يا مصر ما الذي يجري في مصر ؟
وائل الابراشي :
خطر على الأمن القومي المصري فادفنوه حيا
وليد رباح /الولايات المتحدة الأمريكية
قد يندثر التاريخ المصري بكامله ان لم يعدم وائل الابراشي .. وقد تذوب حضارتها ويذهب ريحها ويوزع دمها بين القبائل ان ظل الابراشي حيا .. فالابراشي هو الذي تغنى بمصر ولكنه سارقها .. هو الذي باع لرجال الاعمال الكثير من اراضي سيناء ثم اكتشف ان البيع عائد لشركات اسرائيلية ... هو الذي لوث مياه النيل وأمات الحياة النهرية وحرم المصريين من مياه الري وحولها لاثيوبيا ودول المنبع .. أكثر من ذلك .. هو الذي نشر في مياه النيل داء البلهارسيا واصاب الالاف بهذا المرض الوبيل .. هو الذي جاء بالدود الروسي ممزوجا بالقمح لكي يقتل الحياة المصريه .. وهو السبب المباشر في انتشار انفلونزا الخنازير والطيور والطواويس بل حتى الفساد في دور الايتام ونشر الدعارة والسرقات فيها .. وهو الذي استورد الدجاج الفاسد والمعلبات (المذبوحة على الطريقة الاسلامية ) ولكنها كانت لحوما للكلاب والقطط .. هو الذي وضع المسامير في علب الشاي لكي يزيد وزنها .. وهو الذي خلط الرمل بالبهارات ليصاب الشعب المصري بداء الكلى .. وهو السبب المباشر في ازمة الخبز واللحوم والاسماك وهو الذي سهل الامر لمن يسمون برجال الاعمال فاعطاهم ملايين من الدولارات قروضا ثم سهل لهم امر الهروب خارج مصر لكي يستمتعوا بالثروة خارج المحروسه .. هو الذي اصدر الاوامر لرجال الامن المركزي بان تنتهك الحرائر في المظاهرات وتقتل فيهن الكرامه .. وهو السبب المباشر في قتل خالد سعيد في الاسكندرية وتلفيق تهمة تعاطي المخدر وابتلاعه.. وهو الذي اوعز للمشرحين بتزوير تقرير عن سبب الموت كي يبرىء المتهمين بقتله .. هو الذي اصدر الامر للنصابين والمحتالين ليلقوا بجثث المصريين في عرض البحر اثناء هجرتهم غير الشرعية لهذا العالم الواسع .. وهو الذي اغرق الباخرة في عرض البحر فمات ما ينوف على الف مصري يشكون لله ظلم وائل الابراشي .. هو الذي احرق قطار الصعيد فمات مئات في لحظات ..
وائل الابراشي : هو الذي اوصل رجال الاعمال الى التحكم بمصر فجعلهم وزراء ونوابا واصحاب صولة وجوله .. وهو الذي زرع في المقابر جثثا قتل اصحابها في مراكز الشرطة ودفنت دون علم اهلها .. ولا نعدد .. فوائل الابراشي هو السبب الرئيس في الفساد والرشوة بمصر .. باع مصر بكاملها ونشر الفساد فيها ليشتري بدلة او اثنتين وربطة عنق نراها عندما يطل علينا عبر فضائية (دريم) لا تتغير او تتبدل .. أفبعد هذا لا نطالب باعدامه ودفنه حيا .. يا للعجب .
