حول توكيل السيسي بالملف السوري
حول توكيل السيسي بالملف السوري
ومنحه الوصاية على الثورة السورية
زهير سالم*
في عالم السياسة أكثر المؤتمرات خطورة تلك التي يلفها الضباب . والتي تنعقد على عجل وتنفض على عجل ، ولا يصدر عنها ،غير التخرصات والتكهنات ، أي بيان ..
وفي عالم السياسة أصدق المعلومات التي تأتيك تسريبا واهنا ، عن مسئولين رفضوا ذكر اسمائهم . شريطة أن يكون الناقل عن المصدر الذي يؤثر البقاء في الظل ثقة في النسبة والنقل ..
يوم الأحد الموافق 24 / 8 / تم اللقاء الخماسي بين وزراء خارجية عرب كان من بينهم مصر ( السيسي ) ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السوري . وقيل إنه تم على هامش اللقاء الخماسي لقاء ثلاثي ( مصري سعودي قطري ) ، حرصا على إذابة الجليد المصري القطري .ومع أهمية الظرف الدولي المتساوق مع الحملة الأوبامية على ( الإرهاب ) ، وقرار أوباما التدخل الساخن في العراق ؛ إلا أن شيئا مهما لم يصدر عن المؤتمر الساخن العتيد . قيل إن محاولة المصالحة المصرية - القطرية لم تحرز تقدما ، وقيل إن المواقف من حرب الإبادة في سورية ظلت مراوحة مكانها ..
ومن يومها ظل السؤال عما تم في ذلك اللقاء عالقا، ولاسيما في الملف السوري الراعف . لا يجوز أن نتناسى هنا الرغبة الأمريكية في طي صفحة الثورة السورية على ما فيها من لأواء ، للتفرغ لتصفية الحساب الأمريكي التاريخي مع ما سمي الدولة الإسلامية أو مع جبهة النصرة ، مع التذكر أن ذكريات الحادي عشر من سبتمر تطل علينا بعد أيام !! ولا ننسى أيضا أن الرغبات الأمريكية تكون في بعض السياقات أكثر من رغبات وأماني . فهذا الولي الفقيه صاحب شعار ( الموت لأمريكا ) يبحث عن مكانه كخادم للرغبات الأمريكية ، ووليد المعلم ينادي بأعلى صوته وهو يسأل ( تنسقون حتى مع أمريكا يعني الشيطان الأكبر ) فيجيب وعلى الهواء وبلا تردد وبصوت جهير : أهلا وسهلا بالجميع . فعدّ عما ترى إذ لا ارتجاع له ..
حسب وكالة آكي الإيطالية ، وهي وكالة لا تخفي انحيازها ، إلى بشار الأسد متأثرة بموقف الخارجية الإيطالية ، أو بموقف الفاتيكان الجاثم بكلكله في ضاحية من ضواحي روما ،حسب هذه الوكالة اليوم ونقلا عن ( مصادر دبلوماسية ) عربية فإن القاهرة – قاهرة السيسي – تستعد للعب دور بارز في الأزمة السورية في المرحلة المقبلة . رجحت أن تبدأ في وقت لا حق من هذا الشهر ( أيلول – سبتمبر ) .
تقول المصادر الدبلوماسية العربية : هناك تقدير عربي لأي دور تلعبه مصر في الملف السياسي المتعلق بالأزمة السورية ( !!!! ) وأشارت إلى أن مصر نفسها ( أي السيسي ) لا تمانع من لعب هذا الدور . ( شيء طبيعي )
وتضيف المصادر الدبلوماسية العربية : لمصر ( السيسي طبعا ) موقف واضح يدعو لحل سياسي . وهي تزداد قناعة به ، وخاصة بعد ازدياد مخاطر التنظيمات الإرهابية التكفيرية في الشرق الأوسط .
ويبدو أن هذه العبارة الأخيرة هي المعبرة عن وجهة النظر الأمريكية المتوافقة مع وجهة النظر الأسدية والإيرانية ، والتي تجعل بعض الدول العربية ترى أنه من الحفاظ على ماء الوجه أن تتخفى في عباءة وساطة سيسية يُخرجها من أزمتها ومن حرجها على السواء ..
تضيف المصادر الدبلوماسية – ودائما حسب وكالة آكي الإيطالية – إنه مما يساعد على نجاح الوساطة المصرية ( السيسية ) أن مصر ما زالت عنصر ثقة من كل الأطراف ، وتحظى بتقدير كل من المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها وإيديولوجياتها . وكذلك تقدير واحترام النظام السوري . تسمية ( النظام السوري ) نقلا لآكي عن المصادر الدبلوماسية العربية.
ورجحت المصادر أن تبدأ الخطوة الأولى إن نجحت المبادرة بالدعوة إلى مؤتمر تمهيدي سوري دولي ...
يبقى السؤال الذي يملكه مواطن سوري مثلي : هل حقا أن السيسي يحظى باحترام وتقدير كل المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها وايديولوجياتها ..؟!
أم العذراء قد علا وجهها الخفر ..
أو أن الأمر منهج من قال :
مخلفون ويقضي الناس أمرهمُ ... وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا.
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية