نفثات منتظر
قطوف وتأملات
المطلوب مبادرة .. فقط مبادرة
وصورة في الآيفون تكفي لتكون لكم المنابر والمآثر والمفخرة
وإزاء الأحداث الجسام التي تدور حولنا ..
وإزاء الأيدي الممتدة من كل اتجاه إلى قصعتنا ..
وإزاء ما نسمع ... وإزاء ما نرى .. وإزاء ما نشعر ونعيش ..
ننتظر منكم سادتي ..قرابتي ..إخوتي : مبادرة.. على مقاسكم فقط مبادرة ..
ربما صورة على جهاز الأيفون كما الزعيم أردوغان ..
يظهر فيها ( سيدنا الجليل ) تطمئننا فيها صورته عليه ..
يلوح لنا فيها بيد ليشعرنا أنه حي ..
يبتسم فيها .. أو يذرف دمعة على مآسينا ،كما الصياد ذابح العصافير ، لندرك أنه يألم لما ينزله بنا من مصاب ..
وأنه يألم لملاييننا تعيش تحت الحصار .. تنام تحت الحصار .. تجوع تحت الحصار ... تتنفس تحت الحصار
ملاييننا التي تحاصر الحصار ..
وتحاصر كل من يضرب الحصار ، ويتواطأ على الحصار .. ويسكت عن الحصار ..
المطلوب مبادرة ولو في صورة خطوة ...
خطوة إلى الأمام .. ، أو إلى الوراء ..، أو إلى اليمين..، أو إلى اليسار ..
لا يهم .. المهم أن تقنعنا خطوة أننا لسنا مشلولين .. وأننا ما زلنا قادرين على سحب قدمنا إذ تخزها إبرة الاختبار من طبيب .
وأننا ، وقد أمتنا الجوع ، ما نزال يؤلمنا الجوع ..وأننا قد تدفأنا بالبرد ما نزال يلسعنا البرد ... وما نزال يؤرق أعيننا وقلوبنا بكاء الوليد ...
المطلوب مبادرة ...
مبادرة ( صوت ) ، نأمة ، لا يهم ، أو همسة أو مناغاة مثل مناغاة الرضيع، حرف الغين سهل سيدي فجربه ، وتدرب عليه وتذكر أنه سهل، ولذا به يبدأ الطفل التغريد ..
المطلوب مبادرة في امتحان للذاكرة ..
وسيربح المليون من يعد مدننا ويحفظ أسماء قرانا .. سيربح الملوينين من يتذكر الرقة المطوية .. ودير الزور المنسية .. وسيكافأ بنوط الشجاعة من يتهجى داريا ..فيتذكر أن الدا من ( دادا ) والراء من ( رباب ) واليا من ( يا ) أنا الكبير ..ومن صعب عليه هجاء ( حلب ) فليحذف الياء من قوله في عمر الرضاع ( حليب )...
نعم يا قرابتي ... يا إخوتي : ننتظر مبادرة من عقول مكبلة ، ووجوه مغيبة ، فهل نراها منورة ..؟!
ننتظر مبادرة تصرخ في أسماعنا .. ترسم في عيوننا .. تكتب في قلوبنا :
أن سورية لأعدائها ستكون المقبرة ..
ننتظر مبادرة ..أي مبادرة ..
صورة في الآيفون تكفينا لتكون لكم المنابر والمآثر والمفخرة ...
وسوم: العدد 679