***
من مآسي هذا الزمان اننا كنا (نحن العرب ) نقول لانفسنا .. لو لم اكن فلسطينيا او سوريا او اردنيا او سعوديا لتمنيت ان اكون مصريا .. ثم جاء هذا الزمان ليقول المصري لنفسه .. لو لم اكن مصريا لتمنيت ان اكون صوماليا .. أو من الجزر القمريه .. وكنا في زمان الستينات عندما نرى مصريا يسير في الشارع نتبعه لكي نتبرك بدشداشته الصعيدية ونتلمس عمامته النظيفه .. وكان المصري عنوانا لنظافة اليد واللسان والفكر النير حتى وان كان جاهلا .. ثم جاء هذا الزمان الرمادي فالصق بالمصري تهم النصب والاحتيال والفهلوة لكي يأكل ويطعم من وراءه .. في ذلك الزمان كان المصري يعمل في دول الخليج وبعض الدول العربية سيدا في مهنة محترمة لانه الوحيد الذي كان يحمل العلم في صدره .. وكنت لا تجد عمارة تقام او جسرا يبنى او مشروعا ضخما يعمر دون ان يكون للمصري يد في بنائه واقامته .. ثم جاء هذا الزمان فاذا بالمصري يعمل في احط الاعمال التي يأنف اهل البلد العمل فيها .. ما الذي غير الاحوال الى ما آلت اليه .. طبعا .. انه وائل الابراشي ..
نحن لا نعرف وائل الابراشي الا من خلال الفضائية التي يعمل فيها .. تماما مثلما لم نكن نعرف ام كلثوم وعبد الوهاب وتوفيق الحكيم وطه حسين والعقاد واساطين الفكر الا من خلال اضاءاتهم التي انارت لنا طريق الطرب والعلم والمعرفة .. لم نكن نعرف العملاق احمد زكي رئيس تحرير العربي الكويتية الا من خلال كتاباته التي أكلناها ومضغناها فحولت كتاب الوطن العربي الى عمالقة .. فصعد اولئك الى العلا وتراجع المثقف المصري الا من بضعة اسماء نجلها ونقدر لها (قتالها ) في سبيل حياة اقلامها ..
كانت مصر اول من دخلت مجال السينما فاصبحت اللهجة المصرية محببة لدى كل من نطق العربية .. فانت لا تعرف اللهجة المغربية الا اذا تحدث صاحبها باللهجة المصريه .. والعراقي لا تفهمه الا من خلال تلك اللهجه .. وكذا الكويتي والسعودي والاماراتي والموريتاني والليبي والتونسي الا عندما يتحدث بلغة الافلام التي كانت سائده .. ومن ثم بادت المعرفة بهبوط الفن المصري الى ادنى دركات الحضيض اللهم الا من بضعة اعمال سنويا تريحنا بعض الشىء ورحم الله يوسف شاهين ..
وكانت مصر اول من اوقف الغزوات التي دمرت حضارة العرب في الشرق بعد تدمير الشرق .. توقف التتار والمغول والهكسوس والصليبيين في المنصورة ونابليون وقائده كليبر الذي قتل على يد سليمان الحلبي بعد ان اشترى خنجره القاتل من غزة ..
وكانت مصر الكبيرة العظيمة اول من حصلت على جائزة نوبل لفطنة مفكريها وعظمتهم .. ولو أن نجيب محفوظ قد خرج في هذا الزمان الاغبر لما حصل عليها .. ولو ان أحمد زويل قد أخذ علومه على يد ( المدرسين الخصوصيين ) الذي يتناسلون كالنمل ويأكلون خبز العائلات الفقيرة لما اخذها .. ومن ينكر ذلك فانه مثل النعامة .. مع عدم الانكار أن هناك في مصر عظماء سواء كانوا كتابا او مثقفين أو عباقرة لكنهم مدفونون في البحث عن الرغيف والخبز لاطعام اهلهم .. فيضيع جهدهم بين الكلمة واللقمة .. في وقت ترتفع فيه همم رجال الاعمال واللصوص والمرتشين والسارقين واباطرة المال والمتحكمين بقوت الشعب والضالعين في المؤامرات على المحروسه .. بحيث بات الحال يؤدي الى سوء المآل ..
