الشبيبة العربية في إسرائيل

الشبيبة العربية في إسرائيل

بين الآمال والمخاطر

أسامة مصري

[email protected]

*14% من الطلاب العرب استعملوا السجائر في السنة الأخيرة، 17% تعاطوا الكحول، 12% استعملوا مخدرات وأدوية من دون وصفة الطبيب*21.6% من أبناء الشبيبة العرب بين الأعمار 15-18 لا يعملون ولا يواظبون على التعليم*يعتبر 30% من التلاميذ العرب في عداد " المتسربين المخفيين"*يتعرض أبناء الشبيبة العرب للعنف بوتيرة اكبر من أبناء الشبيبة اليهود*72% من التلاميذ العرب تعرضوا للعنف الكلامي، 28% لعنف جسدي، 11% كانوا ضحية للتهديد بواسطة أسلحة ياردة أو نارية*

*تل أبيب- "تفانين"- عقد مشروع كونرد ادناور للتعاون اليهودي العربي في مركز موشيه ديان- جامعة تل أبيب يوم دراسيا، يوم الاثنين الماضي 5.4.08 تحت عنوان: الشبيبة العربية في البلاد- بين الآمال والمخاطر.

الوزير غالب مجادلة، وزير العلوم، الثقافة والرياضة، أحد المتحدثين في المؤتمر، تطرق للأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء الشبيبة العربية في البلاد. بقوله: " في حال استمرار 54% من أبناء الشبيبة العربية العيش في عائلات تعيش تحت خط الفقر، فأن الوضع سيكون أسوء. لن يكون باستطاعتنا أن نسيطر على تداعيات هذا الوضع، غير المرغوبة في نظام ديمقراطي".

الجلسة الأولى: التغييرات السياسية والاجتماعية

استعرض الدكتور خالد أبو عصبة ، مدير معهد مسار للأبحاث، التخطيط، والاستشارة الاجتماعية، الأسباب الاجتماعية، الثقافية والتي تؤثر اليوم على أبناء الشبيبة العربية في البلاد. حيث أستعرض معطيات بحث سيكولوجي أجري على تلاميذ عرب. حيث دلت المعطيات: 14% من الطلاب العرب استعملوا السجائر في السنة الأخيرة، 17% تعاطوا الكحول، 12% مخدرات وأدوية من دون وصفة الطبيب.

وأستدل من البحث أيضا، أن نسبة استعمال الذكور أكثر منها لدى الإناث، ونسبة العلمانيين أكثر منها لدى المتدينين، أبناء الشبيبة الذين يعيشون مع عائلة متكاتفة يستعملون اقل من الآخرين.

د. خوله أبو بكر المحاضرة في كلية "عيمق يزراعيل"، تطرقت إلى أثار اللقاء الاجتماعي النفسي لأبناء الشبيبة العربية مع المجتمع الإسرائيلي، وأضافت: أن الطلاب العرب الذين يذهبون للتعليم في الجامعة، حيث لغة التعليم هي اللغة العبرية، يعانون من صدمة اللقاء الأول مع المجتمع الإسرائيلي والذي ينادي بتهميشهم. والنتيجة تباعد وتداخل ثقافي وتشكيل "غيتو ثقافي" الذي يمنع اندماج أبناء الشبيبة العربية في المجتمع الإسرائيلي بشكل حقيقي.

د. ايلي ريخيس – مدير برنامج "كونرد أدناور"، تطرق خلال محاضرته الى العالم السياسي القومي لأبناء الشبيبة العربية في البلاد، وقسمه لثلاثة أقسام، أبناء الشبيبة العربية متأثرين من ثلاثة عوامل: الأحزاب السياسية، مثل: الجبهة، التجمع. الحركات الإسلامية. الجمعيات الأهلية، مثل جمعية "بلدنا". د. ريخس لخص الموضوع بقوله: الربط بين التجنيد السياسي – الوطني من جهة، والتغييرات الاجتماعية الثقافية الحاصلة من جهة أخرى أضافة للضائقة الاجتماعية- الاقتصادية، كلها مجتمعه، من شأنها أن تؤدي إلى حالة من الغليان في أوساط الشبيبة العربية في البلاد.

