لبيك فلسطين..

مهام وواجبات

د. محمود عزت-

الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر

القضية الفلسطينية وما يجري الآن من تآمرٍ من الصهاينة عليها لضمان الأمن والاستقرار للدولة الصهيونية يجب ألا يغيب عن عقل ووجدان كل مسلمٍ وعربي؛ لأن تحريرَ الأرض المقدسة والدفاع عن أبنائها وكرامتها واجبٌ علينا جميعًا؛ لذلك كان الجهاد في النصف الأول من القرن العشرين، واستمرت الجهود المخلصة من أبناء الأمة جميعًا دعمًا لفلسطين وأهلها، وقدَّم الشعب الفلسطيني دماءَ خيرة أبنائه من الرجال والنساء للدفاع عن الأرض والعرض..

وكانت الانتفاضات المباركة وكانت وما زالت المقاومة للمحتلين الصهاينة.. وما زالت المسيرة المجاهدة تسير إلى غاية التحرير لفلسطين وللأقصى الأسير، ومن هذا المنطلق فإننا نُواصل حركتنا لدعم إخواننا الفلسطينيين..

وفيما يلي موجزٌ لبعض النقاط المهمة في هذا السياق:

أولاً: وضوح الرؤية

قضية فلسطين قضية إسلامية صميمة، وهي كذلك قضية وطنية وقومية ثم هي قضية إنسانية على العالم أجمع أن يقوم بواجبه نحوها.

1. على مستوى الداخل الفلسطيني: فئة قليلة متآمرة على الشعب الفلسطيني وفئة مستسلمة متعاونة مع المحتل وفئة مقاومة للاحتلال وتتحمل تبعاته، وما قامت به حماس (على ما نُسب إليها من تجاوزات) كان دفاعًا عن استمرار المقاومة، وأن تظل قضية فلسطين حيَّة، وهذا ما انحاز إليه الشعب الفلسطيني بطوائفه وفصائله.

2. على المستوى الإقليمي: المقاومة الفلسطينية حماية للمنطقة من المشروع الصهيوني الأمريكي وحفظ لأمنها القومي.

3. على المستوى العالمي: مؤامرة صهيونية أمريكية وتعاون أوروبي واستسلام عربي إسلامي وغفلة وسلبية عالمية.

ثانيًا: موقف الإخوان

أ‌- موقف جماعة الإخوان المسلمين الثابت كان وما زال وسيظل بإذن الله تعالى داعمًا للدفاع عن أرض فلسطين والمقاومة للمحتل ومساندة الشرفاء والوطنيين من كل الفصائل والذين يعملون لتحرير أرض فلسطين.

ب‌- الحملة الظالمة الموجهة للمقاومة وللإخوان سببها الرئيسي هو أننا نُدافع عن فلسطين ونجمع الأمة لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي.

ثالثًا: سبيل اجتياز الأزمة

أ‌- الاستمساك بالمقاومة: بكل وسائلها العسكرية والسياسية، وبالحجة والبيان والتكن ولوجيا والتقدم العلمي مع الحفاظ على الثوابت.

ب‌- احترام الشرعية:

- الشرعية الدستورية (القانون الأساسي)

- الشرعية الرئاسية

- شرعية المجلس التشريعي وحكومة الوحدة الوطنية

ت‌- دعم الحوار:

بين الفصائل لتهدئة النفوس وإصلاح ذات البين- وضوح الرؤية- تحديد نقاط الاتفاق وتعزيزها- حد أدنى من التعاون.

ث‌- تحقيق الوحدة:

عمل متواصل يبدأ بوحدة شعب فلسطين ووحدة أرض فلسطين- يعززها وحدة الأمة العربية ضد الهيمنة الصهيونية الأمريكية وتفعيل القرارات العربية لفك الحصار- رفض للتدخل الأجنبي أو استدعاء قوات دولية- وحدة الأمة الإسلامية لتكوين رأي عام عالمي ضد الجرائم الصهيونية الأمريكية- التعاون في فك الحصار ودعم المقاومة.

لبيك فلسطين.. واجبات

لا بد أن نبدأ بأنفسنا نحن الإخوان المسلمين..

على مستوى الفرد:

• دعاء في كل صلاة.

• التبرع بجزءٍ من دخلي أو مصروفي في كل أسبوع.

• تخصيص وقت يومي لمتابعة القضية: النشرات- المواقع- الجلسة العائلية.

• تحديد عدد أتحدث معهم في كل مس! تجدات القضية (الجيران- الأصدقاء- زملاء العمل)

• إرسال عدد من رسائل (SMS) وتوزيع عدد من المطويات أو غيرها مرة على الأقل في كل أسبوع.

• متابعة جدول الندوات والمؤتمرات والمشاركة كل أسبوع في حضور ندوة أو مؤتمر واصطحاب صديق على الأقل في كل صلاة أو ندوة أو مؤتمر.

على مستوى العائلة أو الأسرة:

• متابعة يومية من رب الأسرة لما قام به كل فرد من أفراد الأسرة.

• حصالة فلسطين يساهم فيها كل أفراد الأسرة الصغار والكبار.

• القنوت في الصلوات التي قد تُصليها الأسرةُ جماعةً في المنزل.

• لقاء مع الجيران للتعريف بالقضية.

على مستوى القرى والمدن:

• استهداف توعية جميع الإخوان بأبعاد القضية.

• مشاركة فعَّالة لجميع الإخوان في محاور العمل المختلفة (المحور الإيماني- المحور الإعلامي والسياسي- المحور الإغاثي).

• عمل جدول للأنشطة بمستهدفات محددة لتوعية سكان الحي أو المنطقة (خواطر بعد الصلوات- دعاء- قنوت في الصلوات وفي صلاة الوتر) العمل المسجدي- العمل في المصالح والمؤسسات بكل حي- الندوات- الصالونات والزيارات المن! زلية بين الجيران- الدعوة في المقاهي والنوادي وأماكن التجمعات.

• توفير الوسائل العملية والتدريب عليها (المطويات- الاستكر- الشريط- الـ CD- وسائل الاتصال SMS وغيرها.

• دعوة جميع طوائف المجتمع وتحديد مستهدفات لمشاركة الشباب والشيوخ والرجال والنساء والأطفال في الندوات والمؤتمرات.

نسأل الله أن يُحبط كيدَ الماكرين..

﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ (النساء:45)،

وأن يعيننا على القيام بواجبنا، وأن يفتح لنا قلوب الناس..

﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ (الفتح: من الآية 18).