لماذا تُوَرِط الولاياتُ المتحدة العالمَ في سورية
قبل اندلاع ثورات الربيع العربي وما تلاها من أحداث دامية تسببت بها الثورات المضادة في المنطقة العربية، كان العالم يعيش حالة لا يكسر رتابتها سوى بضع مجازر بحق المسلمين هنا أو هناك، وبالطبع فإن قتل بضعة عشرات أو حتى مئات ألوف من المسلمين حول العالم لا يعتبر حدثاً ذا بال، يمكن له أن يؤثر على سير الحياة ولا على قيم الحضارة الإنسانية التي نسجها الغرب على أشلاء ملايين البشر.
عربياً، لم يكن هناك ما يدعوا للتفاؤل، فالسائد هو الفرقة والتشرذم، وكَبتُ الحريات، أما لقمة عيش المواطن العربي فهي مغمسة بالذل، في حين أن أنظمة الإستبداد تزداد تجبراً وغطرسة، ربما وحدها دول الخليج العربي كانت تبدو في بحبوحة من أمرها، ولعل السبب في ذلك يعود لأسعار النفط التي تخطت حاجز المئة دولار للبرميل، وهو ما أتاح لبعضها تخصيص بضع عشرات من المليارات دعماً للثورات المضادة في دول الربيع العربي التي غرقت في مستنقع من الدماء، وحالة من الفوضى أجهضت حلم هذه الشعوب في تغيير سلمي لأنظمة عسكرية شمولية لم تقدم لشعوبنا وأوطاننا سوى التخلف والبطالة.
أوروبياً، سنجد ان القارة العجوز قد توحدت، وأصبح لها كيانها الخاص بها رغم كل تناقضاتها العرقية، وتبايناتها الاقتصادية واللغوية، لتنصهر دولها في إتحاد لم يكن يملك أدنى مقومات الحياة لولا إرادة قادة وشعوب تلك القارة العجوز، ليحتضن هذا الإتحاد فيما بعد المواليد الجدد لدول القارة الشرقية بعد مخاض عسير، حيث خرجت هذه الدول شبه مشوهة من رحم الشيوعية، لقد كان يمكن لهذا الإتحاد أن يكون نداً ومنافسا قويا للولايات المتحدة التي لم ترده سوى تابعا لها، فلم تكتمل الوحدة والفضل في ذلك يعود إلى حصان طروادة المتمثل في بريطانيا حليف الولايات المتحدة وتابعها المخلص، الذي جعل من الإتحاد الأوروبي حصاناً أعرجاً.
الولايات المتحدة الأمريكية وأواخر عهد جورج بوش الإبن كانت على شفير هاوية، وصلت خلالها مرحلة إنهيار مالي هدد بإفلاسها بسبب غزوها لأفغانستان والعراق، حيث قدرت التكلفة المادية المعلنة للحرب على البلدين حينها بحوالي 80 مليار دولار شهريا، طبعاً عدا عن الخسائر البشرية الهائلة والتي تم التستر عليها لأسباب داخلية.
على الجانب الآخر من العالم كانت الصين منشغلة بنموها الإقتصادي الذي جعل منها ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية حيث وبحسب إحصائيات العام 2010 بلغ الناتج المحلي 4.5 تريليون دولار تقريبا بينما وصل الناتج الإجمالي إلى 8.8 تريليون دولار، وهو ما مكن الصين من التمدد إقتصاديا وماليا، وغزو العالم تجاريا من خلال إنشاء شراكات جديدة خاصة في قارتي آسيا وإفريقيا واستثمار جزء كبير من عائداتها المالية في سندات الخزانة الأمريكية لتصبح المستثمر رقم واحد فيها، إضافة إلى تعزيز الشراكة التجارية والاقتصادية والسياسية مع روسيا عبر "منظمة شنغهاي" التي ضمت كل من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان وطاجاكستان ودول تحظى بصفة شريك في الحوار كسريلانكا وبيلاروسيا وأخرى تدور في فلكها كالهند وباكستان وإيران، هو تكتل قوي أدركت الولايات المتحدة أهميته منذ اربعينيات القرن الماضي، فوضعت الخطط لإفشاله وبشتى الطرق والوسائل.
روسيا وريثة الإتحاد السوفييتي الدولة الغنية بالنفط والغاز والموارد الطبيعية، وأحد قطبي منظمة شنغهاي الكبيرين، سنجد ان الحكم فيها قد دان لبوتين بعد قمعه الدموي لحراك الشعب الشيشاني، حيث بدا مرتاحاً جدا لتنفيذ خططه العسكرية والسياسية والاقتصادية الطموحة، محاولا تثبيت روسيا كقوة عالمية عظمى، ومستفيدا من التركة العسكرية للاتحاد السوفييتي خاصة في ظل العائدات الكبيرة للنفط والغاز، وهو ما مكن روسيا من استثمار جزء لابأس به من الفائض المالي في شراء الذهب كاحتياطي عملة، وهذا أمر ما كان ليغيب عن بال صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في ظل الطفرة المالية والتقدم الصناعي العسكري لروسيا وسيطرتها على قرار معظم جمهوريات الإتحاد السوفييتي المنحل.
إلى الجنوب من روسيا فقد بدت تركيا كمارد خرج من قمقمه، إذ وخلال سنين قليلة من حكم حزب العدالة والتنمية أصبحت تركيا تحتل الترتيب 17 عالميا من حيث قوة الاقتصاد، بعد أن كان ترتيبها 111 واستطاعت تسديد ديون بلغت حوالي 40 مليار دولار، وحققت نسبة عجز موازنة "صفر"، مع نسبة نمو بلغت في بعض المراحل 9% ومضاعفة دخل الفرد أكثر من 3 أضعاف ما كان عليه، وأصبحت تصدر منتجاتها إلى أكثر من 190 بلدا من أصل 192 بلدا بحجم تجارة خارجية مقداره 400 مليار دولار، وبناتج قومي بلغ 800 مليار دولار.
العلاقات الروسية التركية وخلال السنوات العشر الأخيرة بدت في أحسن حالاتها حيث التبادل التجاري بحدود 44 مليار دولار، مع خطط طموحة لرفعه إلى 100 مليار دولار بحلول العام 2022 ومشاريع صناعية كبرى شقت طريقها إلى العلن وأخرى تنتظر من ضمنها خطوط أنابيب للنفط والغاز ومفاعلات نووية لإنتاج كهرباء بتكلفة إجمالية بلغت 22 مليار دولار، أما السياح الروس فقد وجدوا في تركيا ضالتهم، ويأتون في المرتبة الثانية من حيث العدد بعد المانيا وبرقم فاق الأربعة ملايين سائح، السياحة في تركيا مصدر دخل هام يدر عليها حوالي 35 مليار دولار سنويا.
جملة عوامل يجب أن نتوقف عندها إذا ما أردنا فهم الأسباب التي قد تدفع الولايات المتحدة لجر الجميع إلى أتون المحرقة السورية، فظهور أوروبا قوية موحدة، وقارة صينية قوية، وأخرى هندية صاعدة، وتكتل أوراسي (دول معاهدة شنغهاي) إضافة إلى نمو تركي غير متوقع باتباع سياسة ناعمة هدفها "صفر" مشاكل مع المحيط الإقليمي والعالمي لتركيا، يضاف إليها سلسلة ثورات شعبية عربية تحررية حقيقية، هددت بإزالة نظام إقليمي كامل وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، أما الخطر الأكبر الذي قد لا نلقي له بالاً وتحسب له دوائر صنع القرار ألف حساب، فيتمثل في تزايد نسبة السكان العالمية وتباينها، ففي حين أن معدل الخصوبة ينخفض في الدول المتقدمة، فإنه يرتفع في دول العالم الثالث، عدد سكان العالم وصل 7.3 مليار نسمة مع بداية هذا العام.
إذاً هي جملة من الأخطار الحقيقية تلك التي تهدد السيادة الأمريكية على العالم، فإذا ما أضفنا إلى هذه الأخطار البعد الداخلي الأمريكي المتمثل بالتآكل والاضمحلال الداخلي فإن الخطر يصبح داهما، وهو ما إستشعرته دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر عهد بوش الإبن عندما كادت الدولة العظمى تعلن إفلاسها، وهو ما هدد بانفراط عقد الإتحاد نفسه.
عندما نقول صناع القرار العالمي فإننا نعني صانع القرار الحقيقي، الذي قد يكون ممثلا بحكومة دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية أو مجموعة حكومات كالدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، أو صناع القرار الذين يعملون من خلف ستار، وصناعة القرار تفرض بالضرورة صراعا على مراكز القوة، فأي نشوء لقوة جديدة يعني تحديا وجوديا للقوى الحالية ما يهدد بفقدانها السيطرة على القرار العالمي.
الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية باتت مركز صناعة القرار العالمي، والبيئة المثالية المفضلة للدوائر المغلقة التي تتولى صناعة وتجنيد صانع القرار المحلي والدولي على حد سواء، وبالتالي فمن غير المسموح لأي دولة أو أمة أيا كانت أن تنازع الولايات المتحدة على هذه القيادة، بل وحتى من غير المسموح إنهيار الولايات المتحدة التي لا يضمن عملتها الورقية سوى كلمة من البنك الاحتياطي الفيديرالي الأمريكي.
يطيب للبعض في كثير من الأحيان أن ينعت الولايات المتحدة بالضعف، وهذا رأي ينم عن سطحية في التعاطي مع دولة تدير شؤون العالم بشتى الطرق والوسائل المباشرة والغير مباشرة، وهي في كثير من الأحيان تمارس هذا الدور بطريقة فيها الكثير من التغابي، حتى ليخيل للمتابع أن أعضاء الإدارة الأمريكية غير متفقين فيما بينهم لا بل ومتنافرون، وذلك من خلال التصريحات المتناقضة للناطقين الرسميين باسم الإدارة الأمريكية، في حين أن الوصول إلى هدف معين أو تمرير خطة ما يقتضي هذا النوع من سياسة تضارب التصريحات.
في مقولة منسوبة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق ذو الأصول اليهودية الألمانية "هنري كيسنجر": على الولايات المتحدة ألا تقوم بحل أي من المشكلات العالمية بل عليها أن تمسك بخيوطها وأن توجهها بما يخدم الأمن القومي الأمريكي.
جميعنا اليوم يعلم علم اليقين أن إسرائيل هي التي منعت الولايات المتحدة الأمريكية من أي تحرك قد يسقط نظام الأسد، وقد يتسائل أحدنا كيف لدولة صغيرة بمقاييس الدول المتعارف عليها كإسرائيل أن تفرض قرارها على الولايات المتحدة الأمريكية أكبر وأقوى دولة في العالم؟ هذا هو ما نقصده عندما نتحدث عن دوائر صنع القرار، إنها المنظمات العالمية وبكل ما تملكه من أذرع سرية أو علنية، حيث نجحت في تنصيب مسؤولين ومدراء ووزراء وحتى رؤساء، وهي التي تملك مفاتيح خزائن المال العالمي وغرف نوم قادته على حد سواء.
اليهود اليوم هم صناع القرار الحقيقيون، فقد أدركوا ومنذ عقود طويلة أن السيطرة على القرار العالمي يحتاج إلى ثلاث أدوات هي:
المال: فملكوا صناعة وتجارة الماس والذهب والنفط والمعادن الثمينة والبنوك.
الإعلام: فملكوا صناعة السينما ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في أهم دول العالم.
الجنس: فأنشأوا صناعة الجنس وعملوا على إفساد المجتمعات كي يسهل انقيادها، وهذه فلسفة اشتهروا بها منذ القدم.
الكثير من المجتمعات قد تمتلك أكثر مما يمتلكه اليهود لكنهم لا يمتلكون الهدف ولا إرادة العمل والتنظيم، من الأهداف التي تعمل بعض المنظمات اليهودية المتنفذة من أجلها، جمع كافة اليهود في فلسطين وصولا إلى سيادة اليهودية على العالم، حيث التقت مصالحهم بهذا مع اليمين المسيحي المتطرف، الذي بدوره يرى أن هكذا أمر يعجل بظهور المسيح وحكمه العالم وقتله لجميع الكفار حيث لا توبة ولا استتابة، وللمفارقة فإن أصحاب هذه النظرية قد التقوا في هدفهم هذا مع الشيعة الاثني عشرية، الذين يرون في نهاية العالم تعجيلا بظهور المهدي المنتظر ويجهدون بالدعاء له بالفرج، حتى إن بعضهم كالرئيس الأسبق نجاد يقول إن المهدي هو من يسير الحكومات الإيرانية وإنه بالفعل على تواصل معه.
بعيدا عن الموضوع الديني وبالعودة إلى الشأن الجيواستراتيجي، فإن تثبيت الولايات المتحدة الأمريكية كقطب عالمي أوحد يقتضي التخلص من كافة المنافسين، وهذا أمر تَيَسَرَ للولايات المتحدة في سورية ومن غير عناء، وهو ما وفر عليها التورط في سلسة أزمات أو حروب مع منافسيها المحتملين، فعلى سبيل المثال كادت عملية نشر الصواريخ الأمريكية في أوروبا أن تتسب بأزمة عالمية مع روسيا، وكذلك مشكلة أوكرانيا واحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، لكن ومع ذلك فكل هذه الأزمات زالت واستبدلت بتنسيق وتشاور سياسي وعملياتي في سورية، فكيف لنا أن نتخيل سماح كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لروسيا بالتمدد لتصل سورية وتنشر قواتها وأسلحتها الحربية المتطورة ومن ضمنها منظومة صواريخ إس – 400 المتطورة جدا والتي لم تنشر بعد خارج روسيا.
إذا ما ربطنا التمدد الروسي في المنطقة بسحب حلف الناتو لبطاريات الباتريوت من تركيا، فإن الصورة تصبح واضحة لا تدع مجالا للشك، وهي أن الحلف ليس في وارد الصدام مع روسيا دفاعا عن تركيا، وزير خارجية لوكسمبورغ جان إسيربورنفي صرح قبل أيام قائلا: "على تركيا ألا تعول على دعم حلف الناتو في حال نشوب مواجهة عسكرية بينها وبين روسيا".
روسيا ونتيجة لغرور حاكمها بوتين، فإنها تبدو سعيدة بالتنسيق الأمريكي معها وتسير برعونة إلى حتفها، غير مدركة لمخاطر السيناريو المرسوم لها والمراد منه إستنزافها، بل والتخلص منها مع تركيا وإلى الأبد، هذا السيناريو قد ينتهي بجر البلدين إلى صدام مسلح تقوم روسيا من خلاله باجتياح تركيا، ما يعزز هذه الفرضية هو الدعم اللامتناهي الذي يحصل عليه إلإنفصاليون الكرد إستفزازا وتوريطا لتركيا التي باتت مستهدفة في وجودها، فحادثة سفينة أسطول الحرية "مافي مرمرة" فتحت أعين صناع القرار إلى أنه لا يمكن اختطاف الشعوب الإسلامية ولا تغيير هويتها، وأن هذه الأمة تمرض لكنها لا تموت حتى وإن حكمها عسكر أتاتورك أو غيره ولعقود.
التوريط الأمريكي للأخرين لن يقتصر على روسيا وتركيا فقط، فالعلاقات الخليجية الإيرانية وصلت مرحلة متأزمة بات معها الصدام المسلح مسألة وقت ليس إلا، ورهن بمآلات الأحداث في سورية واليمن إلى حد بعيد، ولا يمكننا إستبعاد تدخل إيراني مباشر في اليمن يخلط الأوراق وينقل الصراع إلى أبعاد جديدة خاصة في حال تأخر الحسم السعودي للحرب مع الحوثي وصالح وهو ما يعني أن الحرب الإيرانية العربية وتحديدا الخليجية ستصبح مباشرة ودونما وسطاء، ما يهدد بإعادة المنطقة إلى العصور الوسطى.
الولايات المتحدة تريد أتباعا لا أنداد، حتى أوروبا الحليف الأوثق لواشنطن لم تسلم من تداعيات جر العالم إلى المستنقع السوري، وها نحن اليوم نرى اليمين المتطرف ينتشر ويتقدم في الانتخابات، والإتحاد الأوروبي نفسه بات مهدداً بالإنهيار نتيجة تدفق اللاجئين السوريين ومعهم المهاجرون من كافة أنحاء العالم إلى أوروبا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهناك تهديد بريطانيا بالإنسحاب من الإتحاد مالم تحصل على مزايا تحررها من الكثير من قيود الوحدة، ليس هذا وحسب بل إن سلسلة أزمات عاصفة أسهمت في استنزاف عمالقة الإتحاد الأوروبي كألمانيا وفرنسا، من خلال القروض الممنوحة لليونان وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا وغيرها من دول أوروبا الشرقية والتي فاقت الـ 400 مليار دولار.
الصين بدورها محجمة أمريكياً ومحاطة بمجموعة من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الأسيويين، كاليابان وكوريا الجنوبية، وهي نفسها مقيدة إقتصاديا من خلال تجارتها واستثمارها في سندات الخزانة الأمريكية، ولا يبدو أنها في وارد الصدام مع الولايات المتحدة، لا بل إنها ربما تكون حليف مستقبلي محتمل للولايات المتحدة، التي تركت للصين حرية تحريك وإدارة حليفتها كوريا الشمالية، ففي ذلك مصلحة للولايات المتحدة لأنها بذلك تخوف حلفائها الأسيويين وتبقي على حاجتهم للحماية.
أي تراجع أو ضعف أمريكي سيقابله تقدم وصعود لقوى جديده وهو ما يهدد بفقدان صناع القرار العالمي لمركز صنع قرارهم المتمثل بالولايات المتحدة، وهذا ما لن يتسامحوا به، لذلك فإنهم سيفعلون ما بوسعهم لإضعاف الجميع واستنزافهم منعا لأي صعود محتمل يهدد مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كقطب عالمي اوحد بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي، ولهذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ومن خلفها إسرائيل ودوائر صنع القرار العالمي تبدو في غاية السعادة وهي ترى الفراش ينجذب إلى بقعة الضوء ليكتشف لاحقا أن هذا الضوء لم يكن سوى نار أحرقته ولكن بعد فوات الأوان.
وسوم: العدد 656