وثائق سرية تكشف العلاقة بين ايران الخميني والولايات المتحدة
المسلم :وثائق تكشف العلاقة الخفية بيت الخميني وأمريكا
| 27/8/1437 ه
رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن وثائق تكشف العلاقات الخفية مع زعيم الثورة الإيرانية الخميني.
واوضحت الوثائق أميركية أن الخميني كان على صلة بالحكومة الأميركية منذ الستينيات من القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران، قادماً من باريس وإعلانه الثورة عام 1979، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.
وتشير وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه)، إلى أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع نوفمبر 1963، وأنه طالب خلالها بألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأميركية في إيران".
وتبين الوثائق التي نشرت قبل أيام من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأميركي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ"الثورة البيضاء" في 1963.
وتفيد الوثائق بأن الخميني تواصل أيضاً مع إدارة الرئيس جيمي كارتر، عبر وسطاء في 19 يناير 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدر الثورة إلى دول المنطقة، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأميركية.
بوابة فيتو :مصادر تسليح إيران خلال 70 عاما.. «ستوكهولم» يكشف: أمريكا أكبر مصدر في الخمسينيات والسبعينيات.. عائدات النفط تمكن «طهران» من الأسلحة الفتاكة والنووى.. والعقوبات تقربها من «الصين وروسيا»
مصر بوابة فيتو منذ 22 ساعة
كشف مركز "ستوكهولم" الدولي البحثي للسلام، عن مصادر تسليح الجمهورية الإيرانية خلال السبعين عاما الماضية، والتي باتت محط جدل واسع بالمنطقة منذ إتمام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى الستة.
أكبر مصدر
جمع المركز البحثي تحويلات الأسلحة التقليدية الأساسية منذ سنة 1950، فتبين أن أمريكا هي أكبر مصدر للأسلحة لإيران بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن العشرين، حيث ارتفع معدل تزويد أمريكا لإيران بالأسلحة في سنة 1953، بعد الانقلاب الذي قادته المخابرات الأمريكية والبريطانية ضد رئيس الوزراء المنتخب أحمد مصدق، وعاد الشاة الإيراني محمد رضا بهلوي من المنفى، ليحكم البلاد ويصبح الحليف المقرب من أمريكا.
سبعة أضعاف
ارتفعت المبيعات العسكرية لإيران سبعة أضعاف حجمها خلال عامين، حيث صعدت من 524 مليون دولار سنة 1972 لتبلغ 3.91 مليار دولار سنة 1974، وفق تقرير لجنة موظفي "العلاقات الخارجية" بمجلس الشيوخ الذي صدر سنة 1976، حيث كانت إيران أكبر مشترٍ للسلاح والعتاد الأمريكي.
ويظهر تقرير مركز ستوكهولم الدولي لبحوث السلام بلوغ أعلى نسبة مبيعات في سنة 1977، حيث وافق الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نكسن ومستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر لأول مرة عام 1972 على بيع إيران أي أسلحة تقليدية تريدها.
عائدات النفط
حسب المركز البحثي، فإن عائدات النفط مكنت إيران من امتلاك بعض أفضل الأسلحة الأمريكية المتطورة، وتلقت تدريبا ومساعدة تقنية في التعامل معها على يد موظفين أمريكيين، مؤكدا أنه كانت وستظل إيران دولة مهمة جدا بالنسبة لأمريكا وحلفائها، بسبب موقعها الجغرافي والنفط، كما أنها تعطي قيمة كبيرة لعلاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، لاعتقادها أن أمريكا ستأتي لنجدتها لو تعرضت للتهديد.
قوة مهيمنة
ورأى ستوكهولم أن الدعم الأمريكي الكبير لإيران حولها لقوة عسكرية مهيمنة في الشرق الأوسطـ مهد لها الطريق لتطوير سلاحها النووي، ولكن وصول آية الله الخامنئي للحكم، وهو معارض لأمريكا تسبب في تغيير بعض الأمور.
توقف تصدير السلاح الأمريكي لإيران، ومنع نهائيا بعد أن حاصر نشطاء إسلاميون 52 رهينة أمريكية داخل السفارة الأمريكية في طهران في نوفمبر 1979، وعوّضت الصين والاتحاد السوفياتي مباشرة مكان الولايات المتحدة، وأصبحتا المزود الرئيسي لإيران بالأسلحة منذ الثمانينيات حتى اليوم.
تصدير سري
قال المركز البحثي إن كمية صغيرة من الأسلحة قد وصلت إيران بين أعوام 1984 و1986، وذلك بشكل سري وغير مشروع من أمريكا بمساعدة إسرائيل، على الرغم من حظر الأسلحة ضد إيران.
وأوضح أن أمريكا حاولت حماية إطلاق رهائنها في لبنان عبر اتفاقيات الأسلحة السرية، واستخدمت العائدات من المبيعات لتمويل الميليشيات التي تقاتل ضد حكومة الجناح اليساري في نيكاراجوا في محاولة لوقف انتشار الاشتراكية في أمريكا اللاتينية، وهو ما تم معرفته فيما بعد بقضية إيران كونترا.
عقوبات غربية
تسببت العقوبات الأمريكية عام 1979 والتي اشتدت في التسعينيات في اقتراب إيران من روسيا والصين، حيث زادت مبيعات روسيا من الأسلحة بشكل ملحوظ في التسعينيات، ودفعت العقوبات إيران لبناء صناعتها العسكرية الخاصة، فصنعت الجمهورية دباباتها الخاصة، والمدرعات ناقلة الجنود، والصواريخ والطائرات المقاتلة والغواصات، كما صدّرت المعدات العسكرية إلى عديد البلدان مثل سوريا والسودان، وفق ما جاء في التقرير.
وتراجعت مبيعات روسيا من الأسلحة بشكل ملحوظ منذ فرض مجلس الأمن في الأمم المتحدة عقوبات على إيران سنة 2007، بعد فشل محادثات وقف تخصيب اليورانيوم، وهي الخطوة الحاسمة في تصنيع السلاح النووي، ولكن مبيعات الصين لها لم تتاثر.
علاقات قوية
ونظرا لعلاقتها المالية القوية بإيران لم تدعم الصين وروسيا العقوبات إلا بعد تخفيف بعض البنود، بعد أن كانت روسيا قد بنت محطة للطاقة النووية في بوشهر بإيران، والتي من المفترض أنها اكتملت سنة 2011.
وكانت العقوبات قد منعت تزويد إيران بالتكنولوجيا أو المعدات المرتبطة بالنووي، كما فرضت على الدول الأعضاء “توخي اليقظة وضبط النفس” عند نقل الأسلحة لإيران، ولكن لم يفرض المنع الكامل لنقل الأسلحة التقليدية إلا سنة 2010، عندما زادت الأمم المتحدة من تشديد العقوبات.
ومع ذلك حافظت الصين وروسيا على نسبة قليلة من مبيعاتهما من الأسلحة لإيران بين أعوام 2008 و2015، وفي أبريل 2015 تسلمت إيران منظومة صواريخ للدفاع الجوي أثناء مناقشات الاتفاق النووي، التي كانت روسيا شريكا فيها.
المصدر : بوابة فيتو
مصرس :«CIA» تكشف: الخميني تعاون معنا سرًا ورحَّب بوجود قوات أمريكية في إيران
"الإسلام في إيران" هو عنوان أحد المستندات السرية الخاصة بجهاز المخابرات الأمريكية "CIA"، حيث كشفت فيه عن لقاء جمع "الخميني" حاكم إيران الأسبق، مع الحكومة الأمريكية بشكل سري، دون معرفة رجال المخابرات الإيرانية "السافاك".
ووفقًا لمستندات "CIA" السرية، فإن الخميني قام بإرسال رسالة إلى حكومة الرئيس الأمريكي جون كيندي، بينما كان في معتقله بمنطقة قيطرية بطهران سنة 1963، حيث أشار فيها إلى "عدم إساءة تفسير تهجمه اللفظي لأنه يؤيد مصالح أمريكا في إيران".
وقام موقع "BBC" فارسي بعرض المستند لأول مرة أمام القراء، والذي ورد فيه "في نوفمبر 1963، قام آية الله الخميني بإرسال رسالة إلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الحاج ميرزا خليل جامرائي، الأستاذ في كلية اللاهوت بجامعة طهران وسياسي مقرّب من المجموعات الدينية المعارضة، وشرح الخميني في رسالته أنه لم يعارض المصالح الأمريكية في إيران، على العكس فإنه اعتقد بأن التواجد الأمريكي كان ضروريًا لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفييتي والنفوذ البريطاني المحتمل، كما شرح الخميني اعتقاده في التعاون الوثيق بين الإسلام وبين أديان العالم، خصوصًا المسيحية".
وتشير المعلومات إلى وصول الرسالة إلى واشنطن يوم 6 نوفمبر 1963، فيما لم يمكن التأكد هل قرأ الرئيس الأمريكي هذه الرسالة أم لا، حيث توفي "كيندي" بعد أسبوعين من تعرضه لحادث اغتيال في "تكساس".
ايلاف :وثائق سرية فجرت غضب خامنئي ضد لندن وواشنطن...هل كانت ثورة الخميني أميركية؟
نصر المجالي
كانت وثائق سرية كشف النقاب عنها من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) ونشرتها (بي بي سي) القسم الفارسي تزامناً مع الذكرى 27 لوفاة الخميني، هي السبب الرئيس للهجوم الذي شنه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ضد بريطانيا والولايات المتحدة.
إيلاف من لندن: كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن "وثائق سرية" تشير إلى وجود محادثات سرية جرت بين مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني والإدارة الأميركية، قبيل تسلمه إدارة البلاد في العام 1979 بعد إطاحة حكم الشاه محمد رضا بهلوي.
واشارت تلك الوثائق إلى تعهد الخميني "المحافظة على مصالح واشنطن واستقرار المنطقة مقابل فسح الطريق له لتولي مسؤولية البلاد".
وفي كلمة ألقاها الجمعة في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 27 لرحيل الإمام الخميني، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن طهران لا تعتزم التعاون في القضايا الإقليمية مع عدوتيها اللدودتين، الولايات المتحدة وبريطانيا ووصفهما بـ"الخبيثتين".
موقف خامنئي
وقال خامنئي إن لدى إيران العديد من الاعداء الصغار والكبار، الا أن اكبرهم اميركا وبريطانيا الخبيثتان، مشيرًا الى ان الاعلام البريطاني يختلق الوثائق ضد الامام الخميني باستخدام وثائق اميركا، التي لا تمتنع حتى عن استهداف طائرة ركاب.
وكشفت (سي آي إيه) عن وثائق تشير إلى محادثات جرت بين الخميني كان على صلة بالحكومة الأميركية منذ الستينات من القرن الماضي في عهد الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادماً من باريس وإعلانه الثورة عام 1979.
تواصل مع كيندي
وتوضح وثيقة نشرتها (سي آي إيه) أن الخميني تبادل رسائل سرية مع كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1963 طالب خلالها بألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأميركية في إيران".
وتبين الوثيقة أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأميركي الراحل عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ "الثورة البيضاء" في 1963، ووزع النظام السابق حينها أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف لأول مرة بحق المرأة في التصويت.
وبحسب تقرير لقناة "بي بي سي" (الفارسية)، فإن الخميني اعتبر تلك الإصلاحات "خطراً على الإسلام"، بينما كان معارضو "شاهنشاه إيران" ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، ومن ثم فإن الخميني أعلن الحداد في "عيد النوروز" عام 1962، بسبب ما قاله من أن "النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل".
رسالة شخصية
وتكشف الوثائق أن الخميني وبعد العودة إلى إيران بعد قضاء 15 عاما في المنفى في باريس، بعث برسالة شخصية أولى إلى البيت الأبيض يؤكد فيها رغبته في إقامة علاقة صداقة مع الولايات المتحدة، ويدعو الإدارة الأميركية إلى عدم الشعور بخسارتها حليفا إستراتيجيا، ويقول فيها "سترون بأنه ليس لدينا أي حقد معين تجاه الأميركيين، وان الجمهورية الإسلامية ستكون جمهورية إنسانية وسنعمل على تحقيق مبدأ السلام والهدوء لكل البشر".
وتشير الوثائق، إلى أن الولايات المتحدة بلغت مبعوث الخميني، بعد يومين من مغادرة الشاه، بأنها مع تغيير الدستور في إيران، وكشفت له عن معلومة رئيسة مهمة تفيد بان القادة العسكريين الإيرانيين مرنين تجاه مستقبلهم السياسي.
تواصل مع كارتر
وتفيد الوثائق بأن الخميني تواصل أيضاً مع إدارة الرئيس جيمي كارتر، من خلال وسطاء في 19 كانون الثاني (يناير) العام 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها أنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدر الثورة إلى دول المنطقة، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأميركية.
وأثار نشر هذه الوثائق ردود فعل أولية غاضبة بين المسؤولين الإيرانيين، إذ نقلت وكالة "ميزان" عن عضو حوزة قم العلمية حسين إبراهيمي قوله: إن الغاية من نشر الوثائق هي "محاولة إثبات أن الثورة أميركية".
وفي الأخير، تؤكد (بي بي سي ـ BBC) أن الخميني كان أبلغ الرئيس الأميركي الأسبق جون كندي أثناء وجوده تحت الإقامة الجبرية في طهران في العام 1963، يدعو فيها الإدارة الأميركية إلى عدم تفسير هجومه على سياسة الشاه، بأنه يعادي واشنطن، مؤكدا أنه ليس ضد المصالح الأميركية في إيران، ويعتبر الوجود الأميركي ضروري لمعادلة التوازن للنفوذ السوفياتي وربما البريطاني، ويؤمن بضرورة التعاون المقرب بين الإسلام وبقية الأديان في العالم وخاصة المسيحية.
رصيف 22 :وثائق "سي آي إيه" السريّة تكشف للمرة الأولى: الخميني تعاون مع الأمريكيين قبل الثورة الإسلامية
هيفاء زعيتر 03.06.2016
في مطلع العام 1963، أعلن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي "الثورة البيضاء" في إيران. طرح الشاه مجموعة إصلاحات اقتصادية - اجتماعية من بينها إجراء تغييرات انتخابية تمنح المرأة حق الاقتراع والخصخصة. وصف المحافظون حينها التغييرات بالخطيرة التي تهدف إلى تغريب الدولة عبر خدع ديماغوجية. كان من بين هؤلاء آية الله الخميني، الذي كان أحد رجال الدين في قم، وحارب "الثورة البيضاء" باعتبارها خطراً على الإسلام.
