رسالة إلى السيد الدكتور علي سعد

وزير التربية السوري المحترم

م. هشام نجار

الموضوع:صرف الف ومائتا سيده منقبه من التدريس في مدارس سوريا

السيد الدكتور علي سعد  المحترم

, قبل كل شيئ اود ان أشيد سيدي الوزير بمكانتكم العلميه الراقيه كونكم أستاذ جامعي معروف في كلية التربيه كما اُشيد بإخلاصكم لعملكم وتفانيكم في خدمة  ابناء الوطن 

سيدي الوزير

 أتابع بإهتمام اخبار الوطن وأنا على بعد عشرة الآف كيل منه حيث اعمل مديراً للمشاريع الهندسيه لإدارة الصحه في مدينة نيويورك ,عملى الهندسي لا ينسيني الوطن وهمومه وتحدياته ,إن اربعين عامآ من الخبره في عملي  إضافة إلى إطلاعي على كل ما يدور حولي وبشكل يومي وفي ما يخص وطني سوريا بالذات  يدفعني لتقديمي مشورتي لكم ,فالصراحة والشفافيه والصدق في النصيحه يكمن سر تقدم الأمم.

سيدي الوزير

أولاً - هناك فرقٌ كبير بين ان لا أؤمن بإجتهاد ما وبين أن أدافع عن هذا الإجتهاد فأنا ادافع عن حق المواطن بالمحافظة على حقوقه ولو إختلفت معه في الرأي على ان لا يكون موضوع الخلاف خيانة عظمى او جنايه او طعناً في العقيده. فأنا شخصياً مع إجتهاد أئمة أفاضل يقولون بأن حجاب الرأس فقط واللباس المحتشم والبعد عن التبرج هو ما يؤمن به غالبية ابناء امتنا نظراً لدعم هذا الرأي من علماء افاضل ,ولكن هذا لايمنع من ان هناك إجتهاداً آخر يقول بتغطية الوجه بما أُصطلِح على تسميته بالنقاب وجب إحترامه أيضاً ولايتأتى تبديله بحجاب الشعر الا عن طريق  إقناع بناتنا وأخواتنا بالحجه عن طريق علماء افاضل وهم كثر والحمد لله وليس عن طريق إستعمال قوة السلطه التي تملكونها فهذا يؤدي الى إنتصارهن عليكم  كونكم إستعملتم القوة  بدل الإقناع

ثانياً - بتاريخ  13-7-2010 أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية  وفي قراءة أولى مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة رغم وجود تحفظات قانونية على هذا النص كتبت حينها مقاله عنوانها:وأخيراً صدر مشروع قانون بحظر النقاب في فرنسا ..وألوم انفسنا.

 والذي إنتشر إنتشاراً واسعاً في مواقع إخباريه عديده وعنوانه يدل على فكرة المقاله, ولكن سيدي الوزير... الشام  ليست فرنسا وعقيدتنا ليست عقيدة فرنسيه وتوجهنا ليس توجهاً فرنسياً  فكيف بالله عليكم تصدرون توجيهاتكم مباشرة بعد صدور القرار الفرنسي  وحبر القرار الفرنسي لم يجف بعد حتى تبين للقاصي والداني انكم  تستوحون إجراءكم من القانون الفرنسي؟ الم تتصوروا من ان ذلك سيقود تفكير الأمه إلى وجود تنسيق واضح بالحالتين؟

ثالثاً - إن وجود الف ومائتا سيده منقبه ليست مسبّة أو عار في جبين الأمه رغم اني  أخالفهن في ذلك  ولكنهن رغم الخلاف فهنَّ  سيدات مثقفات إستطعن بمجهودهن ان يحصلن على شهادات عليا تؤهلهن لتولي منصب التدريس عن جداره ,فالعبره في علم السيده وليس بلباسها وخاصة إذا كان لها قناعة في إختياره.

السيد الوزير

 تمنيتُ ان يكون جُلّ إهتمامكم منصباً على إحداث مقررٍ جديد تضيفونه إلى مقررات أولادنا  يبين مخاطر التدخين  مثلاً  الذي إنتشر في صفوف طلابنا وطالباتنا  إنتشار النار في الهشيم ,وان يكون مُنْصَبّاً على مخاطر المخدرات والتي ساءني ان اسمع بإنتشارها في وطني الغالي مع الأسف وان تقرروا تعاوناً مثمراً مع سيادة وزير الداخليه للقضاء على هذه الآفه والتي لم نكن نسمع بها ايام دراستنا اليس ذلك أفضل للأمه وأجدى وأنفع؟

سيدي الوزير

 لدي إبنة واحده هي لينا حفظ الله أولادكم وبناتكم حضرت معنا إلى الولايات المتحده وعمرها عام واحد ,وقد تخرجت اليوم من كلية علم النفس لتتابع بعدها دراسة الطب النفسي. لم تكن محجبة طيلة دراستها ولم نفرض عليها ذلك لأن قناعة الإنسان هي السبيل لإتخاذ قراره ..وليس الإجبار لتغيير القناعه فكان القرار قرارها.  ولاشك انكم تذكرون الهجمه الشرسه الضاريه على العقيده الإسلاميه في ديار الغرب  والتي مازالت متأججه ,فرأت لينا  ان تتفقه في أمور دينها لتتعرف على سبب هذه الهجمه. فقرأت ودرست ثم فاجأتنا بحجاب رائع يغطي رأسها وفوقه حشمه وفوقه قناعه ومعها إقناع لكل من يتحداها, يومها كتبت عنها مقاله نشرتها باللغتين الإنجليزيه والعربيه وعلى مواقع أجنبيه هامه كان عنوان المقاله العربي: شكرآ لأصحاب الشتائم والسباب فلقد أهديتم إبنتي طهر الحجـاب

 إن المدرسات المحترمات اللواتي تم فصلهن من التدريس نتيجة لفعل غير مدروس سيولد ردة فعل غير مدروسه.هذا هو المنطق العلمي الذي تعلمناه في دراستنا ,وليس العلاج بفرض نفوذ السلطه عليهن ,ولكن  العلاج بفتح باب الحوار الحر معهن مع المحافظه على وظائفهن.

سيدي الوزير

لاشك أنكم تذكرون ايام الحوادث المؤسفه التي جرت في عام ١٩٨٠ والتي آلمتنا جميعاً ,حيث تحركت في حينه فئه غير منضبطه من عناصر حُسبت على السلطه بقلع حجاب السيدات بالقوه وعنوة في شوارع العاصمه وعندما وصل الأمر إلى سيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد امر وعلى الفور بالتصدي لهؤلاء العناصر وإيقاف كل من يتطاول على حرمة إمهاتنا وبناتنا فكان نعم القرار الصائب والحكيم 

 وفي نهاية مقالتي هذه أناشد السيد الوزير بإعادة بناتنا وأخواتنا الى وظائفهن حتى وإن كنتم  على خلاف معهن .فالخلاف لايمنحكم حقاً بصرفهن من خدمة التدريس

 أن هؤلاء السيدات  يبقين قدوة أخلاقية لاولادنا الطلبه والطالبات في وقت تحتاج  كل عائلة من عوائلنا الى  زيادة جرعات المحافظه على التوعيه الأخلاقيه لأولادها

مع خالص تقديري وإحترامي سيدي الوزير

مهندس هشام نجار

مدير المشاريع الهندسيه لإدارة الصحه في نيويورك - الولايات المتحدة