قرار استهداف آية الله عيسى قاسم والرد الإيراني القادم

تتوالى التصريحات  تباعاً عبر الماكينة الإرهابية لدولة ولي الفقيه ومسئوليها لتنفث سمومها من جديد عقب قرار مملكة البحرين السيادي القاضي  بسحب الجنسية من رجل الدين المتطرف عيسى قاسم بتهمة تأسيس   تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، ولعب دور رئيس في خلق بيئة طائفية متطرفة، والعمل على تقسيم المجتمع ؛ وقيامه باستغلال المنبر الديني وإقحامه في الشأن السياسي لخدمة مصالح أجنبية والتشجيع على الطائفية والعنف. وفي بيان لوزارة  الداخلية أن عيس قاسم تسبب بإضرار بالمصالح العليا للبلاد ، بحيث لم يراع الواجب للدولة التي منحته جنسيتها.

عرض موجز لردود الفعل الإيراني على القرار البحريني

سارعت إيران إلى وصف هذا القرار بالخطير وغير المدروس  ، وأنه يُشكل  إهانة للثورة الإسلامية السلمية في البحرين  .

الرد الإيراني جاء سريعاً حيث  اعتبر خامنئي  سحب جنسية عيس قاسم، بالخطوة الخطيرة والبعيدة عن التعقل ، وقد دعا المجتمعات الإسلامية إلى عدم السكوت عن هذا الظلم.

أما الباسدران " الحرس الثوري الإيراني " فقد أصدر بياناً اعتبر  فيه  قرار السلطات البحرينية سحب الجنسية من الشيخ عيسى قاسم سيؤسس لقيام حركة مدمرة للنظام الحاكم في البحرين، على حد وصفه؛ وأضاف بيان للحرس أن القرار سيؤدي إلى إشعال ما أسماه "ثورة إسلامية" في البحرين.

أما القائد بالحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني  فقد كان له بيان  تهديدي مطول ؛ حيث حذر من اندلاع انتفاضة دموية بالبحرين ونشوء مقاومة مسلحة فيها إذا ما استمرت ما سماها "تجاوزات النظام ضد الشعب". وأن مواصلة الضغط على الشعب البحريني ستكون بداية لانتفاضة دموية تلقي بتداعياتها على "من يشرّعون تجاوزات النظام في البحرين"وأضاف أن "الاعتداء على عيسى قاسم خط أحمر لإيران، وتجاوزه يعني إشعال نار في البحرين والمنطقة، ولن يترك مجالا للشعب في البحرين غير المقاومة المسلحة".

الجيش الإيراني دخل  أيضاً على الخط  بقوة ؛  حيث وصف نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي نظام البحرين بالنظام المتهاوي والمصاب بالصدأ السياسي معتبرا القرار الأخير بأنه انعطافة خطيرة في مسيرة الثورة البحرينية ، واصفا القرار بالمتهور وغير الإنساني، وأكد سلامي أن سلطات البحرين قامت بهذه الخطوة بدعم من الأنظمة العربية الرجعية وعلى رأسها نظام آل سعود الذي يتفنن في أساليب التنكيل بالعلماء الشيعة مضيفا أن من يقدم على هكذا قرارات خرقاء يكشف للجميع أن نهايته باتت وشيكة وأن قواعد حكمه ونظامه أصابها الوهن والصدأ.

أما  رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد فيروزابادي فقد  اتهم  آل سعود هم من جاؤوا بآل خليفة إلى البحرين بدعم بريطاني ،مطالباً الأوساط الدولية المحايدة أن تبحث عن أصول آل خليفة في البحرين ، وأدان فيروزابادي بشدة ، خطوة آل خليفة في تجريد  عيسى قاسم  من جنسيته معتبره عالم الدين المجاهد.

وأشار إلى  تجربته من خلال زيارته البحثية إلى البحرين في عام 1981 ولقاءاته ببعض المسئولين في هذا البلد لاسيما الأمنيين ، موضحا أن ما لاحظه خلال الزيارة الشعارات التي كتبها أبناء الشعب على الجدران ضد نظام آل خليفة الجائر .

