما بين المواطن والمسئول استنزاف للحقوق؟
نوره نفافعه – الناصرة
مضحكه هي الأيام لو تأملت و أمعنت الحدس لوجدت أنك تَدفع ثمن الهواء الذي تَستَنشقه ورغم ذلك البلديات والمجالس يشكوا من عجز ، وأي عجز هذا مر عليه دهر ولم يُعلن عن شِفاءه سوى في أوقات الانتخابات تحت إدعاء سنفعل ونعدكم ، سنبني لكم ، سنطور مدينتكم ، قريتكم وبعد جلوسهم على الكرسي لا يُشاهدونا حتى بِطرف أعيونهم. وإذ فعلاً كلامهم صحيح فإلى أين تذهب الميزانيه المخصصة من الدوله ، والأموال التي يتم جَبيها من المواطنين ، وهل يا تُرى أصحاب المَقاعد الرِئاسيه لا يَأخذون مَعاشاتهم ، لا أتوقع ذلك لأنهُ حِينها لما فكر أحدهم بالعوده مره اُخرى إلى ميدان الإنتخابات ، ولمَ عاشوا على أعصابهم متأملين الفوز ، وإلا تمنوا الموت ، ولمَ وجدنا متنافسين ومتظاهرين ومنشورات توجه أصابع الاتهامات للمرشحين لتضليل المُنتخبين، لما وصلوا إلى بيوت المواطنين لانتخابهم ومكافئه ماليه موعديهم ، ولمَ أقاموا الأفراح ، وليالي الملاح إحتفالاً بالنجاح.
في المدارس وتحديداً الروضات والبساتين الحكوميه التابعه للمجالس أو البلديات فقراء فلن تجد بهم أللعاب تُفيد نمو الأطفال فعلى الأقل يَجب أن يَكون في كل ورضه أو بُستان حاسوب ، وتلفاز ، وشرائط فيديو وثائقية ، تعليميه و ترفيهيه ، قصص للأطفال ليس دمية بلا رأس ، أو أرنب مُمزق فيا فرحتنا . ربما هنالك فعلاً مشاريع تَعليميه و لكن الأهل من يَدفعوا تَكالفها وإن لم يدفعوا الأطفال لن يُحلموا بتلك المشاريع وإذ كان كلامي بعيد عن الصواب ليتوقفوا الأهالي عن الدفع لنرى هل ستبقى أصلاً تلك المشاريع على الرغم أن التعليم لغاية سن الثامنة عشر مجاني، ولكن لا أعلم مدى صدق هذا الكلام في زمن نَدفع به ثمن الأحلام، وقد كان هنالك ميزانيه لمواصلات طلاب المراحل الإعداديه والثانويه . إلى أين ذهبت؟ وبِجيب من رَسخت؟، ولما سُحبت؟.
يا سلام على زمن قِيادته أقزام لا نحصد من وراءهم سوى كلام معلول يَسقم الأبدان ، ويوضح صورة أسباب إختفاء الوجدان. ولكن ماذا يفعل العامل البسيط الذي فوق تَحملهُ لتعالي رؤوس الأموال في وسط الشهر يَخترع موال يَشكو به مَرار الأحوال فعلى الرغم أن معاشه قليل ،يَنحتُ بالصخور للوصول إليه وفي ثواني ينفقهُ ، فعلى الرغم أنهُ يمتلك الشيء، ولكن لابد أن يَدفع إيجاره، هذا سوى غلاء الأسعار ، فلا بد من تأمين السيارة وهذا غير وقودها أو إذ عانت من عُطل ما ، ودَفع المصاريف المدرسه لأولاده ،كُتب ودفاتر ، ثياب و مصروف ، رحلات وجولات، فعاليات ومواصلات، فواتير ماء وكهرباء ، وضريبة التلفاز ، وفواتير الهاتف وهذا إذ تَبقى له ما يَكفي لِجلب احتياجات البيت الأساسيه. يَعمل ليلاً ونهار ويُصارع مثل الثيران ثم يقوم بِدَفع مُعاشه مثل الطالب النجيب وإلا وقع خلف القضبان أسير.وأما وإذ طلب شيء من البلديات، المجالس يتهربوا بحجة ضعف الإمكانية لأن هنالك عجز بالميزانيه ، ولكن هنا أين ذهب دور الحكومه ومراقبتهم لهذه المهزله؟ فإلى أين ذهبت وتذهب الأموال المخصصه لخدمة الشعب وتُستأمن عليهم البلديات ، والمجالس؟ وما يلزم للقضاء على ذلك العجز؟ وأين ذهبت وعود مخططات المرشحين للانتخابات؟ أهي دعاية وبعد الوصول للكرسي تُغادر إلى عالم الهباء. صدقاً لا أعلم ولكن ما نُشاهده وما نَسمع به يَجعل حبر الأقلام تتكلم لعرض معاناة مواطنين من هذه الظواهر مُعانين ، فهل سَتَتدهور الأحوال أكثر أم ستتغير نحو الأفضل . ربما طالما أنه لا ولن يموت حق وراءه مُناشد. أحياناً كثيره أسأل ذاتي ما الذي يَحصل لهم عندما يصلوا للكرسي؟ وما الذي يَحل بالبرنامج الانتخابي المُعلن عنهُ ؟ هل يا تُرى هُنالك زَهايمر منتشر بأجوائهم .
عندما يكون الكلام عن السياسيين والمسئولين أجد من حولي خائفين مثل الأرانب مُرتَعشين ، يُفضلون الصمت خَشية حدوث صدام مَعهم ولكن من هم ألم يَصلوا إلى هُنالك على أكتافنا، و وجدوهم لخدمتنا ، فما وظيفة الطبيب دون مريض، و المحامي دون قضية ، والقاضي بلا محكمه ، والمختار دون قبيلة ، والكاتب بلا رسالة، والرئيس دون دوله. بأصواتكم توصلوهم إلى أهدافهم ، وبأصواتكم توقفوهم بأماكنهم وحينما تَضيع حقوقكم تصمتوا وتقفوا مكبلين الأيادي وتقولوا هذا قدري يا رب إستبدل أحوالي، وأنتم سوا زي الصمت لم تصمموا.
سوف ننتظر قدوم الانتخابات يوم تَهافت الشعارات والهتافات واستبدال القناعات بالأقنعة لمعرفة تَبريرهم ربما هنالك بيانات جديدة تُعلن أنه تم القضاء على العجز ودفع الضريبه ، وهل على الكلام ضريبه فإذ حدث ذلك مُصيبه ولن يعلن عن ذلك طالما الكلام من إبداعهم و أهم هواياتهم.