تيار منحرف جديد
تشهد ساحة الفكر الإسلامي مولد تيار جديد، يتمحور حول "تبرير العولمة"، يتكلم بأن العولمة، أو الحضارة الغربية القائمة الآن جهد بشري، وصلت إليه البشرية بعد تجارب عديدة، وبالتالي فإن الحفاظ عليها واجب الجميع. يصطفون بوضوح مع الحضارة الغربية.
ثم ينصرفون إلى التصدي لـ"من يشعل النار في البيت" بتعبير عبد الله بن بيه، وهم عنده المتأثرين بشيخ الإسلام بن تيمية، أو الذين يستمسكون بتجربة فاشلة (تجربة الإسلام) ووقعوا تحت تأثير قراءة مغلوطة للتاريخ الإسلامي، كما يحكي جاسم سلطان.
كيف يتشكل هذا التيار؟
1. عدو متربص، تدور عينه يتفحص حالنا، ويلتقط من يستطيع توظيفه.
2. منحرف يعرب عن نفسه، بموقف، أو فكرة ينشرها.
3. يتصل العدو بالمنحرف ويمده بحبلٍ من حباله (أداة من أدواته): إعلام، مناصب، ألقاب، منابر يتحدث منها، مؤتمرات يترأسها أو يشارك فيها..
4. وبعد أن يلد المفكر فكرته، ويلقي بها على الأرض، يربيها له القوم بأوليائهم من الإعلاميين وأصحاب السلطان... إلخ حتى تكبر وتتكاثر وتنتشر، وتحتل الأرض، وتضل الناس.
5. أقل أضرار هؤلاء أنهم يحدثون جدلًا داخليًا يشغلنا عن المضي قدمًا في تجلية قيمنا وتوطينها. ولا تستطيع أن تهملهم.
وكأن الحضارة الغربية (الليبرالية - الرأسمالية) أسست على قيم إسلامية، وكأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وكأنها لا تقتل الناس.. كل الناس في كل مكان منذ ظهرت، وكأن المقاومين لها هم المعتدين عليها، وكأنهم حين يقصفون أقلامهم، ويلقون سلاحهم سينتهي التدافع بين الناس!!
ما لكم؟. كيف تحكمون؟!!
وسوم: 636