عندما تنقلب المفاهيم، لا بد من كلمة

عندما تنقلب المفاهيم، لا بد من كلمة

أحمد النعيمي

[email protected]

http://ahmeed.maktoobblog.com

دخل لصٌ دار شخص، وقام هذا الشخص بالدفاع عن نفسه، وقتل على يد هذا اللص، الذي استوطن هذا البيت، واتخذه مناصفة مع من تبقى من أهل القتيل، وصار هذا اللص هو المتحكم بهذا البيت، يقتل من يريد ويعتدي على من يريد، وينتهك عرض من يشاء، واشترى ذمم بعض من أهل القتيل حتى اقروا بمشروعيته، بل أن هناك شائعة تقول أنهم ساعدوا في قتل صاحب البيت وأنهم هم من دعوا هذا اللص، والكلام على ذمة الراوي، بعد أن وعدهم اللص بمزيد من غرف البيت يعطيها لهم، فاثبتوا أحقيته بتملك هذا البيت، وصاروا يشاركونه في التحكم بهذا البيت، والتعرض بالسوء لمن رفض من أهل القتيل أن يسكت عن دم قتيلهم، والصق هؤلاء الذين ساعدوا اللص ومكنوه من إحكام سيطرته على البيت، بأنهم إرهابيين ومتطرفين، والأدهى من كل هذا أن اللص وأعوانه يزعمون أنهم جاءوا لتحقيق الديمقراطية. وهذه ما يحصل الآن في العالم فبعد أن احتل الأمريكان أفغانستان والعراق ومن بعدها وضعوا خونة يساعدونهم في إحكام سيطرتهم والتفنن في قتل المسلمين، وكل هذا ليس بغريب على أعداء الإسلام وأعوانهم في كل حين، ولكن الغريب حكوماتنا الحثالة التي ساعدت المحتل في دخول البلدين، كما قام بهذا الدور الخائن الآيات الشيطانية في قم والنجف الذين حولوا حوزاتهم الدينية إلى بيوت دعارة تحت ظل الاحتلال الأمريكي، وحكام جزيرة العرب الذين خانوا الله ورسوله، وعملوا بعدها على إقرار هذا الاحتلال والتعامل مع الحكومة العميلة في بغداد وأفغانستان، كما واقره العالم أجمع.

ووصل الأمر ببعض الأغنام منا، والذين عناهم الله بقوله: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" الاعراف175–176، أن يقفوا لتشويه الواقع الواضح والبين، فمرة تراهم يسكتون عن هؤلاء المحتلين والخونة، ومرة يسيرون في فلكهم، وأخرى يشحذون أنفسهم للدفاع عنهم في كل مناسبة، وتوجيه أصابع الاتهام إلى المدافعين عن أنفسهم ودينهم وعرضهم ووطنهم، محتجين بأنهم يعملون على التفريق بين المسلمين، وأنهم ضد الديمقراطية والحرية، كما قال بعضهم في رده على أحد الخطباء وهو يبين الدور الإيراني الخياني، ويؤكد أن هذا العداء بين الغرب وإيران ليس سوى مسرحية، وأنهم يشاركون المحتل الغربي في إدارة بلاد الإسلام، فأي مسلمين هؤلاء وهم يقفون مع المحتل ويساعدونهم ويمكنونهم من رقاب المسلمين؟! وأي حرية ستبنى على أنقاض كل هذا الظلم والدماء والخيانة؟! والله يقول في هؤلاء الصادقين الخلّص: "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ" الشورى41–42، وفي هذا يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة. قيل: المرء التافه يتكلم في أمر العامة" رواه احمد وابن ماجه والحاكم.

يجب علينا أن نعيد النظر في الأفكار التي ترسخ في أذهاننا ليل نهار، ونحن كالبلهاء لا نسمع إلا دعاء ونداء، أغنام تقاد بدون أي تفكير، يجب علينا أن نعمل على إعادة برمجة مفاهيمنا من جديد، تلك المفاهيم التي لم تكتفي بهؤلاء الحكام وأذنابهم، وإنما كادت أن تصبح ثوابت في أذهان الناس، الذين ساروا على طريق التيه، فما عادوا يميزون بين الفكر الصحيح من الفكر السقيم، ورسخ في ذهنهم أن من يدافع عن الحق والفضيلة، ويسعى لرفع كلمة الله، يريد التفريق بين المسلمين، ومن يدافع عن عرضه مجرماً، وتركوا القاتل وأعوانه من الخونة يستبيحون نفوسنا وأعراضنا كيفما شاءوا، بدل أن يوجهوا الاتهام للقاتل ومن يساعده، وإجباره على الخروج من بلاد الإسلام، ومن تعامل معهم، وكف أيديهم وطردهم من البيت الذي سولت لهم أنفسهم الدخول إليه، ولكن بعض النفوس الذليلة تأبى عليها ذلتها إلا أن ترسخ في أغلال العبودية ما شاء الله لها ذلك، تلك النفوس لا تستحق الحياة أبداً، تلك النفوس التي عدم وجودها خير من وجودها، وبطن الأرض اشرف لها من هذا الذل والهوان.

أن من يحاول أن يعمل على تغيب العقل المسلم وقلب المفاهيم، هم حكامنا والخونة، وكتابهم وأذنابهم، ولذا وجب علينا أن  نفضحهم جميعاً، فهم الذين يعملون على ترسيخ قدم المحتل في بلادنا، وما بقيت تلك الأنظمة متحكمة بنا، فإننا لن نستطيع أن ننال حريتنا، ولذلك فإن أمر التخلص من هذه الأنظمة المتواطئة هو الأولوية التي يجب أن نضعها في حسباننا، ومن هنا يبدأ طريق تغيير المفاهيم، بالتخلص من أصحابها الذين يعملون على إلباس الحق بالباطل والباطل بالحق، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، ويكتمون الحق وهم يعلمون، فأيتها الشعوب لا بد لنيل الحرية، من باب لا يتم فتحه ولا طرقه إلا بتنحية تلك الأنظمة من بيننا، وعندها سيسقط اليهود الصهاينة ويقتلون وينادي الحجر والشجر، يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، ويسحق الأمريكان ويرجعوا إلى ما وراء البحر، يبتلعهم الحق، ويلعنهم الله وملائكته والناس أجمعين.