ملامحُ الرعبِ العالميِّ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

لا أحسبُ أحدًا يجادلُ أنَّ العالمَ اليومَ يُعاني منْ أزمةٍ حادةٍ في أمنِه واستقرارِه..ولا أحسبُ أحدًا يُماري أنَّ تَدهورَ القيمِ والأخلاقِ..تُشكلُ مصدرًا أساسًا لحالةِ الرعبِ التي تنتابُ المسيرةَ البشريِّةَ..ومنْ ملامحِها المدمرةِ:

الجهلُ والتخلفُ والبطالةُ. الفساد والإفساد والعبثية بكل أنواعها ومستوياتها. القتلُ والتحريقُ والإباداتُ الجماعيِّةُ. جرائم تصنيع واستخدام أسلحة الدمار الشامل النووي والكيميائي والبيولوجي. الجوعُ والفقرُ. الأمراضُ والأوبئةُ الفتاكةُ. السطو والسرقةُ والاعتداءُ علَى مُمتلكاتِ الآخَرين. إفساد البيئة بشقيها الاجتماعي والجغرافي. جنونُ البيئةِ وحماقةُ البشرِ. انحدارُ القيمِ. عدمُ الاهتمامِ بالمستقبلِ. عسكرةُ العلاقةِ البشريِّةِ. فوضى الإغراقِ الثقافيَّ والإيديولوجيَّ والمعرفي لعقول الأجيال. تسميم سلوكيات الأجيال بضلالات ما يسمى:( الفوضى الخلاقة ..؟!) حالةُ العربِ والمُسلمين لا تسرُ إلا المُبغضَ والعدو. النظامُ العالميُّ يُعاني منْ شَيخُوخُةٍ وكُساحٍ علَى مَا فيه منْ إيجابياتٍ..فَهناكَ جهاتٌ عالميِّةٌ تَعملُ علَى إضعافهِ لصالحِ هيمنة نُظامِهم وسعيهِم لإقامةِ دولةِ عالميِّةٍ آمرةٍ ناهيةٍ بإرادتهم.

وأمامَ هذه الحالةِ المرعبة..فإنَّ عُقلاءَ العالمِ وحُكماءَه مُجمعون علَى:أنَّ الظلمَ والعدوان..واختلالِ معاييرِ العدلِ..وعدم إجلال قدسية حياة الإنسان وكرامته..تبقى الجذر الأعمق لِمَا يُعانيهِ العالمُ منْ شُرورٍ ومخاطرٍ..حقًا إنَّ البشريِّةَ اليومَ في رُعبٍ وذعر..وإنَّ المجتمعات لفي ضَنْكٍ شديدٍ..ولكن لِمَ..؟والجواب من عند رب العالمين الخبير البصير سبحانه:"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" 

وسوم: العدد 628