هل ستطول المحنة ؟
أم نفهم الدرس ونختصر زمان البلاء ؟؟؟
يوما ما عانى المؤمنون في زمان فرعون من تذبيح الأطفال وامتهان النساء أربعين سنة وبينهم رسولان كريمان ( موسى وهارون ) ..
كان الله تعالى يسمع ويرى ذلك ..
ويوما ما قطع طاغيةٌ رأس نبي الله يحيى ..
وشَقَّ جسد أبيه رسول الله زكريا بالمنشار…
كان الله تعالى يسمع ويرى ذلك ..
ويوما ما حفر ملكٌ مجرمٌ أخدودا وأضرم فيه نيرانا وألقى فيه جميع من كان على الإيمان …
كان الله تعالى يسمع ويرى ذلك ..
ويوما ما ضعفت ديانة المسلمين في الأندلس ( إسبانيا المسلمة ) وتفرقوا وتخاصموا واقتتلوا على إماراتهم حتى سيطر عليهم المتطرفون من النصارى ووضعوهم في محاكم التفتيش وعذبوهم وتفننوا في أساليب قتلهم وأرغموا جميع المسلمين في تلك البلاد على التنصر …
كان الله تعالى يسمع ويرى ذلك ..
ويوما ما قتل المغول المسلمين في بلادهم المتعددة وحولوا نهر دجلة إلى نهرٍ من الدم .. وأغرقوا جميع الكتب في ذلك النهر ...
كان الله تعالى يسمع ويرى ذلك ..
من سنة الله تعالى التي لن تجد لها تبديلا أنه يملي لأهل الباطل ويمنحهم القوة على أهل الإيمان مدة من الزمان …
وما هذا إلا لتصفية أهل الحق من الشوائب والمعاصي والكدورات ..
وتطهير بواطنهم من اللجوء إلى غيره سبحانه ..
وإرغامهم على الاتحاد …
وسوقهم إلى مصالحهم بسلاسل الامتحان ..
وتنبيه عقولهم إلى أسباب التحرر من التبعية العمياء والبحث عن أسباب النهوض والتحضر وبناء المجتمع الذكي المتكامل الذي يبحث عن الإيجابي لينفذه … ويتعرف إلى السلبي ( لا للتشفي والسباب والشتائم والأحقاد ) بل لتجاوزه والخروج عنه …
إن الله تعالى يسمع ويرى ما يحصل في سورية وعموم بلاد الشام …
لكن .. هل فهمنا مراد الله تعالى منا … أم أننا ما نزال نتخبط ليطول الدرس سنينا وسنينا ؟؟؟
هل أدركنا خطورة الشوائب والمعاصي والكدورات .. التي تمنع عنا نصرة السماء وتحجب عنا محبة الأرض ؟؟
هل تطهرت بواطننا من اللجوء إلى غير الله تبارك وتعالى؟؟
هل تركنا رغبات نفوسنا بالتصدر والزعامة والسمعة والشهرة لنتحد صفا واحدا ؟؟
هل تنبهت عقولنا إلى أسباب بناء الحضارة فبحثنا عن الإيجابي لننفذه … وتعرفنا إلى السلبي ( لا للتشفي والسباب والشتائم والأحقاد ) بل لتجاوزه والخروج عنه …
إن الله تعالى يسمع ويرى بلاءنا ..
ولكنه أيضا يسمع ويرى وينظر إلى قلوبنا وأعمالنا ويقظتنا وانتباهنا وتآلفنا وتحاببنا واحترام بعضنا لبعض وتحرزنا عن أعراض بعضنا ودماء بعضنا الآخر ..
نحن باختيارنا نحدد مدة البلاء …
إذا فهمنا الدرس فلن تطول مدة البلاء ..
وإذا بقينا نُصِرُّ على ما نحن فيه فإن الضياع والتيه في أصقاع الأرض سيكون مصيرنا حتى تأتي من بعدنا أجيال تفهم الدرس وتستحق نصرة السماء والأرض.
وسوم: العدد 672