موقف مصر من جهود تركيا لرفع الحصار عن غزة
في الأخبار أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية يصطدم بقضية رفع الحصار عن غزة أو على الأقل تخفيفه ، وأن شوكة الحلق في القضية معارضة مصرية شديدة لتجاوب إسرائيل ولو نسبيا مع الرغبة التركية في شأن غزة ، وأن إسرائيل توازن بين رغبتها في التطبيع مع تركيا وبين المحافظة على علاقتها الاستراتيجية مع مصر . يعني مصر أعنف في عدائها لغزة من إسرائيل ، ولا نقول إنها ( مصر ) أقل تعاطفا من تركيا مع غزة ؛ لأن من يعادي غزة هذا العداء الضاري الأعمى المنفلت من ضوابط العقل والأخلاق لا نتوقع منه لثانية واحدة أن يحمل لغزة ذرة تعاطف تدخله في مقارنة مع غيره من المتعاطفين معها ولو كان هو الأقل في هذه المقارنة . وغزة في الحق ليست في حاجة لتعاطف مصر بعد سجلها الثري بكل ما هو فاضح في إجرامه ونذالته نحوها . ماذا نعدد من وقائع هذا السجل ؟! اتخذت منفذ رفح دائما أداة لخنق غزة وإهانة وإذلال كل من يمر منه خارجا من غزة أو عائدا إليها . وأيام مبارك أرادت الجزائر توفير حاجة غزة مجانا من النفط الجزائري فرفضت مصر . وحركات التعاطف الإنساني العالمية التي تريد القدوم إلى غزة تواجه بالمنع القاطع أو التعويقات والقيود التي تدفعها إلى العزوف عن القدوم . وفي الحرب الأخيرة على غزة رأى العالم كله اصطفاف مصر إلى جانب إسرائيل في الحرب ، واتهم بعض الإسرائيليين مصر في التسبب في رفع منسوب خسائر إسرائيل ومشكلاتها في تلك الحرب ؛ لأن مصر حثت إسرائيل على إطالتها . واستهول بعض الإسرائيليين ابتهاج عدد من الإعلاميين المصريين بعنف الحرب على غزة . ونشر منذ شهور أن مصر تترجى إسرائيل أن تهاجم غزة ، وحين سأل الإسرائيليون المصريين : " لم لا تهاجمونها أنتم ؟ " والسؤال من باب العلم بالشيء ؛ لأن إسرائيل لا تريد مشكلات في جوارها حتى ولو كانت حربا من غيرها على غزة ، جاء الجواب آية كبيرة على صغار النفس وسخف العقل : "لأننا نخشى أن يهرب بعض سكان غزة إلى سيناء " ! نرجح أن إسرائيل أذكى وأبعد نظرا من أن تدع مصر ببلاهتها ورعونتها وفوران حقدها على غزة تعطل مسيرة تطبيع علاقتها مع تركيا ولو كان تخفيف حصار غزة جزءا من ثمن هذا التطبيع ، وتركيا وإسرائيل أساسا لم تعطلا علاقاتهما في المجال الأمني والاقتصادي . ومصر ستكون هي الخاسرة بهذا الموقف مثلما هي في غالب مواقفها وتصرفاتها حتى صارت حسب الإحصائيات العالمية الأولى في السلبيات والأخيرة في الإيجابيات .
وسوم: العدد 651