الجلسة الثانية : قضايا التعليم والتسرب والعمل

د.أيمن أغبارية- المحاضر في جامعة حيفا وكلية بيت بيرل، تطرق لقضية التناقض في موضوع التربية المدنية والمواطنة في المدارس العربية. وأضاف أن أحدى القضايا الهامة هي النقص قي نظرية ومصطلح " المواطنة المشتركة "، لذلك التربية تقتصر على المصطلحات المبسطة في موضوع المدنيات والمواطنة. وخلص د. أغبارية للقول بان التعليم للمواطنة والمدنيات يجب أن يتركز في المجتمع العربي، وليس فقط أن يتركز في الدولة.

السيد بني فيفرمان، من وزارة والصناعة التجارة والتشغيل، استعرض مجموعة من المعطيات الهامة المتعلقة بقضايا العمل في أوساط أبناء الشبيبة العربية. في سنة 2006، مثلا،21.6% من أبناء الشبيبة العربية في الأجيال 15-18 لم يتواجدوا في أطار تعليم أو عمل مقابل 15.8% من أبناء الشبيبة اليهود. وعلل السيد فيفرمان ذلك بعدة أسباب:

التسرب من المدرسة، فترة الانتظار بين التعليم والعمل وغيرها.

%71.4 من أبناء الشبيبة العربية في الأجيال 15-18 كانوا في أطار تعليم ولم يعملوا في وظيفة معينة، مقابل 72.9% من أبناء الشبيبة اليهود. 6.8% من أبناء الشبيبة يعملون ولا يتواجدون في أطار تعليمي مقابل 11.2% من أبناء الشبيبة اليهود.

السيدة أميرة قراقره من معهد مسار، تطرقت لموضوع التسرب الظاهر والمخفي في جهاز التعليم العربي. وأكدت قراقره أن أعلى نسب للتسرب، تأتي بالأساس من العائلات التي تعاني من خلل كبير في قيام الأهل بوظائفهم الأسرية، مثل أمراض مزمنة، أجرام، بطالة، إهمال وعنف من قبل الأهل. في مقابل الظواهر المخفية للتسرب والتي مردها: صعوبة التأقلم في المدرسة، الغياب المتكرر عن المدرسة، ومشاكل في التصرف. وأضافت أن نسبة المتسربين لدى الطلاب العرب تصل ل 30% من مجمل الطلاب.

وقد شارك في الجلسة كل من السيد نبيه أبو صالح، رئيس لجنة المتابعة لقضايا التعليم العربي، ولي برلمان من صندوق مبادرات إبراهيم.

الجلسة الثالثة: العائلة وقضاء ساعات الفراغ

السيدة باولا كاهن- سترابسينكي، من معهد بروكديل، تحدثت عن العلاقات بين أبناء الشبيبة العرب وأولياء أمورهم. السيدة مريم كوهن نافوت – من معهد بروكديل، تطرقت لموضوع ساعات الفراغ والتعليم غير الرسمي. السيدة تلل دوليف – معهد بروكديل، تناولت موضوع مآزق وتحديات في حياة الشبيبة.

الجلسة الرابعة : الجريمة والعنف

الدكتورة بكي ليشم –المحاضرة في الجامعة العبرية وكلية أحفا، عرضت نتائج بحث ميداني حول موضوع تأثر وانكشاف أبناء الشبيبة العربية واليهودية للعنف داخل المجتمع. وبحسب نتائج البحث فأن أبناء الشبيبة العربية تعرضوا للعنف أكثر من نظرائهم اليهود. فقد تعرض أبناء الشبيبة العربية لسبع حالات عنف مقابل حالتين من أبناء الشبيبة اليهودية. أما الفتيات فتعرضن لستة حالات عنف مقابل حالة واحدة لدى الفتيات اليهوديات. أما بالنسبة لانكشاف أبناء الشبيبة للعنف فأن أغلبها لدى الشبيبة العربية تحصل في الحي بينما لدى الشبيبة اليهود فينكشفوا للعنف في المدرسة أو خارج الحي الذي يقطنون فيه.

د.منى خوري– كسابري– الجامعة العبرية القدس تطرقت لموضوع العنف في المدارس العربية، حيث أكدت معطيات البحث بعدم وجود فرق ملموس بين بلاغات الطلاب اليهود والعرب حول مشاركتهم بأعمال عنف داخل المدرسة.

72% من التلاميذ العرب تعرضوا للعنف الكلامي، 28% لعنف جسدي، 11% كانوا ضحية للتهديد بواسطة أسلحة بيضاء أو نارية.

هذا وقد شارك في الجلسة الدكتور آرية راتنر من جامعة حيفا.