الإرهاب في الإسلام هوالردع حَصراً
والحرابة لها أحكام خاصّة ، في الشرع الإسلامي!
ا ـ قال تعالى، في كتابه العزيز ، بشأن اِلحرابة :
" إنّماجزاءُ الذين يحاربون الله ورسولَه ، ويسعَون في الأرض فساداً ، أنْ يقتّلوا أويصلّبوا، أو تقَطّعَ أيديهِم وأرجلُهم مِن خِلافٍ ، أو يُنفَوا من الأرضِ . ذلك لهمْ خِزيٌ في الدنيا ، ولهمْ في الآخرةِ عذابٌ عَظيم ". المائدة /33
هذا هو جزاء الحِرابة : عِقاب وخِزي في الدنيا . وعَذاب أليم في الآخرة.
ب- وقال عزّوجلّ ، في كتابه العزيز ، بشأن الإرهاب :
" وأعِدّوا لهمْ ما استطعتم مِن قوّة، ومِن رِباطِ الخَيلِ ، تُرهِبونَ بِه عَدوّ الله وعَدوّكم ، وآخرينَ مِن دونِهم ، لا تَعلمونهم، الله يَعلمهُم . وما تُنفِقوا مِن شَيء في سبيلِ الله، يُوفّ إليكمْ وأنتمْ لا تُظلَمون ". الأنفال/60
ولنتأملْ مضمونَ الآية جيّداً :
- أمَرتْ بإعداد القوّة، ولمْ تأمرْ باستعماِلها . فلمْ تقلْ – الآية الكريمة - مَثلاً : اهجُموا .. أو أغِيروا ..أو اقتَحِموا .. بلْ :" أعِدّوا " .
_ ومِن رِباط الخَيل ، أي: مرابطتها في الثغور . ولم تقل الآية مثلاً: مِن إغارةِ الخيلِ ، أو هُجومِها ..
-تُرهِبون به عدوّ الله وعدوّكم : والإرهاب هنا، هو التَخويف حَصْراً . أي: إدخالُ الخوف في نفوس الأعداء ، كيلا يهاجِموا المسلمين ، أو يَعتدوا عليهم ..
وواضح أنّ في هذا الردع ، حَقناً لدماء المسلمين ، ودماءِ أعدائهم، في الوقت ذاته . ولو وجَد الأعداء لدَى المسلمين ضَعفا،ً أو غفلة ، فهاجَموهم ،لأريقت دماء كثيرة من الفريقين ، بصَرف النظر عن كثرة القتلى وقلّتهم ، هنا وهناك. ولقد قالت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة(مارغريت تاتشر) عن سياسة الردع: " إنّ سياسة الردع ، وقَتْ أوروبّا من الحروب أربعين سنة ، وهي التي لمْ تَخلُ سَنة واحدة في تاريخها من الحروب ".
ج- لقد ضَمّن الإعلام الغربيّ المعاصر، ( الإرهابَ ) مَعنى (الحَرابة)، وفرَضَه على العالم كلّه، حتّى على المسلمين ، بل حتّى على كبارِ علماءِ المسلمين..! فصاروا يشنّعون على الإرهابِ والارهابيّين، ويعلِنون أنّ الإسلام بَريء من الإرهاب ..! ويُقيمون الحجّةَ على أنفسِهم وعلى دينِهم، الذي يَنصّ في كتاب الله ، على وجوب إرهابِ العدوّ ( تَخويفِه) دَرءاً لِعدوانِه . فلم يقنِعوا أحداً مِن غير المسلمين، الذين يَرون كلمةَ الإرهاب في القرآن نفسه . ولو بيّنوا معنَى الإرهاب في الإسلام بدايةً ، ونَشروه في العالم، لدَفعوا الحرجَ ، عن أنفسهم، وعن أمّتهم !
د- أمّا المصطلحات الأخرى التي تتضمّن العنفَ ، فلَها في الإسلام مَعانٍ شتّى ، متباينَة :
* فالعدوان : -مثلاً- مَنهيّ عنه، بشكل صارم ، في آيات كثيرة من كتاب الله . وحتّى في تَناجي الناسِ فيما بينَهم : " ياأيّها الذين أمَنوا إذا تناجيتم فلا تَتناجَوا بالإثم والعدوان .." / المجادلة /آية9 . وحتى في العلاقات الأسريّة( وإذا طلّقتم النساءَ فبلَغنَ أجلَهنّ فأمسكوهنّ بمعروفٍ أو سَرّحوهنّ بمعروفٍ ولا تُمسكوهنّ ضِراراً لتعتَدوا ومَن يفعلْ ذلكَ فقدْ ظلَم نفسَه..). البقرة / 231/.
إلاّ ما كان ردّاً لعدوانِ الآخرين : " فمَن اعتدَى علَيكم فاعتَدوا عليه بِمثل ما اعتَدى عليكم" ./البقرة/194
والقتال: له شروطه وأحكامه وآدابه ، التي بيّنتها آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبيّ (ص). وحتّى في القتال ، نَهْي عن العدوان : " وقاتِلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تَعتدوا .." البقرة / 190
لقد بيّن الله حجّته البالغةَ ، وأقامَها على المسلمين قبلَ غيرهِم . فَهلاّ بيّنَها علماءُ المسلمين ودعاتُهم للناس ، وأقاموها عليهم ، كما وَردت في كتابِ الله وسنّة نَبيّه ؟ وهلاّ نقلوها إلى لغات الآخرين ، ليفهموها ، أو ليفهَمها مَن كان منهم حريصاً على الفهم والإنصاف ، ليكون نصيراً للمسلمين عند قومه، أوـ في أقل تقديرـ لتعرف شعوب العالم ، التي تنظر إلى المسلمين بريبة وحذر، كيف يفكّر هؤلاء المسلمون ، وما الضوابط الدينية والخلقية ، التي تمنعهم من إيذاء الناس ، أو العدوان عليهم ..!
ونعتقد أن كل مسلم مقيم في بلاد غير إسلامية ، قادرٍعلى نقل هذه المعاني ، إلى لغات الآخرين .. مندوبٌ لأن يؤدّي هذه المهمّة - إن لم يكن إحساساً منه بواجب شرعي - فدفاعاً عن وجوده ، ووجود أبناء ملّته الذين يقيمون ، معه ، بين أناس يناصبونهم العداء ، بسبب فهم خاطئ لأفكارهم ومعتقداتهم !
وسوم: العدد 700