إن كان دراعك ....؟
إن كان دراعك ....؟
أ.د. حلمي محمد القاعود
قدّم وزير العدل الأمريكي “إريك هولدر”، استقالته من منصبه قبل أيام . جاءت استقالة الرجل على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة “فيرجسون” بولاية “ميسوري” يوم 9 أغسطس الماضي، بسبب قتل شرطي أميركي لشاب أسود، وما أعقب ذلك من احتجاجات واسعة.
ضمير وزير العدل الأميركي لم يحتمل أن تقوم الحكومة ممثلة في الشرطة بقتل مواطن أسود أيا كانت الأسباب ، فأعلن استقالته ، اعترافا بجريمة حكومته ورفضا لها . في بلادنا المنكوبة يحدث العكس ، كلما اتسع نطاق القتل حاز الوزير المسئول مزيدا من الحفاوة والترحيب والامتنان والمكافأة المالية .
بعيدا عن قتل المتظاهرين السلميين؛ صار روتينا يوميا قتل المواطنين البائسين في أقسام الشرطة وإداراتها ومقار أمن الدولة تحت التعذيب الوحشي ، وتتصدى صحف السلطة الانقلابية واللصوص الكبار للدفاع عن المجرمين، وتجريم الضحايا .
مؤخرا لقي مُحتجز داخل قسم شرطة السلوم، مصرعه ، إثر تعذيب ضابط له في أماكن مختلفة وحساسة بجسده، لمدة ساعة متواصلة، مما أدى إلى وفاته داخل الحجز.
قال نجل المجني عليه "الواقعة بدأت بعد اشتباك والدي مع أحد العاملين بمحل الحلاقة الخاص به، بسبب شكه في سرقة 60 جنيهًا من حصيلة اليوم، وأثناء ذلك مر ضابط يستقل سيارة شرطة بصحبة عدد من أفراد الشرطة، وألقى القبض على والدي واقتاده إلى القسم . وأضاف : الضابط أوسع والده ضربًا داخل الحجز، ولم يبال بكونه مصابًا بمرض السكر، ولم يلتفت أحد لاستغاثاته المتكررة، وانهال عليه الضابط بالركلات في مناطق متفرقة بجسده، وأصابه بمنطقة "الخصيتين"، فسقط على الأرض مغشيًا عليه وفارق الحياة.
وتابع الفتى وفق ما نقلته جريدة الوطن الموالية للانقلاب :"الضابط وضع إحدى قدميه على وجه والدي بعد سقوطه على الأرض، قبل أن يدرك أنه توفي بالفعل"، واختتم تصريحاته قائلًا :"الضباط هددوا العامل اللي بيشتغل معانا، إنه ممكن يلبسوه قضية لو قال حقيقة وفاة أبويا".
سائق السيارة الملاكي – ضابط شرطة - ركبه العناد وأصر على إجبار سائق اللودر على أن يبعد من طريقه ، فانطلق بسيارته مسرعا من جوار اللودر ثم توقف أمام اللودر في وسط الطريق السريع لإجباره على التوقف ، فما كان من سائق اللودر إلا أن "خبط" سيارة الملاكي ، فنزل الضابط بكل هدوء وأخرج مسدسه الميري وأطلق أربع رصاصات على سائق اللودر الشاب ، فقتله في الحال بمنتهى الوحشية والقسوة وأسال دمه على الأسفلت وسط ذهول كل من رأوا المشهد ، ثم خرج بكفالة!
قام ضابط بمرور الغربية باحتجاز مواطن واقتياده لقسم أول طنطا وتحرير محضر يتهمه فيه بسب الرئيس ووزير الداخلية والتعدي علي أمين شرطة حرر له مخالفة انتظار خاطئ لسيارته وترك نحو خمس سيارات أخري وكان المواطن «عبدالرحمن أبوبكر العريان - موظف» قداعترف بالمخالفة ولكنه تمسك بتطبيق القانون علي السيارات الأخري المخالفة ؛ فاحتجزه الضابط وأخطر النجدة وتم اصطحابه إلي قسم أول طنطا وحرر له محضرا علي غير الحقيقة. وعقب قضاء ليلة كاملة بسجن القسم تم عرض المواطن علي النيابة وبسماع أقواله وكذا أقوال الشهود قررت النيابة إخلاء سبيله وتسليم السيارة إليه!