وأضاف ، أن احد كبار المسئولين الأمنيين قد قال له خلال اجتماعه به أن الشعب البحريني يعقد اجتماعات سرية لبحث إنقاذ بلدهم من هيمنة عملاء آل سعود والوهابية.

ووصف حاكم البحرين الغاصب بالضابط المتعلم في الجامعة الملكية الانجليزية كما اجتاز دورة قيادة وأركان في أميركا ويستخدم ماتعلمه في بريطانيا وأميركا بدعم منهم وكذلك ما وفره له النظام السعودي من قوة عسكرية وشرطة لتعذيب الشعب وجعل من هذه الجزيرة سجنا.

وأدان جرائم نظام آل خليفة ضد الشعب البحريني والإساءة والتجرؤ من قبل قادته على الشيخ عيسى قاسم ، منوها ان من الطبيعي ان مثل هذا النظام عاجز عن أدراك مكانة علماء الدين وقيادة الشيعة في البحرين وان ممارساتهم اللاقانونية قد انتهكت حرمة علماء الإسلام الشامخة.

كذلك أصدر  المستشار الأعلی لممثل الولی الفقیه فی قوات حرس الثورة الإسلامية العمید یدالله جوانی  بياناً تحذيرياً ، معتبراً أن الرسالة التي وجهها الجنرال سليماني إلى نظام البحرين تحمل في طياتها إنذارا خطيرا إلى نظام آل خليفة ومن يدعمونهم.

ووصف العميد يدالله جواني وصف رسالة قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامي بأنها رسالة تهديد وإنذار خطير لحكام البحرين الذين زاد تجبرهم وكثرت عنجهياتهم في تعاملهم مع الشعب البحريني الأعزل.

وأضاف جواني أن السعودية تحتل البحرين وتتلاعب في أمنه واستقراره؛ حيث أن سلاحها ودعمها اللامحدود لآل خليفة هو الذي ثبت حكم هذه الأسرة على شعب مسلم أبي.

وقال العميد جواني أن قيام سلطات البحرين بسلب الجنسية من زعيم الشيعة في البحرين هو دليل واضح لتجرد هذا النظام من القيم الإنسانية والدينية وأن حقيقة هذا النظام باتت مفضوحة أكثر من ذي قبل ؛ معتبراً القرار الذي اتخذته سلطات البحرين هو قرار غير مبرر وأنه يوضح للجميع أن نهاية هذا النظام المتهاوي باتت قريبة للغاية ؛ وأشار إلى أن هذا القرار البحريني يعتبر نقطة تحول كبيرة في مسيرة النضال الذي يقوم بها شيعة البحريني وأن التاريخ أثبت أن التعدي على القيادات الدينية يدخل المسار الثوري مرحلة جديدة مضيفا أن على المنظمات والمجتمعات  الدولية أن تستنكر هذا القرار الجائر وتضغط على النظام البحريني بأن يتراجع عنه ويعيد للمرجع والفقيه الديني آية عيسى قاسم جنسيته وكرامته.

وأوضح أن التعدي على علماء الدين هو خط أحمر كما أشار اللواء سليماني وعلى الأمة الإسلامية أن تنتفض بوجه هذه التجاوزات ولا تسمح لأنظمة قمعية أن تسلب حقوق المواطنين الأبرياء ناهيك عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ومصابيح هذه الأمة

أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني فقد  دخل أيضاً على الخط ، حيث أكد على  أن سحب آل خليفة الجنسية من المرجع الديني آية الله عيسى قاسم دليل على أن هذا النظام بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة عبر تهديده كبار شعبه بالتهديد بسحب الجنسية.

وأضاف  لاريجاني  أن  القرار البحريني حيال العالم الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم يحاول استغلال انشغال المنطقة بالتيار الإرهابي ، مضيفاً: أن هؤلاء يظنون عبر سحب الجنسية من هذا المرجع الديني يمكنهم إخماد أزمتهم السياسية الداخلية.

