قل : الشيوعية ... ولا تقل : الحركات الثورية .!

إماطة الأذى

معذرة الى مؤسس الاقتصاد المصري محمد طلعت حرب ، مؤسس بنك مصر للطيران ، مصر للسينما ، مصر للألبان ، مصر للتأمين ، مصر للغزل .. إلخ ، معذرة إليك سيدي ، فلا نسمع الان إلا عن مصر للتدمير ، مصر للاحراق ، مصر للقتل ، احدث شركات الحركات الثورية فى مصر بعد ثورة يناير المجيدة !! الحركات الثورية او القوى الثورية ليس الا تعبيراً غامضاً من تعبيرات الفكر الصهيوني والصليبي الحديث الذي يغزو حياتنا كلها والذي يرى ان احد اهم أسباب الصراع بين البشر وجود الدول ذات المصالح المتضاربه التى لا يمكن التوفيق بينهما . لذا فإن السلام الدائم لن يقوم الا على انقاض فكرة الدولة ! ومن الغريب ان يتفق اصحاب الفكر الليبرالي مع اصحاب الفكر الماركسي الذين كانوا يرون فى جهاز الدولة اداة قهر " للبروليتاريا " وانهما حتما الى زوال ويزول معها القانون وقد عَّـدل فكر ( النظام العاملي الجديد ) النظرتين وقرب بينهما بقوله بضرورة هدم فكرة الدولة ليقـدُم مقامها ( مجتمع العالم ) ، ويرون ان تصورهم هذا قد بدأ يتحقق اذا بدأت الدولة تتأكل من اعلى ( تقلص فكرة السيادة ) ومن اسفل ( من خلال الصراعات العرقية والطائفية ، وزوال قدسية الحدود ) وللتوسع مراجعة كتاب ( كيف نفكر استراتيجياً ) للدكتور فوزي محمد طايل رحمه الله رحمة واسعة .

-       المتمردون على الدين .

-       الخارجون من عبادة الله .

قد وقعوا جميعاً فى عبوديات لا حصر لها سواء للحاكمين عليهم ، الذين لا يحكمون بما أنزل الله ، فيتخذون من انفسهم أرباباً يشرعون للناس ، ويخضعونهم لهم بالسلطان القاهر ، او لشهواتهم التى لا يملكون الفكاك منها ، او لأعراف وقيم وموازين ما انزل الله بها من سلطان ، كلها تهبط بالانسان من مكانه الكريم الذي كرمه الله به يوم خلقه ، وتمرغه فى الاوحال . فهل هذه هى الكرامة التى يحققها الانسان حين يتمرد على الدين ويخرج من عبادة الله ؟

كلا ! وما تستطيع البشر ان تستمر فى الحياة على هذه الصورة . التمرد على الدين والخروج من عبادة الله ، الذى ابتلينا به من عشرينيات القرن وصعود نجم القوميات والعفلقيات فى ظل زعامات عميلة خانت عقيدتها ووطنها وباعت شرفها ومرغت عرض أمتها فى الوحل . لن افصح اكثر من هذا ولطالما اوجعنا الكاتب الكبير محمد جلال كشك بمؤلفاته بعد ان كشف الله عنه الغمة ورمى بالعهد الماركسي والعهد الليبرالي في سلة المهملات . لقد مات شهيداً . رحمه الله رحمة واسعة .

عاشت الأمة المصرية بين ( ثقافتين ) واحدة تمجد الماركسية واخرى تمجد الليبرالية وتوارت الثقافة المستمدة من العقيدة بل تم ازاحتها بكل قوة وافسح الطريق لكل ما هو شاذ وغريب ومناهض لعقيدة الأمة حتى صارت أحوالنا كما نرى ونسمع . أحوال بئيسة فى معظمها !! نعم هذا هو حال أمه شكل عقلها نفايات ( الثقافات الهزيلة ) من نوعية ( الوجود والعدم ) لسارتر ، ( موت الإله ) لنيتشه و ( قصة الحضارة ) لول ديورانت !! ماذا تنتظر !؟ وقد عم هذا البلاء وغيرة من نفايات الثقافة الهزيلة ، لقد كذبوا ( رواد الإنبهار ) على الأمة !!

لقد كذبوا ( رواد الانبهار ) على الأمة بإختيار اسوأ الثقافات وقدموها للأمة وقد فصل هذا الكلام الناقد الكبير الراحل الدكتور ( عبد العزيز حموده ) فى كتابيه ( المرآة المحدبة ) و ( المرآة المقعرة ) رحم الله عبد العزيز حموده واسكنه فسيح جناته .

