داعش غزو جديد
أبو طلحة الحولي
لا يكف العالم عن محاربة الإسلام شئنا أم أببينا ، كففنا أيدينا أم لم نكف .. قال تعالى { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } .. يقاتلوننا بشتى الوسائل .. عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتدميرا وقصفا ..
توقفوا عن محاربتنا علنا باسم الصليبية منذ الحملات الصليبية السبعة التي انهزموا فيها .. فغيروا خططهم وأساليبهم في غزو المسلمين وذلك بترك القتال والالتحام معهم في المعارك ، والتركيز على الغزو الفكري والذي كان بداية للحركة الاستشراقية ..
وجاء الاستخراب وزرعوا النعرات والعصبية وزرعوا العملاء من الحكام والسياسيين والمفكرين والمثقفين وقسموا الأوطان وسجنوا الناس بحدودهم الجغرافية وحاولوا بكل جهدهم القضاء على الأمة الإسلامية .. وفشلوا .. فقد قامت الصحوة وعاد الناس إلى ربهم ، إلى فطرتهم حنفاء .
ألوان شتى من الحروب والمكر والخديعة والقتال ولا يكفون عن القتال رغم خسائرهم ورغم هزائمهم .. ولا يقتدون بمن سلف من التتار الذين انهزموا فأسلموا ..ولكن ماذا نفعل بالغرب وعقليته .
وقامت الثورة السورية بقدر من الله ، فكانت مختلفة عن أي ثورة عربية .. فلم ترتبط بحزب ، أو برجل ، أو بمؤسسة عسكرية أو مدنية .. قامت وانتشرت كالنار في الهشيم وتكالب الغرب والشرق ضدها علنا وسرا .. لإيقافها .. حتى لو أدى إلى تدميرها بالكامل .. لأنها خطر حقيقي عليهم وعلى الدولة المحتلة لفلسطين (إسرائيل) . ورجع الغرب إلى خطة قائدهم لويس التاسع في الغزو الفكري فطوروها وعدلوا عليها .
إن الغزو الذي دعا إليه لويس التاسع كان غزوا فكريا نفذه مستشرقون غربيون .. ومؤسسات إعلامية كبرى صهيونية وهوليودية .. ومؤسسات ثقافية وقنوات فضائية ، وأدخلوا معهم أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يحاربون الإسلام ، بينما التعديل على الخطة والتطوير في وسائلها أن ينفذ مخططات حربهم للإسلام أناس من جلدتنا يحملون اسم الإسلام ، والإسلام منهم براء ، فيحاربون الإسلام باسم الإسلام ، ويدمرون الإسلام باسم الإسلام ، ويشوهون الإسلام باسم الإسلام .
إنها معركة فكرية ضد الإسلام ، ومعركة عسكرية تدميرية للإنسان وللمسلم وللمجتمع وللدولة في آن واحد .
إن ما يسمى بداعش هو غزو جديد للصليبية الصهيونية على الإسلام والمسلمين ، غزو فكري ودموي ، بأناس من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ، ولذا فان سلاح داعش من اشد أنواع الأسلحة التي تحارب بها الصليبية الصهيونية الإسلام ، وخطرهم أشد من خطر أي عدو ، فالصليبية الصهيونية معروفة للمسلم والمسلمة أطفالا وشبابا وشيوخا أنهم أعداء للإسلام والمسلمين .
بينما داعش غير معروفة ، مجهولة الحال لدى كثير من المسلمين والمسلمات وخاصة الشباب منهم .. فهي تتسمى باسم الإسلام وتحارب باسم الإسلام زورا وبهتانا ، فيتلبس الأمر عليهم ، ولذا يجب استئصال قادتهم ، ونصح التابعين لهم فإن عادوا إلى الرشد فهم إخواننا ، وان بقوا على ما هم عليه وحاربونا فيجب قتلهم .
إن الصليبية الصهيونية يعرفون جيدا أن داعش لا تمثل الإسلام الصحيح ، ويعرفون أنها صنيعتهم وأنهم هم الممولين والداعمين لهم بالعدة والعتاد والأسلحة ، وأنها سلاح من أسلحتهم ، يعطونهم الضوء الأخضر لشن هجماتهم والتمدد هنا وهناك والأماكن المسموحة لهم ، وتأديبهم إذا قللوا الأدب معهم أو لم يسمعوا كلامهم .
ومن هنا يجب أن لا ننخدع بكلام الغرب أنهم يحاربون الإرهاب ، فهم الذين صنعوه . ويجب أن لا ننخدع بكلام داعش أنهم يحاربون الكفر فهم إليه اقرب ، وتحت مظلته يجلسون .
والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.