منعطف جديد بالعلاقات الأوروبية مع تركيا

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏25‏/06‏/10 / يعتقد خبراء شئون السياسة الاوروبية والتركية اضافة الى إلمام هؤلاء الخبراء بقضية الشرق الاوسط ان الغرب وفي مقدمتهم المانيا وراء تغييرات السياسة الخارجية لتركيا جراء رفض بعض ساسة الغرب وفي مقدمتهم المستشارة انجيلا ميركيل وحزبها المسيحي الديموقراطي ومعه الحزب المسيحي الاجتماعي حصول تركيا على عضوية تامة في الاتحاد الاوربي ، فالمسيحيين الديموقراطيين يرون بضم تركيا الى الاتحاد يعني ان حدود الاتحاد الاوروبي الجنوب شرقية ستنتهي بالشرق الاوسط تلك المنطقة التي تعتبر خطرا على امن اوروبا جراء عدم استقرارها سياسيا وامنيا واقتصاديا وبالتالي موقع تلك المنطقة الجغرافي والديني الهام ، أما المسيحيين الاجتماعيين فيعلنون رفضهم بصراحة مطلقة ان على الاتحاد الاوروبي بقاءه مسيحي الطابع وتركيا دولة اسلامية قحة بالرغم من ان النظام العَلَماني / فصل الدين عن الدولة / سائد فيها ودخول تركيا الاتحاد سيجعل من الاقليات المسلمة في اوروبا طابورا خامسا لتركيا الاسلامية في اوروبا ومنح المسلمين في القارة العجوز ثقلا سياسيا لا يستهان به .

وقد أعرب رئيس لجان  شئون السياسة  الخارجية بالبرلمان الالماني  / المسيحي الديموقراطي /روبريخت بولنتس الذي يعتبر احد مؤدي انضمام انقرة الى حل بروكسل عن امتعاضه  لاستمرار رفض زملاءه المسيحيين دخول تركيا بالاتحاد الاروبي مشيرا بندوة دعا اليها  مبرة كونراد أديناور  للدراسات والممساعدات الدولية  التابع للحزب المسيحي الديموقراطي ان تركيا جسرا هاما يصل الشرق الاسلامي بالغرب المسيحي وتلك الدولة ساهمت بتطورات التاريخ الاوروبي منذ بداية العصور الحديثة  وعلاقاتها مع الاروبيين أكثر عمقا من غيرها من دول اوروبية اصبحت عضوا بالاتحاد أصبحت ثقيلة على الاقتصاد والسياسة الاوربية والدولة المذكورة متطورة اقتصاديا وسياسيا الا انها لا تستطيع تغييرات جذرية على سياستها الاجتماعية وغيرها بين عشية وضحاها بينما لم يطالب الاوربيين من دول اوروبية اخرى معروفة بالجهل والتخلف تغييرات جذرية على سياستها وشروط مجحفة أخرى معتبرا اتجاه تركيا الى الدول الاسلامية واحتمال قيادتها لتلك من جديد احد اخطاء السياسة الاوروبية .

ويؤكد خبير شئون تركيا ادود شتاينباخ ان اتجاه تركيا نحو العالم الاسلامي خيبة املها من الغرب فبالإضافة الى ممانعة الغرب دخول انقرة حلف بروكسل لم يكترث الغرب وفي مقدمتهم المانيا وفرنسا وبريطانيا الى وساطة انقرة مع طهران بقبول مقترحات برلين وباريس مد طهران بتقينات مقابل موافقتها على تخصيب اليورانيوم ببلد آخر فالوساطة التركية والبرازيلية نجحت الا ان ميركيل وساركوزي نظرا الى هذه الاتفاقية بالريبة والشك والعقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على طهران كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بادارة تركيا ظهرها للغرب واتجاهها نحو العالم الاسلامي فالشعور بالانتماء الديني يطغي على جميع الاغراءات عدا عن ذلك فان الغرب يتحمل مسئولية تدهور العلاقات بين انقرة وتل ابيب فالغرب لم يكترث لمعاناة الفلسطينيين وخاصة اهالي غزة من الحصار المفروض عليهم بينما مد الغرب يده الى هايتي وغيرها بتقديم المساعدات لأن اهلها نصارى بينما لم تساهم محطات الرائي الالماني بالدعوة الى تبرعات لاهالي غزة مثل ما فعلته تلك المحطات بالدعوة للتبرع من اجل هايتي وغيرها . وتطرق شتاينباخ الى سفن الحرية التي راح ضحية همجية فرقة جيش الكيان الصهيوني اكثر من تسعة اتراك في عرض البحر المتوسط يوم 31 مايو المنصرم مشيرا ان هذه الحادثة أبرزت اهمية تركيا في العالم الاسلامي واوروبا من جديد وانه لا يمكن للاوروبيين ان كانوا صادقين احلال السلام في الشرق الاوسط وانهاء نزاعهم مع طهران سلميا دون معونة تركيا مؤكدا بأن الغرب يعاني من مرض نفسي يكمن بخوفهم من الاسلام فهم تعاونوا مع التتار ضد المسلمين اثناء الحروب الصليبية الا أنهم اصيبوا بقارعة لما اعتنق التتار الاسلام كما أصيبوا بغثيان لما اعتنق الكثير من العمالقة الاوربيين الذين المذكور ومهما حاول الاروبيين ابعاد انقرة عن حلفهم فسيجدون انضمام تركيا الى  الاتحاد منقذهم من الازمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية ايضا .

ويؤكد عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني زعيم كتلة الخضر النيابية يورجين  تريتين ان تركيا نشطة في الغرب والشرق على السواء فهي تقوم بوساطات في  منطقة القوقاز وتهتم بمسلمي البلقان بطلب من الغرب وتساهم بوساطات بين سوريا والكيان الصهيوني لاحلال السلام في المنطقة بطلب من الغرب ايضا وأوروبا بحاجة الى دعم تركيا لها بالتعايش السلمي مع المسلمين ورفض الغرب بانضمام انقرة الى الاتحاد الاروبي سيؤيد تلك الآراء التي تقول بأن اوروبا عنصرية على حد أقوالهم .