ضرورة حل القضية الكردية
( ال PKK و عبد الله اوجالان )
في المرحلة المقبلة أعتقد أنه من مصلحة تركيا العليا الإفراج عن عبد الله اوجالان أو إعادة محاكمته تمهيدا للإفراج عنه !.
لماذا ؟!.
لأن عبد الله اوجالان في أكثر من مناسبة ذكر بأن الجيش التركي يدعمه و لا يريد حلا للقضية الكردية !.
و هذا ثابت عنه في سجلات محاكمته و مراسلاته خلال فترة الهدنة بين عامي 2013م-2015م !.
تورغوت اوزال رحمه الله عام 1991م في دياربكر التقى اللاجئين العراقيين الكرد و قال كلمة عابرة :
( و أنا أيضا كردي ) !.
فقامت القيامة في تركيا آنذاك !.
ثم عام 1993م و عندما أعلن عبد الله اوجالان من دمشق تخليه عن فكرة الدولة الكردية ، شكل تورغوت اوزال لجنة من كل من :
الوزير عدنان قهوجي
الجنرال أشرف بيتليس
الصحفي اوغور مومجو
للإعداد لدراسة لحل القضية الكوردية !.
و شكل وفدا من شخصيات كردية :
ليلى زانا
خطيب دجلة
سري ساقيق
للسفر لدمشق للقاء عبد الله اوجالان !.
في نفس السنة ، قتل في ظروف غامضة كل من :
الوزير عدنان قهوجي ( حادث سير )
الجنرال أشرف بيتليس ( سقوط مروحية )
الصحفي اوغور مومجو ( عبوة ناسفة )
تورغوت اوزال ( سم في كأس عصير )
أما الوفد الذي سافر برا إلى دمشق ، عاد من حمص دون اللقاء ب عبد الله اوجالان عندما وصلهم نبأ وفاة تورغوت اوزال !.
رجب طيب أردوغان في عام 2005م ألقى كلمة شهيرة جدا في دياربكر و تعهد بحل القضية الكردية و قال : مستعد للموت في هذا السبيل !.
لعلمه بأن حل القضية الكردية خط أحمرررر !.
في عام 2009م أوعز رجب طيب أردوغان للاستخبارات المركزية التركية MIT بالتواصل مع ممثلين عن عبد الله اوجالان سرا في أوسلو !.
استمرت المباحثات 4 سنوات إلى أن سربها للإعلام التركي عميل في الإستخبارات المركزية التركية MIT تبين فيما بعد أنه من التنظيم الموازي !.
في عام 2013م ، لكن هذه المرة علنا تم الإتفاق مع عبد الله اوجالان و ال PKK و ال HDP على هدنة استمرت حتى 2015م !.
في 7 حزيران 2015م و بعد هزيمة حزب العدالة و التنمية Ak Parti في الإنتخابات التشريعية و فقدانه للأغلبية ، من الطبيعي جدا كان ال HDP جناج ال PKK السياسي ، مرشحا أن يكون شريكا له في الحكومة لأنه شريك له في الهدنة !.
لكن ال HDP قلب الطاولة و أعلن أردوغان عدوا رقم واحد له ، تبع ذلك إنهاء ال PKK الهدنة من طرف واحد في 15 تموز 2015م !.
تبع ذلك حرب طاحنة غير معلنة استمرت 8 أشهر سويت 11 مدينة بالأرض شرق الأناضول و مقتل حوالي 9 آلاف من ال PKK و الجيش التركي !.
يعني كلما اقتربت القضية الكردية من الحل تفشل بسبب من الأسباب و يقتل القائمين على مشروع الحل ، دائما و أبداً كانت الاتهامات تتجه لخلية ما داخل الجيش التركي ، و اعترف ضباط متقاعدون سابقون بأن الجيش التركي لا يريد حلا للقضية الكردية !.
و أخيراً و بعد الإنقلاب الفاشي الفاشل ، و تنظيف الجيش التركي من مرتزقة فتح الله كولن ، أرى أنه آن الأوان لحل هذه القضية المستعصية !.
و عبد الله اوجالان سيكون فاعلا في مسيرة الحل لما يملك من أسرار !.
لن تستقر تركيا أبدا دون حل للقضية الكردية ترضي جميع الأطراف و تسحب البساط من تحت قدم الغرب الذي خلق مشكلة لا يريد حل لها أبدا !.
ملاحظة : كان من أهداف الإنقلاب اغتيال اوجالان .
منقول عادل داود اوغلى
وسوم: العدد 678