أرض النفاق!

هوامش على جدران الانقلاب- 49

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا " (

الكهرباء لا تنقطع !

ملأ الانقلابيون الأرض والسماء في أيام الرئيس مرسي- فك الله أسره – أن سبب انقطاع الكهرباء يرجع إلى تزويد قطاع غزة بالكهرباء المصرية وأن أزمات السولار والبنزين والمواد الغذائية تعود إلى تهريبها عن طريق الأنفاق إلى رفح ومنها إلى فلسطينيي القطاع . كانت الأذرع الإعلامية للانقلاب تتكلم وكأنها تملك الحقيقة المطلقة ، ويتطاول أوغادهم وسفلتهم على الرئيس والمسلمين والإسلام ، وكانت حملات السباب المقذع والشتائم البذيئة تنطلق عبر الصحف والشاشات المملوكة للدولة واللصوص دون أن يتحرك مرسي أو يغضب أو يعاقب!

اليوم تنقطع الكهرباء مرات عديدة طوال اليوم والليلة ولا يتكلم الأوغاد والسفلة ، يبلعون ألسنتهم ، ويضعون في أفواههم  بيادات العالم ، وجبال التراب الموجودة في المعمورة . وبعضهم يلتمس العذر للانقلابيين ويدعو لمساعدتهم في ظل الظروف الصعبة ، وبعضهم لا تفارقه الخسّة حين يزعم أن هناك خلايا نائمة للإخوان في وزارة الكهرباء تقوم بالعكننة على  المصريين وقطع الكهرباء عنهم ، وكأن المعتقلات أبقت من الإخوان من  يقطع الكهرباء . وبكرة تشوفوا مصر !

الحيزبون تنافق!

وهذه حيزبون منافقة أفاقة ، كم شتمت الرئيس مرسي والإخوان وغيره ممن يؤمنون بالديمقراطية والحرية وإرادة الشعب . الآن تدير الدفة وتشتم الشعب المصري وتصفه بالحيوانات وتتهمه أنه سبب الانهيار الاقتصادي ، وأن أولاد الفقراء يأكلون آيس كريم بخمسة وعشرين جنيها يوميا . تأمّل الحيزبون وهي تخاطب عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الذي صار رئيسا لوزراء الانقلاب : " يا عم محلب أقدم لك اعتذاري بالنيابة عن الأمة.. إننا حيوانات استهلاكية فإن الذي يحدث في مصر الآن هو انهيار اقتصادي شديد الوضوح وليس أزمة اقتصادية ونحن نتقاسم المسئولية مع الدولة ذلك لأننا لم نواجه الأزمة كما يجب سواء في ترشيد الاستهلاك أو الإحساس بأننا في أزمة،  فقط نرفع عقيرتنا ونندد بالغلاء ونكيل الاتهامات للدولة وللتجار بينما المسئولية تقع علي عاتقنا جميعا سواء الدولة أو التجار أو كلنا جميعا"..     

وتستمر المنافقة الأفاقة في التماس الأعذار للانقلاب الدموي وتحميل المسئولية للفقراء الذين يبحثون عن الرغيف  قبل الآيس كريم . أنتم نور عينينا!

 الراقصات والهتيفة

بعد أن أعلن ساري عسكر الحرب لسحق الفقراء برفع الأسعار : أين الستات اللاتى كن يرقصن بمناسبة ودون مناسبة وهن الآن يتناولن السحور على أضواء الشموع؟ 

أين السائقون الذن كانوا غاضبين من طوابير البنزين أيام مرسى ويسبون ويلعنون؟ 

أين الذين كانوا يسخرون عندما قال مرسي إن كيلو المانجة بخمسه جنيه والآن  يشترون كيلو البطاطس بــ 8 جنيه؟

في أيام مرسى كان الناس يفطرون على قمر الدين أبو 11 جنيه اليوم يفطرون على ماء لأن قمر الدين أصبح بـ 45 جنيه ولا أحد ينطق من الذين كانوا يغنّون تسلم الأيادي !

