ماذا أفعل بلسانها ؟!
قال لي والضيق ظاهر في ملامح وجهه : لا أدري ماذا أفعل بلسان زوجتي ؟!
ابتسمت وقلت : لسانها طويل .. أليس كذلك ؟!
قال : أتمنى لو أستطيع أن أقصره !
قلت : كيف تقصره ؟ هل تريد أن تقطعه ؟!
قال : ليتني أستطيع !
قلت : ليس لسان زوجتك وحده طويلاً !
قال : تعني أن النساء جميعهن طويلات لسان ؟!
قلت : هي طبيعة في المرأة أخبرنا بها النبي .
قال : إذن فأنا غير ملوم إن اشتهيت قطعه ؟!
قلت : لكن النبي حين أخبرنا بذلك أوصانا بغير هذا .
قال : بم أوصانا عليه الصلاة والسلام ؟
قلت : أوصانا بها خيراً .
قال : كيف ؟
قلت : في حديثه المتفق عليه يقول ( استوصوا بالنساء خيـراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإنتركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً ) .
قال : ولكن النبي لم يذكر اللسان في الحديث !
قلت : أما قال ( وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ) ؟
قال : هل يقصد بأعلى الضلع اللسان ؟
قلت : أجل ، فقد قال ابن حجر رحمه الله في شرحه الحديث ( فيه إشارة إلى أن أعوج ما في المرأة لسانها ) .
قال : أحسب أن النبي دعانا إلى التسليم بهذا حين حذرنا من محاولة التقويم لأنها ستؤدي إلى كسر الضلع .
قلت : أحسنت .
قال : وما المقصود بكسر الضلع ؟
قلت : فراق المرأة بتطليقها .
قال : أقال هذا ابن حجر أيضاً ؟
قلت : نعم ، لقد قال عن كسر الضلع : هو ضرب مثل للطلاق ، أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها ، وتؤيده رواية الحديث فيصحيح مسلم ( وإن ذهبت تقيمها كسرتها ؛ وكسرها طلاقها ) .
قال : إذن فأنت تدعوني إلى الصبر عليها وعلى كلامها .
قلت : لست أنا من يدعوك إلى هذا بل النبي هو الذي يدعونا نحن الرجال إلى الصبر عليهن والإحسان إليهن ، كما قال ابن حجر في قوله ( استوصوابالنساء خيراً ) : الوصية بالنساء آكد لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن ، ومعناه : اقبلوا وصيتي فيهن ، واعملوا بها ، وارفقوا بهن ، وأحسنواعشرتهن .
قال : : جزاك الله خيراً ؛ لقد زدتني فهما لطبيعة المرأة وأرجو الله أن يعينني بهذا الفهم على العمل بوصية النبي بالمرأة فأصبر على زوجتي ، وأرفق بها ،وأحسن عشرتها .
قلت : وحاول أن تستحضر هذا الفهم لطبيعتها حين تسمع منها ما يثير فيك الغضب عليها .
قال : صدق من قال إن الإنسان عدو ما يجهل .
قلت : اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، إنك أنت السميع العليم .
قال : اللهم آمين ، اللهم آمين .
وسوم: العدد 668