وأضاف  أن رعونة الشاه هي من أسقطت نظامه داعياً آل خليفة إلى النظر بدقة للتاريخ مؤكداً أن سحب آل خليفة الجنسية من المرجع الديني آية الله عيسى قاسم دليل على ان هذا النظام بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة عبر تهديده كبار شعبه بالتهديد بسحب الجنسية.

حزب الله اللبناني والعراقي  والمليشيات العراقية  دخلت على الخط  كذلك ودعت الشعب البحريني للتعبير عن "غضبه وسخطه وبصوره مختلفة هذه المرة " من قرار الحكومة سحب جنسية قاسم، وقال إن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة.

بالمقابل كثفت وسائل الإعلام الإيرانية التركيز على تحذيرات عبد الله الدقاق ممثل عيسى قاسم في إيران من أن أي هجوم على بيت الشيخ قاسم وعلى المعتصمين أمامه سيؤدي إلى إراقة الدماء في البلاد.

قراءة تحليلية لمحتوى  التصريحات الإيرانية

عكست هذه التصريحات بشكل واضح  رؤية  المؤسسات الرسمية والثورية الإيرانية تجاه ما يجري في البحرين ، بهدف استغلال هذه القضية وتوظيفها  لتأجيج الصراع الطائفي داخل البحرين والخليج  ، وتحميل تبعات ما يجري إلى السعودية  ، معتبرين أن   هدف الرياض  الأساسي – حسب الزعم الإيراني - من خلال دعم البحرين لإصدار هذا القرار هو  جر لحرب مذهبية جديدة  ،بعد الفشل في استعراض وإظهار قوتها   أمام طهران  نتيجة إخفاقها في تحقيق أية نتائج على الأرض من خلال حملتها العسكرية في اليمن ، وتدخلها لدعم الحركات التكفيرية في سوريه .

أعلنت   دولة ولي الفقيه على اختلاف مؤسساتها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي ، بل سيكون لها موقفاً حازما ً وعاجلاً  للرد على البحرين و السعودية  داخلياً ، بل وخارجياً،  ؛ فقرار سحب الجنسية من قاسم  - حسب الرؤية الإيرانية -  تعكس حالة التخبط والإرباك الذي وصلت إليه البحرين  ، و بشكل لم يسبق  له مثيل ، وقد دخل على  خط  التهديدات  ضد  القيادات السياسية الإيرانية المحسوبة على الخط الإصلاحي ، معتبرين أن إيران  لن تلتزم الصمت أبداً تجاه هذا الحكم ، زاعمين أن قرار سحب الجنسية   يأتي في هذا التوقيت بالذات ، ضمن إطار نظرية استهداف الشيعة على وجه العموم، وفي البحرين على وجه الخصوص ، وفي ظل الحملة العالمية تجاه الإرهاب التكفيري .

تباعاً عمل المسؤولون  في دولة ولي الفقيه بشكل ممنهج على  إصدار التحذيرات خلال الثلاثة أيام السابقة من  مغبة عواقب هذا  القرار ، وقد كرروا ما سيتركه من تبعات كبيرة وخطيرة سواء على الوضع الداخلي في البحرين  ،أو على الأمن الإقليمي في  المنطقة، على اعتبار أن  عيسى قاسم يمثل مرجعية شيعية فضلا عن شعبيته  الجارفة في المنطقة.

تحولات إستراتيجية إيرانية تجاه البحرين بعد إعلان الحكم على آية الله قاسم 

تعكس التصريحات الإيرانية عدة حقائق استراتيجيات إيران القادمة تجاه البحرين

محاولة تغيير الدور الوظيفي لشيعة البحرين من خلال التوجه نحو ضرورة وأهمية تغيير النهج السلمي الذي اعتمدته  حتى الآن للمطالبة بحقوقه المشروعة إلى أسلوب ثوري، وعدم الاكتفاء بالتظاهرات والاحتجاجات السلمية.

