كنت سأذهب للعزاء في باريس...!
هممت أن أذهب إلى باريس.. فهنالك بشراً ماتوا، وكُنا نرغب أن نذهب إلى فرنسا لنقوم بالعزاء.. ولكن للأسف شغلني أطفال سوريا ..؛ فعندنا لم ينتهِ العزاء...!
هممنا بالذهاب إلى باريس لنُعزي بالمئتين كرقم نهائي، ولكننا شُغلنا بتعداد شهداء سوريا الذين لا نهاية لإحصاء قتلاهم...!
كنا سنحضر مراسم الدفن، ولكن الدفن في سوريا بلا مراسم، حيث يُدفن الناس في مقابر جماعية...!
كنت سأُعزي في قتلى لا أعرفهم في فرنسا.. عذراً.. شغلني عنهم أولاد عمي وأبناء عمومتي وابن أختي وعشرات من أسرتي ورفاقي...!
كدت ألتفت إلى باريس في محنتها.. ولكن صَمَّ آذاني محنة الغوطة وحمص وحماة وحلب وداريا والزبداني...!
قيل لي برج (إيفل) شهد مجزرة..! لم أدرِ ما هو "إيفل" هذا، فأنا مشغول بالمسجد العُمري والأموي وابن الوليد..؛ فهم يشهدون المجازر من خمس سنوات...!
وإن ضجّ العالم لباريس.. فإن الغوطة تُذبح بصمت، والرقة تُذبح بصمت، والدير تُذبح بصمت، والوعر تُذبح بصمت، وحلب تُذبح بصمت.. وسبق أن دُمرت حمص، وداريا، والمليحة، وجوبر، والزبداني...، ولم يضج لها أحد...!؟
فإن كنتم تبكون المسرح.. فأنا أبكي المساجد...!
وإن كنتم تبكون الملعب.. فأنا أبكي المدارس...!
وإن كنتم تبكون البرج.. فأنا أبكي المآذن...!
وإن بكيتيم مائتين.. فأنا أبكي مئات الآلاف...!
أبكي أطفالاً، ونساءً، وشباباً، وشيوخاً...!
أبكي أمة بأسرها قُتلت وذُبحت ونُكّل بها، ولم يأبه بها أحد...!
وأقول لفرنسا ـــــ لأولاند ـــــ لمن سأل كيف جاء الإرهاب إليهم:
لا تظن أن الإرهاب جاء من عندنا إليكم.. عذراً أوروبا.. إنه يعود إلى قواعده.. يرجع من حيث أتى...!!!
(((منقول)))
وسوم: العدد 643