في عيد النوروز من العام نفسه، أعلن رجل الدين الحداد العام في خطبة شديدة اللهجة، أدت إلى اعتقاله بعدما شكك في إيمان الشاه ووصفه بالعميل الإسرائيلي، من دون أن يذكر الأمريكيين الذين كانوا يدعمون بهلوي حينذاك. ما ذُكر أعلاه ليس جديداً، لكن ما كشفته "هيئة الإذاعة البريطانية فارسي" كان الجديد، أو بالأحرى اللافت قبل أيام على الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني.
بينما كان الخميني في محبسه في منطقة قيطرية في طهران في العام 1963، وبعيداً عن عيون "السافاك"، بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي جون كينيدي عبّر فيها عن دعمه للمصالح الأمريكية في إيران. جاء ذلك، بحسب "بي بي سي فارسي"، في مستندات "سي آي إيه" السريّة تحت عنوان "الإسلام في إيران". كانت هذه المستندات محفوظة في الأرشيف الوطني الأمريكي بسرية تامة، في تقرير مطول للسفارة الأمريكية في طهران مؤلف من 81 صفحة، يحتوي على رسالة الخميني من بين تقارير بحثية أخرى عن آية الله الخوئي وآية الله شريعتمداري.
الحديث عن وجود الرسالة لم يكن جديداً. في العام 2005، خرجت من إطار السرية لكن فقرات من رسالة الخميني بقيت محجوبة، وفي العام 2008، نشرت مكتبة رئيس الجمهورية الأمريكي جيمي كارتر، نسخة رقمية عن الرسالة، لكنها بقيت بعيدة عن متناول الباحثين.
الخميني لأميركا: سنبقى أصدقاء
بحسب الوثيقة، في نوفمبر العام 1963، أرسل الخميني رسالة إلى الحكومة الأمريكية عبر الحاج ميرزا خليل جامرائي، الأستاذ في كلية اللاهوت في جامعة طهران والسياسي المقرّب من المجموعات الدينية، وفيها توضيح أنه لم يعارض المصالح الأمريكية في طهران، بل على العكس فقد عبر عن اعتقاده بأن الوجود الأمريكي كان ضرورياً لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفياتي والنفوذ البريطاني المحتمل. وفي الرسالة، شرح الخميني اعتقاده بضرورة التعاون الوثيق بين الإسلام وأديان العالم، خصوصاً المسيحية.
ليس هناك ما يوضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي آنذاك قد قرأ الرسالة أم لا، فقد توفي كندي بعد أسبوعين في تكساس. ولكن، والكلام دائماً لـ"بي بي سي"، فإن الخميني تواصل أيضاً من منفاه الفرنسي مع الرئيس جيمي كارتر في العام 1979، قبل انطلاق الثورة الإيرانية بأسابيع. وقد وعد فيها بعدم قطع إيران للنفط عن الغرب، وعدم تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وإقامة علاقات ودية مع الولايات المتحدة.
وبحسب العرض: يستمع القادة العسكريون الإيرانيون إلى الأمريكيين، بينما يتبع الشعب الإيراني أوامر الخميني. وهكذا يمكن لكارتر أن يستخدم نفوذه على العسكر لتسهيل الانقلاب، بينما يتولى الخميني تأمين الاستقرار للأمة، فتُحمى المصالح الأمريكية والشعب الإيراني.
في تلك الفترة، كان الوضع الإيراني فوضوياً، إذ شهدت الشوارع العديد من الاشتباكات وأقفلت المحال التجارية وتوقفت المرافق العامة. وقد نجح كارتر في إقناع بهلوي بالذهاب في إجازة، تاركاً وراءه رئيس وزراء لا يحظى بالشعبية وقوى من 400 ألف جندي يعتمدون على الأمريكي، بالسلاح والنصيحة.
كان الخميني متوتراً من الجيش في تلك الفترة: القادة في المراكز العليا كانوا يكرهونه، ويجتمعون بجنرال السلاح الجوي روبرت هويسر، الذي أرسله كارتر في مهمة غامضة إلى طهران. حينذاك قرر الخميني العودة إلى طهران بعد 15 عاماً على مغادرتها.
في رسالته الأولى، طمأن الخميني البيت الأبيض إلى أنهم لن يخسروا الحليف الإستراتيجي المستمر منذ 37 عاماً، وطمأنهم إلى إمكانية أن يكون صديقاً. وقال الخميني "سترون أن لا عداء بيننا وبين أميركا، وسترون أن الجمهورية الإسلامية المبنية على الفلسفة والقوانين الإسلامية، لن تكون إلا حكومة إنسانية".
إشارات كارتر والخميني
وبينما تختلف الروايتان الرسميتان، الإيرانية والأمريكية، عما ذكرته الوثائق (المجمعة بالتسجيلات والمراسلات والاجتماعات)، تشير الوثائق إلى أنه، بعد يومين فقط على مغادرة الشاه لطهران، أبلغت أميركا الخميني انفتاحها - المبدئي - على فكرة تغيير الدستور وإسقاط الملكية. كما أبلغت إليه انفتاح قادة الجيش الإيراني بخصوص المستقبل السياسي. لقد رغبت الولايات المتحدة في الاتفاق مع ما اعتبرته عناصر براغماتية في الجمهورية الإسلامية.
في تلك المرحلة، بدت إيران على مشارف حرب أهلية، وهذا ما أثار المخاوف الأمريكية على السلاح الموجود في طهران وعلى آلاف الخبراء العسكريين هناك وعلى مستقبل النفط والمصالح بشكل عام. وهي لم تكن قد استشرفت سقوط الشاه وصعود الخميني بهذه السرعة.
لكن الخميني أرسل إشاراته الخاصة إلى واشنطن عبر فرنسا، ليطمئنها إلى أن النفط لن يتوقف. في المقابل، أرسل كارتر برسالة إلى فرنسا وطهران ليؤكد على الرغبة بإنشاء علاقات مباشرة مع محيط الخميني، في وقت كانت واشنطن تتخوف من الظهور أمام حلفائها بأنها تخلت كلياً عن الشاه، الصديق القديم.
كانت واشنطن تعمل على تهدئة الخميني والتفاوض معه لتستشرف اللحظة ونياته، وكان الخميني يبحث عن إعلان النصر الحاسم، لا التفاوض. علماً أن الالتزام التكتيكي مع أميركا مفيد له في بعض النواحي. حينذاك، طلبت أميركا من الخميني التروي في العودة قليلاً، لأن عودته قد تحدث كارثة لا سيما أن الجيش سيتحرك لحماية الدستور، فكان رد الخميني بالسؤال عن أي دستور يجب الدفاع. هل هو الدستور الملكي؟ لم تكن أميركا على ثقة تامة برحيل الشاه، واستغرق الأمر أياماً، كي ترد بما كشفته الوثائق لأول مرة عن "انفتاحها" على تغيير سياسي في إيران.
كان كارتر والخميني متفقين على تفادي المواجهة بين الجيش والمعارضة، ولكن أسلحتهما كانت مختلفة. فقد كان الأول يطمح للحفاظ على الجيش (الذي وُصف في إحدى المراسلات بـ"الحيوان الجريح") والبناء معه للمستقبل، أما الخميني، فأراد القضاء تماماً على الوحش الذي يهدد نظامه مستقبلاً.
بدوره، طمأن الخميني إلى أن النفط سيستمر بالتدفق إلى من يشتريه بالسعر المناسب، باستثناء إسرائيل وجنوب أفريقيا. ولتطوير البلاد الحاجة قائمة إلى الخارج، والأمريكيين تحديداً. كتب الخميني لن نلعب دور الشرطي للخليج كما كان يفعل الشاه، ولن ندعو السعوديين والكويتيين إلى أن يحذوا حذونا. بينما قال المحيطون به إن التواصل مع روسيا الملحدة أصعب، فالأمريكيون مسيحيون ويؤمنون بالله.
قبل يومين على وصول الخميني إلى طهران، تبلغ من أحد قادة الجيش أن الأخير لن يعارض التغيرات السياسية الحاصلة، وأن التغييرات الدستورية ممكنة ما دامت لا تتعارض مع القوانين. ولكن لاحقاً، في أول يوم لانتصار الثورة، كان كارتر يجول في الخارج من أجل اتفاقية كامب ديفيد، ولم تكن التطمينات كافية للخميني على صعيد الجيش، فبدأت حملة التصفيات لبعض قادة الجيش، وللمجموعات الماركسية.
الخطأ الأمريكي
يظهر في الوثائق أن البعض في تلك المرحلة كان يرى أن أميركا فشلت على الصعيد الاستخباراتي، وكانت سلبية في ما يتعلق بالتغيرات. وكان الخطأ لاحقاً بأنها وضعت رجلاً مع فريق الشاه والأخرى مع الخميني، ولم تكن حازمة. كما أنها قللت من شأن طموحات الخميني، وقرأت تحركاته بشكل خاطئ. على عكس كارتر، كان الخميني يتبع إستراتيجية واضحة ويتحكم بزمام الأمور، وقد اتهم لاحقاً أميركا بأنها تقدم وعوداً خاوية.
بعد أقل من عام، بينما كانت أزمة السفارة الأمريكية في طهران محتدمة، قال الخميني "لا يمكن لأميركا أن تقوم بشيء". وعندما احتفل بالذكرى الأولى للنصر، أعلن أن إيران ماضية في محاربة الإمبريالية الأمريكية حول العالم، وبشّر بأن إيران ستصدر ثورتها إلى الخارج: "الثورة الإسلامية".
تغيّرت أمور كثيرة منذ تلك المرحلة، لكن الوثائق تظهر أن السياسية الأمريكية مع إيران، ومع العالم العربي بشكل عام، بقيت تتشابه، وقد ظهر الكثير من هذا التردد ومحاولة اللعب بين الأطراف المتقاتلة خلال "الربيع العربي". قد تخرج الكثير من التحليلات بشأن توقيت الإفصاح عن هذه الوثائق والغاية منها، لا سيما أن عبارة الخميني التي وصف بها أميركا بـ"الشيطان الأكبر" لا تزال حاضرة، على وقع الاتفاق النووي الأخير. كل تلك الأحداث الماضية وتشابكاتها، تحتاج اليوم إلى قراءة متأنية بعيدة عن انفعالات الطرفين.
البي بي سي :خامنئي ينفي اي اتصال بين الخميني وواشنطن
3 يونيو/ حزيران 2016
وصف خامينئي التقرير بانه دليل عداوة بريطانيا لبلاده
استنكر المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامينئي تقريرا لهيئة الاذاعة البريطانية جاء فيه وجود اتصالات بين الزعيم الايراني الراحل وقائد الثورة الايرانية الراحل اية الله الخميني ووصف التقرير بانه مفبرك ولا اساس له.
وكانت "بي بي سي" كشفت عن وثائق رُفعت عنها السرية مؤخرا، تُظهر أن ثمة وجوها أخرى، لم تكن معروفة في السابق، للعلاقات بين الطرفين.
وطالما انتهج الخُميني سياسات متشددة حيال الولايات المتحدة، التي كان يُطلق عليها اسم "الشيطان الأكبر".
وقال خامنئي ان الولايات المتحدة التي اسقطت طائرة مدنية ايرانية عام 1988 وكان متنها 300 شخص فوق مياه الخليج لن تردد في فبركة اي وثائق.
واضاف المرشد ان هذا التقرير دليل اخر على عداوة بريطانيا لبلاده.
وجاء في كلمة للمرشد ان اهداف ايران والولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط متعارضة تماما وان طهران لن تتعاون بتاتا مع واشنطن وبريطانيا "الشريرة" حول القضايا الاقليمية.
الندى :خامنئي: أمريكا وبريطانيا ما زالتا عدوتي إيران اللدودتين
نقل التلفزيون الإيراني عن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله، الجمعة 3 يونيو، إن طهران لا تعتزم التعاون في القضايا الإقليمية مع عدوتيها اللدودتين الولايات المتحدة وبريطانيا «الخبيثة».
وقال خامنئي في كلمة على الهواء، "أمريكا مستمرة في عدائها لإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979...الثقة في بريطانيا الخبيثة والشيطان الأكبر «الولايات المتحدة» خطأ جسيم.
وأضاف، "لن نتعاون مع أمريكا في الأزمة الإقليمية، أهدافها في المنطقة تختلف 180 درجة عن أهداف إيران."
وشدد خامنئي على ان الولايات المتحدة ليست ملتزمة بالاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية الست في 2015 بهدف كبح أنشطتها النووية.
وأكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 27 لرحيل الإمام الخميني، إنه على إيران بالوقوف بحذر في التعامل مع العدو.
وطن :واشنطن تهتك ستر الخميني وتكشف مراسلاته بعد وفاته: ثورته أمريكية لا إسلاميّة
الكاتب : وطن 3 يونيو، 2016 لا يوجد تعليقات
كشفت وثائق أميركية رفعت عنها السرية، خلال الأيام القليلة الماضية، أن مؤسس نظام ولي الفقيه في إيران الخميني كان على صلة بالحكومة الأميركية منذ الستينيات من القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران، قادماً من باريس وإعلانه الثورة العام 1979 وهي تشير إلى تعهد الخميني بـ”المحافظة على مصالح واشنطن واستقرار المنطقة مقابل فسح الطريق له لتولي مسؤولية البلاد”.
وكشفت وكالة المخابرات الأميركية الـ(CIA)، عن “وثائق سرية” تشير إلى وجود محادثات سرية جرت بين مؤسس الجمهورية الإيرانية الخميني والإدارة الأميركية، قبيل تسلمه إدارة البلاد في عام 1979، فيما تشير تلك الوثائق إلى تعهد الخميني بـ”المحافظة على مصالح واشنطن واستقرار المنطقة مقابل فسح الطريق له لتولي مسؤولية البلاد”.
