حول إشعال بشار الأسد نار الفتنة في السويداء
نحمّل المجتمع الدولي مسئولية ترك المجرم طليقا
يقتل ويفتك ويحرق
زهير سالم*
أعجبت بشار الأسد لعبة جبل سنجار ، كان يضحك ضحكة مهووس وهو يرى لعبته الماكرة الخبيثة تؤدي مفاعيلها .إن انكشاف لعبة بشار الأخيرة في تشكيل ( لواء أحرار السنة في لبنان ) ، التشكيل الذي فجر ودمر وهدد وأرغى وأزبد على لسان أهل السنة وهو الذي كان يدار من قبو علي مملوك لا يجوز أن تغيب عن باحث عن الحقيقة . إن كان في صناع السياسة الدولية من يريد الحقيقة..
مهما يكن الأمر لن يتردد أي سوري في استنكار ما جرى في قرية الداما السورية في محافظة السويداء . إن استنكار الجريمة ( الفتنة ) والانتصار للوحدة الوطنية ، والتقدم بالعزاء لأسر الضحايا والدعاء بالشفاء للجرحى هو بعض الواجب في أعناق كل الشرفاء من السوريين ، الحريصين على وطنهم وعلى وحدتهم.
وليس من الضحايا الذين نعزي بهم بالطبع جنود وئام وهاب الذين نعتبرهم أصلا من أدوات هذه الفتنة وصانعيها . فما كان أغنى المجتمع السوري عن هؤلاء الفاتنين لولا النار التي يشعلها بشار الأسد في جنبات المجتمع السوري وبين كل المكونات ..
إن إدانة الجريمة الفتنة والضالعين فيها ، ودعوة الأخوة أبناء جبل العرب إلى التأمل والتبصر والتريث ، وإلى أن يكون كما هو العهد فيهم عقلا وطنيا رزينا لا تهزه ريح الفتنة ؛ لا يغني عن وضع الجريمة في إطارها ، وتحميل مسئوليتها ليس فقط إلى الذين يشعلون نارها من أدوات بشار الأسد المباشرين بل لأولئك الصامتين عن المجرم قاتل الأطفال مسعر الفتن في كل المنطقة ، من قادة المجتمع الدولي ..
يدرك كل من راقب سلوك هذا المجرم الأثيم بوعي ، وتابع ببصيرة سجل سوابقه على مدى نصف قرن ؛ أنه ليس ببعيد عنه ولا صعبا عليه أن يفرز مجموعة مشبوهة من عصاباته ويحملها رايات ، ويضع على لسان إثمه شعارات ثم يدفعها لتهديد الآمنين المسالمين ، ليتقدم بعد ذلك لإنقاذهم إشعارا لهم أن وجوده ضروري لحمايتهم وبقائهم وأنهم لولاه لكانوا في خبر كان ؛ إلجاء لهم إليه ، ومحاصرتهم في خانة الولاء له والاعتماد عليه . لن يستبعد هذا على من وضع شعار : العلوي للتابوت والمسيحي إلى بيروت ، ولن يعجز عن هذا من وظف وزيرا لبنانيا في مؤامرة كبراء طائفته ليتهم بهم المسلمين ، ولن يعجز عن هذا صاحب لعبة فتح الإسلام ، ولا مدير لعبة أبو القعقاع القولاغاصي ضابط المخابرات على منابر المساجد في حلب يجند جنود تنظيم القاعدة للجهاد في سبيل الله في العراق ، كما يجاهد اليوم مجاهدوه ..
إن الاعتصام بالوعي العقلي والوعي الوطني هو السلاح الذي يمكن أن نعتصم به جميعا كمواطنين سوريين . والوعي العقلي والوعي الوطني هما العاصم من الوقوع في شباك فتنة هذا القاتل الطائفي المقيت . لأن الوقوع في حبال هذه الفتنة سيدمر سورية وبنيتها المجتمعية ، ويفصل سداة فيها عن لحمة ، ليس في الحاضر فقط بل وفي المستقبل أيضا وهذا الذي طالما هدد المجرم وتوعد به ..
لإخوتنا في السويداء نقول وبكل الصدق والإخلاص والوضوح : مهما تكن هوية هؤلاء المجرمين الذين حاولوا الاعتداء عليكم أو النيل منكم يجب أن تتأكدوا أنكم تأوون إلى ركن شديد من شعبكم ، من إخوانكم من شمال الوطن إلى جنوبه ، فكلهم يعلنون وقوفهم أبدا معكم ليس فقط ضد محاولات الاعتداء الأثيم بل هم معكم في الحفاظ على مكانتكم الوطنية وعلى حقوقكم في السواء الوطني ..
لن ينفع في السياق أن نستنكر على المجرم جريمته فأي استنكار يمكن أن ينفع مع قاتل أطفال مغتصب نساء مجرم حرب قاتل الأبرياء بغاز السارين ..
إنما الذي يجب استنكاره والجهر به وإعلانه هو صمت المجتمع الدولي ومجلس أمنه ومؤسساته عن ترك مجرم سادي هسيتيري طليقا يفتك بالسوريين كل هذه السنين ..
ليعلم الجميع اليوم إن المزيد من الصمت يعني المزيد من الجرائم والمزيد من الفتن بألوانها وأشكالها وأنماطها وهذا الذي يتحمل مسئوليته المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية فيه...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية