فكرت أن أعرض نفسي للبيع

في سوق النخاسين وزمن العبيد

د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

dr.abdulghani56@yahoo.com

dr.abdulghani56@hotmail.com

في زمن كنا نسمع

مين يشتري الورد مني وانا بنادي وغني

وفي مسلسل سوري منذ زمن بعيد فتاة جميلة تحمل على راسها طبقا وتنادي

سمك ياسمك طيب السمك

وبعد ذلك بعقود انادي من يشتريني  انا ولكن

أنا لست وردا ولا سمك

رجل كبر وشاب وعتق ووهن عظمه ورق

فلماذا اعرض نفسي هكذا وهل وصل الامر الى ذل العبيد

ليتك ترى ماأرى وليتك تحس به ماأحس به يا أخي الانسان العتيد

اضعت كل وسائلي فلا ولد حولي ولا زوجة ولا قريب

تعبت وحصلت على شهادة علميه وضاعت اوراقها في القاع السحيق

عائلتي تعبت من الإنتظار وليس بها الا الفقر والجوع العتيد

اب وزوج مسؤول عن رعيته وهو قاصر عن فعل اي شيء لرعيته وخذ المزيد

تشكو لي الزوجة وتقول ارسل لنا نكاد من الحرمان نصبح في الحضيض

أقول لها اصبري وليس معي ولا أملك الا هذا القلب الضعيف

وتسوء الأحوال كل يوم وأفواه ارانب تنتظر القديد

فكرت في امر مستعجل ووجدت الحل في عقلي الرشيد

أعرض نفسي للبيع فبلال وقطز كانا من العبيد

ولكن بلالا كان قوي الجسم وعنيد ارعب الشرك وفك نفسه بصبره على يد الصديق

وقطز كان ابن سلطان وعاد لأصله العتيد وهزم المغول بمعركته وانتصر للإسلام الحنيف

فمن اكون انا؟

لست ادري إلا انني إنسان من اصل فاضل ضحى به نظام العبيد

طيب لي صفات قد تعجب أحدا

ارويها وأنا عطشى لكي يتلقفها ومن يريد

مسلم أنا ........مؤمن أنا..............لن أحيد عن ذلك أبدا بإذن الله الحكيم العليم

مخلص لبلدي وأمتي وكل من يعادي أمتي لن أكون له عبدا أبدا ولو أعطاني كل ماأريد

رجل تربى على الحرية  ومن اجل الله لاقى أشر العذاب والتنكيل

فهل ترى من يرغب بصفاتي تلك ؟

وحكومتي تنظر الي مقتا وتنال مني باتباع كل سبل الطغيان والظلم البغيض

أكيد كل من يقرا قصتي قد يبتسم اويضحك او يتحسر او يصمت او يقول لك ربي ياأخي مالك من محيص

ربما اهتديت الى بيعة مربحة في كوني أملك من الخصائص  بعضها مفيد

أبيع نفسي لامراة  تحتاج الى الحنان والخلق الرفيع

ولقيت امرأة  وقالت اريدك زوجا لي فهل عندك مايمنع طلبي إذا كنت تريد

قلت لها المرأة تبحث عن زوج لها

لشبابه وجماله ومركزه او ماله فليس عندي من ذلك الا النذر اليسير

املك خلقا طيبا فهل يفيدك هذا أم أبحث عن بيعة أخرى تكون عونا لي أكيد

أخوان لي وأصدقاء عندما عرفوا عنواني راسلوني وطلبوا من الأخبار المزيد

ورددت عليهم بحقيقة قصتي وعندما سمعوا جفت أقلامهم وولوا سعيا وهربا الى بعيد

طيب ماذا أفعل؟

وربنا ذكر حالتنا في قرآنه المجيد

فكرت في سجون الأوغاد عندنا

ولكن ملت نفسي ومللت من تلك العيشة الضنكى ولا أرغب بالمزيد

وتوصلت أخيرا الى قرار طيب ومليح

مت وأنت واقف خير من أن تموت عبدا الا......... لله العزيز الحكيم