وتتناول الوثائق السرية محادثات جرت بين مؤسس الجمهورية الإيرانية الخميني والإدارة الأميركية أثناء تواجده في منفاه في فرنسا في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر، يطمئنهم فيها بـ”المحافظة على مصالحهم في إيران وحقوق الشعب الإيراني واستقرار المنطقة في حال وصوله للسلطة”، بحسب تقرير نشره موقع الـ( BBC) البريطاني.
وتشير الوثائق إلى أن الخميني أرسل من منفاه في باريس بتاريخ 27 كانون الثاني عام 1979، رسالة إلى الرئيس الأميركي في حينها جيمي كارتر يتعهد من خلالها بتهدئة الوضع في البلاد وحماية المواطنين, وإعادة الاستقرار إليها والحفاظ على المصالح الأميركية فيها، مقابل فسح المجال له لتولي إدارة الأمور فيها وعدم دفع قادة الجيش الإيراني لمواجهة حركته، حيث يقول في جزء منها أن “قادة الجيش الإيراني يستمعون إليكم, ولكن الشعب الإيراني يتبع أوامري”.
وتبين الوثائق أن مخاطبات الخميني المباشرة مع الجانب الأميركي استمرت لأسبوعين من خلال ممثله الشخصي وممثل عن الحكومة الأميركية في العاصمة الفرنسية باريس، لافتة إلى أن المشهد الإيراني في ذلك الوقت كانت تسوده “الفوضى”، حيث المتظاهرون في اشتباكات مع القوات المسلحة والخدمات العامة معطلة، وسط تخوف الغرب من تعرض صادرات النفط الإيرانية للخطر بسبب إضرابات العمال.
وكان الرئيس كارتر قد أقنع الحاكم الإيراني الشاه محمد رضا بهلوي بمغادرة البلاد تاركا ورائه رئيس وزراء غير ذي شعبية وهو “شاهبور بختيار” وجيش “مشوش” يضم أكثر من 400 ألف مقاتل باعتماد كلي على التسليح والإرشاد الأميركي.
وتكشف وثائق الـ (CIA)، أن الخميني وبعد العودة إلى إيران بعد قضاء 15 عام في المنفى في باريس، بعث برسالة شخصية أولى إلى البيت الأبيض يؤكد فيها رغبته بإقامة علاقة صداقة مع الولايات المتحدة، ويدعو الإدارة الأميركية إلى عدم الشعور بخسارتها حليف إستراتيجي، ويقول فيها “سترون بأنه ليس لدينا أي حقد معين تجاه الأميريكان، وان الجمهورية الإسلامية ستكون جمهورية إنسانية وسنعمل على تحقيق مبدأ السلام والهدوء لكل البشر” وفق ما نشر ذلك موقع “كتابات”.
وتشير الوثائق، إلى أن الولايات المتحدة بلغت مبعوث الخميني، بعد يومين من مغادرة الشاه، بأنها مع تغيير الدستور في إيران، وكشفت له عن معلومة رئيسية مهمة تفيد بان القادة العسكريين الإيرانيين مرنين تجاه مستقبلهم السياسي.
الـ ( BBC) تؤكد، أن تلك الاتصالات ليست الأولى من نوعها بين مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني والإدارة الأميركية، حيث تبين أن الخميني كان قد تبادل “رسائل سرية” مع الرئيس الأميركي الأسبق جون كندي أثناء وجوده تحت الإقامة الجبرية في طهران في العام 1963، يدعو فيها الإدارة الأميركية إلى عدم تفسير هجومه على سياسة الشاه، بأنه يعادي واشنطن، مؤكدا أنه ليس ضد المصالح الأميركية في إيران، ويعتبر الوجود الأميركي ضروري لمعادلة التوازن للنفوذ السوفيتي وربما البريطاني، ويؤمن بضرورة التعاون المقرب بين الإسلام وبقية الأديان في العالم وخاصة المسيحية.
رسائل سرية بين الخميني وكيندي وكارتر
وتوضح وثيقة نشرتها وكالة الإستخبارات الأميركية، أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1963، وأنه طالب خلالها بألا “يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأميركية في إيران”.
وتبين الوثائق التي نشرت قبل أيام من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأميركي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ”الثورة البيضاء” في العام 1963، ووزع النظام السابق حينها أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف لأول مرة بحق المرأة في التصويت، وفقاً لـ “الشرق الأوسط”.
وبحسب تقرير لقناة “بي بي سي” الفارسية، فإن الخميني اعتبر تلك الإصلاحات “خطراً على الإسلام”، بينما كان معارضو “شاهنشاه إيران” ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، وبالتالي فإن الخميني أعلن الحداد في “عيد النوروز” العام 1962، بسبب ما قاله من أن “النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل”.
وتفيد الوثائق بأن الخميني تواصل أيضاً مع إدارة الرئيس جيمي كارتر، عبر وسطاء في 19 يناير/ كانون الثاني من العام 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدر الثورة إلى دول المنطقة، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأميركية.
وأثار نشر هذه الوثائق ردود فعل أولية غاضبة بين المسؤولين الإيرانيين، إذ نقلت وكالة “ميزان” عن عضو حوزة قم العلمية حسين إبراهيمي قوله، إن الغاية من نشر الوثائق هي “محاولة إثبات أن الثورة أميركية”.
قاسيون :مستند سري للخميني يكشف لأول مرة... هل أيّد المصالح الأمريكية في إيران؟
الجمعة 3 حزيران 2016
كشفت مستندات تاريخية، نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، الخميس، عن رسالة كان بعثها مرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني للرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي يعبر فيها عن دعمه للمصالح الأمريكية في إيران.
وبحسب المستند التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ، الذي لم يتنس التأكد من صحته، فان آية الله الخميني، قام بإرسال رسالة إلى حكومة الرئيس الأميركي جون كيندي في هدوء، بينما كان في محبسه بمنطقة قيطرية بطهران سنة 1963، إذ أشار فيها إلى عدم إساءة تفسير تهجمه اللفظي لأنه يؤيد مصالح أميركا في إيران.
لا يزال تقرير السفارة الأميركية في طهران الذي يحتوي على المتن الكامل لرسالة الخميني، في الأرشيف الوطني الأميركي محاطاً بسرية، لكن خلاصة هذه الرسالة جاء في مستند “الإسلام في إيران”.
المستند السابق، بحسب ” هافينغتون بوست” أتى في سياق تقرير بحثي مكوّن من 81 صفحة لـ”CIA”، بتاريخ شهر مارس/آذار لعام 1980، وفيه تم ذكر رجال دين آخرون مثل آية الله خويي، وآية الله شريعتمداري وآية الله خمينيني
وفي تقرير لـ”CIA” خرج من تصنيفه كسري في عام 2005، ذكرت بعض الفقرات المتعلقة برسالة آية الله الخميني، إلا أن بعض الأجزاء تم حجبها.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2008، نشرت مكتبة رئيس الجمهورية الأميركي جيمي كارتر، نسخة رقمية من المستند، التي لم تحجب فيها الفقرة المتعلقة برسالة الخميني، ولكنها ظلت بعيدة عن أعين المؤرخين والمحققين.
وقام الخميني “في نوفمبر/تشرين الثاني 1963، بإرسال رسالة إلى حكومة الولايات المتحدة الأميركية من خلال الحاج ميرزا خليل جامرائي، الأستاذ في كلية اللاهوت بجامعة طهران وسياسي مقرّب من المجموعات الدينية المعارضة، وشرح الخميني في رسالته أنه لم يعارض المصالح الأميركية في إيران، على العكس فإنه اعتقد بأن التواجد الأميركي كان ضرورياً لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفييتي والنفوذ البريطاني المحتمل، كما شرح الخميني اعتقاده في التعاون الوثيق بين الإسلام وبين أديان العالم، خصوصاً المسيحية”.
وعلى أساس المستند، فإن الرسالة أرسلت قبل 10 أيام من سفر رئيس الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجنيف إلى إيران، التي وصلت إلى السفارة الأميركية بطهران على يد وجه غير معروف سياسياً آنذاك يسمى الحاج ميرزا جمرائي.
وأشارت التحقيقات المكتوبة إلى وصول الرسالة إلى واشنطن يوم 6 نوفمبر 1963، فيما لا يعلم هل قرأ الرئيس الأميركي هذه الرسالة أم لا، حيث توفي كيندي بعد أسبوعين من تعرضه لحادث إرهابي في تكساس.
القدس العربي :مستند سري لـ «سي اي ايه»: الخميني قال لكنيدي إنه يدعم المصالح الأمريكية في إيران
Jun 04, 2016
لندن ـ «القدس العربي»: نشرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي فارسي» مستنداً تاريخياً لأول مرة، يكشف حقيقة رسالة مرشد الثورة الإيرانية السابق للرئيس الأمريكي جون كنيدي، التي عبّر فيها عن دعمه للمصالح الأمريكية في إيران.
وذكر المستند التابع لجهاز الاستخبارات الأمريكي «سي اي ايه» أنه قبل نصف قرن قام أحد رجال الدين بمدينة قم بشمال طهران، بالتواصل مع الحكومة الأمريكية من محبسه بعيداً عن أعين رجال «السافاك».
لم يكن آية الله المسجون آنذاك، الذي ذكر في وثائق «سي اي ايه»، من أهم المراجع الدينية في ذلك الوقت بإيران، لكنه كان من أشد المعارضين لما يُعرف بـ«الثورة البيضاء»، وهو برنامج إصلاحي اقتصادي واجتماعي آثار الجدل بإيران، كان من شأنه إجراء تغييرات انتخابية تمنح المرأة حق الاقتراع، وتقسيم الكثير من أراضي الإقطاعيين على الفلاحين.
احتج معارضو الشاه على الإصلاحات ووصفوها بالخدع الديماغوجية، فيما رآها “آية الله” تمثل خطراً على الدين الإسلامي، بحسب «بي بي سي»النسخة الفارسية.
وفي عيد النوروز عام 1963 ميلادياً، أعلن رجل الدين هذا حداداً عاماً تعبيراً عن الغضب إزاء خطط النظام في مساواة حقوق المرأة مع الرجل.
بعد عام من هذه الخطبة شديدة اللهجة التي أدت إلى اعتقال صاحبها، وفيها شكك «رجل الدين» في إيمان الشاه ووصفه بعميل إسرائيل، لكنه لم يتكلم ضد الداعم الرئيسي له وهي الولايات المتحدة.
لم يكن رجل الدين الذي أشير إليه في مستندات «سي اي ايه» السرية، التي حملت عنوان «الإسلام في إيران»، إلا آية الله الخميني، الذي قام بإرسال رسالة إلى حكومة الرئيس الأمريكي جون كيندي في هدوء، بينما كان في محبسه بمنطقة قيطرية بطهران سنة 1963، إذ أشار فيها إلى عدم إساءة تفسير تهجمه اللفظي لأنه يؤيد مصالح أمريكا في إيران.
لا يزال تقرير السفارة الأمريكية في طهران الذي يحتوي على المتن الكامل لرسالة الخميني، في الأرشيف الوطني الأمريكي محاطاً بسرية، لكن خلاصة هذه الرسالة جاء في مستند «الإسلام في إيران».
المستند السابق أتى في سياق تقرير بحثي مكوّن من 81 صفحة لـ«سي اي ايه»، بتاريخ شهر مارس/آذار لعام 1980، وفيه تم ذكر رجال دين آخرون مثل آية الله خويي، وآية الله شريعتمداري وآية الله خميني. وفي تقرير لـ«سي اي ايه» خرج من تصنيفه كسري في عام 2005، ذكرت بعض الفقرات المتعلقة برسالة آية الله الخميني، إلا أن بعض الأجزاء تم حجبها.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2008، نشرت مكتبة رئيس الجمهورية الأمريكي جيمي كارتر، نسخة رقمية من المستند، التي لم تحجب فيها الفقرة المتعلقة برسالة الخميني، ولكنها ظلت بعيدة عن أعين المؤرخين والمحققين.
وقام موقع «بي بي سي» فارسي، قام بعرض المستند لأول مرة أمام القراء «في نوفمبر/تشرين الثاني 1963، قام آية الله الخميني بإرسال رسالة إلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الحاج ميرزا خليل جامرائي، الأستاذ في كلية اللاهوت بجامعة طهران وسياسي مقرّب من المجموعات الدينية المعارضة، وشرح الخميني في رسالته أنه لم يعارض المصالح الأمريكية في إيران، على العكس فإنه اعتقد بأن التواجد الأمريكي كان ضرورياً لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفييتي والنفوذ البريطاني المحتمل، كما شرح الخميني اعتقاده في التعاون الوثيق بين الإسلام وبين أديان العالم، خصوصاً المسيحية».
وعلى أساس المستند، فإن الرسالة أرسلت قبل 10 أيام من سفر رئيس الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجنيف إلى إيران، التي وصلت إلى السفارة الأمريكية بطهران على يد وجه غير معروف سياسياً آنذاك يسمى الحاج ميرزا جمرائي.
التحقيقات المكتوبة أشارت إلى وصول الرسالة إلى واشنطن يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، فيما لا يعلم هل قرأ الرئيس الأمريكي هذه الرسالة أم لا، حيث توفي كيندي بعد أسبوعين من تعرضه لحادث إرهابي في تكساس. وبحسب «بي بي سي»، فإن الخميني أرسل رسالة أيضاً لإدارة الرئيس جيمي جارتر وفقاً لمستند يعود تاريخه إلى 19 يناير/كانون الثاني 1979، أي قبل انطلاق الثورة الإيرانية بأسابيع، والتي وعد فيها الرئيس الأمريكي، بعدم قطع إيران للنفط عن الغرب، وعدم تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وإقامة علاقات ودية مع الولايات المتحدة.
وجاء في رسالة الخميني لكارتر، «سترون أنه لا يوجد عداء خاص بيننا وبين أمريكا، وسترون أن الجمهورية الإسلامية المبنية على الفلسفة والقوانين الإسلامية، لن تكون إلا حكومة إنسانية، تسعى للسلام ومساعدة البشرية».
أخبار الخليج :الخميني وعلاقاته السرية مع أمريكا.. ما الجديد؟
السيد زهره
الوثائق السرية الأمريكية التي تم تسريبها مؤخرا وتكشف عن علاقات سرية بين الخميني والإدارة الأمريكية لا تحمل أي جديد غير معروف.