عرضت دولة ولي الفقيه مقاربة تأتي استكمالاً لإستراتيجياتها الإرهابية وفق سياسة الرد مباشرة  بهدف ردع السلطات البحرينية  ، وثنيها عن تنفيذ هذا القرار ، ومن ثم  يأتي تبني سيناريو  تحريك  المنظمات  والقطاعات الشعبية  البحرينية  ، وتعزيز مطالبها  من السلطات البحرينية  ، والدعوة  المظاهرات و الاحتجاجات ، والتوجه إلى انتهاج إستراتيجية الفوضى والعنف  ، وأن هناك رد وصف   بالمؤلم  حتى تدرك البحرين   نتائج سياساتها، التي تمادت كثيراً واستباحت حرمة علماء ومراجع الشيعة العظام  ، وهذا بدوره  سيكون  بداية لحراك داخلي قد يطيح بالنظام  الحاكم في البحرين ، ، سيما وان هناك جناح داخل أسرة آل خليفة  يرفض طبيعة السياسات البحرينية  على الصعيدين السياسي والداخلي ؛ وفي هذا الإطار يقول  "قاسم سليماني" في بيانه إلى أن النظام البحريني يتصور بأن الشعب البحريني ليس أمامه طريق سوى الاستسلام لرغباته وأوامره لتوهمه بأن هذا الشعب لا يتمكن من الاستعانة بالخارج وخصوصاً بالجمهورية الإسلامية في إيران لعدم وجود حدود بريّة مشتركة بين البلدين، إلى جانب تصور هذا النظام بأن الدعم الأميركي والسعودي الشامل الذي يحظى به يجعله يتوهم أيضاً بأن بإمكانه الضغط على الشعب البحريني وممارسة كافة أنواع القمع ضد هذا الشعب دون حدود ودون أيّ رادع.

أهمية تغيير وسائل الدعم ونوعيتها المقدمة لشيعة البحرين ، من خلال تكثيف عمليات تهريب السلاح ، وتدريب عناصر الشباب  من شيعة البحرين داخل إيران وخارجها ، بحيث لا يبقى شيعة البحرين مكشوفين  بدون مدافع ، وتكثيف عمليات  الدعم المؤثر من الخارج لتمكينه من الدفاع عن نفسه أمام بطش وقمع السلطات البحرينية ، وأن  الفكرة الأساسية التي يجب أن يدركها حكام البحرين أن عدم وجود الحدود الجغرافية المباشرة مع ايران ، لن يثني دولة ولي الفقيه عن التواصل مع شيعة البحرين ودعمهم . بدأت إيران الإعلان رسمياً عن إستراتيجية الانخراط المباشر للدفاع على ما أصطلح على تسميته الدفاع عن الشعب البحريني المظلوم. ومن خلال تفكيك عبارات بيانات الحرس الثوري ، قائد فيلق القدس ، والقادة العسكريين ؛ بل وبيان لاريجاني  يتضح بصورة جلية أن إيران لن تتردد في استخدام الطرق الثورية لدعم شيعة البحرين  ما لم تتخل سلطات البحرينية عن  ما وصفته بممارساتها القمعية ، وتبتعد عن استخدام القوة ضد الشعب البحريني وتصغي لصوته المطالب بالحريّة والديمقراطية ، وتعترف بحق شيعة البحرين ومراجعها  في العيش بعزّة وكرامة، وهو أمر تعتبره  مستحيلاً  في ظل التعنت المستمر الذي دأبت عليه سلطات آل خلفية وتجاهلها المتواصل لحقوق هذا الشعب المظلوم ، لهذا دقت ساعة اتخاذ القرارات الحاسمة ضد آل خليفه . ضرورة وأهمية اقتناص المؤشرات المهمة التي بدأت  تلوح في الأفق ، والتي تؤكد بأن شيعة البحرين  لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام قمع سلطات البحرين الأسيرة لأوامر ورغبات أميركا والسعودية، وسيتخذ التدابير اللازمة لتحطيم الأغلال التي تسعى هذه السلطات لتطويقه بها ؛ وإلا سيتم تصفية قادتهم ومراجعهم ، من هنا فإن إيران لن تسمح بالإستقواء على مراجع الشيعة ، ولن تسمح مطلقاً بتكرار تجربة إعدام نمر النمر ليتم مرة أخرى في البحرين . تصل دولة ولي الفقيه إلى قناعة بأن شيعة  البحرين اللذين انتفضوا منذ نحو ست سنوات سينتصرون  لا محالة في هذه المواجهة وسيتلاشى نظام آل خليفة بسرعة في حال قرر الشيعة تغيير أساليبهم السلمية إلى النهج الثوري ، ووضع أصابعه على الزناد بعد أن صبر كثيراً في التعبير عن مطالبه المشروعة من خلال التظاهرات والاحتجاجات السلمية، واعتبار أن الظروف الدولية والإقليمية باتت مواتية لتحقيق هذا الهدف . لدى صانع القرار السياسي والأمني الإيراني قناعة ويقين بأنه كان بإمكان شيعة البحرين  أن يسقطوا  نظام آل خليفه  منذ سنوات لو كان قد قرر اللجوء إلى القوة ولم يكتفِ بالتظاهرات والاعتصام السلمية والحشود الكبيرة التي تشارك في إحياء مراسم عاشوراء وزيارة أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" والتي كانت تكتفي بإطلاق هتافات الموت لأمريكا التي اقترنت بشعارات الموت لآل خليفة.