لقد كذبوا ( رواد الإنبهار ) على الأمة فعلاً .

حاولوا ازاحة أدب محمود محمد شاكر وقد موه عليه عبد الرحمن بدوي وزكي نجيب محمود !! ان محاولات ازاحة إسم محمود شاكر من خارطة الأدب الحديث كانت محاولات جادة منذ ان سُـرق مؤلفه عن المتنبي !! جبران ونعيمة قبل الرافعي وشاكر !! مصيبة كبرى .

لقد شكلت ثقافة الأمة على نحو مغاير لعقيدتها !!

شكلت كما أرادها ( سلامه موسى ) !! ومن ثم كانت الفاجعة .

انهيار منظومة القيم العليا للمجتمع وتمكنت المفاهيم المادية الخالصة من عقول معظم ابناء الأمة حتى إنحسرت المفاهيم العقدية داخل اورقه بعض المساجد فكانت الهزائم المتتابعة التى توجب بكارثة 1967 والتى اطلق عليها الكاهني الأكبر نكسة 1967 واستطاع ما يطلق عليه اليسار المصري ( الشيوعيون ) أن يعبد الطريق الى تفعيل النظرية الشيوعية فى الواقع المصري المعاش فرأينا ( الطليعة ) برئاسة لطفي الخولي وكتابات العالم وعباس صالح وغالي شكري وخلف الله وسهير لطفي وغيرهم من رواد ملهى ( الطليعة ) الذي اغلقه بالضبة والمفتاح الاستاذ يوسف السباعي وهي من حسناته رحمة الله عليه . الشيوعيون الذي افترسوا العقل العربي ولا اقول المصري . الشيوعيون ... ( اهل الثقافة الهزيلة ) و ( النضال الفاجر ) ! ( هل رأيت فيديو ... الفاضح ؟ )

لقد استطاعت خلاياهم ان تفرض وجودها تحت مسميات عديدة يظن الناس أنها بعيدة عن الأم : الشيوعية !! اكذوبة اليسار واليمين .

وكل هذه الأباطيل والترهات التى اودت بحياة الأمة والتى تروجها ( ثقافة المهازيل ) لتدمير الشعوب ونهب لثرواتها وتشكيل عقيدتها على نمط فاسد الشيوعيون .. غاية واحدة هى التدمير بمعناه الشامل .. تدمير العقول .. تدمير العقائد .. تدمير الأخلاق .. تدمير المشاعر الوطنية وانهم ليتظاهرون – من وراء الكواليس – بالبراءة ، والتقدمية ، والتحرية والثورية والاصلاحية ... هلم جرا انهم ( قادة الحكومة الخفية الحكماء ) .. اصحاب الشعار البهلواني ( اليمين واليسار ) !! أكذوبة كبرى تم تفعيلها ( ارضنا بنجاح ساحق ) !

الفَجَـرة والدُعار الذين تمردوا على الدين وخرجوا من عبادة الله الى  عبادة الأوثان الجديدة وليس يهمنا تتبع أمرهم وتخطيطاتهم المرحلية والبعيدة المدى ، وافكارهم المعلنة والمستترة وتبعيتهم المباشرة وغير المباشرة للتوجيه الصهيوني العالمي ، ليس يهمنا هذا ، وانما يهمنا ان تظل الجبهة الاسلامية مصانة واعية منطلقة من التصور الإسلامي وحده ، وقد كان كبار الشيوعين من امثال خالد يحيي الدين وعبد الرحمن الشرقاوي ، ومحمد عوده ولطفي الخولي يلوكون عقوله لينين ( أنه لا يهمه الصراع مع الدين وانما الصراع مع القوى البرجوازية التى تستخدم الدين لأغراضها ) وهى الحجة التى يستخدمها ( الفكر ) الماركسي فى صراعه مع الدين .. (لماذا حوصرت المساجد فى معركة المقطم يا فجرة !؟) أجب يا صاحب السيجار الكوبي ! أجب يا ساكن البارالأيرلندي ، أجب يا لاعق البيادة العسكرية ، أجب يا مجنون الخيمة !! أجيبوا يا أصحاب العقول العاطلة ..

وأخيراً : اتقوا الله . جميع الناس فى جميع المواقع .

والحمد لله على كل حال .

وسوم: العدد 631