تَساؤلاتٌ وَرُؤى – 6

د. حامد بن أحمد الرفاعي

 

·      مَا هو مَوقِعُ العلمانيِّةِ من الإسلامي ..؟

العِلمانيِّةُ مِنَ العِلمِ أو العَلمانيِّةِ مِنَ العَالمِ مع الإيمانِ باللهِ رباً وإلهاً..يَبقى الإسلامُ رَحِمَها الشرعيّ..وَتُربتَها الخصبة..وأفقَها الأرحب للنُهوضِ بِمَهمَةِ الاستخلافِ في الأرضِ وعَمارتِها..فَالإسلامُ يًقيمُ عِلاقةَ تَكامُلٍ وَتَعاونٍ بينَ المادةِ والروحِ..وبينَ مَحاريب العِبادةِ الرُوحيِّةِ وَمَحاريبِ العِبادةِ العِمرانيِّةِ.

·      مَا هي الديمقراطيِّةُ ..؟

الديمقراطيِّةُ هي العقدُ الاجتماعيُّ في النظامِ الليبراليِّ..وَهي عَقدُ أداءٍ بينَ الحاكمِ والشعبِ..مِثلمَا هي البيعة (العقدِ الاجتماعيِّ) في النظامِ الإسلاميِّ ..مّعَ فارقٍ وَهُو أنَّ عقدَ البيِّعةِ في الإسلامِ يَقومُ عَلَى عَقدينِ:

1. عقدُ إيمانٍ مَعً اللهِ. 2. عقدُ أداءٍ بينَ الحاكمِ والشعبِ.

وتأسيساً على هذا الفهم فالديمقراطيٍّةُ في الليبراليِّةِ..تَلتقي مَعً البيعةِ في الإسلامِ في عَقدِ الأداءِ ومسؤولياتِ الحياةِ بينَ الحاكمِ والشعبِ..وَتفترقُ عنَها بعقدِ الإيمانِ.

·   ما هو الحُكمُ المَدَنيُّ ..؟

مُصطلحُ حُكمٍ مَدَنِيٍّ يَعني:في الثقافةِ الغربيِّةِ غَيرَ إكْليرِيكي أي غَيرَ دينيٍّ (Secular) أو دِنْيَويّ(worldly) وَيَعني لُغويِّاً:غيرُ عَسكريٍّ أي مَدَنِيٍّ Civil))..عِندَمَا يُقالُ حُكمٌ مَدَنِيٌّ يَعني:أنَّهُ حكمٌ غيرُ دينيِّ أو حكم غيرُ عسكريٍّ..وفي الغرب حَصراً يعني الحُكمُ اللادينيِّ.

مًا هُو الحُكْمُ الرشيدُ ..؟

الحكمُ الرشيدُ Good Governance))هُو المُصطلحُ الذي جَاءَ لِيُنهي جَدليِّةِ المُفاضلةِ بينَ العلمانيِّةِ والحُكمِ المدنيِّ والديمقراطيِّةِ ..فَهُو حكمٌ يُقيمُ مُصالحةً بينَ الدينِ والدُنيا..ويُقيمُ تَواصُلاً وتكامُلاً بينَ المعابدِ والسوقِ..وَيَستفيدُ منْ شرائعِ الأديَّانِ والاجتهاداتِ البشريِّةِ الإيجابيِّةِ..مِنْ أجلِ بناءِ دولةٍ حضاريِّةٍ عادلةٍ آمنةٍ..تُساهمُ في إقامةِ تَعايُشٍ بشريٍّ أخويٍّ عادلٍ وآمنٍ..يَتمتعُ به النَّاسُ جميعاً بِخيراتِ الأرضِ منْ غَيرِ تَمييزٍ وَلا احتكارٍ وَلا هَيمنَةٍ..وفي رسالةٍ قادمةٍ سَنحكي قِصةَ ولادةِ (الحُكمُ الرشيدُGood Governance) إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى.