عدن... معركة القضاء على العقل
للأسف أصبح صوت العقل هو الخافت في عدن حين طغى عقل من لا عقل له وجنون يصحبه كمية كبيرة من الجهل.
إذا ما أعدنا اكتشاف "ما يجري في عدن" اليوم فما هو إلا صورة أخرى لذلك الوجه القبيح الذي عرفناه منذ زمن وسارعنا بلا مقدمات هربا من تلك الأشباح المخيفة وذلك الــــــ Action المرعب.
تحشيد الكثير الشباب ليشكل جيشا إلكترونيا ينفث الكراهية وينشر الحقد ويحرض على السفك والترويع لخوض معركة ضبابية؟!! إلى أين؟. لا يدرون إلى أين!!
اندفاع نحو المجهول على ظهر سفينة بلا دفة لينتهي الأمر إلى صخور حادة أليمة، ما لم تتداركنا عناية الله الفائقة التي تستدعيها عجائز على أبواب الديار.
تجييش بغيض في خوض معركة قذرة أنجبتها الكراهية وصدر أطنانها الحقد ليبقى الشارع في حالة طوارئ أشبه بطريقة الأطباء في غرف I.C.U حتى لا يفكر في الخطوة التالية، فحسبه أن يصرخ اليوم لليوم وغدا له أمر آخر .
لا وقت أن يسترد أنفاسه ولا مجال وقتئذ للحوار أو النقاش الهادئ أو حتى ملحوظة على الهامش، وبلغة إقصائية تم الهجوم الصارخ على صوت العقل الذي ينادي به من خاضوا تجارب الماضي القريب، وتم كيل التهم لهم بالمجان وسحب الهوية من كل من يخرج عن الاجماع الوهمي ورميه على قارعة الرصيف بأقذع أنواع القاذورات اللفظية والتهديدات.
مارسوا الابتذال السياسي المتعفن، حتى ورقة الحرب الدائرة وجرح اليمن يثعب دما والتي يجب أن تبقى خطا أحمرا وقضية وطنية لا قفز عليها، لعبوا بها ووجهوها توجيها شريرا ودعوا لخوض حرب مقدسة بتكييف آخر تجاه أبناء الشمال، فليست معركة اليمن الواحد تجاه تمرد حوثي بغيض، بل هي حرب بين شمال وجنوب، هكذا يوجهوا دفتها ويعزفوا على أطلالها سيمفونية الانفصال.
لن يفلحوا في القضاء على العقل؛ فلا تزال هناك يقظة جنوبية تدرك ما يجري وترقب في صمت مسارات التخبط بلا مشروع شريف، وتقرأ جيدا حقبة مؤلمة من تأريخ الجنوب تحاول تلك العصابات اجترارها من جديد.
وعندما تتغول الكراهية تتحول إلى ممارسات، وتصبح غولا شامخا في الطرقات، يفرز النتائج والتبعات.
ربما نجحوا في اغتيال عدد من شرفاء عدن وإبعادهم لكن اللعب بالنار ستحرق أصابع الجناة.
ربما نجحوا في تمزيق النسيج الاجتماعي ودك بعض عمرانه وإيجاد هوة عميقة بين عدد من أبناء الجنوب تجاه أبناء الشمال.
أجزم أن لدى أبناء الجنوب من القوة الفولاذية، والوعي، والنباهة، والاستدراك ما يؤهلهم في ردم تلك الحفرة ودفنها، وتفتيت غول الكراهية المطل على الطرقات في هيئة ملثم يمارس الاغتيالات، والأيام القادمة كفيلة بإعادة صياغة العقل الذي شتته الشطحات، وإلقاء القبض على تلك العصابات.
وسوم: العدد 657