القزم المتخابر
آيات عرابي
نشرت صحيفة الوفد في عددها الصادر بتاريخ 25 إبريل 2013 تحقيقاً صحفياً احتوى على شهادات سكان المنطقة المجاورة لمكان المجزرة التي قتل فيها 16 جنديا وهم صائمون وقت الإفطار، وقال أحدهم إن ضابطاً معروفاً بالمخابرات حذرهم من وقوع عمل إرهابي قبل المجزرة بأسبوعين، وقال شاهد آخر إنه شاهد سيارة دفع رباعي يطل منها شخص يدخن في نهار رمضان ويتحدث باللغة العبرية، وأنه سمع صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وقت الإفطار رافقها صوت إطلاق نار !
والسؤال الآن : هل ظهرت تلك الطائرات فجأة ؟ أم انها كانت تطير فوق المنطقة للتأكد من نتائج عملية مدبرة يعلم بها الاسرائيليون مسبقاً كما كانت تعلم بها المخابرات الحربية ؟
المقال موجود حتى الآن على موقع جريدة الوفد وربما لم نلتفت له جميعاً لتسارع الأحداث وقتها، ومع فرحتنا بإقالة وزير الدفاع الشائخ خادم المخلوع المطيع. التحقيق الصحفي الذي نشرته الوفد في حينه يؤكد أن المخابرات الحربية التي كان يرأسها قزم الانقلاب وقت المجزرة كانت تعلم بالمجزرة،وحذرت الأهالي منها، وإذا كان الأهالي رصدوا سيارات دفع رباعي تحمل اشخاصاً يتحدثون باللغة العبرية، فهل لم تستطع المخابرات الحربية رصدها ؟ وكيف لم ترصدها وهي من حذرت الأهالي من حدوث عمل إرهابي ؟
دليل آخر على التخابر مع العدو والخيانة العظمى يأتي من جريدة (The Tower) التي نشرت تحقيقاً بتاريخ 18 مارس 2013، عن زيارة وفد من المخابرات الحربية المصرية إلى فلسطين المحتلة ولقائهم بإخوانهم من المخابرات الاسرائيلية للتنسيق للإطاحة بالرئيس مرسي !
التحقيق متاح ومتوافر على موقع الجريدة ويمكن الاطلاع عليه !
ثم بعد ارتكاب تلك الجريمة القذرة، يدخل منفذو العملية الإجرامية إلى أرض فلسطين المحتلة ليجدوا قوات الاحتلال الاسرائيلي مستعدة للتعامل معهم فتقوم بتصفيتهم على الفور وتحترق المدرعة التي قيل إنهم هربوا فيها ويتم إعدام أي دليل يقود إلى المجرمين !
والتنسيق مع الجانب الصهيوني كان حاضراً، ولننعش ذاكرتنا قليلاً ونتذكر التحذير الذي اطلقته سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمواطنيها بعدم السفر إلى سيناء قبل الجريمة بأسبوع تقريباً، وبمنطق ( فتش عن المستفيد ) تكون المخابرات الحربية التي التقى ضباطها بإخوانهم من المخابرات الاسرائيلية والتي كانت تعلم بحدوث عمل إرهابي هي المستفيد الأول من العمل الإرهابي الذي يشعل الغضب الشعبي على الرئيس المنتخب ويصوره بمظهر العاجز عن حماية أمن البلاد، وبالفعل ينجح المخطط الخسيس في إشعال الغضب الشعبي على الرئيس المنتخب ولا يهم الثمن فهم مجموعة من الجنود اعتاد العسكر سماسرة كامب ديفيد ومرتزقة المعونة الأمريكية الذين يتغذون على فتات سادتهم في واشنطن أن يضحوا بهم، وبهذا القذارة ازهقت 16 روحا لجنود بعضهم كان يخطط لما بعد إنهاء خدمته العسكرية بعد الحادث بأيام وهم صائمون !
أي جيش في العالم يتكون من أفراد وأسلحة تحكمهم عقيدة قتالية، والعقيدة القتالية التي كانت تحكم الجيش المصري هو أن اسرائيل هي العدو الأول، وبعد أن قال السادات أن حرب أكتوبر هي أخر الحروب، ووقع معاهدة تسليم سيناء إلى العدو الصهيوني بعد إخلاءها من السلاح والجيش، وبعد التخلص من قادة الحرب، بالنقل إلى وظائف دبلوماسية كما حدث للفريق سعد الدين الشاذلي مخطط حرب اكتوبر الذي نقل للعمل كسفير في لندن ثم لشبونة، والتخلص من باقي القادة الكبار في حادثة الهليكوبتر الشهيرة التي استشهد فيها الفريق أحمد بدوي ومعه بعض القادة، تحول جنرالات جيش كامب ديفيد إلى البزنس المكرونة والنوادي (والاسترزاق) من ( موسم ) المعونة الامريكية كل سنة, وحولوا الجيش إلى شركة لصناعة المكرونة ومكتب سمسرة ومؤسسة لا تفرز الا الخونة والمتخابرين والعملاء إلا من رحم ربي، ولن تتحرر مصر الا بمحاكمة هؤلاء على كل جرائم الخيانة العظمى التي ارتكبوها في حق مصر وتعليق جثثهم على أعمدة الإنارة وأولهم قزم الانقلاب صاحب أشهر هاشتاج.