7 - أنه لولا طلب إيران من الشعب البحريني بضرورة التحلي بضبط النفس والابتعاد عن استخدام القوة في التعبير عن مطالبه المشروعة منذ إنطلاق ثورته السلمية في شباط/ فبراير 2011 لتمكن هذا الشعب من الإطاحة بنظام آل خليفة خلال مدة قصيرة ، وأنه كان هدف إيران من هذه التأكيدات هو حفظ دماء المسلمين رغم علمها بقساوة الظروف التي يعيشها الشعب البحريني بسبب القمع الشديد الذي تمارسه سلطات آل خليفة ضد هذا الشعب.

ووصل الأمر بالسلطات البحرينية إلى التوهم بأن الشعب البحريني ليس أمامه سوى التظاهرات السلمية للمطالبة بحقوقه المشروعة، ولهذا لم تعِر هذه السلطات أهمية لهذه المطالب، وتخطت ممارساتها القمعية إلى التجرؤ في اتخاذ قرار سحب الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم.

تعتبر إيران أن تصريحاتها تعبّر في الحقيقة عن رأي الشعب الإيراني الثوري الذي أكد مراراً من خلال تظاهراته الواسعة دعمه التّام للمطالب المشروعة للشعب البحريني ؛ وأنها جاء ت  منسجمة تماماً مع إرادة الشعب الإيراني ومعبراً عن دعمه الكامل لمطالب الشعب البحريني المظلوم ، وتأتي في إطار سياسة الجمهورية الإسلامية في إيران الداعمة بقوة لمطالب الشعوب المظلومة ومواجهة القوى الإستكبارية والمتغطرسة وفي مقدمتها أمريكا وحلفائها وعملائها في المنطقة ، وهي تعكس بوضوح ثوابت إيران والمبادئ العقائدية والقيم الثورية التي تنطلق منها وتعتمدها في رسم سياستها الخارجية. تطلب إيران من حكام البحرين أن  تأخذ تحذيرات مسئوليها  على محمل الجد لأنها تعلم جيداً بأن  هذه الأقوال ستترجم إلى أفعال.

النتيجة أن طهران قد نصبت نفسها للحديث بالوكالة عن الشعب البحريني الذين سيكون لهم دوراً – حسب الرهان الإيراني - لإعادة الثورة إلى مسارها الصحيح  ، وأن شيعة البحرين سينتقمون من النظام الحاكم ،  و يطلبون الثأر للشهداء اللذين قضوا دفاعاً عن الإسلام ، ويوقفون عن قريب قمع الشيعة في البحرين  إلى غير رجعة، بالمقابل فإن الرد الإيراني ثأراً وانتقاماً من حكام البحرين  سيكون في القريب العاجل.

