إلى صناع الإرهاب، كلمة مهمة وصريحة
وتمثل نبض الشعب السوري اﻷبي ..أتمنى أن تصل عن طريقكم إلى كل حر شريف يهمه أمر سورية والمسلمين وإلى كل عتل زنيم متأمر على سورية والمسلمين:
إلى صُنّاع الإرهاب ...
وإلى ممثلينا : مَثِّلونا .. ولا تمثِّلوا علينا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من أمثال العرب: (رمتْني بِدائها وانسلّت)
خطر في بالي هذا المثال لكثرة ما أسمع من حديث عن الإرهاب، على ألسنة الدول التي تسمي نفسها كبرى؛ لأنها تملك الأسلحة والقوة. فهي تتهم العالم الإسلامي كله بالإرهاب، ولا تنظر إلى مسلم إلا على أنه إرهابي.. هذه الكلمة التي راجت بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، فمن ذلك الوقت اعتُبرت هذه الكلمة أساساً لضرب العرب والمسلمين أينما كانوا.. وما زالت هذه الدول الإرهابية - وهي الجديرة بهذا اللقب - تريد أن تقتل المسلمين وتكيد لهم بهذا الاسم.. وأما عن داعش التي يُجمعون على قتالها – بزعمهم - ويرسلون هذه القوى التي تغطي سماء سورية بطائراتهم وكأنهم في حرب مع دولة كبرى ؛ فلنا أن نسألهم: من هي داعش؟ ومن أين جاءت؟ وأنى لها القوة؟ ومن أين لها المال؟ ألستم أنتم يا صُنّاع الإرهاب مَن أوجدها وغذّاها وأوجد أسبابها! أتظنوننا معشرَ المسلمين أغبياء؟! إن أصغرنا يقول: من أين الأسلحة ومن أين المال والدعم؟
ثم جاء هذا الدبّ الروسي إلى سورية، فكان كالذي قتل ناقة ثمود إذ انبعث أشقاها، يضرب في السوريين الضعفاء والمدنيين، ويقصف مشافيهم ومدارسهم وأسواقهم، وتنهال قذائفه على الشيوخ والثكالى والنساء والأطفال.. يضرب فيهم ويُعلن أنه يضرب داعش مع أن داعش صنيعتهم وربيبتهم لا عدوهم.. نعم أنتم تملكون القوة لكن لا تملكون الأخلاق ولا الإنسانية!! وها هي سورية الآن مرّ عليها نحوٌ من خمس سنين وأنتم في إعلاناتكم واجتماعاتكم ومؤتمراتكم، وأهلُ سورية تحت الضرب والقصف والجوع والمرض والموت، وأنتم تزعمون إنقاذها، على من تضحكون!
وأخاطب الدول العربية التي تساعدكم وهي أعدى أعداء الإسلام، وأعدى أعداء العروبة، ولا تملك من العربية شيئاً.. أنتم وهذه الدول ليس لديكم إنسانية ولا أخلاق، تزعمون الإشفاق على العربي وأنتم تقتلونه! الكلاب عندكم أعز عليكم من أي عربي وأي مسلم! لكنْ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولابد من انتصارنا وسترجعون بإذن الله مَخزيين، وستعود سورية وقوتها، وسيحكمها أهلها المسلمون، وسترون بإذن الله.
وأقول لهؤلاء الذين يزعمون أنهم يمثلون سورية في المحافل اعمَلوا لله، وأخلِصوا لسورية، ولتكن غايتَكم.. أنتم أبناؤها، وفي أي مكان حللتم لا تخرجون عن كلمة لاجئين ومتسولين مهما كُرِّمتم، ولو عِشتم في بلدكم، في أخسأ مكان منها - وليس في سورية مكان خاسئ - فستكونون أعزة.. لا تغتروا بالفنادق التي تنزلون بها، ولا بالكلمات التي تُستقبلون بها، ولا بالدول التي تُريكم الاهتمام والاحترام.. لا تغترّوا بكل هذا فتُقبلوا عليه وتَنسَوا سورية وأهلها وتضحياتهم، والحياةَ التي يعانونها.. إياكم والقعود في هذه المحافل وليست سورية في خاطركم.. مَن الذي نصّبكم وأنتم لا تملكون حتى أنفسكم؟!
أسأل الله أن يُصلحكم ويهديكم.. وأعتقد أن فيكم الطيبين والصالحين والوطنيين لكنهم لا يملكون شيئا، والدول الكبرى تحاول أن تضغط عليهم وتوجههم.. ومن انساق إليها كان مثلها ولو كان عربيا أو سوريا.
اليوم الأمة المسلمة في عذاب: تلك مصر يحكمها الشراذمة، وهذه سورية وهذا اليمن وذاك العراق، يا مَن تزعمون أنكم تمثلون سورية كونوا أهلاً لتمثيل سورية العظيمة وشعبها العظيم.. واعلَموا أنه ما من شيء إلا وسيُعرف وينكشف، سواء أكان في اجتماعاتكم المفتوحة أو المغلقة، وسواء عقدْتُموه فوق الطاولة أو تحتها، لا تستغبوا أهل سورية فهم أعلم بأهليتكم وبمن يسعى ولو حبواً ليكون من ممثِّلي هذا الشعب وهو لا يملك حتى أن يمثِّل نفسَه... وليعلمْ من كان منكم يتسابق ليدوِّنَ التاريخ اسمَه أو لمنصبٍ أو سمعة ولو على حساب الدماء، وعلى جثث الأبرياء... لِيعلمْ هذا الأحمق أنّ كل شيء إلى زوال، وأننا سنكتب اسمَه في تاريخِنا لِنلعنَه، ولنقول لأبنائنا: إنّ هذا المجرم تاجَر بدماء آبائكم وجلس على كرسيٍّ زائف صُنِعَ من أشلائنا، وأعطى صَكّاً بقتْل أبنائنا تحت ذريعة ملاحقة الإرهاب... ولم نكنْ همَّه ولا نحن مَن ولّاه...
تذكروا يا مَن يمثِّل سورية أن السوريين لن ينسَوا.. وأنّ التاريخ لا ينسى.. فكونوا ممثِّلين لنا لا ممثِّلين علينا
ولكلِّ أجلٍ كتاب
والسلام عليكم
محمد كريم راجح شيخ قراء الشام
وسوم: العدد 645