مدخل تمهيدي لإعادة اللاجئين السوريين إلى بيت الطاعة
قرار المفوضية العليا للاجئين
خفض مساعداتها للسوريين ...
مدخل تمهيدي لإعادة اللاجئين السوريين
إلى بيت الطاعة
زهير سالم*
ما أكثر ما نسمع من الضجيج حول قضايا اللاجئين وعبئهم وانعكاسات وجودهم ليس على دول الجوار مشكورة ومعذورة وحدها بل حتى على دولٍ التي لم تستقبل منهم إلا بضع مئين . ..
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي حُشر فيها اللاجئ والمهاجر السوري ، والتي كان لبعضها أسبابه الموضوعية وكانت الأخرى مفتعلة إلى حد كبير؛ فإن المنظمات الإنسانية المسئولة عن رعاية هؤلاء اللاجئين متذرعة وسيد الأمم المتحدة السيد بان كيمون بالقانون الدولي . لقد ظلت هذه المفوضية ومشتقاتها لسنوات تستولي على أموال المانحين وجلهم من الدول العربية لتعيد تدويرها وإنفاقها على بشار الأسد وشيعته من القتلة والمجرمين .
ولم تقنع السيد بان كيمون الرسالة التي وقعها أكثر من سبعين حقوقيا ومستشارا قانونيا دوليا يؤكدون له أنه لا يوجد مانع في القانون الدولي يمنعه من إيصال قطرة الحليب إلى الرضيع الذي يموت جوعا .. ولكن مفوضية الشر الدولية المتشابكة تركت عشرات الألوف من الأطفال السوريين يموتون جوعا وعطشا ونقص دواء احتراما لقانون دولي كانوا هم أول من داسه وتجاوزه .
مليارات الدولارات من أموال المانحين استولى عليها بان كيمون وعصبة السوء ، ولم يجد الشعب السوري واللاجئ السوري أمّا ًحقيقية تدافع عن مصالحه ، وتحمل همه ، وتساءل من قبض كم قبض ؟ ومن صرف أين صرف ؟ وكيف صرف ؟ واليوم حين تعلن المفوضية العليا للاجئين إفلاسها إلى حد أن تخفض المساعدات الزهيدة التي تقدمها للاجئين والمهجرين إلى النصف منذ مطلع هذا الشهر؛ ولا نجد أيضا صاحب حمية يسأل الذين جمعوا كيف جمعوا والذين صرفوا أين صرفوا ندرك أن وراء الأكمة ما وراءها ، وأن الشركاء في الإثم ليس لهم أن يكشفوا أسرار بعضهم ، فيطرحوا مجرد سؤال : أين ذهبت أموال المانحين ...؟
وإنه مما يزيد أمر هؤلاء السوريين اللاجئين المحاصرين بغربتهم وتشردهم وجوعهم ومرضهم واستعلاء كل لئيم راضع عليهم كما يجري هذه الأيام في لبنان على أيدي شرار الخلق ولئام الناس ، هو شبكة من القوانين القاطعة الظالمة التي يفرضها الأمريكيون على حركة المال حتى كاد الإنسان المحسن الكريم لا يجرؤ على إيصال جرعة ماء إلى فم عطشان ..
وإنه في الوقت الذي وجدت فيه دول التحالف غير الرشيد المال المطلوب لتغطية نفقات آلاف الطلعات من طائرات القتل والتدمير حيث تُذكر الأرقام الفلكية لتغطية هذه الطلعات ؛ فإن المفوضية العليا للاجئين لا تنقصها وقاحة تعلن من خلالها نفاد ما لديها من مال وتبرعات ، معلنة في جرعة أولى تخفيض القيمة الغذائية للاجئين إلى النصف ، ولا أحد يستطيع أن يستشرف ما يكون بعدها من تخفيض ..!!
وليس عجيبا أن يتساوق هذا مع إعلان التحالف الدولي بزعامة الولاية المتحدة الحرب على الشعب السوري وعلى الأرض السورية تحت ذريعة الحرب على الإرهاب وقتال داعش . ولقد كان قصف الشعب السوري والمهجرين السوريين بسلل الغذاء وربطات الخبز وعبوات الدواء بدلا من قصفه بالقنابل المدمرة المساندة للمجهود الحربي للبراميل المتفجرة التي يقتله بها بشار الأسد وشركاؤه من عصابات الإجرام أولى بإنسانية الإنسان .
لا يخفى على الشعب السوري الحر الأبي أن عنوان الحرب على الإرهاب وممارستها بهذه القسوة وهذه الوتيرة ما هي إلا ذريعة يخفي وراءها الأمريكيون أهدافهم المريبة المريبة المشتقة من تلك التي أعلنوها يوم غزوهم للعراق . إن الهدف غير المعلن للقصف الأمريكي على الإنسان والأرض السورية هو الاشتراك في كسر إرادة السوريين ، وإضعاف مشروع الثورة ،تمهيدا لعملية احتواء تتركز في تمكين الإيراني ولأسدي ولفيفهم من المجرمين من مستقبل الثورة والشعب السوري.
وحين نعيد التأمل في مشروع الحرب الأمريكية وتدريب الأدوات الأمريكية ( المعتدلة ) والتي يقولون إنه مشروع سيستمر لسنوات ؛ ندرك أن مشروع التضييق على المهاجرين السوريين ، بتحريش من لاخلاق لهم من لئام لبنان عليهم ، ثم بوقف تزويدهم بالأساسي من احتياجاتهم ما هي إلا عمليات تمهيدية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بيت الطاعة أقنانا من جديد تحت سيطرة أولياء القتلة الأشرار الطائفيين المستبدين ...
لا يلام الذئب في عدوانه ...إن يك الراعي عدو الغنم
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية