حرب بوتين الجديدة في سوريا

برلين /‏15‏/09‏/2015/  يرى مراقبو تطورات الحرب التي يقودها نظام سوريا ضد شعبه واحراز المعارضة السورية بعض الانتصارات على ذلك النظام والميليشيات التي تسانده بمحاربة الشعب السوري مثل ميليشيات ما يُطلق عليهم بـ / حزب الله / اللبناني وميليشيات شيعية اخرى مدعومة من ايران التي تشارك هي ايضا بفرق عسكرية لمساندة النظام السوري ودعم تنظيم ما يُطلق عليه / الدولة الاسلامية – داعش / الاجرامية بشكل مباشر للنظام السوري ، أن روسيا تستغل ازمة تدفق اللاجئين على اوروبا وانشغال الاوربيين بتجاوز ازمة اللاجئين ، بارسال معدات عسكرية متطورة الى سوريا لمساندة النظام السوري بفرق عسكرية روسية ، ان هذه الخطط شبيهة تماما للوضع في افغانستان عام 1978 عندما استولى الشيوعيون بقيادة محمد تراقي  على السلطة الافغانية بانقلاب ضد رئيس تلك الدولة السابق محمد داود أدى الى احتلال روسي لافغانستان استمر لاكثر من عشرة أعوام .

وبالرغم من نفي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحافيين اثناء اجتماع وزاري رباعي تم بالعاصمة برلين يوم السبت المنصرم 12 ايلول / سبتمبر ضم وزراء خارجية المانيا وفرنسا واوكرانيا للبحث بتطورات الازمة الاوكرانية ، أن بلاده لا تريد القيام باعمال عسكرية الى جانب النظام السوري ضد المعارضة السورية كما لا تريد احتلال سوريا ، الا ان مراقبين عسكريين من بينهم قائد الجيش الالماني السابق كلاوس راينهاردت الذي يشغل حاليا استاذ العلوم السياسية العسكرية والتاريخ بجامعة هومبولدت البرلينية أكد بندوة مصغرة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية صباح هذا اليوم الثلاثاء 15 أيلول / سبتمبر عكس تصريحات لافروف ، فرئيس روسيا فلاديمير بوتين استطاع سلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا مستغلا  انقسام الاوروبيين على انفسهم تجاه الازمة الاوكرانية  وعودة ازمة اليونان المالية من جديد ، وارسال الكرملين المعدات العسكرية الثقيلة مثل اليات ودبابات وقواعد صورايخ ميناء اللاذقية وطرطوس مؤكدا تقريرا لصحيفة / فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ – صحيفة فرانكفورت العامة / التي صدرت قبل يوم أمس الأحد 13  الشهر الجاري تؤكد فيه غسراع الكرملين ببناء مطار عسكري يقع بين اللاذقية وطرطوس للطائرات العسكرية الروسية وباستطاعة الطائرات العسكرية الروسية استخدام المجال الجوي لليونان بالعبور الى سوريا لقاء مبالغ مالية كبيرة تتقاضاها حكومة اليونان .

وكانت المستشارة انجيلا ميركيل قد أعلنت بكلمة ألقتها قبل يوم السبت المنصرم 12 الشهر الجاري أمام مؤتمر للحزب المسيحي الديموقراطي بالعاصمة برلين عن ترحيبها اعلان موسكو رعبتها المشاركة بالحرب ضد تنظيم / داعش / مؤكدة حاجة الغرب لروسيا واهمية موسكو بالتعاون مع المجتمع الدولي الا انها أعربت عن قلقها من السياسة الروسية الجديدة المؤيدة للنظام السوري ، بينما حذر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير موسكو من المضي بدعمها اسد باالعتاد العسكري  المتطور وقيامها باجراءات عسكرية ضد / داعش / مع نظام اسد دون الاتفاق مع شركائها الاوروبيين مطالبا موسكو التعاون مع الجهود الدولية التي تبذل لانهاء الازمة السورية سلميا ، فالدعم الروسي والايراني لنظام اسد  بساهم باستمرار  مأساة الشعب السوري ووقوع سوريا في دائرة العنف لسنوات طويلة اذا ساندت موسكو نظام سوريا بفرق عسكرية بشكل رسمي مثل ما حصل بافغانستان .

ويرى مراقبو سياسة الكرملين في سوريا ان تسليح الحكومة الروسية لاسد ووقوفها الى جانبه اصبحت روسيا ضمن الميليشيات الشيعية التي تحارب الشعب السوري بشكل رسمي الامر الذي يعني ان وقوع اي حادثة ارهابية تزعزع الامن في روسيا وتستهدف منشئاتها في العالم تعتبر موسكو مسئولة عن ذلك .

وسوم: العدد 633