التدخل العسكري الروسي في سوريا عمل إرهابي منظم

هيئة علماء المسلمين في لبنان

إزاء قرار البرلمان الروسي تفويض الرئيس بوتين استخدام القوة العسكرية في سوريا واعتبار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن حرب القوات الروسية في سوريا حرب مقدسة صدر عن المكتب الإداري في هيئة علماء المسلمين البيان التالي:

1- إن التدخل الإيراني ومن بعده الاحتلال الروسي المكشوف فضح حقيقة وجود "أجندات خارجية! ومؤامرة كونية!" لكن ضد الشعب السوري المسلم.

وإن ما يجري فضح كذب تجار "المقاومة"، والمتغنيين ب"القومية العربية"؛ فقد رحب هؤلاء المنافقون بالاحتلال الفارسي الروسي، وأبدوا استعدادهم للتحالف معه ضد المسلمين.

2- لقد جاءت باكورة عمليات الروس العسكرية قصفًا طال المدنيين وقتل النساء والأطفال ودمر البيوت فوق رؤوس  الآمنين واستهدف مواقع كل الفصائل المحاربة للنظام السوري ما يكشف عن المخطط الإجرامي للروس، ويبطل ادعاءهم أن تدخلهم لمحاربة الإرهاب.

3- إن التحدي الأكبر الذي يواجه السوريين عمومًا والمجاهدين خصوصًا هو اجتماع كلمتهم واتحادهم ضد عدوهم واستعمال الأسلحة السياسية والإعلامية جنبًا إلى جنب مع الأسلحة العسكرية.

أما التحدي الأكبر الذي يواجه الأمة اليوم في الشأن السوري فهو أن تتمكن من الاحتشاد خلف هذا الجهاد ودعم المجاهدين الشرفاء لمقاومة هذا الاحتلال الجديد بكل الوسائل المتاحة.

4-  إنّ التدخل الروسي يكشف أن المعركة على أرض سوريا اليوم لم تعد بين الثوار والنظام السوري الظالم إنما هي تواطؤ الشرق والغرب على قرار واحد وهو حرمان الأكثرية السنية من أن تحكم نفسها في سوريا. وما من شك أيضا أن الروس يقاتلون اليوم نيابة عن الأطراف جميعًا تحقيقًا لهدف مشترك لم تنجح المليشيات الإيرانية واللبنانية في تحقيقه.

5- تستهجن هيئة علماء المسلمين صمت الجامعة العربية المريب حيال هذا التدخل وتعتبر هذا تواطؤًا على احتلال أرض عربية وقتل أهلها ومصادرة إرادتهم وتدعوها إلى رفع الصوت عالياً ومواجهة هذه الحرب الوجودية الجديدة.

6- تتساءل الهيئة عن موقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن  ومجموعة أصدقاء سوريا من هذا الغزو الفاضح لدولة كبرى لقمع شعب انتفض مطالبًا بحريته في وجه طاغوت سفاح مجرم.

7- إن هيئة علماء المسلمين في لبنان ترى - رغم تجمع الأعداء على ثورة الشام ومكرهم الكبار بأهل السنة فيها وتدخل الدب الروسي عسكريًا  بعد التدخل الإيراني وأدواته - نصراً يلوح في الأفق مستبشرين بتحقق وعد الله تعالى القائل:﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ؛ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾.

هيئة علماء المسلمين في لبنان - المكتب الإعلامي

بيروت في:   ١٩ ذي الحجة ١٤٣٦  الموافق لـ: ٢ تشرين أول ٢٠١٥

وسوم: 636