كل الذين أرَّخوا للثورة الإيرانية يعرفون طبيعة هذه العلاقات السرية التي أقامها الخميني مع الأمريكيين قبل الثورة.
وحقيقة الأمر أن هذه العلاقات تعدت بكثير مجرد قيام الخميني بكتابة رسائل سرية إلى الرئيس الأمريكي كينيدي، ثم الرئيس كارتر بعد ذلك على نحو ما كشفت الوثائق.
علاقات الخميني بأمريكا تعدت هذا إلى فتح قنوات اتصال وعقد لقاءات منتظمة مع المسؤولين الأمريكيين.
المعلومات والتفاصيل المعروفة هنا كثيرة.
معروف مثلا أن رمزي كلارك، النائب العام الأمريكي السابق، أجرى محادثات مع الخميني في باريس وكان ينقل إليه وجهات نظر الرئيس الأمريكي كارتر.
ومعروف مثلا أن بروس لينجن، القائم بالأعمال الأمريكي في طهران، عقد لقاءات سرية عدة مع الخميني في قم.
ومعروف أيضا أنه في الفترة التي سبقت الثورة وعودة الخميني إلى طهران، تم فتح قناتي اتصال على الأقل بينه وبين الإدارة الأمريكية، واحدة في طهران عن طريق مهدي بازرجان ومحمد بهشتي، والثانية هي الأهم في باريس. وقناة باريس كانت عن طريق إبراهيم يزدي مساعد الخميني ووارن زيمرمان، وكان دبلوماسيا كبيرا في السفارة الأمريكية في فرنسا. والاثنان عقدا خمسة لقاءات على الأقل.
هذه مجرد جوانب من المعلومات التي تكشفت في السنوات الماضية عن العلاقات السرية بين الخميني والمحيطين به قبل الثورة وأمريكا. والمؤكد أن هناك جوانب أخرى كثيرة لم تعرف بعد.
لكن، ماذا كان محور وهدف هذه الاتصالات السرية بين الخميني والمسؤولين الأمريكيين؟
بالنسبة إلى الخميني، كان خوفه الأكبر في الفترة التي سبقت الثورة مباشرة هو حدوث انقلاب عسكري على الشاه يقطع الطريق عليه وعلى رجال الدين ويحول بينهم وبين جني ثمار ثورة الشعب الإيراني. وبحسب المعلومات المنشورة، كان الخميني يخشى في هذا الاطار أن يقوم الجيش بإغلاق المطارات والمنافذ وأن يمنع عودته إلى طهران.
ولهذا، كان المطلب الأساسي الذي يريده الخميني من الأمريكيين هو أن تتدخل الإدارة الأمريكية لدى الجيش الإيراني لكي يقف على الحياد، أي لكي يتخلى عن الشاه، وألا يأخذ موقفا في مواجهة الخميني. وهذا هو ما حدث بالفعل.
بالمقابل، كان على الخميني أن يقدم تطمينات للأمريكيين بأن نظامه لن يكون معاديا لأمريكا، وبأنه سيضمن مصالحها وسيضمن سلامة الأمريكيين في إيران.
أمريكا من جانبها، واتساقا مع استراتيجيتها المعروفة بأنه ليس هناك أي حلفاء دائمين لها وأنها مستعدة للتخلي عن أي حليف في أي وقت، كانت قد قررت التخلي عن الشاه، أكبر حليف لها في المنطقة، وقررت أن تفتح قنوات الاتصال مع النظام القادم الجديد في إيران. وكانت إدارة كارتر مهتمة في هذا السياق بضمان سلامة آلاف الأمريكيين الموجودين في إيران.
إذن، بشكل عام، ليس هناك جديد فيما تضمنته الوثائق الأمريكية التي تم الكشف عنها.
الجديد في حقيقة الأمر هو تعمد الكشف عن هذه الوثائق في الوقت الحالي.
السؤال هنا هو: لماذا تعمد الكشف عن جانب واحد فقط هو الرسائل السرية التي كتبها الخميني إلى كينيدي وكارتر بكل ما تضمنته في الوقت الحالي بالذات؟
السبب في تقديري أن الإدارة الأمريكية الحالية بإثارتها هذه القضية الآن تريد أن تنبه الأمريكيين إلى أن إيران ليست دولة معادية لأمريكا، وأن النظام الإيراني الحالي ومنذ سنوات طويلة جدا حتى قبل الثورة كان لدى قادته وأولهم الخميني مواقف ودية من أمريكا واستعداد لخدمة مصالحها في المنطقة.
طبعا، إدارة أوباما يهمها جدا أن تصل هذه الرسالة إلى الشعب الأمريكي في مواجهة حملة الانتقادات العنيفة جدا ضد سياسات أوباما تجاه إيران.
بعبارة أخرى، تسريب هذه الوثائق الآن ليس مقصودا به تشويه صورة إيران أو الإساءة إليها، لكن مقصود به تقديم دلائل جديدة تبرر ما يريده أوباما من تحالف أمريكي إيراني في المنطقة.
أخبار الخليج :وثائق أمريكية تفضح العلاقات السرية بين الخميني وأمريكا ...قال لكيندي: سأحمي مصالح أمريكا.. ووعد كارتر بعلاقات ودية وعدم قطع النفط
تاريخ النشر :٤ يونيو ٢٠١٦
كشفت وثائق رفعت واشنطن السرية عنها خلال الأيام القليلة الماضية أن مؤسس نظام ولي الفقيه الإيراني آية الله الخميني كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادما من العاصمة الفرنسية وإعلان الثورة الإيرانية في عام 1979.
وتصف الوثائق التي نشرتها وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه)، الخميني بأنه رجل الدين الذي أبدى رغبته بالتواصل مع الرئيس الأمريكي للحديث عن التطورات التي تشهدها البلاد على الرغم من إقامته الجبرية ورقابة جهاز «السافاك». ووفقا للوثيقة، فإنّ الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الديمقراطي الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه في بداية نوفمبر 1963، وشرح الخميني خلالها ألا «يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران».
وخرجت الوثائق قبل يومين من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، وتبين أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأمريكي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ«الثورة البيضاء» في 1963، ووزع النظام السابق أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف للمرة الأولى بحق المرأة في التصويت.
وبحسب تقرير لقناة «بي بي سي»، (الفارسية)، فإنّ الخميني اعتبر تلك الإصلاحات «خطرا على الإسلام»، بينما كان معارضو «شاهنشاه إيران» ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، وبالتالي فإنّ الخميني أعلن الحداد في عيد النوروز عام 1962 بسبب ما قاله من ان «النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل».
وأشار التقرير إلى أن وثائق السفارة الأمريكية في طهران التي تتضمن رسائل الخميني ما زالت تحت درجة «السرية» في الأرشيف الوطني الأمريكي، لكن الوثيقة المسربة تحت عنوان: «الإسلام في إيران» أوردت مقتطفات من تلك الرسائل. وتعتبر الوثيقة بحثا استقصائيا من 81 صفحة، تم في مارس (آذار 1980)، وتضمنت معلومات عن المراجع الشيعية في قم. وبحسب التقرير، فإنّ المخابرات الأمريكية كانت قد رفعت في 2005 أجزاء من التقرير من درجة «السرية»، من ضمنها الفقرات المتعلقة برسائل الخميني. وكانت مكتبة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر نشرت نسخة أخرى من الوثيقة في ديسمبر 2008 على موقعها الإلكتروني، وكانت الوثيقة تتضمن فقرة من تلك الرسائل لم تلفت انتباه المؤرخين والباحثين. وكان الخميني عاد الى السجن في 1963 بعد تشكيكه في إيمان الشاه محمد رضا بهلوي، واعتباره عميلا لإسرائيل، إلا أنه لم يتطرق حينها إلى أمريكا، وفق المصادر الإيرانية.
وبحسب الوثيقة، فإنّ إحدى الرسائل وصلت إلى السفارة الأمريكية قبل أيام من زيارة السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي الأسبق ليونيد بريجينف إلى طهران، وتذكر وثيقة السفارة الأمريكية أنها كانت تتلقى رسائل الخميني بواسطة شخص مقرب منه يدعي حاج ميرزا خليل كمره اي. وتشير الوثيقة إلى أن رسالة الخميني وصلت إلى يد الرئيس كيندي في 6 نوفمبر 1963 قبل أسبوعين من اغتياله. وجاء في الفقرة التي نشرتها «بي بي سي» للمرة الأولى أن «الخميني أوضح أنَّه لا يعارض المصالح الأمريكية في إيران»، وخلاف ذلك يعتقد أن «حضور أمريكا مهم مقابل الاتحاد السوفياتي». وفي جزء آخر من الوثيقة، فإنّ الخميني يعود إلى مخاطبة الحكومة الأمريكية بعد تفكيره في «مبدأ ولاية الفقيه» وخروجه من المنفى العراقي ووصوله إلى باريس قبل أشهر من الثورة، ووفقا للتقرير، فإنه في حين كانت ترتفع شعبية الخميني بين أنصار الجماعات الإسلامية والوطنية واليسارية و«كان الملايين يحدقون في السماء لرؤية وجهه في القمر»، فإنه خلف الكواليس كان يرسل وعوده إلى الحكومة الأمريكية.
وتأتي الوثائق في حين يعرف الخميني بأنه صاحب شعار «الموت للشيطان الأكبر» ودعم الخميني اقتحام السفارة الأمريكية من قبل الطلاب واحتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين مدة 444 يوما. وتظهر وثائق أمريكية من إدارة كارتر تسقط السرية عنها بعد 35 عاما، أن الخميني كان يخشى من أوامر أمريكية للجيش الإيراني تفتح يده للقمع وتحبط مخططاته.
ومن أجل ذلك، فإنّ الخميني، عبر وسطاء تفاوض مع إدارة كارتر، وقدم لها جملة من الوعود، طالبا منها التأثير، عبر علاقاتها، على موقف الجيش الإيراني من الخميني. وقبل أسابيع من الثورة في 19 يناير 1979، وعد الخميني حكومة كارتر بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يقدم على تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وسيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأمريكية.
وتنقل الوثيقة عن الخميني وعده للإدارة الأمريكية مخاطبا إدارة كارتر: «سترون أننا ليس لدينا عداء خاص مع الأمريكيين، وسنثبت لكم أن الجمهورية الإسلامية القائمة على الفلسفة والقوانين الإسلامية لم تكن شيئا غير حكومة محبة للإنسانية وداعمة لمبدأ السلام والهدوء لكل البشرية». من جانبها، أظهرت المواقف الأولية التي نشرتها مواقع إيرانية أمس غضبا واسعا بين المسؤولين الإيرانيين، ونقلت وكالة «ميزان» عن عضو حوزة قم العلمية حسين إبراهيمي قوله، إن الغاية هي «محاولة إثبات أن النظام على صلة بالغرب، وأن الثورة ثورة أمريكية».
واعتبرت الوثائق الجديدة عن تبادل الرسائل بين الخميني وكارتر محاولة لتشويه صورة إيران، معتبرة أن «بي بي سي» تريد إثبات صلة إيران بالحكومة الأمريكية، وخصوصا بعد الثورة.
هذا، ويتوقع أن تنشر تفاصيل جديدة من الحوار بين الخميني والإدارة الأمريكية في غضون الأيام المقبلة.
ويأتي نشر الوثائق بعد أيام من تشريع قانون يطالب إدارة روحاني بأخذ تعويض من أمريكا لدورها في أحداث شهدتها إيران منذ 1953، من بينها الانقلاب العسكري الذي أسقط حكومة محمد مصدق، واتهام أمريكا بالوقوف وراء الانقلاب العسكري لضباط القوات الجوية في الجيش الإيراني عام 1980.
اقلام :الكشف عن رسالة سرية من الخميني لأمريكا
وكالات
الجمعة 3-06-2016| 22:01
كشفت وثائق رفعت واشنطن السرية عنها خلال الأيام القليلة الماضية أن مؤسس نظام ولي الفقيه كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادماً من العاصمة الفرنسية وإعلان الثورة الإيرانية في عام 1979.
وتصف الوثائق التي نشرتها وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه)، آية الله الخميني بأنه رجل الدين الذي أبدى رغبته بالتواصل مع الرئيس الأمريكي للحديث عن التطورات التي تشهدها البلاد على الرغم من إقامته الجبرية ورقابة جهاز "السافاك".
ووفقاً للوثيقة التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الديمقراطي الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 1963. وشرح الخميني خلالها ألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران".
وخرجت الوثائق قبل يومين من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، وتبين أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأمريكي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ"الثورة البيضاء" في 1963، ووزع النظام السابق أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف لأول مرة بحق المرأة في التصويت.
وبحسب تقرير لقناة "بي بي سي" بنسختها الفارسية، فإن الخميني اعتبر تلك الإصلاحات "خطراً على الإسلام"، بينما كان معارضو "شاهنشاه إيران" ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، وبالتالي فإن الخميني أعلن الحداد في عيد النوروز عام 1962 بسبب ما قاله من أن "النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل".
وأشار التقرير إلى أن وثائق السفارة الأمريكية في طهران التي تتضمن رسائل الخميني ما زالت تحت درجة "السرية" في الأرشيف الوطني الأمريكي، لكن الوثيقة المسربة تحت عنوان: "الإسلام في إيران" أوردت مقتطفات من تلك الرسائل.
وتعتبر الوثيقة بحثاً استقصائياً من 81 صفحة، تم في مارس (آذار) 1980، وتضمنت معلومات عن المراجع الشيعة في قم.
وبحسب التقرير، فإن المخابرات الأمريكية كانت قد رفعت في 2005 أجزاء من التقرير من درجة "السرية"، من ضمنها الفقرات المتعلقة برسائل الخميني.
وكانت مكتبة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر نشرت نسخة أخرى من الوثيقة في ديسمبر (كانون الأول) 2008 على موقعها الإلكتروني، وكانت الوثيقة تتضمن فقرة من تلك الرسائل لم تلفت انتباه المؤرخين والباحثين.
وكان الخميني عاد للسجن في 1963 بعد تشكيكه في إيمان الشاه محمد رضا بهلوي، واعتباره عميلاً لإسرائيل، إلا أنه لم يتطرق حينها إلى أمريكا، وفق المصادر الإيرانية.
وبحسب الوثيقة، فإن إحدى الرسائل وصلت إلى السفارة الأمريكية قبل أيام من زيارة السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي الأسبق ليونيد بريجينف إلى طهران، وتذكر وثيقة السفارة الأمريكية أنها كانت تتلقى رسائل الخميني بواسطة شخص مقرب منه يدعي حاج ميرزا خليل كمره اي.
وتشير الوثيقة إلى أن رسالة الخميني وصلت إلى يد الرئيس كيندي في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 قبل أسبوعين من اغتياله.
وجاء في الفقرة التي نشرتها "بي بي سي" للمرة الأولى أن "الخميني أوضح أنه لا يعارض المصالح الأمريكية في إيران"، وخلاف ذلك يعتقد أن "حضور أمريكا مهم مقابل الاتحاد السوفياتي".
وفي جزء آخر من الوثيقة، فإن الخميني يعود إلى مخاطبة الحكومة الأمريكية بعد تفكيره في "مبدأ ولاية الفقيه" وخروجه من المنفى العراقي ووصوله إلى باريس قبل أشهر من الثورة، ووفقاً للتقرير، فإنه في حين كانت ترتفع شعبية الخميني بين أنصار الجماعات الإسلامية والوطنية واليسارية و"كان الملايين يحدقون في السماء لرؤية وجهه في القمر"، فإنه خلف الكواليس كان يرسل وعوده إلى الحكومة الأمريكية.
وتأتي الوثائق في حين يعرف الخميني بأنه صاحب شعار "الموت للشيطان الأكبر" ودعم الخميني اقتحام السفارة الأمريكية من قبل الطلاب واحتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين لمدة 444 يوماً.
وتظهر وثائق أمريكية من إدارة كارتر تسقط السرية عنها بعد 35 عاماً، أن الخميني كان يخشى من أوامر أمريكية للجيش الإيراني تفتح يده للقمع وتحبط مخططاته.
ومن أجل ذلك، فإن الخميني، عبر وسطاء تفاوض مع إدارة كارتر، قدم لها جملة من الوعود، طالباً منها التأثير، عبر علاقاتها، على موقف الجيش الإيراني من الخميني. وقبل أسابيع من الثورة في 19 يناير (كانون الثاني) 1979، وعد الخميني حكومة كارتر بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يقدم على تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وسيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأمريكية.
وتنقل الوثيقة عن الخميني وعده للإدارة الأمريكية مخاطبا إدارة كارتر: "سترون أننا ليس لدينا عداء خاص مع الأمريكيين، وسيثبت لكم أن الجمهورية الإسلامية القائمة على الفلسفة والقوانين الإسلامية لم تكن شيئاً غير حكومة محبة للإنسانية وداعمة لمبدأ السلام والهدوء لكل البشرية".
المرصد :وثائق مسربة تكشف رسائل بين الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي والخميني
3 يونيو, 2016 , 13:05 م
صحيفة المرصد:كشفت وثائق أميركية رفعت عنها السرية خلال الأيام القليلة الماضية أن مؤسس نظام ولي الفقيه في إيران الخميني كان على صلة بالحكومة الأميركية منذ الستينيات من القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران، قادماً من باريس وإعلانه الثورة عام 1979، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.وتوضح وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه)، أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 1963، وأنه طالب خلالها بألا “يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأميركية في إيران”.وتبين الوثائق التي نشرت قبل أيام من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأميركي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ”الثورة البيضاء” في 1963، ووزع النظام السابق حينها أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف لأول مرة بحق المرأة في التصويت.وبحسب تقرير لقناة “بي بي سي” (الفارسية)، فإن الخميني اعتبر تلك الإصلاحات “خطرا على الإسلام”، بينما كان معارضو “شاهنشاه إيران” ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، وبالتالي فإن الخميني أعلن الحداد في “عيد النوروز” عام 1962، بسبب ما قاله من أن “النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل”.وتفيد الوثائق بأن الخميني تواصل أيضاً مع إدارة الرئيس جيمي كارتر، عبر وسطاء في 19 يناير (كانون الثاني) 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدر الثورة إلى دول المنطقة، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأميركية.وأثار نشر هذه الوثائق ردود فعل أولية غاضبة بين المسؤولين الإيرانيين، إذ نقلت وكالة “ميزان” عن عضو حوزة قم العلمية حسين إبراهيمي قوله، إن الغاية من نشر الوثائق هي “محاولة إثبات أن الثورة أميركية”.
السورية :وثائق تُكشف لأول مرة: مؤسس الثورة الإيرانية استجدى الشيطان الأكبر لدعم حكمه
الجمعة 03 يونيو / حزيران 2016
أسدلت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية الستار على وثائق كانت سرية، تكشف أن الخميني مؤسس نظام ولي الفقيه كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ ستينات القرن الماضي، حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادماً من العاصمة الفرنسية وإعلان الثورة الإيرانية في عام 1979.وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة.
رسائل سرية
وتصف الوثائق التي نشرتها وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه)، الخميني بأنه رجل الدين الذي أبدى رغبته بالتواصل مع الرئيس الأمريكي للحديث عن التطورات التي تشهدها البلاد على الرغم من إقامته الجبرية ورقابة جهاز السافاك.
ووفقا للوثيقة، فإن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الديمقراطي الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 1963. وشرح الخميني خلالها ألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأميركية في إيران".
وخرجت الوثائق قبل يومين من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخميني، وتبيّن أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأمركي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق، عرفت بـ"الثورة البيضاء" في 1963، ووزع النظام السابق أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف لأول مرة بحق المرأة في التصويت.
وبحسب تقرير لقناة "بي بي سي" باللغة الفارسية، فإن الخميني اعتبر تلك الإصلاحات "خطراً على الإسلام"، بينما كان معارضو "شاهنشاه إيران" ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، وبالتالي فإن الخميني أعلن الحداد في عيد النوروز عام 1962 بسبب ما قاله من أن "النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل".
بحث استقصائي
وأشار التقرير إلى أن وثائق السفارة الأميركية في طهران التي تتضمن رسائل الخميني ما زالت تحت درجة السرية في الأرشيف الوطني الأميركي، لكن الوثيقة المسربة تحت عنوان: "الإسلام في إيران" أوردت مقتطفات من تلك الرسائل.
وتعتبر الوثيقة بحثاً استقصائياً من 81 صفحة، تم في مارس/ آذار 1980، وتضمنت معلومات عن المراجع الشيعة في قم. وبحسب التقرير، فإن المخابرات الأميركية كانت قد رفعت في 2005 أجزاء من التقرير من درجة "السرية" من ضمنها الفقرات المتعلقة برسائل الخميني. وكانت مكتبة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر نشرت نسخة أخرى من الوثيقة في ديسمبر / كانو الأول 2008 على موقعها الإلكتروني، وكانت الوثيقة تتضمن فقرة من تلك الرسائل لم تلفت انتباه المؤرخين والباحثين.
وفي ذلك الحين كان الخميني عاد للسجن في 1963 بعد تشكيكه في إيمان الشاه محمد رضا بهلوي، واعتباره عميلا لإسرائيل، إلا أنه لم يتطرق حينها إلى أميركا، وفق المصادر الإيرانية.
وبحسب الوثيقة، فإن إحدى الرسائل وصلت إلى السفارة الأميركية قبل أيام من زيارة السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي الأسبق ليونيد بريجينف إلى طهران، وتذكر وثيقة السفارة الأميركية أنها كانت تتلقى رسائل الخميني بواسطة شخص مقرب منه يدعي حاج ميرزا خليل كمره اي.
تقرب من أمريكا
وتشير الوثيقة إلى أن رسالة الخميني وصلت إلى يد الرئيس كيندي في 6 نوفمبر 1963 قبل أسبوعين من اغتياله. وجاء في الفقرة التي نشرتها تقرير "بي بي سي" للمرة الأولى، أن الخميني أوضح أنه لا يعارض المصالح الأمريكية في إيران، وخلاف ذلك يعتقد أن "حضور أميركا مهم مقابل الاتحاد السوفياتي".
وفي جزء آخر من الوثيقة، فإن الخميني يعود إلى مخاطبة الحكومة الأميركية بعد تفكيره في "مبدأ ولاية الفقيه" وخروجه من المنفى العراقي ووصوله إلى باريس قبل أشهر من الثورة، ووفقا للتقرير، فإنه في حين كانت ترتفع شعبية الخميني بين أنصار الجماعات الإسلامية والوطنية واليسارية و"كان الملايين يحدقون في السماء لرؤية وجهه في القمر"، فإنه خلف الكواليس كان يرسل وعوده إلى الحكومة الأميركية.
وتأتي الوثائق في حين يعرف الخميني بأنه صاحب شعار "الموت للشيطان الأكبر" ويقصد بها أمريكا، ودعم الخميني اقتحام السفارة الأميركية من قبل الطلاب واحتجاز الدبلوماسيين الأميركيين لمدة 444 يوما.
وتظهر وثائق أميركية من إدارة كارتر تسقط السرية عنها بعد 35 عاماً، أن الخميني كان يخشى من أوامر أمريكية للجيش الإيراني تفتح يده للقمع وتحبط مخططاته.
ومن أجل ذلك، فإن الخميني، عبر وسطاء تفاوض مع إدارة كارتر، قدم لها جملة من الوعود، طالبا منها التأثير، عبر علاقاتها، على موقف الجيش الإيراني من الخميني.
وقبل أسابيع من "الثورة" في 19 يناير / كانون الثاني 1979، وعد الخميني حكومة كارتر بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يقدم على تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وسيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأميركية.
وتنقل الوثيقة عن الخميني وعده للإدارة الأميركية مخاطبا إدارة كارتر: "سترون أننا ليس لدينا عداء خاص مع الأميركيين، وسيثبت لكم أن الجمهورية الإسلامية القائمة على الفلسفة والقوانين الإسلامية لم تكن شيئا غير حكومة محبة للإنسانية وداعمة لمبدأ السلام والهدوء لكل البشرية".
غضب في إيران
من جانبها، أظهرت المواقف الأولية التي نشرتها مواقع إيرانية أمس غضباً واسعا بين المسؤولين الإيرانيين، ونقلت وكالة "ميزان" عن عضو حوزة قم العلمية حسين إبراهيمي قوله، إن الغاية هي "محاولة إثبات أن النظام على صلة بالغرب، وأن الثورة ثورة أمريكية".
واعتبرت الوثائق الجديدة عن تبادل الرسائل بين الخميني وكارتر محاولة لتشويه صورة إيران، معتبرة أن "بي بي سي" تريد إثبات صلة إيران بالحكومة الأمريكية خصوصا ًبعد الثورة.
بدوره اعتبر مساعد "مؤسسة الخميني"، حميد أنصاري التقرير الأخير حول الرسائل المتبادلة بين الخميني وكيندي في 1963 "فاقدة للاعتبار القانوني وغير مستندة" على شيء.
ويتوقع أن تنشر تفاصيل جديدة من الحوار بين الخميني والإدارة الأميركية في غضون الأيام المقبلة. ويأتي نشر الوثائق بعد أيام من تشريع قانون يطالب إدارة روحاني بأخذ تعويض من أمريكا لدورها في أحداث شهدتها إيران منذ 1953، من بينها الانقلاب العسكري الذي أسقط حكومة محمد مصدق، واتهام الولايات المتحدة بالوقوف وراء الانقلاب العسكري لضباط القوات الجوية في الجيش الإيراني عام 1980.
سواليف :أمريكا – إيران .. علاقة متينة منذ بدء الثورة .. وثائق مسربة تفضح “الخميني”
فى: يونيو 03, 2016 طباعة البريد الالكترونى
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي فارسي” مستنداً تاريخياً لأول مرة، يكشف حقيقة رسالة مرشد الثورة الإيرانية السابق للرئيس الامريكي جون كنيدي، التي عبّر فيها عن دعمه للمصالح الامريكية في إيران.
وذكر المستند التابع لجهاز الاستخبارات الامريكي “سي اي ايه” أنه قبل نصف قرن قام أحد رجال الدين بمدينة قم بشمال طهران، بالتواصل مع الحكومة الامريكية من محبسه بعيداً عن أعين رجال “السافاك”.
لم يكن آية الله المسجون آنذاك، الذي ذكر في وثائق “سي اي ايه”، من أهم المراجع الدينية في ذلك الوقت بإيران، لكنه كان من أشد المعارضين لما يُعرف بـ”الثورة البيضاء”، وهو برنامج إصلاحي اقتصادي واجتماعي آثار الجدل بإيران، كان من شأنه إجراء تغييرات انتخابية تمنح المرأة حق الاقتراع، وتقسيم الكثير من أراضي الإقطاعيين على الفلاحين.
احتج معارضو الشاه على الإصلاحات ووصفوها بالخدع الديماجوجية، فيما رآها “آية الله” تمثل خطراً على الدين الإسلامي، بحسب “بي بي سي” النسخة الفارسية.
وفي عيد النوروز عام 1963 ميلادياً، أعلن رجل الدين هذا حداداً عاماً تعبيراً عن الغضب إزاء خطط النظام في مساواة حقوق المرأة مع الرجل.
بعد عام من هذه الخطبة شديدة اللهجة التي أدت إلى اعتقال صاحبها، وفيها شكك “رجل الدين” في إيمان الشاه ووصفه بعميل إسرائيل، لكنه لم يتكلم ضد الداعم الرئيسي له وهي الولايات المتحدة.
لم يكن رجل الدين الذي أشير إليه في مستندات “سي اي ايه” السرية، التي حملت عنوان “الإسلام في إيران”، إلا آية الله الخميني، الذي قام بإرسال رسالة إلى حكومة الرئيس الامريكي جون كيندي في هدوء، بينما كان في محبسه بمنطقة قيطرية بطهران سنة 1963، إذ أشار فيها إلى عدم إساءة تفسير تهجمه اللفظي لأنه يؤيد مصالح امريكا في إيران.
خلاصة الرسالة
لا يزال تقرير السفارة الامريكية في طهران الذي يحتوي على المتن الكامل لرسالة الخميني، في الأرشيف الوطني الامريكي محاطاً بسرية، لكن خلاصة هذه الرسالة جاء في مستند “الإسلام في إيران”.
