مجرد رأي...!!

حسام مقلد *

[email protected]

بعد أشهر طويلة من المناقشات المطولة مع عدد كبير من أنصار الشرعية ومؤيدي الانقلاب في مصر حول قضايا كثيرة .. وسمعت منهم وطرحت عليهم آرائي الخاصة ورؤيتي وتحليلي الشخصي للصراع الدائر في مصر حاليا رصدت الظواهر التالية:

1. هناك حالة احتقان شديدة، وشرخ بل صدع حقيقي في الشارع المصري يحتاج إلى جهود جبارة لرأبه حفاظا على المجتمع وحماية للأمن والسلم الأهلي.

2. جميع الفصائل والقوى والاتجاهات السياسية متشنجة ومتمسكة بوجهة نظرها لأقصى الحدود.

3. لغة العواطف الملتهبة تسيطر على الجميع ولا مكان للعقلانية إلا في أضيق الحدود.

4. كلا الفريقين (الانقلابيون ومؤيدو الشرعية) ينكر الآخر، وينكر حقوقه، ولا يعترف به، ولا يراه أصلا.

5. لا مكان للحلول الوسط، ولا يريد الفرقاء الالتقاء في منتصف الطريق، والمنطق السائد بين الجميع هو من ليس معنا فهو ضدنا، ولا يسمح أي فريق لأحد بانتقاده وتوجيه اللوم إليه.

6. سوء الخلق وانعدام المبادئ التي تربينا عليها نحن المصريين يسيطر على معظم الانقلابيين فردودهم بذيئة للغاية على كل من يخالفهم الرأي!!

7. مؤيدو الإخوان في أقصى حالات التوتر والشحن النفسي؛ مما يجعلهم لا يرون حقائق كثيرة على الأرض، وكعادتهم لا يعترفون بالأخطاء، وإذا ما أثيرت أية تساؤلات وانتقادات ضدهم واجهوها بأمر من ثلاثة أمور، أو بها جميعا:

أ‌- التبرير والدفاع دون منطق مقنع.

ب‌- الغضب والانفعال لدرجة السب والشتم (كسفهاء الانقلابيين وهذا نادرا ما يحدث).

ت‌- العداء الصريح ووضع منتقدهم في صف الانقلابيين.

8. الانقلابيون لن يتزحزحوا عن موقفهم أبدا!! هم يريدون (السلطة والثروة والنفوذ) ولو ذهب الشعب المصري إلى الجحيم!!

9. الإخوان وأنصارهم مغيبون ومنفصلون عن الواقع، ويحصرون مناهضيهم في العسكر والمسيحيين والفلول ... والكارثة الحقيقية بالنسبة لهم أنهم لا يدركون أن كل أبناء الطبقة الثرية وأغلب أبناء الطبقة الفقيرة ضدهم، وجزء غير قليل من الطبقة الوسطى بدأ ينفض عنهم!!

10. المجتمع المصري لا يعرف النفس الطويل في الثورات فطبيعته تحب الاستقرار وتميل للهدوء ووضوح الرؤية، حتى لو على حساب حريتهم والتضييق عليهم وهذا ما يستغله الانقلابيون والعسكر جيدا!!

 

وقد وصلت إلى القناعات التالية:

1. على شباب مصر وهم الفئة الوحيدة المرشحة للتغيير والاستمرار في الثورة ليتحقق للشعب ما يريد عليهم الاستمرار في التصعيد وابتكار وسائل جديدة لمقاومة الانقلاب.

2. عدم التسليم بالانقلاب مهما طال الزمن فهو باطل، وما بني عليه باطل، وبين الانقلابيين وبين الشعب المصري دماء آلاف الأبرياء، وأعراض ومعاناة عشرات الآلاف من المعتقلين!

3. يجب فتح قنوات التواصل بين الشباب من كل الاتجاهات والتيارات وحتى الشباب في الشرطة والجيش.. فأنتم أيها الشباب المستقبل، وغيركم ماض أو في طريقه ليكون ماضٍ! 

4. عليكم أيها الشباب الارتقاء بتفكيركم وفعلكم السياسي، والسعي إلى تحجيم وإذابة الخلافات الأيديولوجية بينكم ولو مرحليا، فهدفكم واحد وعدوكم واحد ويجب أن تتكتلوا ضده، وتصلوا إلى بناء رؤية مشتركة يتفق عليها الجميع تحفظ لمصر هويتها وتفردها وحضارتها بمكوناتها المختلفة ولا تتصادم طبعا مع ثوابت الدين... وعليكم الوصول إلى الشباب أمثالكم خاصة من الطبقات الفقيرة المطحونة.

5. عدونا وعدو ثورتنا ليس الجيش فجيشنا وطني، وإنما عدونا عبارة عن جبهة قوية تمتد محليا وإقليميا ودوليا!! محليا: قادة العسكر، والفلول، ودوائر الفساد في الدولة العتيقة والعميقة، وإقليميا: الصهاينة ودول عربية تدور في الفلك الأمريكي وجزء من مهمتها إضعاف مصر، ودوليا: الغرب بمنظومته الرأسمالية المتوحشة وفي مقدمتها أمريكا.

6. عدم التعويل كثيرا على موقف الإخوان وإخراجهم من المعادلة، أو على الأقل التفكير خارج عباءتهم، فليس لديهم استعداد للتغيير، وأساسا هم لا يمتلكون قدرات كبيرة على الفعل المؤثر (فعلهم كله مجرد اجترار للماضي وتكرار لأخطائه!!) ... والكرة في ملعب الإخوان إن أرادوا اللحاق بركب الشباب فليلحقوا بهم بناء على الرؤية المشتركة التي يتفق عليها الشباب جميعا، والتي تحفظ الهوية والحضارة المصرية بمكوناتها المختلفة، ولا تتصادم طبعا مع ثوابت الدين.

7. التواصل مع الشرائح المؤثرة في المجتمع مثل الفنانين، والكتاب، وصناع الرأي العام لإيجاد أرضية مشتركة ينبني عليها التغيير المطلوب الذي يهدف لتحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية الحقيقية والحفاظ على المصلحة العامة لمصر وشعبها.

8. التواصل مع الجيش عبر الوسائل الكثيرة المتاحة لشرح وجهة نظرهم وبيان مطالبهم.

9.  التواصل مع الأخوة الأقباط وخاصة الشباب منهم بشكل دائم لطمأنتهم وإزالة أية مخاوف لديهم فهم شركاء الوطن في الماضي والحاضر والمستقبل.

10. التواصل مع القوى الدولية، ووسائل الإعلام العالمية لشرح رغبة وإرادة الشعب المصري في تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية، وتوفير الحياة الكريمة لكل المواطنين بغض النظر عن الجنس واللون والدين... وإفهام الجميع أن مصالحهم الاستراتيجية مع الشعب المصري لاسيما الشباب ...!!

والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،

               

 * كاتب إسلامي مصري