في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة السارين
"السارين" السم الذي رفض هتلر إستخدامه
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء..
في صبيحة يوم ٢١ آب / أغسطس من عام ٢٠١٣ تعرض الشعب السوري في غوطة دمشق لأكبر عملة تسمم في التاريخ نفذها مجرم غريب الاطوار مع افراد عصابته أودت بحياة حوالي ١٦٠٠ بريئ بينهم ٦٠٠ طفل كانوا في فراشهم يبتسمون في نومهم لأحلامهم البريئه, فمرت سحابة السارين فوق اجسادهم الطاهره فإختلجت أعضاؤهم الضعيفه وشخصت عيونهم بين أذرع من تبقى .من اهلهم, بينما كان المجرمون يشربون نخب إنتصارهم
أعزائي القراء..
:وأنا أخط حروف مقالتي هذه سألت نفسي
لو كان في غاز "السارين" غريزة الإحساس بالأشياء، كما الحيوان وبني البشر لكنت على يقين من إحمرار وجه "السارين" خجلاً مما فعلوه به في سوريا.
فحتى ألمانيا التي اخترعته زمن أدولف هتلر، رفضت بأمر صارم ومكتوب من "الفوهرر" نفسه، أن تكون أول من يستخدمه ضد أعدائها، وهو ما تذكره مصادر عدة عن الغاز الذي استمد اسمه من الحروف الأولى لأسماء من توصلوا إلى تركيبته في 1938 كخليفة لسلفه "تابون" الذي تنشق هتلر بعضا منه حين كان جندياً في الحرب العالمية الأولى.
GB هذا الغاز، المعروف باسم
علمياً، سائل لا لون له ولا رائحة ، استخدمه جيش عصابة النظام ضد السوريين في مناسبتين من 3 على الأقل، والثالثة كانت لغاز السيانيد في 13 نيسان 2013 في حي الشيخ مقصود بحلب، وهو ممنوع على أي كان إنتاجه واستخدامه منذ 1993 بموجب معاهدة دولية أقروها. مع ذلك، فبعد عامين شهد العالم ما كاد يحدث كارثة وطنية في اليابان، حين قام عناصر من "طائفة أوم" المعروفة باسم "أوم شنريكيو" برش كمية قليلة منه في مداخل قطارات الأنفاق في طوكيو. فقامت الدنيا ولم تقعد رغم انعدام ضحاياه.
يعتبر "السارين" الأشد فتكاً 500 مرة من" السيانيد" القاتل أيضا، اخترعه فريق من علماء ألمانيا النازية بقيادة الطبيب الشهير غيرهارد شرودر وزملاؤه: أوتو أمبروس ورويديغر وفان در ليند، في مركز للأبحاث كان ناشطاً في ثلاثينيات القرن الماضي للتوصل لأسمدة وكيماويات "تهدف إلى القضاء على الجوع في العالم" عبر تخصيب الحيوان ليتوالد أكثر، وكذلك ليتضخم الزرع والنبات، بحيث تصبح حبة البطاطا بحجم البطيخة وحبة الأرز بحجم التمرة والعدس كما العنب، لكنهم حولوه بدلاً من ذلك إلى قاتل للبشر في أيدي من اشتروه وأنتجوه.
و"السارين" الذي يتحول إلى بخار عند انفجاره، قاتل فوري للإنسان إذا ما دخل جسمه عبر التنشق إلى الرئة "ولو بمقدار ملليغرام واحد، أي 0.02 % من حجم نقطة سائل عادية"، بحسب ما كتبه كثيرون عن الغاز الذي يؤكدون أنه إذا ما تسربت 3 غرامات منه فقط إلى غرفة بحجم متوسط، فإن نصف من فيها سيصبحون جثثا في أقل من دقيقة. وأن قطرة صغيرة من "السارين" على الجلد تسبب التعرق ونفض منفلت بالعضلات. أما التعرض لجرعات فيحدث في الإنسان غشاوة بالبصر وصعوبة بالتنفس مع تعرّق شديد وتقيؤ وإسهال وغيبوبة، ولا يعد الكائن الحي يعي ما حوله، ثم يصبح مشلولا وجهازه التنفسي يفشل تماما فيسقط قتيلا في الحال.
مخزون القاتل السوري: حشوات في الصواريخ والقذائف
فالتقارير الغربية المحايدة عن التسلح غير التقليدي تشير إلى امتلاك المجرم الاسد لاحتياطي كبير من "السارين" يقدرونه بين 800 إلى 1100 طن، وقد يكون الأكبر في الشرق الأوسط، وبعضه تم تحويله إلى ما معدله 150 حشوة في صواريخ سكود، كما تم خلطه مع غاز "في أكس" الفاتك بالأعصاب، بحسب تقرير بريطاني، ويشير إلى أن سوريا أنتجت كميات كبيرة وأدخلت الغاز في قنابل جوية وحشوات صواريخ أرض- أرض، كما وبقذائف مدفعية، وبما لا تعلمه إلا الاستخبارات المهمة، وأهمها "سي.آي.أيه" الأميركية.الصامته على جرائمه.
وكانت الولايات المتحدة قد اعترفت باستخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، وغاز "السارين" بشكل خاص، من دون أن تلوح في الأفق إمكانية تحرك لمعاقبة هذا النظام القاتل على تخطي "الخطوط الحمر"والتي دخلت التاريخ كأكبر مهزلة صدرت عن رئيس دوله.
كما أن الأوساط الدولية اعتبرت أن روسيا شريكة في جريمة إبادة واسعة النطاق في سوريا في إستمرار دعمها لما وصفوه بأنه نظام لا يتوانى عن استخدام أبشع الوسائل لقمع شعبه، قائلين إن التعامل مع خطر داهم كاستخدام أسلحة دمار شامل لإبادة المدنيين، لا يكون بعد استخدامها، وإنما عند ثبوت توفر السلاح وتوفر الإرادة لاستخدامه، وهما أمران باتا ثابتين على وجه اليقين.
ومع ثبوت تخزين هذه السلاح المحرم صمت العالم حتى يتم استعماله غدراً ً في قتل السوريين عندها كل ما فعلوه ان سحبوا منه أداة الجريمه دون محاسبة القاتل.
ولإستكمال المسرحيه فقد أعلنت الأمم المتحدة أن محققيها المكلفين بالتأكد مما إذا تم فعلا استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بدأوا العمل من الخارج على جمع معلومات معللين ذلك في رفض السماح لهم بدخول أراضيها، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بعث برسالة إلى بشار الأسد يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول إلى سوريا والعمل فيها من دون عوائق، "وبإعطاء جواب سريع وإيجابي بما يتيح للبعثة العمل في سوريا". ؟؟
الصمت العالمي كان وصمة عار في جبين العالم وفي جبين صانع الخطوط الحمراء وفي جبين كل العرب.ولا استثني الشعوب العربيه والتي قابلت المجزره بلامبالاة شديده.
اليوم تصادف الذكرى السنويه الاولى لابادة 1600 مواطن سوري في غوطة دمشق "بالسارين" تم قتلهم غدرا وهم نيام في فراشهم ..وذلك في اكبر جريمة كيماوية حصلت بالتاريخ..
اليوم يعلن الشعب السوري ان جريمة القاتل وجريمة الصمت على فعل القاتل لن تمر دون حساب..
قد يتأخر الحساب... ولكنه قادم... ولا يشك حتى اطفالنا بذلك.