خاص: "المندسون" هكذا وصلوا وهكذا غادروا بيروت

على دراجاتهم النارية انطلقوا من منطقة الخندق الغميق وحي السلم وبعض احياء الضاحية الجنوبية لبيروت بعد تلقيهم كلمة السر من الجهات التي تقف خلفهم، وصلوا إلى بيروت حاملين عبوات المياه البلاستيكية التي وضعت فوق بعضها البعض كما يظهر في الصورة، لكي تحدث صوتا عاليا لدى ضربها على الارض، وهذا المشهد هو الاول من نوعه في لبنان.

اكثر من 70 شابا شقوا طريقهم بين المتظاهرين من المجتمع المدني بسرعة جنونية، وهم يضربون عبوات المياه بالارض محدثين اصوات شبيهة بأصوات الرصاص. منظمو التظاهرة من حملة "طلعت ريحتكم" صدموا بالمشهد ولم يتجرأ اي شخص بالاقتراب منهم لأن بعضهم كان يحمل العصي الحديدة والسكانين "7 طقات"، منهم من ظهروا على التلفزيونات بال "7 طقات".

وصلوا الى السياج الشائك امام السراي وحاولوا نزعه، والقوا عبوات المياه باتجاه القوى الامنية، كما القوا المفرقعات النارية الكبيرة باتجاههم، ما دفع القوى الامنية وبعد عدة استفزازات الى التصادم معهم عبر رشهم بالمياه واطلاق الغاز المسيل للدموع والتقدم نحوهم لابعادهم، وعندها حصل الهرج والمرج، وانطلقت عمليات الكر والفر في الشوارع المحيطة بالسراي الحكومي. وبعد نجاح القوى الامنية بابعادهم من رياض الصلح، بدأوا بتكسير كل ما يظهر امامهم من اشارات مرورية وعواميد واشجار واضرام النيران امام كنيسة مار جاورجيوس، والقاء الحجارة على القوى الامنية، وتحطيم وسرقة واجهات المحلات.

الجيش اللبناني وصل وبدأ بملاحقة المندسين، الذي فضلوا الهرب والانسحاب عند منتصف الليل بعدما اوقف الجيش عددا منهم، وغادروا مجددا على دراجاتهم النارية منتصرين نحو المناطق التي انطلقوا منها بعد افشال التحرك السلمي.

واكد مصدر أمني لموقع "ليبانون فايلز"، ان التحقيقات فتحت بالحوادث مع 33 موقوفا وقوى الامن الداخلي تجمع صور التظاهرات واعمال الشغب لتحديد هوية المندسين والمخربين، مشيرة إلى أنه سيتم توقيف كل المخلين بالقانون وكل شخص قام بتخريب وسط بيروت والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة.

ولفت المصدر الامني، إلى ان تعليمات واضحة وصلت الى الاجهزة الامنية بضرورة ضبط الامن في محيط السراي الحكومي، ولذلك اتخذت الاجراءات المناسبة ونفذ الانتشار الامني إلى حين عودة الهدوء وتوقف التظاهرات بعد حل ملف النفايات في الحكومة.

وسوم: العدد 631