المستند السابق أتى في سياق تقرير بحثي مكوّن من 81 صفحة لـ”سي اي ايه”، بتاريخ شهر مارس/آذار لعام 1980، وفيه تم ذكر رجال دين آخرون مثل آية الله خويي، وآية الله شريعتمداري وآية الله خميني.
وفي تقرير لـ”سي اي ايه” خرج من تصنيفه كسري في عام 2005، ذكرت بعض الفقرات المتعلقة برسالة آية الله الخميني، إلا أن بعض الأجزاء تم حجبها.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2008، نشرت مكتبة رئيس الجمهورية الامريكي جيمي كارتر، نسخة رقمية من المستند، التي لم تحجب فيها الفقرة المتعلقة برسالة الخميني، ولكنها ظلت بعيدة عن أعين المؤرخين والمحققين.
إلا أن موقع “بي بي سي” فارسي، قام بعرض المستند لأول مرة أمام القراء، وإليكم صورة المستند:
“في نوفمبر/تشرين الثاني 1963، قام آية الله الخميني بإرسال رسالة إلى حكومة الولايات المتحدة الامريكية من خلال الحاج ميرزا خليل جامرائي، الأستاذ في كلية اللاهوت بجامعة طهران وسياسي مقرّب من المجموعات الدينية المعارضة، وشرح الخميني في رسالته أنه لم يعارض المصالح الامريكية في إيران، على العكس فإنه اعتقد بأن التواجد الامريكي كان ضرورياً لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفييتي والنفوذ البريطاني المحتمل، كما شرح الخميني اعتقاده في التعاون الوثيق بين الإسلام وبين أديان العالم، خصوصاً المسيحية”.
وعلى أساس المستند، فإن الرسالة أرسلت قبل 10 أيام من سفر رئيس الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجنيف إلى إيران، التي وصلت إلى السفارة الامريكية بطهران على يد وجه غير معروف سياسياً آنذاك يسمى الحاج ميرزا جمرائي.
التحقيقات المكتوبة أشارت إلى وصول الرسالة إلى واشنطن يوم 6 نوفمبر 1963، فيما لا يعلم هل قرأ الرئيس الامريكي هذه الرسالة أم لا، حيث توفي كيندي بعد أسبوعين من تعرضه لحادث إرهابي في تكساس.
وبحسب “بي بي سي”، فإن الخميني أرسل رسالة أيضاً لإدارة الرئيس جيمي جارتر وفقاً لمستند يعود تاريخه إلى 19 يناير 1979، أي قبل انطلاق الثورة الإيرانية بأسابيع، والتي وعد فيها الرئيس الامريكي، بعدم قطع إيران للنفط عن الغرب، وعدم تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وإقامة علاقات ودية مع الولايات المتحدة.
وجاء في رسالة الخميني لكارتر، “سترون أنه لا يوجد عداء خاص بيننا وبين امريكا، وسترون أن الجمهورية الإسلامية المبنية على الفلسفة والقوانين الإسلامية، لن تكون إلا حكومة إنسانية، تسعى للسلام ومساعدة البشرية”.
فيتو :وثائق كشف المستور بين أمريكا وإيران.. «BBC» تنشر أدلة الاتصالات السرية بين قائد الثورة الإسلامية وأمريكا.. «الخوميني» تبادل رسائل مع «كيندي».. وأكد لـ«كارتر» أنه لن يقطع النفط عن الغرب
كشفت وثائق أمريكية رفعت عنها السرية خلال الأيام القليلة الماضية أن مؤسس نظام «ولي الفقيه» في إيران "الخوميني" كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادمًا من باريس وإعلانه الثورة عام 1979.
المصالح الإيرانية
وتوضح وثيقة، نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية «C.I.A»، أن "الخوميني" تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع نوفمبر 1963، وأنه طالب خلالها بألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران".
وتبين الوثائق التي نشرت قبل أيام من الذكرى السابعة والعشرين لوفاة الخوميني، أن مؤسس النظام الإيراني تحرك باتجاه التواصل مع الرئيس الأمريكي عقب غضبه من إصلاحات اقتصادية اجتماعية قام بها النظام السابق عرفت بـ«الثورة البيضاء» في 1963، ووزع النظام السابق حينها أراضي الإقطاعيين على المزارعين، كما اعترف لأول مرة بحق المرأة في التصويت.
وبحسب تقرير لقناة «BBC»، في نسختها الفارسية، فإن "الخوميني" اعتبر تلك الإصلاحات "خطرًا على الإسلام"، بينما كان معارضو "شاهنشاه إيران" ينظرون إليها على أنها خداع للرأي العام، وبالتالي فإن "الخوميني" أعلن الحداد في «عيد النيروز» عام 1962، بسبب ما قاله من أن "النظام الظالم يهدف إلى إقرار تساوي حقوق المرأة والرجل".
وتفيد الوثائق بأن الخوميني تواصل أيضًا مع إدارة الرئيس "جيمي كارتر"، عبر وسطاء في 19 يناير 1979، أي قبل أسابيع من انطلاق الثورة، وتعهد حينها بأنه لن يقطع النفط عن الغرب، ولن يصدر الثورة إلى دول المنطقة، وأنه سيقيم علاقات ودية مع الحكومة الأمريكية.
ثورة أمريكية
وأثار نشر هذه الوثائق ردود فعل أولية غاضبة بين المسئولين الإيرانيين، إذ نقلت وكالة «ميزان» عن عضو حوزة قُم العلمية حسين إبراهيمي قوله، إن الغاية من نشر الوثائق هي "محاولة إثبات أن الثورة أمريكية".
تقرير مفبرك
وبدوره استنكر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية "علي خامنئي" تقرير هيئة الإذاعة البريطانية بشأن اتصالات بين الزعيم الإيراني الراحل، ووصف التقرير بأنه مفبرك ولا أساس له.
وقال خامنئي إن الولايات المتحدة التي أسقطت طائرة مدنية إيرانية عام 1988 وكان متنها 300 شخص فوق مياه الخليج لن تردد في فبركة أي وثائق.
وأضاف المرشد أن هذا التقرير دليل آخر على عداوة بريطانيا لبلاده.
وجاء في كلمة للمرشد أن أهداف إيران والولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط متعارضة تمامًا، وأن طهران لن تتعاون بتاتًا مع واشنطن وبريطانيا "الشريرة" حول القضايا الإقليمية.
ايوان 24 :فضيحة “إيران جيت” أخرى: العلاقة السريّة بين الخميني وأمريكا
نشر في : السبت 04 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 04 يونيو 2016 - 12:05 ص
_89870738_topcompwotext
بي بي سي & ميدل إيست آي – إيوان24
الكشف عن التواصل السريّ بين روح الله الخميني والرؤساء الأمريكيين لا يصدم هؤلاء الذين يشكّكون في موقف إيران “الموت لأمريكا”.
فوجئ العديد من المراقبين للأحداث في الشرق الأوسط بالوثائق التي تكشف أنَّ مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني تواصل سرًا مع الولايات المتحدة للحصول على المساعدة والتعاون عندما كان في المنفى، وذلك قبل ثورة عام 1979.
في 27 يناير عام 1979، أرسل آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الرجل الذي وصف الولايات المتحدة بــ “الشيطان الأعظم”، رسالة سريّة إلى واشنطن
من منزله في المنفى خارج باريس، عرض الزعيم الجريء للثورة الإيرانية صفقة على إدارة كارتر، وقال إنَّ القادة العسكريين الإيرانيين يستمعون إليكم، ولكن الشعب الإيراني يتبع أوامري.
اقترح الخميني أنّه إذا استخدم الرئيس جيمي كارتر نفوذه على الجيش لتمهيد الطريق لتوليه السلطة مرة أخرى، سيقوم بتهدئة الأمة، وبالتالي استعادة الاستقرار، وحماية مصالح أمريكا والماطنين في إيران.
في ذلك الوقت، كان المشهد الإيراني فوضويًا للغاية؛ حيث اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن، وأُغلقت المحلات التجارية وتمّ تعليق الخدمات العامة. وفي الوقت نفسه، أوقفت الإضرابات العمّالية تدفق النفط، مما هدّد المصالح الغربية الحيوية.
نجح كارتر في إقناع حاكم إيران الأوتوقراطي، محمد رضا شاه بهلوي، المعروف باسم الشاه، بمغادرة البلاد لقضاء “إجازة” في الخارج، تاركًا وراءه رئيس وزراء لا يحظى بشعبية كبيرة وجيش في حالة من الفوضى، عبارة عن قوة من 00 ألف رجل مع اعتماد كبير على الأسلحة والمشورة الأمريكية.
خاف الخميني من الجيش الغاضب لأنَّ كبار قادته كانوا يكرهونه. والأكثر إثارة للقلق، أنهم كانوا يجتمعون يوميًا بجنرال أمريكي من القوات الجوية معروف باسم روبرت هويسر، الذي أرسله الرئيس كارتر في مهمة غامضة إلى طهران.
عاد آية الله إلى إيران بعد 15 عامًا قضاها في المنفى، وجعل “عُطلة” الشاه دائمة. وكان له مطلب شخصي. في أول رسالة شخصية، أخبر الخميني البيت الأبيض أنّه لا داعي للذعر من احتمال خسارة حليف استراتيجي منذ 37 عامًا وأكّد أنه سيكون صديقًا للولايات المتحدة أيضًا.
“سترون أننا لا نحمل أي عداء خاص تجاه الأمريكيين”، هكذا قال الخميني، وتعهّد بأنَّ الجمهورية الإسلامية ستكون “دولة إنسانية، وستعمل في صالح قضية السلام والهدوء للبشرية جمعاء”.
رسالة الخميني هي جزء من مجموعة من الوثائق التي كشفت عنها الحكومة الأمريكية مؤخرًا، والتي تضم بعض البرقيات الدبلوماسية، والمذكرات السياسة، ومحاضر الجلسات، وتحكي قصة ير معروفة إلى حد كبير حول العلاقة السريّة بين أمريكا والخميني، رجل الدين الغامض الذي ألهم الأصولية الإسلامية المعادية للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.
تصف هذه القصة بشكل تفصيلي كيف توسط الخميني في عودته إلى إيران باستخدام لهجة من الاحترام والمرونة تجاه الولايات المتحدة، الأمر لم يتم الكشف عنه من قبل.
في الواقع، كانت رسالة آية الله تتويجًا لأسبوعين من المحادثات المباشرة بين رئيس هيئة الأركان وممثل عن حكومة الولايات المتحدة في فرنسا، في عملية سريّة ساعد في تمهيد الطريق لعودة الخميني لإيران والصعود السريع للسلطة، وعقود من التوترات الشديدة بين إيران وأمريكا.
في السردية الرسمية الإيرانية للثورة، تحدى الخميني بشجاعة الولايات المتحدة وهزم “الشيطان الأعظم” في جهود مستميتة للحفاظ على بقاء الشاه في السلطة
لكنَّ الوثائق تكشف أنَّ الخميني كان يعمل مع الولايات المتحدة أكثر مما اعترفت به أي حكومة في أي وقت مضى. وبعيدًا عن تحدى أمريكا، كان الخميني يتودد لإدارة كارتر، ويرسل إشارات هادئة تشير إلى أنّه يريد إجراء حوار ومن ثمّ يصوّر جمهورية إسلامية خاضعة لمصالح الولايات المتحدة.
حوار الخميني السريّ مع “الشيطان الأعظم”
حتى يومنا هذا، يزعم مسؤولو إدارة كارتر أنَّ واشنطن -على الرغم من الانقسام الحاد بشأن مسار العمل- دعمت الشاه وحكومته.
لكن الوثائق تُظهر سلوك أكثر دقة من جانب الولايات المتحدة من وراء الكواليس. بعد يومين فقط من مغادرة الشاه طهران، أخبرت الولايات المتحدة مبعوث الخميني بأنها توافق -من حيث المبدأ- على فكرة تغيير الدستور الإيراني، وإلغاء النظام الملكي. وقدّمت لآية الله معلومة هامّة تقول بأنَّ القادة العسكريين الإيرانيين أصبحوا أكثر مرونة بشأن مستقبلهم السياسي.
ما حدث قبل أربعة عقود بين أمريكا والخميني ليس تاريخًا دبلوماسيًا فحسب. لقد كانت لدى الولايات المتحدة رغبة في عقد صفقات مع ما تعتبرها الجهات البراغماتية داخل الجمهورية الإسلامية حتى يومنا هذا. وكذلك الإرث المناهض بشدة للولايات المتحدة الذي تركه الخميني لإيران.
رسالة إلى كينيدي
هذه ليست المرة الأولى التي يتواصل فيها الخميني مع واشنطن.
في عام 1963، ظهر آية الله باعتباره من أشد المنتقدين للشاه. في يونيو من نفس العام، ألقى خطابًا شديد اللهجة، وصب جام غضبه على الشاه، وكان يتعرض لضغط شديد من إدارة كينيدي، ومن ثمّ أطلق “الثورة البيضاء”، برنامج الإصلاح الزراعي الرئيسي ومنح المرأة حق التصويت.
اُعتقل الخميني، بعد ثلاثة أيام من اندلاع الاحتجاجات العنيفة التي أخمدها الجيش بسرعة.
وتكشف وثيقة أعلنت عنها وكالة المخابرات المركزية مؤخرًا أنّه في نوفمبر عام 1963، أرسل الخميني رسالة دعم نادرة لإدارة كينيدي أثناء احتجازه قيد الإقامة الجبرية في طهران.
وكان ذلك بعد بضعة أيام من إعدام اثنين من المنظمين المزعومين للاحتجاجات رميًا بالرصاص وقبيل زيارة تاريخية للرئيس السوفيتي لدولة لإيران، التي أثارت مخاوف الولايات المتحدة من ميل إيران نحو علاقة وديّة مع الاتحاد السوفياتي.
أراد الخميني الرئيس أن يوضح أنه لا يوجد لديه أي خلاف مع أمريكا.
“أوضح الخميني أنه لم يكن معارضًا للمصالح الأمريكية في إيران”، وفقًا لتحليل أجرته وكالة المخابرات المركزية عام 1980 بعنوان “الإسلام في إيران”، الذي تمّ نشر جزء منه في عام 2008 كما أخبر الخميني الولايات المتحدة أنَّ الوجود الأمريكي ضروري لمواجهة النفوذ السوفياتي والبريطاني.
