مئة فصيل سوريّهم
لا أدري متى توحد المعارضة المسلحة السورية صفوفها وقيادتها ومقاتليها إن لم توحدها وحدة المحنة التي يعيشها الشعب السوري منذ خمس سنوات؟ هل يوجد شعب في عالمنا فيه نحو 100 فصيل مقاتل وكلها تنتمي إلى المعارضة التي تريد إسقاط نظام بشار؟ بمعنى هناك 100 أيديولوجية لهذا الفصائل والغريب أن معظمها ترفع لافتة إسلامية فما هي المناهج التي يختلف عليها قادة هذه الفصائل؟ وماذا يفعل الائتلاف السوري الوطني والحكومة المؤقتة؟
إن هذا التشرذم هو الذي أخر النصر وهو الذي أعطى أعداء الثورة فرصة للتسلل إلى صفوفها وتعميق الانقسام ، في ظني أن المقاتلين لا يهمهم تحت أي راية يقاتلون طالما أن هدفهم إسقاط النظام الفاشي الطائفي، ولكن الاختلاف بين 100 قائد من الفصائل على عرض الدنيا والحرص على التزعم وعدم تخلي أي منهم لمن هو أجدر منه هو الذي يؤدي إلى الاقتتال الداخلي بين تلك الفصائل على لا شيء أبدا إلا حب الزعامة وحب الدنيا وما فيها من إغراءات زائلة.
أيها المقاتلون وحدوا صفوفكم قبل أن يأكلكم عدوكم (الروس والإيرانيون والنظام الدموي) بالتدريج ولا تضيعوا هذه الفرصة التاريخية التي اقترب فيها النصر، والذي ما تأخر إلا بسبب تناحركم، فقدم الشعب السوري كل هذه التضحيات لأنكم لم تتسامحوا مع بعضكم وربما قاتلتم بعضكم بشراسة أكبر من شراسة قتالكم لعدوكم المشترك.
إنها ساعة تبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود فهل أنتم منصاعون لما يريده الشعب السوري أم أن لكل فصيل منكم برامجه ومشاريعه وحينذاك ستحققون للعدو فرصة تقسيم سوريا إلى أربع دويلات.
وسوم: العدد 657