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر اعتداء حرس وزارة التربية والتعليم، بالضرب على "آية الجيار"، مراسلة برنامج "العاشرة مساءً" المروّج للانقلاب على فضائية "دريم"، "ومصطفى بسيم"، مصور جريدة " الوطن " الانقلابية ، في أثناء محاولتهما دخول الوزارة برفقة عدد من الصحفيين لمقابلة الوزير. وقالت المراسلة إن الأمن اعتدى عليها وقام أحد الأفراد بلطمها على وجهها، وإلقائها على الأرض، كما قام برمي السيجارة على وجهها. وتم الاعتداء على الصحفين أثناء تغطيتهم للوقفة الاحتجاجية التي كانت أمام الوزارة. الحرس الشخصي للوزير، قال للمعتدى عليهما ساخرا: "الوزير هيعتذر لكم انتوا؟".
أمين الشرطة ضرب والدة الشاب مصطفى وائل بالقلم إلى جوار مول داون تاون في التجمع الخامس لأنها اعترضت على الضابط الذي شتمها هي وأولادها بدلا من أن يكتفي بإبلاغهم بمنع الوقوف في المكان الذي وقفوا فيه ، وبدلا من أن ينتهي الموقف بإنصافها، تم الضغط عليها لكي توقع على محضر صلح بدلا من البيات في الحجز الذي لم تكن تتصور أبدا أنها ستدخله متهمة، وكاد الضباط أن يقوموا بتلبيس قضية تعدي على ضابط لشاب شهد على الواقعة ، وكتب الشاب بعد أن روى الواقعة "أنا اتخذت القرار السليم إني بادرس بره البلد ومشيت وسبتها وشكرا للناس اللي وقفت معانا وربنا يسامح الضابط والأمين على اللي عملوه في أمي، لأني للأسف ما أقدرش أعمل فيهم حاجة ولا آخد حقي منهم".
الوطن الانقلابية في 20/9/2014 تنشر : سلط الإعلامي الانقلابي وائل الإبراشي، في برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2"، الضوء على معاناة قرية "جبل الطير" بالمنيا، ومعاناتهم جراء ما وصفوه بـ"التصرفات الوحشية المفرطة من ضرب وإهانة من قبل الشرطة وأمن الدولة" بالقرية , وروى الأهالي عديدا من مشاهد الهول الذي عاشوه !
نقلت صحفية الشروق في عددها الصادر يوم الاثنين 22/9/2014، عن مصدر جامعي لم تحدده قوله: إنه تم "الاستعانة بطلاب وطنيين لمراقبة الطلبة والإبلاغ عن زملائهم المشاغبين بالجامعات". وقال المصدر، "ستكون هناك متابعة دقيقة من خلال الطلاب المعروفين بانتمائهم الوطني لأي محاولة لإثارة الشغب سواء في الجامعة أو في المدن الجامعية، وسيتم على الفور فصل الطلاب التي تشير لهم الأصابع بمحاولة إثارة الشغب". علنا ؛ عصافير وطنية ( أمنجية ) تتدرب على الوشاية والكذب والأذى !
الأربعاء 17 سبتمبر 2014 كتبت الصحفية آلاء سعد في جريدة الوفد الانقلابية مقالا بعنوان : أنا لست «عاهرة».. وأعرف جيدًا مكان السفارة ، تسرد فيه كيف صفعها العسكري وراح يضربها لأنها رفضت التحرش . (المقال الطويل على النت لمن يريد الاستزادة) .
الأخ الأكبر: في 20/09/2014 تعدى أحد ضباط الجيش بالضرب على مدير المدرسة الثانوية الصناعية بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقيه إثر مشادة كلامية بينهما بخصوص نجله وتصرفاته غير اللائقة. وأكد شهود عيان أن الضابط قد صفع المدير بالقلم على وجهة أمام الطلاب والمدرسين وأخرج سلاحة الميرى وهدد به مدير المدرسة بعد أن تعدى عليه وسط حاله من الاستهجان والاستنكار بين أعضاء هيئة التدرس والعاملين بالمدرسة.
شعبنا يردد المثل القديم : إن كان دراعك ... ولا تعليق !