لكنَّ برقية السفارة التي تحتوي على النص الكامل لرسالة الخميني بقيت طي الكتمان.
وليس من الواضح ما إذا قد قرأ الرئيس كينيدي هذه الرسالة أم لا. لكن بعد أسبوعين، تمّ اغتياله في ولاية تكساس.
وبعد مرور عام، تمّ طرد الخميني من إيران. ولذلك، شنّ هجومًا جديدًا على الشاه، وهذه المرة بسبب تمديد الحصانة القضائية للجنود الأمريكيين في إيران.
“الرئيس الاميركي يعلم أنّه الشخص الأكثر كراهية بين أمتنا”، هكذا أعلن الخميني قبل وقت قصير من الذهاب إلى المنفى.
وبعد خمسة عشر عامًا، استقر الخميني في باريس. وكان زعيم الحركة التي ستلغي النظام الملكي في إيران. وبالرغم من أنّه كان على وشك الفوز، إلّا أنَّ آية الله كان بحاجة أمريكا.
اللاعبون الرئيسيون
إيران
آية الله روح الله الخميني: زعيم ديني شيعي، عاش في المنفى في باريس في مطلع عام 1979
آية الله محمد بهشتي: الرجل الثاني في القيادة بعد الخميني، وهو رجل دين شيعي ترى الولايات المتحدة أنّه سياسي براغماتي
إبراهيم يزدي: طبيب إيراني-أمريكي عاش في هيوستن، تكساس، أصبح المتحدث باسم الخميني وأحد مستشاريه
محمد رضا شاه بهلوي: آخر ملوك إيران، والمدعوم سابقًا من قِبل حكومة الولايات المتحدة
شابور بختيار: آخر رئيس وزراء في عهد الشاه
إدارة كارتر
وليام سوليفان: سفير الولايات المتحدة في إيران
سايروس فانس: وزير الخارجية الأمريكي
وارن زيمرمان: المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في فرنسا، والذي عمل كرسول الولايات المتحدة للخميني
روبرت هويسر: جنرال بالقوات الجوية الأمريكية، بعث به كارتر في مهمة سريّة إلى طهران في يناير عام 1979
بحلول يناير عام 1979، كان الخميني يحظى بزخم كبير، لكنه كان يخشى بشدة التدخل الأمريكي في اللحظة الأخيرة، وتكرار انقلاب عام 1953، عندما ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية على عودة الشاه إلى السلطة.
أصبح الوضع متفجرًا بعد أن نشر رئيس وزراء الجديد، شابور بختيار، قوات ودبابات لإغلاق المطار، وتعطيل عودة الخميني المقررة في أواخر يناير عام 1979.
بيد أنَّ إيران على شفا حرب أهلية؛ حيث كانت فرق الحرس الإمبراطوري مستعدة للقتال حتى الموت من أجل ملكهم، وكان أتباع الإمام مستعدين للكفاح المسلّح والاستشهاد.
خشي البيت الأبيض من اندلاع حرب أهلية إيرانية سيكون لها آثار كبيرة على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. ومن بين الأمور التي كانت على المحك هي حياة الآلاف من المستشارين العسكريين الأمريكيين، وأمن نظم الأسلحة الأمريكية المتطورة في إيران، مثل طائرات F-14، وتدفق النفط، ومستقبل أهم مؤسسة في إيران، الجيش.ومع ذلك، كان البيت الأبيض أقل انزعاجًا إزاء صعود الخميني، وسقوط الشاه.
لكن الرئيس كارتر كان قد رفض سابقًا مقترحًا لعقد صفقة بين الخميني والجيش.
في 9 نوفمبر عام 1978، في برقية بعنوان “التفكير فيما لا يمكن تصوّره”، حذّر سفير الولايات المتحدة في إيران، وليام سوليفان، من أنّه ستتم الإطاحة بالشاه. وقال إنَّ واشنطن يجب أن تُخرج الشاه وكبار جنرالاته من إيران، ومن ثمّ عقد صفقة بين صغار القادة والخميني.
تفاجأ الرئيس كارتر باقتراح سوليفان الجريء، وتسبب في تأزم العلاقة بينهما. ولكن بحلول أوائل يناير عام 1979، رأى كارتر أنَّ رحيل الشاه كان ضروريًا لتهدئة المعارضة.
وسط تقارير عن وقوع انقلاب عسكري وشيك، استدعى الرئيس كبار مستشاريه يوم 3 يناير. وبعد مناقشة قصيرة، قرروا تشجيع الشاه على المغادرة لقضاء عطلة في ولاية كاليفورنيا.
وقال الرئيس: “عدم انحياز إيران ليس من الضروري اعتباره نكسة للولايات المتحدة”
في ذلك اليوم، أرسل كارتر الجنرال روبرت هويسر، نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا، إلى طهران لإخبار جنرالات الشاه بالهدوء وعدم الانقلاب ضد رئيس الوزراء بختيار.
لكن بختيار لم يكن لديه أي دعم حقيقي بين المعارضة التي كانت تصفه بأنّه وكيل الشاه.
أشاد سوليفان بشجاعة بختيار في وجهه، ولكن وراء ظهره، أبلغ واشنطن أن الرجل كان “خياليًا”، من النوع المغامر، ولن يأخذ “التعليمات” من الولايات المتحدة.
رأت وزارة الخارجية الأمريكية حكومته بأنها “ليست قابلة للحياة”. أيّده البيت الأبيض بقوة بشكل علني، ولكنه بحث طرق الإطاحة به في انقلاب عسكري بشكل سريّ.
“يجب ألّا يكون هناك أي خوف بشأن النفط. ليس صحيحًا أننا لن نبيع النفط للولايات المتحدة” هكذا قال الخميني لزائر أمريكي في فرنسا في 5 يناير، وحثّه على نقل رسالته إلى واشنطن. نقل الزائر رسالة الخميني وأرسل الملاحظات إلى السفارة الأمريكية.
وفي اجتماع مهمّ في غرفة العمليات في البيت الأبيض يوم 11 يناير، توقّعت وكالة المخابرات المركزية أنَّ الخميني سيتراجع ويسمح للرجل الثاني في القيادة، آية الله محمد بهشتي، بإدارة الحكومة.
رأى المسؤولون الأمريكيون أنَّ بهشتي سياسي نادر: رجل الدين واقعي يتحدث الإنجليزية تلقى تعليمًا جامعيًا، لديه خبرة من العيش في الغرب، وتربطه علاقات وثيقة بالخميني. باختصار، كان هو الشخص المناسب الذي يمكن أن تتفاوض معه أمريكا.
وقال رئيس مكتب استخبارات وزارة الخارجية آنذاك، فيليب ستودارد: “نحن نقلّل من قدر الخميني إذا اعتبرناه مجرد رمز للتعليم المنفصل ومعارض لحقوق المرأة”.
شعر الرئيس كارتر بارتياح شديد بعد وصول الجنرال هويسر إلى طهران. لقد كان هويسر بارعًا في اتباع الأوامر، وكان يحظى بثقة القادة العسكريين الإيرانيين.
بعد وصوله إلى طهران، كانت مهمة هويسر هي معرفة آراء كبار ضباط الجيش وإقناعهم بوضع هيبتهم جانبًا ومقابلة بهشتي. كانت الولايات المتحدة تعتقد أنَّ مثل هذا الاجتماع سيؤدي إلى “توافق” الجيش مع الخميني.
وللمساعدة في كسر حالة الجمود، تغاضى الرئيس كارتر عن مكانته الخاصة. وفي مساء يوم 14 يناير، أرسل وزير الخارجية الأمريكي سايروس فانس برقية إلى سفارتيّ الولايات المتحدة في باريس وطهران: “لقد قررنا أنّه من المستحسن إنشاء قناة أمريكية مباشرة بحاشية الخميني”.
لقاءات سرية
في ظهر يوم 15 يناير، وصل المستشار السياسي وارن زيمرمان من السفارة الأمريكية في فرنسا في فندق هادئ في بلدة نوفل لوشاتو، خارج باريس، حيث يعيش الخميني. وكان زيمرمان قد اقترض سيارة رئيسه “البيجو”، التي لا تحمل لوحات دبلوماسية، لتجنب تعقبه.
وقال زيمرمان: “دخلت وكانت هناك غرفة طعام كبيرة فارغة، ورجل يجلس على طاولة، وكان هذا الرجل هو يزدي”.
وكان هذا الرجل هو إبراهيم يزدي كبير مستشاري الخميني، وهو طبيب إيراني أمريكي.
وقال أحد سكّان هيوستن، بولاية تكساس، إنَّ يزدي تربطه علاقات مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن من خلال عميلة قام بها ريتشارد كوتمان، عميل سابق لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان قد تحوّل إلى باحث ليبرالي، مناهض الشاه.
إقامة صلة مباشرة مع الخميني كانت مسألة حسّاسة للغاية. إذا تمّ الكشف عنها، سيجري تفسيرها على أنها تحوّل في سياسة الولايات المتحدة، وهي إشارة واضحة للعالم كله أنَّ واشنطن تتخلى عن صديقه القديم، الشاه.
يوم 17 يناير، كتب الرئيس كارتر في مذكراته أنه كان يضغط بقوة لإبقاء الخميني خارج إيران. ولكن في اليوم التالي، أخبرت إدارته الخميني أنّها ليس لديها مشكلة مع عودته إلى إيران”.
وبالفعل، بدأت إدارة كارتر محادثات سريّة مع الخميني بهدف التوصل إلى اتفاق مضلّل بين آية الله والجيش. ومن الممكن أيضًا أنهم أرادوا إبطاء زخم الخميني أو معرفة نواياه. ولكن انتهى بهم المطاف بعدم تحقيق أي من تلك الأهداف.
أراد الخميني نصرًا حاسمًا، وليس مجرد صفقة. ولكن العلاقة التكتيكية مع واشنطن أفادته كثيرًا. الخميني، في الواقع، كانت لديه مجموعة من الأسئلة الأساسية لتحديد التزام كارتر تجاه نظام الشاه وتوجيه الجيش الإيراني.
لقد كانت أكبر مخاوف الخميني هي أن أمريكا كانت على وشك القيام بانقلاب في اللحظة الأخيرة لإنقاذ الشاه. وبدلًا من ذلك، تلقى إشارة واضحة أن الولايات المتحدة ترى أن الشاه انتهى، وتبحث عن وسيلة لحفظ ماء الوجه لحماية الجيش وتجنب استيلاء الشيوعيين على السلطة.
وردت واشنطن على أسئلة الخميني حول مستقبل النظام الملكي وتوجيه الجيش. والآن، جاء دور آية الله. أرادت إدارة كارتر معرفة مستقبل مصالح الولايات المتحدة الأساسية في إيران: الاستثمارات الأمريكية، وتدفق النفط، والعلاقات السياسية والعسكرية، ووجهات النظر حول الاتحاد السوفيتي.
أجاب الخميني عن تلك الأسئلة خطيًا في اليوم التالي، وأرسلها مع يزدي. وكتب الخميني: “سنبيع نفطنا لمن يشتريه بسعر عادل. وسوف يستمر تدفق النفط بعد قيام الجمهورية الإسلامية، باستثناء بلدين: جنوب أفريقيا وإسرائيل.”
الجمهورية الإسلامية، على عكس نظام الشاه، لن تكون بمثابة شرطي دول الخليج، لكنها لن تدخل في أعمال تصدير الثورة كذلك. وفي هذا السياق قال الخميني: “لن نطلب من الشعوب في السعودية والكويت والعراق أن يطردوا الأجانب من بلادهم”.
لقد أثارت الفوضى في إيران قلق معظم الدول العربية المجاورة التي كانت تخشى أنه بعد سقوط الشاه سوف تسيطر الجماعات الماركسية المسلّحة على إيران. وخلص تقييم وكالة المخابرات المركزية إلى أنَّ المحافظين العرب وجدوا أنّه من الصعب تصديق أنَّ الخميني أو النظام المرتبط بأفكاره يمكن أن يشكّلوا حكومة دائمة في إيران.
لكن آية الله سرعان ما قضى على جميع الجماعات الماركسية التي دعمت نضاله. وقبل تصفية اليسار، أطاح الخميني وأتباعه المتطرفين بالمعتدلين، بما في ذلك يزدي، على أساس أنهم كانوا من المؤيدين للولايات المتحدة وليسوا ثوريين حقيقيين.
في الواقع، كان لدى الخميني ثلاثة طلبات: تمهيد الطريق لعودته، الضغط على الحكومة الدستورية للاستقالة، وإجبار الجيش على الاستسلام. وحذّر أيضًا أنه إذا انهار الجيش، فإنَّ أتباعه سيوجهون العنف ضد المواطنين الأمريكيين في إيران.
في محادثة هاتفية يوم 27 يناير، أخبر وزير الدفاع هارولد براون الجنرال هويسر بشأن رسالة الخميني السريّة ومناقشاته مع الرئيس كارتر حول هذا الموضوع. أوضح براون لهويسر أنَّ عودة الخميني كانت مجرد مسألة “تكتيكية” منوطة بالسلطات الإيرانية.
كانت الإدارة الأمريكية ممتنة أن الخميني وافق على وسائل اتصال مباشرة وتمنى مواصلة المحادثات، وفقًا لنسخة رُفعت عنها السرية من مسودة رد واشنطن على الخميني.
حذّرت الاستجابة المقترحة الخميني من إقامة حكومته، وأكّدت على أنّه يجب حل الأزمة من خلال الحوار مع السلطات الإيرانية.
تمّ إرسال النص إلى السفارة الأمريكية في طهران من أجل معرفة رد الفعل، حيث انتهى بها الأمر على الرف، ولم تصل إلى الخميني في فرنسا.
ولكن هذا لم يكن له أي أهمية؛ حيث كان آية الله في طريق عودته إلى إيران.
وصل الخميني إلى مطار طهران صباح يوم 1 فبراير، حيث الآلاف من المؤيدين. وفي غضون أيام قليلة، عيّن رئيس وزراء منافس.