سيناريوهات إيران لاستهداف البحرين

زفت لنا طهران بشرى تبعات ونتائج استهداف عيسى قاسم على  الأمن الداخلي البحريني  ، وعلى المصالح البحرينية  في الخارج . فعلى الصعيد الداخلي: رسمت لنا  طهران سيناريو من إنتاج أجهزة المخابرات الإيرانية حول صورة قاتمة  لتفجر الوضع الأمني داخل  البحرين ،مطالبة الحكومة البحرينية  بأن تفكر ملياً قبل تنفيذ القرار، وتوجيه رسائل تحذير للمسئولين البحرينين على اعتبار أنهم يدركون جيداً هشاشة الوضع الأمني والسياسي الداخلي في البحرين ، و أهمية أن يعوا   في الوقت نفسه أن استهداف شيعة البحرين بمثابة  إعلان حرب  إقليمية "طائفية "على الشيعة  في المنطقة ، وأنه سينظر له أنه يندرج في إطار المؤامرة العالمية ،من هنا فإن  الشيعة  لن يسكتوا  مطلقاً على  هذا القرار الجائر والظالم ، وسيكون الرد على البحرين  سريعاً ومباغتاً ، وأن على المسئولين البحرينيين  أن يدركوا أن ما سيجري لاحقاً ، هو النتيجة الطبيعية لسياساتهم .

أبرز الاستراتيجيات التي قد تتوسل بها إيران تجاه البحرين 

استراتيجيه تفجير الجسور : قائمة الأهداف :  الجسر الواصل بين السعودية والبحرين ، الجسر الذي يربط بين المحرق ومطار البحرين الدولي ، الجسر الواصل بين سترة والمنطقة الصناعية .

إستراتيجية  استهداف الطاقة : قائمة الأهداف :   تفجير خزانات ومصافي التكرير

إستراتيجية استهداف القطاع السياحي : قائمة الأهداف :  انتهاج أسلوب القاعدة في التفجيرات   : حملة تفجيرات في المجمعات التجارية ، المولات ، الفنادق ، الأماكن السياحية ،الشواطئ

إستراتيجية استهداف الصناعة المصرفية في البحرينمن خلال إستراتيجية الهجوم الفيروسي لتدمير قاعدة البيانات البنكية وبيانات الدولة عن طريق عملاء شيعة موجودين داخل هذه القطاعات المهمة.

إستراتيجية الهجوم الالكتروني :  توظيف الجيش الالكتروني الإيراني للهجوم على المؤسسات الحيوية البحرينية ، خصوصاً السيادية.  

إستراتيجية تنويع الأهداف التي تمس القطاع الاقتصادي بشكل مباشر  : قائمة الأهداف :  حادث مفتعل من الداخل في حقل أبوسعفه ، مصانع الألمنيوم الرئيسية، ميناء إصلاح السفن ، اختطاف الطائرات ، احتجاز الرهائن.

إستراتيجية الاغتيالات ، قائمة الأهداف :  لا تستغرب أن تسعى إيران لتفجير حسينيات ، وحتى  أئمة شيعة من الصف الثاني لإثارة الطائفة الشيعية في البحرين ، أو حتى شخصية شيعية لا دينية لتحقيق الهدف سالف الذكر.  

إستراتيجية اقتحام السفارة البحرينية في إيران بدعم وتوجيه من الحرس الثوري وإظهارها بمظهر الهبة الشعبية .

إستراتيجية الاغتيالات ، التفجيرات ، احتجاز رهائن  تطال سفارات البحرين في المناطق التي تمثل نقاط القوة للدولة الإيرانية : العراق ، لبنان ،اليمن

إستراتيجية اغتيالات  لسفراء بحرينيين في مناطق غير آمنة : باكستان ، مصر ، تونس ، جمهوريات أفريقية ، دول أمريكا اللأتينية .

- إستراتيجية  اختطاف الطائراتنموذج لاختطاف طائرة بحرينية، لإثارة الرأي العام الدولي  للتذكير بقضية الشيعة في البحرين .

د.نبيل العتوم 

رئيس وحدة الدراسات الإيرانية

مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية

وسوم: العدد 674