كسيانغ نار تحت رماد ولنا دماء فيها
محمد هيثم عياش
عزا خبراء شئون السياسة الصينية اعمال العنف التي وقعت في منطقة اورومجي الواقعة في اقليم كسيانغ / تركستان الشرقية / ذات الاغلبية الاسلامية الى حرمان الحكومة الصينية المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية والقضاء على كيانهم واعطاء القوة للاقلية الصينية في تلك المنطقة لبسط سيطرتها على خيرات واقتصاديات تلك المنطقة وبالتالي محاولة الحكومة المركزية ببكين إشعار العالم بان مسلمي الـ /ايجور / اقلية وليسوا بالاكثرية الغالبة في اقليم كسيانغ .
وأكد خبير شئون الصين كاي شتريتماتر من المعهد الالماني للعلوم والسياسة بندوة دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية ببرلين مساؤ يوم الثلاثاء من 14 يوليو الحالي التابعة لحزب الخضر ان الصين تعتبر دولة يعيش فيها حوالي أعراقا كثيرة من البشر تعترف الحكومة الصينية بوجود حوالي 55 عرقا وتصر بأن نسبة المسلمين في الصين لا تتجاوز الـ 8 في المائة من بين الاديان الاخرى وتعتبرهم أقلية وشرذمة قليلون كما تعتبر بكين المسلمين وشعب تيبت شوكة بأعينهم وبالتالي غوغائيون يريدون تقسيم الصين الى دويلات .
واضاف شتريتماتر أنه بالرغم بأن اقليم كسيانغ يتمتع بحكم ذاتي الا ان الحاكم فيه من الاقلية الصينية التي تملك اسلحة وتمسك باقتصاديات تلك المنطقة بيد من حديد وتمارس العنف وتمتلك ميلشيات مافيا تمارس الاعتداءات على مسلمي تلك المناطق وان اسباب العنف التي وقعت في اورومجي / العمرية / الضغط ومصادرة الحريات العامة على المسلمين التي تعتبرهم السلطات الصينية ارهابيون ودخول بكين التحالف الدولي ضد الارهاب انما جاء من اجل محاربة مسلمي الـ / ايجور/ والسيطرة التامة على اقليم كسيانغ الذي يعتبر شريان الصين الحيوي لاقتصادها فتلك المنطقة تعتبر اكثر مناطق الصين غنى بالموارد الحيوية النفط والغاز والحديد الخام وموارد خام اخرى كما ان قبضة بكين على كسيانغ خشيتها من اليقظة الاسلامية فيها ونمو الصحوة الاسلامية جراء تقارير من حاكم تلك المنطقة التي تشير بأن جماعات سلفية مدعومة من السعودية وخاصة من السعوديين من اصل تركستاني يقومون بتقديم الاموال والمعونات المعنوية والمالية لتحرير تركستان الشرقية من سيطرة الصين .
واعتبر نائب رئيس الكتلة النيابية عن تجمع الخضر وزير البيئة السابق الذي يشغل حاليا عضوية السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني يورجين تريتين الحكومة الصينية ديكتاتورية فالحزب الشيوعي هو الحزب في تلك الدولة ومن شأن الحزب الفردي بسط قوته على افراد الشعب بأكمله ومصادرة الحريات العامة والتصفية وما وقع في / اورومجي / وفي التيبت عام 2008 المنصرم يعتبر دليل واضح على تطلع الشعب الصيني برمته الى الحريات العامة معربا عن اسفه لصمت الاوروبيين حول ما يجري ضد مسلمي الـ / ايجور/ الذين لهم الحق في الحياة كاشفا النقاب على ان السلطات الصينية امتنعت باعطاء تأشيرات دخول لاعضاء بالبرلمان الالماني والاوروبي للاطلاع على حقيقة ما يجري في مناطق المسلمين .
نائب رئيس مجلس مسلمي الايجور الدولي الذي يتخذ من مدينة ميونيخ مقرا اوروبيا له اشجر شام اكد بأن مسلمي الايجور يعانون من التصفية والحكومة الصينية تقوم بحرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية وأسباب العنف الاخيرة مردها الى قيام حكومة كسيانغ بأعمال بناء في مناطق / اورومجي / التاريخية ولا سيما القسم التاريخي القديم لمدينة كاشجر اضافة الى الاعتقالات العشوائية واعدام الكثير من الشباب امام اعين الناس لارهاب مسلمي تلك المناطق مؤكدا انه بالرغم من ادعاءات الحكومة الصينية عودة الهدوء الا ان تركستان الشرقية بأكمها تعيش من نار تحت رماد من السهولة اشتعالها مرة اخرى مطالبا الحكومة الالمانية والاوروبيين الاهتمام بحال المسلمين في الصين مثل اهتمامهم ببوذي التيبت على حد قولهم .
والجدير بالذكر الى ان السلطات الصينية نصحت الصينيين بعدم السفر الى مدينة ميونيخ وبالتالي فانها قامت نصائح لرعاياها الصينيين في المانيا مغادرة هذه المدينة خشية عليهم من اعمال انتقامية يتعرضون لها على يد مسلمي الايجور الذين يعيشون في ميونيخ نظرا لاتخاذ مجلس مسلمي الـ / ايجور من المدينة مقرا له .
وتركستان الشرقية التي نسي اكثر المسلمين اسمها واصبحوا يطلقون عليها / كسيانغ – بالالمانية وكشيانغ بالانجليزية / فتحها المسلمون منذ عهد الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وأول من وصل اليها من طلائع الفتح الاسلامي الصحابي عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي عهد سيدنا الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد ذكر المؤرخون بأن عبد الرحمن وصل الى باب الابواب وهي كشجر واستشهد في بلنجر من بلاد الخزر ثم أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي ابن اخيه محمد بن القاسم الثقفي وهو ابن سبعة عشر عاما على راس جيش مددا للقائد قتيبة بن مسلم الباهلي واستطاع فتح اكثر بلاد تركستان الشرقية وقد حدثني نائب رئيس مجلس مسلمو الـ / ايجور / أشجر شام بأن سبب العنف الذي وقع في بلاده محاولة الصينيين هدم مسجد قديم في كشجر قام محمد بن القاسم ببناءه . قال احد الشعراء يمدح محمد بن القاسم :
إن المنـايا أصـبحت مـختالة بمحمد بن القاسم بن مـحمد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
و قال آخر:
قاد الجيوش لخمس عشرة حجة ولذاته عـن ذاك فى أشغال
فغدت به أهـواؤهم وسمت لـه همم الملوك وسورة الأبطال
وما من بقعة بتلك البلاد الا وفيها دماء المسلمين الذين نشروا الاسلام فيها .