الأقلام اللامسؤولة ..... لمصلحة من
مجدي الرسام / بغداد
من الواضح ان حجم المعاناة والصعوبات التي يعانيها افراد المجتمع العراقي بتوفير الأموال، والأمر ينسحب على حجم المعاناة داخل عمل الوزارات في ظل ترهل السنوات الماضية، وخلل الهياكل التنظيمية والإدارية ، والتنقلات والتسكينات والترقيات التي تمت دون معايير ولا ضوابط تشير إلى العدل والإنصاف، بل خضعت الأمور إلى المعايير المزاجية والحزبية والأمنية والمصالح الذاتية .. وكل المعايير دون الكفاءة والدراية .. حتى بات التغيير داخل هذه الوزارات عبارة عن حقول ألغام مجرد الاقتراب يؤدي إلى الاتهام بالإقصاء والانطواء وتهديد الإنجازات الشخصية للموظفين , الذين ناضلوا بكل السبل المعلنة وغير المعلنة، والموضوعية وغير الموضوعية من أجل تحقيقها، ولو أضفنا التحركات الأمنية الميدانية التي تحدث في جنح الظلام والفاعل مجهول، نقول: إنَّ وسط هذه الأجواء كلها تنبري الأقلام غير المنصفة، والموجَه واللامسؤولة لتطعن الحكومة في مقالات مكتظة بالمغالطات والأراجيف والأكاذيب، وتصوير العلاقة بين الوزير والعاملين على أنها قائمة على الإقصاء والتهميش وعدم الثقة, رغم أن عدد الموظفين الجدد لكل وزير غير المعتمدين حتى اللحظة بشكل نهائي لا يتجاوز أصابع اليدين في حده الأقصى وسط مئات الموظفين القدامى في الوزارة، و رغم حرص كل وزير على مكانة ومشاعر وهموم الموظفين من الآذن وحتى الوكيل، لذا فان بعض المقالات لبعض موظفي الحكومة وهم يتطاولون على الحكومة بشكل سافر لا يعبر عن الانتماء العام, بقدر ما يعبر عن وجهات نظر أضيق من ثقب صغير في باب خاص لا يخدم إلا أعداء النجاح، وأولئك الذين يرتبطون بأجندات فكرية وثقافية وسياسية معينة قادرة على أسر الضمائر والعقول، مقابل وعود بامتيازات مستقبلية هنا وهناك، حتى باتت سقوط هذه الحكومة وانصراف الوزراء إلى حيث أتوا أمنية وطموح، في أحيان عديدة يتم ترجمته إلى سلوك مناكف داخل الوزارات تطبيقا لقرارات وتوصيات للقاءات خارج مبانيها.واسوارها المكتضة
أقول هذا الكلام والاستغراب سيطر علىَ أمام هذا الاعتداء غير المبرر لبعض كتاب المقال في الصحف وهو يتناولون باعضاء الحكومة وكأنهم أشخاص عاديون لا وزن لهم ولا مكانة اعتبارية لهم , في موقف يشير إلى الاستهتار ( وقلة الذوق ) , بينما كانت هذه الأقلام لا تتجرأ سابقا على نقد ضابط أمني صغير أو رجل سياسي متنفذ في هذا المنصب أو ذاك المكان، بل كانت بوقاً يدافع ويواري عن حالة الضياع والتيه ....؟؟ إن لم يكونوا جزءاً منه. كما أقف باستغراب أشد أمام كم هائل من الاراء التي يستخدم فيها كافة أساليب وعبارات الوقاحة وقلة الأدب، والخروج عن اللياقة مع وزير من وزراء الحكومة، و أتساءل أين هذه الأقلام الذي تسهر الليالي في صياغات محددة لإبقاء الساحة متوترة وفي سجال إعلامي غير مفيد من هذه الوقاحة ومن هذا الموظف، أو من ذاك المراسل الذي يسال وزير ما خلال مؤتمر صحفي بكل خروج عن أخلاقيات المهنة و المسؤولية الاجتماعية....
إن ما يكتبه هؤلاء الأشخاص بشكل انتقائي و موظف يُساعد بشكل مباشر في إيجاد حالة التوتر الموجودة ، و يُعكر أجواء الحوار المنشود نجاحه , ويُشكل طعنة في الظهر ليس لأنه نقد موضوعي كما يحاول أن يجمله أصحاب الأقلام ويعتبرونه حرية نقد ورأي وتعبير... بل لأنه كذب و افتراء و تجني واختلاق وعكس للمواقف، واستغلال لا مسؤول للظروف والحصار...، ولا أدري كيف تسمح لهم أخلاقهم الصحفية بذلك؟! و كيف لا تزجرهم ضمائرهم الوطنية ؟! و أين شخصيتهم المهنية....؟!!
إن حقيقة النقد البناء وحرية الرأي و التعبير لها أصولها و أسسها و فلسفتها القائمة على المعلومات الدقيقة، و الألفاظ المحترمة ، و الأدلة و البراهين... هذا لمن كان يحمل نية سليمة, وما دون ذلك فهذه معايير لا يُكترث بها من قبلهم ، لذا نجد هذه الأقلام تهيم في كل واد و تكتب في كل مجال دون أدنى ضوابط .
إن مهاجمة الحكومة و- ليس نقدها البناء- لا يعبر عن الانتماء، بل يعتبر هروباً من تسليط الأضواء على المسببات الأساسية للأزمة بشكل موضوعي وعقلاني, لأن الحديث عن الأسباب الحقيقية و الأطراف التي و تقف وراءها تدفع نحو الحديث عن غير الحكومة , وخاصة جهات قد تكون تمثل المرجعية المالية والفكرية والأمنية لأصحاب هذه الأقلام والمقالات , الأمر الذي قد يؤدي إلى الغضب و سحب الصلاحيات ورفع الحصانة والغطاء وربما الكشف عن الأوراق والأحاديث التي تدور في الأروقة والصالات الخاصة التي يعتقد أصحابها أنها مغلقة بتاتاً وما علموا أنها مكشوفة و مفتوحة. فلا باس بالخروج من العتمة لان المسلك واضح والكلمة الصادقة تاخذ طريقها الى القلب لتحي الضمير؟