نواكشوط... هل من جديد ..؟
الامين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد ابو الغيط اكد في كلمته الافتتاحية امام اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضري لقمة نواكشوط بجامعة الدول العربية ان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة يمثل تهديدا اساسيا للأمن القومي العربي, كلام ليس جديد قيل في القمة العربية السابقة شرم الشيخ 2015 , دون تحديد الانظمة و الجماعات والعصابات التي تهدد الامن القومي العربي بل ان كل الساسة العرب والرؤساء و وزراء الخارجية يعرفوا هذا ولا يتجرؤوا على التصريح بان اسرائيل دولة ارهاب منظم و بصمات اصابعها تعبث في الاحشاء العربية من كل مكان ,اكمل ابو الغيط ان المسارات الحالية لعملية السلام اثبتت على نحو جلي عدم جدواها وعدم قدرتها على ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية و انهاء الصراع العربي الاسرائيلي, تأتي هذه التصريحات قبل يومين فقط من انعقاد القمة العربية في نواكشوط لدورتها السابعة والعشرين والتي تأتي في ظل واقع عربي ضعيف وهوية عربية مهددة وارهاب ايدلوجى موجه يستهدف عمق بلاد العرب و يحاول حفر ثقوب سوداء في جنبات الامة العربية وهوية فلسطينية تقتلها اسرائيل يوميا واعدام يهودي صهيوني مستمر للفلسطينيين في كل مكان ومقدسات اسلامية تنتهك حرمتها كل يوم وارض تسرق وتستوطن ومدن فلسطينية محاصرة ومغلقة كالسجون الكبيرة , فهل يعي العرب ان كل كياناتهم وضعت لها الخطط بأشراف اسرائيل لتفتيتها وتمزيقها بالتزامن مع اعلان الكيان اليهودي على كل ارض فلسطين ومطالبة العرب الاعتراف بهذا الكيان .
السؤال الذي يداهم ذهن كل عربي و فلسطيني هل تأتي القمة العربية بجديد هذه المرة ؟ نامل هذا مع ان المؤشرات واضحة قد لا تصل القمة العربية لقرارات جديد في نوعيتها بل انها قد تكون قرارات مكررة وتم صياغتها بلغة اكثر او اقل حدة , وخاصة ان القمة العربية اليوم تعقد وفرنسا تحاول تجنيد كل قوي العالم لمؤمر دولي لحل الصراع ضمن اطار استراتيجي ضاغط وهذا يضعنا اليوم امام تحدي كبير على مدي قدرة العرب على الزام العالم بتحديد مرجعيات عملية السلام المشروعة واعتماد المجتمع الدولي وخاصة باريس مبادرة السلام العربية دون تعديل واعتماد ما جاء فيها من بنود والزام اسرائيل بالاعتراف بها واتخاذ قرارات دولية بتنفيذ وانفاذ كل القرارات الشرعية ذات العلاقة بالصراع , لعل القرارات التي يمكن ان تصدر عن قمة نواكشوط يمكن ان تحدد مدي سلامة العمل العربي المشترك في كل المجالات لمواجهة التحديات التي تعصف بالأمة العربية الان ومازالت تستهدف امنها القومي العربي و تنهش من جدارة المتهالك .
ما تم اتخاذه من قرارات في الدورة السادسة والعشرين للقمة العربي بشرم الشيخ العام الماضي جاءت جميعها كقرارات كبيرة في مضمونها ومعناها السياسي التي ركزت على حماية الامن القومي العربي ودعم الجهود العربية في مكافحة الارهاب واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتجفيف منابع تمويله للحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للعناصر الارهابية , مضي اكثر من عام على تلك القرارات والارهاب المهدد للهوية العربية اخذ منحي جديد فقد وصل الى درور العبادة بالسعودية وضرب مصر في كل موقع والاردن و اللافت مع انعقاد القمة الجديدة ان الكثر من توصيات القمة الماضية مازالت حبرا على ورق برأي على الاقل تلك القرارات التي تتعلق بفلسطين ودعوة واشنطن لاتخاذ موقف حازم وصارم لوضع حد لسياسات الاحتلال الاسرائيلي احادية الجانب والخطيرة التوجه والتي باتت تهدد حل الدولتين وتجعل مدي تطبيقه امرا صعبا واشبه بمستحيل .
اليوم نحن على موعد مع قمة عربية اخري وقرارات عربية مكررة و وضع عربي غير مستقر وتهديد مقدرات ومكونات هذا العالم دون رادع ودون ايجاد خطة عربية لتجفيف منابع الارهاب ودون الاعتراف بان الارهاب اصبح بيننا وقد يصبح طرفا في النظام الاقليمي الجديد وهو الارهاب الاحتلالي الاسرائيلي والتأكد ان محاربة الارهاب تبدأ من انهاء الارهاب المتمثل في الاحتلال والاستيطان وسرقة الاض وتهويد القدس وتقسيم الأقصى واعدام الابرياء , لن تأتي قمة نواكشوط بجديد هذه المرة ,ولن يستطيع العرب تحديد مدخلات مؤتمر السلام في باريس ولن يستطيع العرب تحييد واشنطن كطرف مهيمن على عملية السلام بالكامل لا تترك مساحة عمل دولي يثبت فيه المجتمع الدولي عدالته ولو لمرة واحده وينهي الاحتلال الاسرائيلي ويحمي الامن والاستقرار بالمنطقة العربية من خلال حماية المقدسات والارض واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية.
وسوم: العدد 678