في ذلك الوقت، لم يكن لدى الجيش أي مشاكل أساسية مع تغيير شكل الحكومة، وطالما أنَّ التغيير تمّ بشكل “قانوني وتدريجي”، وذلك وفق ما جاء في تقرير في 5 فبراير عام 1979 نشرته وكالة المخابرات المركزية في عام 2016.
في هذه المرحلة، تآكل تماسك الجيش بشكل كبير. وكان العديد من صغار الضباط والجنود المجنّدين يؤيدون الخميني. لم تكن القيادة العسكرية مستعدة لحرب أهلية شاملة. ومن وراء ظهر بختيار، عقدت اجتماعًا طارئًا وأعلنت الحياد. لقد استسلموا في الواقع. وهرب رئيس وزراء الشاه لإنقاذ حيات
اليوم الذي فاز فيه الخميني بثورته الأولى، لم يكن الرئيس كارتر في واشنطن. خلال عطلة نهاية الأسبوع، ذهب إلى كامب ديفيد. وفي صباح يوم الأحد 11 فبراير، كان كارتر ووزير خارجيته في الكنيسة، ولم يكن من الممكن الوصول إليهما.
يعتقد الكثيرون أن إدارة كارتر التي عانت من فشل استخباراتي وانقسام داخلي، كانت إلى حد كبير مجرد مراقب سلبي للزوال السريع للشاه.
ولكن من الواضح الآن أنّه في المراحل النهائية للأزمة، عززت أمريكا رهاناتها من خلال الحفاظ على قدم ثابتة في كلا المعسكرين على أمل هبوط ناعم بعد سقوط نظام الشاه.
ومع ذلك، اتضح أنَّ مناورة كارتر كانت مجرد خطأ جسيم؛ إذ تمّ التغاضي عن الخطر الحقيقي، والتقليل من طموحات الخميني، وإساءة قراءة تحركاته.
وعلى عكس كارتر، واصل الخميني استراتيجية بثبات وخطط ببراعة. لقد كان الخميني يسير وفق رؤية واضحة لإقامة جمهورية إسلامية، وتعاون مع أمريكا وقدّم لها وعود فارغة، وفهم نواياها، وسار نحو النصر في النهاية.
وبعد أقل من عام، أعلن الخميني في الوقت الذي كان يسيطر فيه على بعض المسؤولين الأمريكيين وعشرات من الأمريكيين آخرين خلال أزمة الرهائن الإيرانية: “أمريكا لا يمكن أن تفعل شيئًا.”
وبعدها احتفل بالذكرى السنوية الأولى لفوزه مع إعلان كبير: إيران ستحارب الإمبريالية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وفي النهاية قال الخميني: “سوف نصدر ثورتنا للعالم كله. إنها ثورة إسلامية”.
وما زلنا نسمع هتافات “الموت لأمريكا” في إيران، كما صوّت البرلمان الإيراني للحفاظ على هذا الشعار في نوفمبر الماضي. لذلك من الطبيعي الشعور بالدهشة تجاه الكشف عن أنَّ زعيم الثورة الإيرانية كان منفتحًا، حتى وإن كان سرًا، إزاء التعاون مع الولايات المتحدة في عام 1963 و1979.
ومع ذلك، فإنَّ نظرة أكثر تفصيلًا في مجرى التاريخ بعد توليه السلطة، والمسار الذي استمر حتى بعد وفاته في عام 1989، يروي لنا قصة مختلفة.
في فترة الثمانينات، كانت الولايات المتحدة الأمريكية، أو “الشيطان الأعظم” هي العدو اللدود لإيران، حيث ساعدت على إعادة إمداد واعادة تسليح إيران في حرب الثماني سنوات مع العراق فيما أصبح يعرف باسم فضيحة “إيران جيت”. هذا قد يصدم الذين آمنوا بالستار الزائف المناهض للولايات المتحدة الذي يدحض حقيقة أن إيران، في عهد الشاه قبل عام 1979، وتحت الملالي المتطرفين بعده، حاولت دائمًا التعاون مع “الإمبرياليين”.
قد يكون من المفاجئ للبعض أن المساعدات الأمريكية لإيران خلال الحرب بين إيران والعراق تمّ تسهيلها من جانب آخر من عدو لدود آخر إيران، وهي إسرائيل. لقد خدع “محور المقاومة” الإيراني الفارغ العديد من الذين ليسوا على دراية بتاريخ المنطقة والذين يعتمدون على وسائل الإعلام الرئيسية لتلقي المعلومات. من خلال إظهار الوقوف في وجه الغرب، واستغلال مشاعر المسلمين بالدونية، والإعلان في كل مرة تتبرع فيها ببنس واحد للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خدعت إيران الملايين ببراعة تامة.
ومع ذلك، سقط القناع في هذه الأيام والحفلة التنكرية توشك على الانتهاء، مع كل المشاركين في هذه الساحة الدولية يكشفون عن حقيقتهم. إيران ليست صديقة للمظلومين ولا هي عدو للظالمين. إيران ليست المنقذ لكرامة المسلمين. إيران ليست مُسكّن المعاناة والبؤس والجوع في أفقر البلدان ذات الأغلبية المسلمة المحرومة في عالمنا اليوم. تحت حكم آيات الله، إيران هي الظالم والمستعبِد الجديد الذي يقمع شعوب الشرق الأوسط، ويمزق المجتمعات المحلية من خلال ثورة طائفية أصولية تم تصديرها منذ عام 1979. وبفضل الغرب نجحت إيران بغض النظر عن أحلامها الجامحة.
قبل خمس سنوات، كتبتُ عن كيف كانت إيران بعبع الغرب، التي يجري تشجعيها ودعمها لمواجهة الدول العربية المجاورة لترويعهم حتى يهرعوا إلى العم سام لزيادة مشتريات الأسلحة والاعتماد على الحماية السياسية والعسكرية الغربية. وكانت إيران سعيدة لفعل ما يكفي لإثارة الفزع في نفوسهم دون التورط. في الواقع، في عام 2011، نجا السفير السعودي في الولايات المتحدة آنذاك، ووزير الخارجية الحالي عادل الجبير، من محاولة اغتيال إيرانية على الأراضي الأمريكية.
كانت معظم البلدان غاضبة من أنَّ مثل هذا الشيء قد يحدث على أراضيها، خاصة القوة العظمى الوحيدة الحقيقية في العالم. ولكن ليس أمريكا، وبالتأكيد ليس بأي طريقة مجديّة. ربما من خلال النظر إليها على أنها حالة “لا ضرر، لا مخالفة”، أصدرت الولايات المتحدة بعض البيانات الصارمة للإدانة ودعم حلفائها السعوديين، ولكنها لم تفعل شيئًا بالأساس. وكان هذا في تناقض صارخ مع رد فعل الولايات المتحدة في عام 1993 عندما أطلقت 23 صاروخ كروز لقصف بغداد بعد أنَّ حاول العراق اغتيال الرئيس السابق جورج بوش الأب. لماذا تغطي أمريكا على طهران، وتعاقب بغداد؟
استمرت المسرحية عندما كانت إيران خاضعة لعقوبات بسبب برنامجها الخاص بالأسلحة النووية. في حين أنَّ الاقتصاد الإيراني يعاني بالفعل، كان الشعب الإيراني هو الذي يتحمّل العبء الأكبر. الحرس الثوري الإيراني، الهيكل العسكري الموازي والإمبراطورية التجارية في إيران، مازال مستمرًا من العمل دون عائق باستخدام العمليات الأمامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن استخدام الحكومة العراقية العميلة، المستعبَدة الآن للملالي، لتجاوز آثار العقوبات الغربية.
لم تكن هذه مجرد لعبة إيرانية ذكية خدعت الغرب؛ فمن غير المحتمل أنَّ الولايات المتحدة لم تستطع ببساطة نشر قدراتها الكبيرة في الاستخبارات والحرب الاقتصادية للتأكد من أنَّ الجبهات الإيرانية في دبي لن تكون قادرة على العمل وأنّه لن يتم غسيل عائدات الذهب والأرباح عبر تركيا. ولم تكن تركيا ولا دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على فعل أي شيء لوقف الولايات المتحدة.
ومن غير المعقول أيضًا أنَّ الولايات المتحدة لم تكن على علم بأن إيران ستستخدم العراق لتجاوز العقوبات من خلال شراء الحكومة العراقية أو بيع كل ما تحتاجه ثمّ نقله ببساطة عبر الحدود المشتركة بينهما. بالرغم من كل شيء، تمتلك الولايات المتحدة أكثر من عشر سنوات من الخبرة في حصار العراق نفسه داخل نظام عقوبات وحشي أودى بحياة أكثر من مليون مدني.
وبالعودة إلى ما يسمى محور المقاومة، تجنب الإيرانيون أيضًا مضاعفات للإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تعرّض بلدان أخرى للقصف والغزو. وفي مقابلة مع محطة تلفزيون قناة الميادين اللبنانية، أكّد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أنَّ حزب الله يمتلك صواريخ إيرانية يصل مداها إلى 200 كم، وهذا يعني أن المنظمة قد تضرب أي مكان في إسرائيل وتعترف بأن إيران كانت تدعم بنشاط جماعة إرهابية. أتتذكرون عندما اُتهم العراق بذلك؟ لقد طمست الولايات المتحدة البلاد، وقصمت ظهر العراق، ولكن لم يكن بقدر ما فعلت إزاء التصريحات العلنية لوكيل إيران المعروف.
وقد تساءل الإعلامي الشهير فيصل القاسم، كيف يمكن لبلد مثل إيران تطلق على عملياتها العسكرية “الرسول الأعظم” قبول أن تتلقى قواتها الموالية لها في العراق الدعم الجوي من “الشيطان الأكبر”؟ يبدو أنَّ قدرات إيران في سرد القصص منقطعة النظير. إنها ترسم الانقسام بين الإسلام والغرب والصراع المستعصي الذي يجب أن يحدث نتيجة لذلك، ولكنها مستعدة أيضًا لقبول المساعدة والدعم والعون من الغرب، سواء في الحرب بين إيران والعراق أو من خلال تجاهل الغرب كل شيء يقوم به الإيرانيون. وقد كانت هذه هي السياسة العادية ومن ثمّ يجب على إيران أن تكون عملية وواقعية لتحقيق مصالحها.
الأسوأ من ذلك هو أنَّ الغرب يسمح لهذا أن يحدث، ثمّ يتفاجأ ويغضب عند تعرضه لهجوم من قِبل الجماعات الإرهابية مثل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي لم يكن من المحتمل وجوده دون التدخل الطائفي الإيراني الذي وفر أرضية خصبة مثالية لتفاقم التطرف. هذا التواطؤ مع إيران لم يؤد فقط إلى نتائج عكسية على الأمن الغربي، ولكن أيضًا في حياة المجتمعات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط التي كانت تتمزق بسبب ولع إيران بخلق المشاكل ليكون داعش هو الحل الوحيد لهذه المشكلة.
لقد حان الوقت ليتوقف الغرب عن التواطؤ مع إيران، والتصرف بحسن نية عند التعامل مع العالم العربي والإسلامي. حينها فقط يمكن للعالم أن يقضي بشكل جماعي على طاعون الإرهاب المتطرف، والتعامل معه على نحو فعّال.
المدينة :خامنئي يهاجم أمريكا ويكذب وثائق العلاقات السرية مع كيندي
جريدة المدينةأخبار العالممنذ 10 ساعات0 تعليقات 6 زيارة
رفضت إيران أمس الجمعة الوثائق الأمريكية - البريطانية التي تحدثت عن العلاقات السرية بين مؤسس الثورة الخميني وحكومة كنيدي الأمريكية تتعلق بدعم أمريكا لثورة الخميني ضد الشاه خلال حكومة كنيدي مقابل أن تؤمن ثورة الخميني مصالح أمريكا في إيران والمنطقة. وقد كذب المرشد الإيراني علي خامنئي الوثائق الأمريكية - البريطاني.
خامنئي أوضح ما يلي:
الوثائق مزيفة وغير صحيحة
توقيت الإعلان يوضح درجة العداء لإيران
أمريكا وبريطانيا أكبر الأعداء
وقال المرشد خامنئي أمس الجمعة بمناسبة ذكري رحيل مؤسس الثورة: إن الوثائق الأمريكية الجديدة هي وثائق مزيفة وغير صحيحة، وتوقيت الإعلان يوضح للشعب الإيراني درجة العداء الأمريكي - البريطاني لإيران، وتساءل خامنئي وسط شعارات (الموت لأمريكا) التي رددها المواطنون في مرقد الخميني بجنة الزهراء جنوب طهران: من أين جاءت امريكا بتلك الوثائق المزورة؟. وتابع «لدينا العديد من الاعداء الصغار والكبار، الا ان اكبرهم امريكا وبريطانيا الخبيثة»، مشيرا الى ان الاعلام البريطاني يختلق الوثائق ضد الامام الخميني وذلك باستخدام وثائق امريكا، التي لا تمتنع حتى عن استهداف طائرة ركاب. في 3 يوليو 1988.
وانتقد المرشد الإيراني بعض السياسيين في بلاده الذين يراهنون على العلاقة مع أمريكا، محذرًا بالقول: اذا تعاملت إيران بسذاجة مع هذا التملق فهذا يعني انها أكملت مخططهم، مؤكدا على ان الذوبان في الاقتصاد العالمي هو خسارة لنا وعلينا ان نحقق استقلالنا الاقتصادي من خلال الاقتصاد المقاوم فقط. وقال: ان من الخطأ الاعتقاد بأن الاقتصاد المقاوم يتمثل في استقطاب الاستثمارات الخارجية، فالبعض يقولون ليس لدينا أعداء، لكن حتى اعتبار وجود العدو توهما للمؤامرة فهذا هو بحد ذاته مؤامرة، لأنهم يريدون ان يقضوا على الحساسية تجاه العدو.
واتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، امريكا بخرق بنود الاتفاق النووي الموقع بينها وايران وعدم الالتزام به. وقال: إن امریكا حتى الآن لم تلتزم بتعهداتها في الاتفاق النووي وفي مباحثات أخرى حول القضايا الإقليمية، موضحا: انه يجب ألا ننسى تجربة المفاوضات النووية وحتى لو تمّ تقديم تنازلات فان أمريكا لن توقف عدوانها.
وسوم: العدد 671