فمن الذي اوصل مصر الى هذا الدرك .. انه وائل الابراشي طبعا .. ؟
جريمة وائل الابراشي انه يبصر الناس بما يجب ان يبصروه .. فالمقال الذي كتبه (لا نخشى السجن .. وسنعترف أمام
النيابة بتحريض المواطنين على عدم دفع الضريبة العقارية دفاعا عن الدستور ..) اثار حفيظة وزير المالية الذي سارع وشلة من مقاولي الباطن لرجال الاعمال أن يضعوا وائل الابراشي امام (الفعل الفاضح في تبصير الناس بالحقيقة والدفاع عن الدستور على انه جريمة لا تغتفر .. ) وبدلا من شكره والشد على يده واعطائه جائزة على ما كتب يواجه عقوبة السجن في قانون صادر في الثلاثينات من القرن الماضي .. والقانون قد صدر في ذلك الوقت بمباركة من البريطانيين وتوجيهاتهم .. مع ما رافق ذلك من تعديلات طالت كم الافواه والتهديد بالسجن والتشريد .
ولا يخفى ان الامم العظيمة تكرم كتابها ومثقفيها ورجالات فكرها بالجوائز .. اما مصر ( فتكرمهم ) بالسجن والتهديد بالفصل .. وتلك اعجوبة هذا الزمان ..
انك تستطيع ان تأتي برجل من الشارع وتنصبه وزيرا لصداقته لفلان او علاقته بعلان .. أو لانه من عائلة معروفة مرموقه .. ولكنك لا تستطيع ولا باي حال من الاحوال ان تأتي برجل من الشارع لكي تخلق منه مفكرا واديبا وكاتبا ومثقفا .. ذلك ان الاول يمكن ان يخفي جهله بتصفيق من حوله .. اما الثاني .. فان سره يفضحه عند اول خط يكتبه او كلمة يقولها .. ولا نريد ان نتطرق الى نواب مجالس الشعب والبرلمانات التي وضعها الوزراء والحكومات في جيوبهم ويبصمون كما تبصم الانعام على مشاريع القرارات التي تطرح مع استثناء البعض .
انها مأساة كبيرة لدولة عظيمة تندثر فيها كلمة الحق .. فرجس من عمل الشيطان ان تبصر الناس بالحقيقه .. وجريمة ان تقول للناس ان الحكومة تخالف الدستور وتقتل الناس بالجملة .. اما ما يبقى بعد ذلك .. ان يسود الظلم وترتفع هامات اللصوص ثم يلقى بالمفكرين والمثقفين في السجون .
ان المقصود في كل ذلك ليس وائل الابراشي لشخصه .. ولكن كل من يفكر في ان يصحح مسار العوج والالتواء لكي يرتدع .. فلا يجرؤ على قول كلمة الحق .. لآنه سيلاقي نفس المصير ..
قرأت فيما سبق من كتب الاقدمين من العرب .. ان الدولة تتجه نحو الاندثار اذا ما ساد الظلم فيها .. وأكل القوي الضعيف .. فهل نحن امام تجربة في اندثار دولة عظيمة كبيرة ورائعة وقائدة ولها وزنها .. نتيجة ذلك الظلم ..
الوزير عادة تستطيع تغييره اذا ما شذ عن خدمة الناس .. فهل تستطيع ان تغير عقل مفكر مضغ الثقافة وادخلها الى عقول البشر من خلال الكلمة ..
واننا اليوم نتساءل .. يا مصر ما الذي يحدث في مصر .. انقلبت فيك الموازين فاصبح الشريف خائنا واللص شريفا وحبك اصبح جريمة .. وارتفع فيك الوضيع فاصبح ذا صولة وجولة .. غدا الانسان يقاس بما يمتلك في جيبه .. وليس ما يعتمل في عقله .. انها المأساة القادمه .. فاقلبوا معي الصفحة ولنقرأ عن ( جميلة ) المغنية التي كانت ترقع الموال في الحجاز فيسمعه من في الاندلس ..