داعش والضجيج الاعلامي
داعش والضجيج الاعلامي
أبو طلحة الحولي
إن ما تفعله داعش لا يستحق هذا الضجيج الإعلامي ، والظهور الإعلامي ، والتواجد الإعلامي ، فهي شرذمة قليلة ، ومهما كان حجمها وعددها فهم حفنة فارغة ليس لهم هدف ، ولا إنسانية .. وهذه الحفنة والشرذمة لم تصل إلى ما وصلت إليه بتخطيط أو دراسة أو جهد أو جهاد وإنما وصلت عندما وضعت يدها في يد الشيطان فهي صنيعة الغرب وسلاح من أسلحته .
لقد اهتم الإعلام ، وأصحاب السياسة بهم ، وأنهم خطر ، وأنهم قوة ، وكثرة وغلبة ، فانخدع بعض الناس بالضجة الزائفة ، وتتبعوا أخبارهم ونشروها ، وهذا ما يبهج الشيطان ، ويبهج الفارغين من الغاية والهدف والإنسانية والإسلام ، انه ما من شيء يبهجهم ، ويفرحهم مثل ما يبهجهم ويفرحهم تتبع العالم لأخبارهم وصورهم وشيطنتهم .
إن داعش شواذ ومرضى لا تختلف أفعالهم وتصرفاتهم عن تصرفات وأفعال أي عدو للإسلام والمسلمين ... ولذا لا ينفع معها إلا التجاهل والازدراء وعدم إعطائهم وجه .. واستئصالهم بدون ضجيج ..
فأعمالهم إجرامية فلماذا نمنح هذا الإجرام قيمة ؟
وتصرفاتهم شاذة فلماذا نلفت الأنظار إليه ؟
كم من مقال وكم من صورة وكم من فيديو وكم من نقاش وداعش من التفاهة والدناءة لا تستحق هذا كله ، ولو تركت وشأنها ، فتم التعتيم الإعلامي عليها لماتت في مهدها ، لأنها لا تحمل عناصر البقاء .. والوجود .
إن داعش الشرذمة القليلة لا تعبر عن الإسلام ، ولا تعبر عن إنسانية الإنسان .. لأنها صنيعة الغرب ، وهي جزء من سلاح الحرب النفسية والإعلامية التي يشنها الغرب ، ويراد منها : تشويه الإسلام ومحاربته ، وصرف الأنظار عن الثورة السورية ، والقضاء على المجاهدين .
إن التجاهل بكل أنواعه ، وقتالهم بلا ضجيج هو الحل السليم للقضاء عليهم ،
لقد تراجعت الثورة في سوريا ، واختلطت الأوراق في الثورة بالعراق نتيجة عدم وضوح الرؤية في التعامل مع داعش ، فليست الثورة في حاجة إلى متابعة النعيق ، فيكفيها نهيق الوحش وشبيحته ، وليست بحاجة إلى الاغترار بالتصفيق ، فالغرب الداعم للوحش وشبيحته هو الداعم لداعش وحالش ، وليست بحاجة إلى التردد في اتخاذ المواقف الحاسمة ، فالتردد في محاربة العدو يعطي قيمة له ، فينفش ريشه ، وينفخ نفسه كالضفدعة , والتوقف عند كل نباح يعطل المسيرة .
روى أبو يوسف القاضي رحمه الله في كتاب (الخراج) وأبو نُعَيم الأصبهاني رحمه الله في كتاب (حلية الأولياء) عن عمر رضي الله عنه أنه قال" إنَّ لله عبادًا يُميتون الباطل بهجره، ويحيون الحقَّ بذكره " .
وهذه الرواية وان كان في سندها نظر إلا أنها من جهة المعنى صحيحة فلنهجر الباطل اعتقادا ، ونهجر العمل به ، ونهجر إشاعته أو إذاعته .
إن الثورة في بلاد الشام منتصرة منتصرة لا تضرها داعش ولا تضرها حالش ، ولا تضرها الصليبية الصهيونية ، ولا تضرها تآمر المتأمرين ونفاق المنافقين وعداوة المعتدين ..
إن الثورة منتصرة فلنكمل المسيرة متجاهلين داعش إعلاميا ومستأصلين قادتهم وكل من يتبعهم ممن لا يعود إلى رشده ميدانيا .
فلنكمل المسيرة متوكلين على الله وحده ، على حذر من الصليبية الصهيونية ، فلا نمد لها يدا بحجة وقوفها معنا ضد الوحش ، فهي مع الوحش علنا ، وسرا، وعلى المكشوف ، ولا يمكن نكران هذا .. وهي مع داعش قلبا وقالبا ولا يمكن نكران هذا ..
إن الثورة في طريقها للنصر لا تعرف أنصاف الحلول .. والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.