أصحاب اللحى التايواني كانوا على المنابر أيام مرسى و كان المصلون حول مسجد القائد إبراهيم بالآلاف . هذا العام مُنعوا من اعتلاء المنابر و صلاة التراويح ولم ينطقوا.. أين الراقصات والهتيفة والمستأسدين على مرسي يانور عينينا ؟

فصيل لا يعرف الله

يردد ساري عسكر دائما اتهامه لنصف  الشعب المصري على الأقل بأنه فصيل لا يعرف الله . جنابه ينضم إلى ما يسمي بالتكفيريين الذين يخرجون الناس من الملة  ويجعلون دماءهم مستباحة وتصفيهم قواته في سيناء وخارجها بدم بارد ! تمنيت لو يجيب ساري عسكر عن الأسئلة التالية : هل من يخون القسم يعرف الله ؟ هل من يخون رئيسه ويدبّر لشنكلته ( تعطيله ) يعرف الله ؟ هل من يصادق أعداء العرب والمسلمين ويغلق معبر رفح يعرف الله؟  هل من يقتحم المساجد ويحرقها مثلما حدث في مسجد رابعة ومسجد الفتح ومسجد القائد إبراهيم يعرف الله ؟ هل من قتل الآلاف في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس وأكتوبر والمنصورة ودلجا وكرداسة وناهيا وغيرها يعرف الله ؟ هل من يلقي علماء الأمة وفضلائها بعشرات الألوف وراء القضبان ويلفق لهم قضايا غير حقيقية يعرف الله؟ هل من يهدر أموال الدولة والمساعدات والقروض فى انتخابات مزيفة  واحتفالات سفيهة يعرف الله ؟ هل من يتناول الويسكي مع الزوار والأصدقاء الأميركان يعرف الله ؟ هل من يشوه الشرفاء ويلوثهم عن طريق الأجهزة والأذرع الإعلامية يعرف الله ؟ مش حقدر أديك .. أقصد مش حقدر أجاوبك !

الثقافة والأزهر!

استعرض مثقفو العسكر وكتاب الأجهزة الأمنية عضلاتهم على الأزهر ، وقالوا إن الأزهر لن يحكمنا لأنه رفض عرض فيلم يجسد شخصية النبي نوح عليه السلام . وملأوا الدنيا ضجيجا عن حرية التعبير أوحرية الإبداع وحق التفكير إلى غير ذلك من كليشهات يرددونها في المناسبات المختلفة . القوم لم ينطقوا بكلمة عن منع مسلسل أهل الإسكندرية الذي صنعه بنو جلدتهم من الانقلابيين الشيوعيين واليساريين المعادين للإسلام والحرية والديمقراطية ؛ وتناولوا فيه أمر الشرطة تناولا  سطحيا وهامشيا . مثقفو العسكر وكتاب الأجهزة الأمنية الذين يطلق عليهم تأدبا مثقفو الحظيرة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأن الأزهر تجرأ ورد على دعوتهم المشتبه بها لتغيير الخطاب الديني ( الإسلامي وحده) ، كما كشف جرائمهم وخاصة في نشر الكتب التي تهدم الإسلام وتطعن في القرآن الكريم والنبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة رضوان الله عليهم . العجيب أنهم يعدون ذلك حرية فكر ، وعندما ينال كاتب بالددليل والبرهان من معتقدات الشيوعيين واليساريين الفاسدة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويصرخون: أنقذونا من محاكم التفتيش والتكفير وحرق الكتب وأصحابها . مثقفو العسكر قصروا أجهزة النشر على أتباعهم ومنحوهم أموالا طائلة من جيب الفقير المصري البائس دون خجل أو حياء ، ولا يستطيع أحد من خارج الحظيرة أن ينشر كتابا في مؤسسة تملكها الدولة ويهيمن عليها خدام العسكر المنافقون . احنا جدعان قوي !  

الفيس والتويتر!

يطلب منى بعض الأصدقاء  أن أتواصل  معهم عبر الفيسبوك والتويتر . للأسف قلة مهاراتي وكثرة التزاماتي وظروفي الصحية لا تسمح لي باستخدام البرنامجين . علمت أن بعض الأحباب أنشأوا صفحة باسمي ، ولكني لا أعرف الدخول إليها . معذرة يا أصدقائي .مش قادرأديكم – يعني مش قادر أتواصل!